شمس الشموس
  داوود عليه السلام
 

بسم الله الرحمن الرحيم

إنتقل النور إلى داوود عليه السلام

لم يعد طالوت يتحمّل وجود داوود عليه السلام , فما كان من داوود عليه السلام سوى اللجوء إلى الغابات هربا منه . زوّج طالوت زوجة داوود عليه السلام إلى رجل آخر , وأخذ الجنود يصطادوه كما يصطادوا الحيوانات . سئم طالوت من نظرات الكهنة والحكماء له فحكم عليهم بالإعدام .

تجمّع أناس ذو إيمان قوي حول داوود عليه السلام وكوّنوا عصبة من الجنود يحرسون الحدود الجنوبية من مملكة بنو إسرائيل . بالرغم من إعتبارهم خارجين عن القانون فإنّهم إستمرّوا في المساعدة في الدفاع عن المملكة .

أعطي داوود عليه السلام موهبة من الله عزّ وجلّ الا وهي أن يضع الحب الإلهي الذي يملأ قلبه إلى كلمات وموسيقى . لقد كان يملك صوتا جميلا جدا لدرجة أن الحيوانات المتوحّشة  كانت تجتمع حوله لتتسمّع له . وأمّا البشر فلم يستطيعوا إلاّ ويزرفوا دموع الفرح عند سماع صوته . عاش داوود عليه السلام ورجاله لمدّة سبعة سنوات في الكهوف مختبئين من الملك . في هذا الوقت تزوّج داوود عليه السلام عدّة نساء وجلب العديد من الأولاد .

أخيرا إسترجع طالوت القليل من وعيه وبدأ يتحسّر على ما فعله بداوود عليه السلام , وأدرك كم عصى الله عزّ وجلّ بفعلته هذه . أراد أن يتوب  ويستغفر الله عزّ وجلّ لكنّه لم يعرف كيف يفعل ذلك . لقد قتل جميع الكهنة والحكماء ولم يبقى أحد لينصحه . في يوم من الأيّام أخبره أحد الحرس عن وجود إمرأة عجوز حكيمة ممكن أن تساعده . أخبرته المرأة بأن عليه أن يرتدي ثياب كجنوده ويذهب ومعظم أولاده إلى المعركة ليحاربوا هناك .

فعل طالوت ما طلب منه وإستشهد وأولاده في المعركة . حزن داوود عليه السلام لموتهم لكنّه إعتقد أنّهم بهذه الطريقة سامحهم الله عزّ وجلّ . بقي ولد من أولاد طالوت على قيد الحياة فأعلن نفسه ملكا وبدأ بمطاردة داوود عليه السلام كما فعل والده سابقا . كان داوود عليه السلام يثابر في الصلاة لربّه طوال الليل إلى أن ظهر عليه جبريل عليه السلام وأخبره بنبوءته وأعطاه أوّل آيات من كتاب يدعى الزبور . بقي داوود عليه السلام طوال الليل يتحاور مع جبريل عليه السلام الذي كان يعلّمه من الحكمة الإلهية .

تجمّع بنو إسرائيل حول داوود عليه السلام فالنور المحمّدي كان يسطع من جبهته . ترك الجنود إبن طالوت الذي قتل على يد أحد حرّاسه .

أصبح داوود عليه السلام ملكا ونبيا لبني إسرائيل وإتّخذ من القدس عاصمة له . جلب تابوت العهد إلى هناك وبدأ ببناء جامع على مرأى من صخرة ضخمة معلّقة في الهواء . إستمرّ عهده لمدّة أربعين سنة . خلال هذه الفترة كان يتنزّل عليه كتاب الزبور الذي يتضمّن مئة وخمسين جزء فيه أغان ومدح لله عزّ وجلّ .

إستعاد داوود عليه السلام زوجته إبنة طالوت وتزوّج عدد كبير من النساء, ويقال أنّه تزوّج تسعة وتسعون إمرأة ورزق بكثير من الأولاد . حتّى وعندما أصبح ملكا إستمر داوود عليه السلام في صناعة معاطف البريد بيديه لكي يعوّل عائلته الكبيرة .

أعلن الله عزّ وجلّ أنّ الملكية في إسرائيل ستبقى في عائلة داوود عليه السلام . لكن داوود عليه السلام كان عنده تسعة عشر ولدا وكلّ منهم يشعّ النور المحمّي من جبهته . خاف داوود عليه السلام أن يختلف الأولاد بين بعضهم البعض إذا ما توفي فأراد أن يعرف الملك وهو على قيد الحياة . أخبر جبريل عليه السلام داوود عليه السلام أن يزرع كلّ من أولاده عصاه في غرفة مغلقة  والعصا التي تصبح خضراء في الصباح الباكر يكون صاحبها الملك المقبل . زرع الأولاد عصيانهم في الأرض وحفروا إسماءهم عليهم ليعرف لمن كلّ منها . في الصباح الباكر كانت العصا التي تنتمي إلى سليمان عليه السلام قد نمت وأصبحت بطول السقف وفرّخت العديد من الأغصان والأوراق الخضراء .

عاش داوود عليه السلام لمدّة مئة سنة وترك الدنيا يوم السبت وهو يصلّي لله عزّ وجلّ , ودفن في بلده القدس .

فليبارك الله بداوود عليه السلام وليمنحه السلام .   

 
  3004762 visitors