شمس الشموس
  خطاب وبيعة للملك
 

خطاب المبايعة لعبد الله الثاني ملك الأردن




بسم الله الرحمن الرحيم

خطاب وبيعة للملك

مولانا الشيخ ناظم الحقاني قد سره

27 ابريل 2012 – 6 جمادى الثاني 1433

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. نحن نعيش في زمن أخبر عنه رسول الثقلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم). فعندما سئل عليه الصلاة والسلام عن المستقبل قال:

"سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ..". أو كما قال عليه الصلاة والسلام. نحن وصلنا إلى زمن كاد فيه الجبابرة أن ينهزموا ويزولوا عن الوجود. وسيبعث الله من يؤيد هذا الدين، "ثم يخرج رجل من أهل بيتي".

أيها الملك المعظم والمكرم والمشرف، ملك الأردن من أهل البيت الذي يمثل ويحمل حمل العرب وكذلك حمل المسلمين جميعاً. ونحن في زمن أصبحت الأمة بلا إمام ولا خليفة، يمثل الرسول صلوات الله وسلامه عليه (مولانا يقدم التحية للرسول صلى الله عليه وسلم وهو جالس لعجزه عن القيام). والآن ما بقي في مشارق الأرض ومغاربها من يحمل حمل أهل البيت سوى جلالته. وهو سوف يكون مع المهدي عليه السلام. وهو من نسل النبي عليه الصلاة والسلام ويمثل شرف سلالته.

جلالة ملك الأردن، جلالة الملك عبد الله! أنا العبد الفقير .. كنت في الشام قبل 70 سنة تقريباً. كان ذلك  قبل ولادة جلالتكم. كنت عند سيدنا الشيخ عبد الله الداغستاني الذي كان شيخاً لجدكم، جلالة الملك عبد الله الأول، والذي كان إماماً وأميراً وملكاً للأردن آنذاك. وكان الملك قد أخذ العهد في الطريقة العلية من سيدنا الشيخ عبد الله الداغستاني. وكنت هناك عندما حضر مفتي المملكة مبعوثاً من قبل جلالته لزيارة الشيخ عبد الله الداغستاني ليسلم عليه وفي حوزته بعض الأسئلة: "ما الخبر؟ وكيف أتصرف؟ وماذا عندك من الأوامر في حقنا؟ وماذا يريد شيخي الشيخ عبد الله الداغستاني أن يخبرني به؟" ..  

وكان قد أعد عدته ليسترد أرض الحجاز لكونه الوارث الحقيقي في ذلك الزمن. ولا يشهد على هذا الحدث إلا هذا العبد الفقير (يشير إلى نفسه). قال لي سيدنا الشيخ: "يا شيخ ناظم! هات بقلم وورق واكتب ما أمليه لك، لجلالة الملك عبد الله ملك الأردن". فقمت بكتابة رسالة طويلة عريضة. وكان آنذاك، جدكم هو إمام وأمير وملك الأردن، (يخاطب الأمير الأردني) وكان قد جهز نفسه لاسترداد أرض الحجاز. كتب مولانا الشيخ في الرسالة قائلاً: " الآن ليس وقته". سمع جدكم الملك والإمام عبد الله الأول كلام شيخه وقال: "صدق الشيخ. كنت قد أعددت العدة على أن أهجم وأسترد أرض الحجاز حيث نحن أصحابها الشرعيون وليس أولئك الناس الذين جاءوا من الصحراء" .. وقال رحمه الله: "منعني الشيخ. وقمت بتصديقه، إذ أريت في المنام أنني في روضة جدي صلوات الله وسلامه عليه وقد هجم علي وحش من الوحوش كاد أن يهلكني ولكنني تمكنت من القضاء عليه بسبب شيخي".

وقد أخبره مولانا الشيخ، بأنه سيأتي من بعده ملك من نسله؛ من نسل النبي عليه الصلاة والسلام، اسمه أيضاً عبد الله وسيوكل له هذا الأمر. وقال له الشيخ: "أوصيك يا جلالة الملك أن لا تحضر أي جماعة أو جمعة". وقد قمت أنا بكتابة تلك الرسالة في ذلك الوقت. ولكن، سبحان الله! الأمر لله سبحانه وتعالى (مولانا يقدم التعظيم لله تعالى جالساً لتعذره عن الوقوف). {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً}، (الأحزاب:38).

