شمس الشموس
  01.04.2013
 
يا غارة الله


سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره
 

1 أبريل 2013 – جمادى الأولى 1434

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا ربي أنا عبدك الضعيف، فقو ضعفي في رضاك. بسم الله الرحمن الرحيم، (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى). الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، (مولانا يجلس) .. يا غارة الله أدركونا! .. يا غارة الله أدركونا!

طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية. كان حضرة سيدنا شاه النقشبند دائماً ما كان يستخدم هذه العبارة في حديثه؛ "طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية". ونحن نرغب أن نمتثل بآداب السادات النقشبنديين، الذين أخذوا أدبهم من الصديق رضي الله عنه. والصدّيق أخذ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

نحن أدركنا زمناً صعباً للغاية. ذكرني مولاي بأخبار عديدة. أول الأمر .. يا شيخ عدنان والحاضرون ويا شيخ بهاء الدين .. أول اجتماع لي مع واحد من الثلاثمائة وثلاثة عشر ولي من الأولياء، بعدد الرسل عليهم السلام في إسلامبول (اسطنبول)، كان سنة 1940. تعجبت، عند أول رؤيتي لهم. كانوا معممين وملتحين، ويرتدون الزي الإسلامي. ربما كان عمره هو، فوق الثمانين. صليت التراويح في مسجده، فانشرح صدري له وأحببت مجلسه؛ ذاك الشيخ سليمان أرضرومي أفندي.

كان يقول في خطابه: "اعتبروا كل ليلة وكأنها ليلة القدر لكي تصيبوا بركتها ، واحترموا كل شخص وكأنه سيدنا الخضر، عليه السلام. أي قدروا الليالي واحترموا عباد الله. وكان الشيخ قد منع من قبل الجبابرة من مخاطبة الناس، لكونه معمماً ولباسه لباس المشايخ القدماء. وفي أيام الأحد كان يقوم في محرابه ويكلم الناس قائماً ببضع كلمات، مع أن عمره كان فوق الثمانين .. ومنه سمعت خبر سيدنا المهدي عليه السلام لأول مرة. تعجبت .. كان يقول، أيها الإخوان! أنتظر ظهور صاحب الزمان المهدي عليه السلام. ومن علامات ظهوره أن يكون هناك حرب تشمل الدنيا كلها، وستكون معركة عظيمة، ينقسم العالم إلى طرفين يكون بينهما مقتلة عظيمة ويقتل فيها من الناس ما لا حد لها ولا عد. وذلك القتال سيهز غارة الله. ومن ثم سيظهر صاحب الوقت مكبراً؛ الله أكبر! .. الله أكبر! .. الله أكبر! وبهذا التكبير ستتوقف كل الأسلحة وتنتهي .. هذا الخبر أتذكره وكأنه اليوم.

كان يقول، "أتوقع هذا العام أن يكون حرب كبيرة؛ مقتلة عظيمة إلى أن يظهر المهدي عليه السلام ويكبر .. كم سنة مضى منذ ذلك الوقت؟ سبعون سنة؟ .. وكان يقول، تلك الحرب ستهز غارة الله وتجلبه. والله ذو الجلال سيأمر المهدي عليه السلام بالتكبير، (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) .. الله أكبر! .. الله أكبر! .. الله أكبر! وفي الحال، ستتوقف الأسلحة التي يعتمد عليها الكفرة الفجرة .. (مولانا يضرب كفاً بكف) .. لن تعمل. بتكبير المهدي عليه السلام، سيتوقف كل ما يعتمد عليه أهل الكفر من الأسلحة؛ الطائرات لن تطير والبوارج لن تعمل. كلها ستتوقف في الحال. هذا الكلام هو بمثابة مقدمة حول الملحمة الكبرى، التي ينتظرها الأولياء.

"لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة". (أخرجه البخاري ومسلم).

 الأولياء ينتظرون هذا. ستحدث مقتلة عظيمة. حرب تهز غارة الله .. يا غارة الله أدركونا! .. هكذا يقول الأولياء. إنهم ينتظرون أن يأتي ذلك الوقت. كان الشيخ يقول، "أنتظر أن يكون قتال عظيم بين طرفين يهز غارة الله .. هذا الكلام باللغة العربية أليس كذلك؟ أمر الله تعالى حبيبه، عليه الصلاة والسلام أن يأمر المهدي عليه السلام بالتكبير. وتكبيره سيبطل في الحال كل الأسلحة التي يعتمد عليها أهل الكفر.

.. كلامنا على غارة الله وكيف سيؤمر المهدي أن يكبر .. "أنا منتظر .." كان يقول ذلك الولي. كان هو الوحيد في إسلامبول، الذي لا يخرج من بيته، لأن جبار الأتراك منع لبس العمائم. "العمائم تيجان العرب"، معناه تيجان الإسلام. كان يقول .. أنا منتظر لهذه الأيام التي نحن فيها، والتي ستكون فيها حرب شاملة عامة، تعم الأرض قتالاً وتهز غارة الله. ومن ثم يأمر الله تعالى صاحب الزمان أن يكبر. وعندما يكبر تتعطل الأسلحة المعتمدة عند أهل الكفر. حينها ستكون الملحمة الكبرى في سهل عمق. فيحضر من طرف الشمال بنو أصفر .. هل تعرفون من هم بنو أصفر؟ هم الروس. سيأتون بثمانين غاية أو لواء. وتحت كل لواء اثنا عشر ألف عسكري. ومقابله من طرف الشام يحضر عسكر الإسلام بثمانين لواء. وسيكون بينهما مقتلة عظيمة. والله سيمد في ذلك الوقت، أهل الإسلام بمدده ويخذل أهل الكفر المعتمدين على أعمال الشياطين ويقهرون. ولذلك يدعو الأولياء، "يا غارة الله أدركونا! .. دمروا عسكر الشيطان! .. أدركونا يا غارة الله! .. يا غارة الله! .. يا غارة الله! .. " هذا ما أريد من الناس أن يدعو به .. أحب أن ينادي به الناس، " يا غارة الله أدركونا من شر الشياطين ومن شر أهل الكفر ومن شر أهل الشر .. أدركونا!" يجب على الناس أن يقولوا هذا .. يا غارة الله! ..  علموا هذا للناس .. يا غارة الله أدركونا من أيدي الكفرة الفجرة الجبابرة النماردة الفراعنة!

هذا هو الدرس الذي كنت أريد أن أعلمه إياكم يا حضرة الشيخ! .. لا تخف! .. أنا عبد ضعيف عاجز، أخاف من النملة. ولكن أنتم، ما شاء الله! أنتم أولياء الله .. أنتم جنود الله .. أنتم جنود الله .. أنتم جنود الله .. أدركونا يا جنود الله! .. الجبابرة دمروا الشام وأهل الشام، أدركنا يا رب بعسكر صاحب الزمان! .. يا ربي .. أدركنا يا ربنا! يا عباد الله .. يا عباد الرحمن، الذين هم إذا قالوا، كن فيكون! .. أيها الربانيون أدركونا، يا من إذا قلتم للشيء كن فيكون!

غارة الله ستنتقم من الطرفين؛ من المسلمين الذين تركوا الإسلام، ومن الكفرة الذين هاجموا الإسلام، لكي تتم تربيتهم. وليتم هذا، سيكون هناك قتال. حتى يجتمعوا تحت لواء الحبيب، صلوات الله وسلامه عليه، (مولانا يقف تعظيماً). والآن ألقي في روعي، مثل الذي كان ذلك الولي منتظراً، أعلى الله درجاته. ستكون هناك حرب وقتال يكبّر فيها صاحب الزمان وعسكره تكبيراته ليوقفها.

يظن أهل الغرب وأهل الكفر وأهل الكتاب أنهم متفوقون. سيريهم الله تعالى أن الإسلام هو العلي الأعلى وأنهم تحت أقدامنا. بتكبيرة واحدة، سيتوقف كل الآلات المعتمدة عند أهل الكفر. "بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم" .. شكراً لله!

يا أهل الإسلام أين أنتم؟ .. قولوا، يا غارة الله أدركونا! .. يا غارة الله أدركونا! .. أهلكوا هؤلاء الكفرة الفجرة! .. قولوا، يا غارة الله أدركونا! دعهم يقولوا هذا وسيكون هناك رد .. نعم سيكون هناك رد، وإنه يقترب .. يقترب .. وستكون هناك ملحمة في وادي عمق. لن يدخل أهل الكفر خطوة واحدة إلى الشام. هذا ممنوع! .. علموا الناس أن يقولوا، يا غارة الله أدركونا! .. يا غارة الله أدركونا! .. يا غارة الله أدركونا!

وبناءً على هذا قال سلطان الأولياء، حضرة مولانا الشيخ: "ستكون هناك مقتلة عظيمة في سهل عمق. ومن ثم يأتي عسكر الإسلام من الشام". إن شاء الله أنتم منهم. سيأتون بالتكبير، وستتوقف كل الأسلحة مع تكبيرهم. بشروا ولا تنفروا! .. يا غارة الله أدركونا! دعوهم يدعو بهذا، ولا شيء آخر .. الله الله .. سبحان الله! أدركونا يا عباد الله! .. أيها الربانيون أدركونا! .. توبوا إلى الله يا عباد الله، ثم قولوا، يا غارة الله أدركونا! لا تقولوا شيئاً آخر. وستدركهم غارة الله. والمهدي عليه السلام قادم. والذي يسير باعوجاج لن يبق منه أثر.

تقول الملائكة، كيف يمكن أن يكون هؤلاء مسلمون؟ وهل المسلم يحقر أخاه المسلم؟ إنهم يحقرون أهل الإسلام ويقتلونهم .. كيف تكونوا مسلمين؟ لن تنزل عليكم رحمة الله، بل لعنة الله عليكم! كيف لا يقدر عليهم أعداء الإسلام ومكسبهم (وعملهم) باطل .. باطل. هم أول من سينزل عليهم البلاء. حفظنا الله! نحن أهل السنة والجماعة ومناجاتنا هي، يا غارة الله أدركونا!