وذات يوم جاء جدكم، الملك الراحل، الأمير عبد الله إلى بيت المقدس وصادف أن يكون ذلك اليوم يوم الجمعة. فقال له وجهاء البلد، "يا أمير هذه فرصة عظيمة، وجودكم هنا. نصلي معاً صلاة الجمعة في بيت المقدس". سبحان الله! "وكان أمر الله قدراً مقدوراً". نسي وصية شيخه وذهب مع وجهاء البلد إلى المسجد الأقصى وعند الدخول ضربوه بالنار واستشهد. لقد تم الأمر هناك وانتهى ورحل عبد الله من الدنيا. ربما كان ذلك قبل 50 أو 60 سنة. كان مولانا الشيخ دائماً يقول سوف يفتح عبد الله القدس الشريف وما فيها .. سبحان الله! بعد عدة سنين جاء قرة عيني جلالة الملك عبد الله. وهو أسد من أسود الله. ومشار عليه أنه أسد الصحراء .. سبحان الله! وهو الآن على عرش الأردن. ولكن مضيق عليه من كل الجهات.

وكنت أكتب أنا من ألسنة أهل الحقيقة أخبارهم. كان مولانا الشيخ يقول لجلالة الملك حسين عفا الله عنا وعنه أنه سيكون تحت يد الملك عبد الله عشر دويلات.

ونحن في زمن، وقع أهل الإسلام في أيدي الجبابرة الملاعين. وهؤلاء عملوا كل ما في وسعهم كي ينسو الناس أمر الخلافة والملكية وأهميتها في الإسلام، واخترعوا ألف حيلة لذلك. نسي الناس ذلك وأصبحوا في حيرة من أمرهم .. سبحان الله! هذا العبد عبدٌ لجلالة الملك إن قبل بي (ويشير إلى نفسه) .. عمري واصل قريب من .. الله أعلم! ..  

وردني خطاب لجلالته، بأن الجبابرة موجودون في أرض الشام. ووردني سؤال: "ماذا سيفعل جلالته؟ .. الشام مفتوحة ولا أحد فيها. لماذا لا يهيئ نفسه للدخول فيها؟ .. مم هو خائف؟ .. كان متردداً ولكن التأييد لجلالته قادم. وما عليه إلا أن يقوم ويعلن أنه هو الخليفة وأنه آخر الملوك الذي سيرفع علم الإسلام. لذا عليه بأن لا يتردد لأنه يمثل أهل البيت. ووراثته وراثة حقيقية من جناب الرسول صلى الله عليه وسلم.

امش ولا تخف! وأعلن للناس، "أنا الوارث لنبي آخر الزمان وأنا الذي سأجمع كلمة الإسلام وسأطرد الجبابرة من كل المنطقة، من العشر دول".

سبحان الله العلي العظيم! .. الله أكبر الأكبر! لا بد أن يعلن أنه الوارث للخلافة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وبأنه هو الذي سيرفع علم الرسول عليه الصلاة والسلام. وسوف يكون عند جلالته ثلاثة ألوية: لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولواء المهدي عليه السلام ولواء لجلالته .. يرفع الثلاثة ويمشي.

أنا أول شخص يقوم بمبايعته. أبايعه من هنا. وإنني أعلن هذا الأمر للعالم الإسلامي أجمع بأنه هو الوارث، وسيرفع علم الإسلام وهو سيكون غالباً ومظفراً، وسيجمع عشر دويلات تحت إمرته.

ثم يظهر المهدي عليه السلام ويأتي من جهة القدم في الشام. وسيكون ملك الشام هو جلالة الملك عبد الله الثاني وسيأتي رافعاً الراية، معلناً: "أنا الوارث الحقيقي لجدي الأعلى، سيد الأولين والآخرين وأريد البيعة من كل الناس، من كل المسلمين".