أرسلني ذلك الولي المبارك من الآستانة؛ إسلامبول إلى مولاي الشيخ عبد الله الداغستاني .. هو الذي أرسلني إلى هناك. كنت قد رأيت الكثير من المشايخ قبله، ولكن لم يتركوا أثراً في قلبي. مولانا الشيخ، فتح لي بابه في مقام الشيخ حسن الجباوي. عندما رأيته قلت، هذا الذي كنت أبحث عنه. كم من مشايخ رأيتهم في حلب وحماه وحمص، لم يجتمع قلبي معهم. ولكن عندما رأيت مولاي، سبحان الله! .. كان يضع عمامة على رأسه وكانت لحيته بيضاء .. إنه رجل مبارك، وإنه وارث النبي صلى الله عليه وسلم، المتصرف في هذا الوقت. عندما طلبت إذناً بالذهاب إلى المدينة المنورة، قال لن أجيبك حتى أحصل الليلة على جواب من طرف الرسالة، عليه الصلاة والسلام. ثم طلب أن آتيه في الصباح. وفي الصباح جئته .. ذهبت إليه عند أول الفجر، سلمت عليه وقبلت يده. ولم أكن أقبل يد أحد قبله .. يقولون، شيخ شيخ شيخ!!! ..

قال لي عرضتك لحضرة الحبيب، صلى الله عليه وسلم (مولانا يقف تعظيماً) .. يا ولدي! قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه، "ما له أمر أن يكون عندي، ولكن جهزوه وابعثوه إلى بلده، بإذن من جهتنا".

منذ ذلك الوقت قبلت فينا السلطانة أم حرام، رضي الله عنها .. كنت في سن السابعة عندما وضعت يدها على رأسي. لهذا السبب، أم حرام تنظر إلي وتصحح أحوالي. شكراً لربنا وللنبي، صلى الله عليه وسلم .. يا غارة الله أدركونا! قولوها ولا تقولوا شيئاً آخر .. حسناً يا شيخ عدنان، هذه كفايتنا .. الدنيا تحت أقدامنا .. يا سلطان الأولياء! إيه .. الشيخ المبارك سليمان أرضرومي هو الذي أرسلنا إلى هناك (إلى مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني) .. كان يقول للناس بأنني قطب، حاشا! فأنا لا شيء .. أمان يا ربي .. توبة يا ربي .. وصلنا إلى هذا الوضع والحال ..

في ذلك الوقت أملى علي سيدنا سلطان الأولياء، أن أكتب في حق الأردن، أنه سيكون أضعف بلد في المنطقة، ولكن في الآخر سيكون أقواهم. سيكون بيد الملك عبد الله مفاتيح عشر دويلات وأرض الحجاز كذلك. إنه قضاء معلق. ذهب دور الملك عبد الله الأول. والآن جاء دور السلطان عبد الله الثاني. نرجو الله أن يثبته ويقويه ويعظم أمره حتى يحكم بلاد الإسلام مع أرض الحجاز المقدسة. بيت المقدس، بيت الله .. ستكون بيده مفاتيح كل المقامات. عندما تنظر إلى صورته تراه ذو هيبة. تلك الرسالة التي كتبتها وأعطيتها للأفندي الشركسي، مفتي المرحوم الملك عبد الله الأول. كان قد وصاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن طريق مولانا الشيخ، أن لا يخرج في يوم جمعة ولا في أية جماعة. مولانا الشيخ أملى علي ذلك وأنا كتبتها. ولكنه أخطأ، وذات يوم جمعة خرج للصلاة في المسجد الأقصى .. رحل من الدنيا وأصبح قضاءً معلقاً .. نرجو الله أن يكون ابن ابنه الملك عبد الله، هو صاحب المفتاح لعشر دويلات، ويكون مع المهدي عليه السلام. أيده الله! .. عظمه الله بجاه من أنزلت عليه سورة الفاتحة.

والله على ما نقول وكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل .. أرجو الله أن يقبل دعائي وأن يمدني ويعطيني قوة قدسية حتى أدرك صاحب الزمان، المهدي عليه السلام. فالحكم لله العلي الكبير. أودعت أماناتي عندكم .. يا ربي شكر. حدثتكم ببعض التفاصيل، وقصدي أن يقول الناس، يا غارة الله أدركونا! .. أدركونا .. قولوا هذا ولا شيء آخر. لسنا بحاجة إلى مدافع ولا إلى أسلحة. علموا الناس، يا غارة الله أدركونا!

اللهم إنا مذنبون ولكن أنت القادر المقتدر. يا مولاي! ببعوضة أهلكت نمرود. وما ذلك على الله بعزيز. فمن يظن هؤلاء أنفسهم؟ .. الله أكبر ولله الحمد! .. ابعث لنا شاه مردان حضرة المهدي عليه السلام الفاتحة.

 
  3013767 visitors