وإنني أول شخص يقوم بمبايعته. فهو صاحب هذا الزمان .. وهذا الفقير، أول مبايع لجلالته (ويشير إلى نفسه) .. فليقبل بيعتي! وآمل من جميع المسلمين أن يبايعوا جلالة الملك عبد الله ويؤيدوه. هذا الفقير أول من بايعه فليقبل بيعتي! .. فليقبل بيعتي! .. أراه مع المهدي عليه السلام يرفع ثلاثة ألوية: لواء النبي عليه الصلاة والسلام، لواء المهدي عليه السلام ولواء له ثالث. يرفع الألوية الثلاثة ويمشي .. هذا العبد عبد فقير .. من يسمع مني يجب عليه مبايعته لله وفي الله. لأنه "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، (حديث صحيح، رواه مسلم). وإنني بايعته .. بايعت جلالته علناً، لله وفي الله. وكل الأولياء الموجودون بايعوه كذلك .. فليمش! .. فليمش! .. ثم إنني آمر كل من يسمع من هذا الفقير بأن يقدم بيعته، من كافة أطراف العالم، جميعهم. وسيكون لنا شرفاً في الدنيا وفي الآخرة. فليعش خليفة المسلمين! .. والآن إنني أعلن بأنه هو، لا غير. ومن يبايعه يسعد ولا يشقى! (ثم يلتفت إلى ضيفه الأمير ويقول)، هذا الخطاب لكم. وقد أرسلتم إلى هنا وكنت أنتظركم.

سوف يرفع جلالته الألوية في بلده وفي سائر البلدان. أقولها وأعلن بأنه هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو يمثل أهل البيت ويمثل المهدي عليه السلام حتى يظهر. فليمش! ..  فليمش بإذن الله، وبأمر الله! .. يا صاحب الجلالة! .. فاقبل معذرتي يا جلالة الملك عبد الله، ملك الأردن! .. أنت أنسب رجل للخلافة الإسلامية، حيث أن الجبابرة ألغوا الخلافة، وسوف تعود على يديك. هو الآن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يمثل أهل البيت إلى حين ظهور المهدي عليه السلام. وثلاثة ألوية ستمشي أمامه.

الحمد لله قد بلغت، وأنا الفقير أول من بايع جلالته. وأُمرت أن أخاطب جلالته وأقول له ألا يخاف لأن جلالته مؤيد .. "امش ولا تخف!" .. رفع الله راياته!

يتوجب على كل قبائل العرب مبايعته وتأييده. من يؤيده يصبح من أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب.

يا صاحب الجلالة، فاقبل أول بيعة فإنني بايعتك! ومن يستمع لهذا الفقير فليبايعه أيضاً، وإن شاء الله يقوم للإسلام قيام ويصبح له قوة مؤيدة من طرف السماء. 

أرسلكم الله يا سمو الأمير عباس! .. كونوا أنتم وكل القبائل معه! .. من يخالفه يهلك ومن يبايعه يُرفع قدره في الدنيا والآخرة! 

يا الله .. يا ربي .. توبة يا ربي .. أقدم بيعتي، أول بيعة لصاحب الرسالة، لإمام المسلمين وخليفته. هو الخليفة لا غير .. هذا الذي أُمرت بتبليغه وقد بلغت. يا صاحب الجلالة فاقبل بيعتي! .. فاقبل بيعتي! .. أكتب اسمي في أول أو آخر من يقدمون البيعة، فقد بايعتكم.

إن شاء الله! يوم الحشر والقرار سيكون لمن بايع جلالته تأييداً للإسلام شرف. وجنود السموات يؤيدونه فلا خوف! الفاتحة .. أقبل يده الشريفة مع قدميه؛ جلالة الملك. الفاتحة. 

هذا لكم يا سمو الأمير عباس! وجلالته مؤيد بالقوة. ما شاء الله! .. ما شاء الله! .. ما شاء الله! .. ما شاء الله! .. مبارك أهل البيت في الأردن! "الحق يعلو ولا يعلى عليه". هو مع الحق والذي يخالفه يُهزم! سيهزمون هنا في هذه الحياة الدنيا وهناك. 

أهلاً وسهلاً يا سيدي! .. قبل يديه وقدميه! إنه سلطان فليلاحظني! .. فليلاحظني! خزائن الأرض تحت قدميه. الفاتحة.

الذين يخالفونه لا مستقبل لهم. {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ} .. سينتهون. هو عنده قوة .. قد أوتي قوة .. 

 

 
  3004392 visitors