شمس الشموس
  03.01.2010
 


كلمات نورانية وكلمات ظلمانية

صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه صلوات الله زده يا رب عزاً وشرفاً نوراً وسروراً رضواناً وسلطاناً واغفر لنا يا ربنا إكراماً له. نحن عباده الضعفاء أمته الضعيفة إقبل معذرتنا اغفر لنا يا ربنا بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

السلام عليكم يا صاحب الإمداد يا قطب الزمان . القطب المتصرّف. نسألك أن تمدّنا بمددك الذي أُعطيتَهُ من خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام. نحن طلاّب علم نطلب أن نعرف شيئاً. أن نَنال شيئاً من المعرفة. أهلا بكم جميعاً عبر المشرق والمغرب أهلا بأولئك الذين يطلبون المعرفة يسعون لنيل بعض أسرار الحقائق الخاصة بالبشر الخاصة بنا. إذ أننا حتى الآن لا نعرف أنفسنا. عندنا فقط هوية اسم مجرد اسم. شيخ هشام شيخ أحمد شيخ نبيل (كل واحد يريد أن يكون شيخاً) وهم يطلبون أن يعرفوا شيئاً ما لأنه لم يُفتح لنا بَعد ماذا هنالك وراء وجودنا التقليدي. غير قادرين على النظر فيما وراء هذا الحائط (أي حائط وجودنا المادي)

أهلا بكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم. لا أمة الآن إلا أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. انظر وحاول أن تعرف شيئاً من   كنوز المعرفة المخبوءة من محيطات المعرفة.

السلام عليكم. كل مرة تلقون فيها السلام فإن هذا السلام يلبّسكم السلامة والأمان ويخلصّكم، يرفع عنكم الأعباء الثقيلة لوجودنا المادي. لذلك خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه كان ينصح أمته أن يقولوا " السلام عليكم" . السلام عليكم تخلّص الناس من أعباء هذه الحياة الثقيلة وتجعلهم مُنوَّرين تجعلهم يشعرون بخفّة وحيوية لا بثقلٍ وظلمة كل مرة تقول السلام عليكم فإن السلام يرفع عنا ثقل أجسادنا (وجودنا المادي) الظلمانية وفي نفس الوقت يلبّسنا لباساً منوّراً نورانياً.

لكن الناس يبدّلون هذه الكلمات المقدّسة ويستبدلونها بكلمات أخرى كثيرة من خلال لغاتهم ليحيّوا بعضهم. وهذه الكلمات التي يستخدمونها للتحية هي فقط كلمات تقليدية لا تعطيهم أي شيء. أيها الناس: سبحان الله الذي يرسلونه إليَّ يجب أن نقوله وهم يريدوننا أن نفهم أن كل كلمة نقولها ننطق بها إما أن يكون لها أثر نوراني في نفوسنا أو أثر ظلماني على نفوسنا. كل كلمة إما أن تكون خّفيفة أو ثقيلة. نحن نتكلم . البشر الذين خلقهم الله وَهبهم مِنحة الكلام إنهم يتكلمون إلى بعضهم البعض. وهذه منحةٌ كبيرة من الله تعالى للبشر. والكلمات التي نتكلم بها هوياتها مختلفة. إما أن تشكّل عباً ثقيلاً على الإنسان وإما أن تكون نورانية.

بعض الكلمات ثقيلة (ظلمانية) بعضها نورانية.  كل ما نتكلم به هو من أحد هذين الصنفين. بعض الكلمات منحة سماوية حين تتكلم بها ستحاط بِخّفةٍ ترفعك إلى الأعلى. وبعض الكلمات ثقيلة جداً بحيث يأتي على الإنسان ثقل (وظلمة) بسببها. لذلك من المهم لكل أحد أن يعرف حين يتكلم عليه أن يفكّر بكلامه جيداً. وأن يتكلم بكلمات نورانية حتى يصل إلى محطات (مراتب) عالية. لأن بعض الكلمات تجعل القلوب تهوى في محيطات مظلمة.

لذلك وصية النبي صلوات الله وسلامه عليه لأمته انتبهوا إلى كلامكم دَعوا الكلام الذي يعكس على قلوبكم ظلمة دعوه لأنكم حين تتكلمون به تسقطون في ظلمة حالكة ربما ثقب أسود. واحرصوا على التكلم بالكلمات التي ترفعكم إلى الأعلى إلى ثقب أبيض. والثقب الأبيض إذا أمسكَ بك من الصعب أن تخرج منه لذلك النبي صلوات الله وسلامه عليه يقول ليس فقط أفعالك الجسدية ستكون أفعالاً ولكن أيضاً كلامك هو من أفعالك. بعض الكلمات تجعلك تسقط وتهبط إلى الأسفل بعض الكلمات تجعلك ترتفع إلى الأعلى. لذلك كان النبي يحذّر الناس وينبّههم على الدوام لأهمية ما يتفوّهون به من الكلام: انتبهوا لكلامكم.

كل كلمة تمثلّ شيئاً وتعطي الناس إما من الثّقل أو من النورانية. هذا أمر بالغ الأهمية. حين تتكلم عليك أن تعرف ماذا تقول. عليك أن تنتبه ما الذي يجلبه خطابك لك وللآخرين.

انتبه لخطابك لكلامك هذا أمر مقدس من حضرة النبيّ أمر نبوي. عليك أن تعرف ماذا تقول وماذا تفعل. وكل الأفعال ستكون من أحد هذين الصنفين. وأيضاً كلامك إما أن يجعلك منوّراً لترتفع إلى الأعلى من خلال قوتك الخاصة ترتقي إلى الأعلى. لذلك بعض الكلمات تعطي روحانيتّك قوة ومن خلال هذه القوة وبواسطتها جسدك أيضاً يرتفع وفهمك يرتقي إلى الأعلى ويصبّح منوّراً.

وعلى العكس أيضاً بعض الكلمات تجعلك ثقيلاً وتفضي بك إلى الهبوط نحو الأسفل. حتى بالنسبة للناس هذا الصنف من الكلام سيجعلك تسقط من أعينهم.

سيقولون:"هذا لا يعرف أن يتكلم وخطابه يؤذينا دعوه يذهب ألقوه خارجاً" بعض الكلمات تجعل الناس يسقطون من مراتب الشرف والرفعة. وبعض الكلمات تكون سبباً لارتقائهم إلى عوالم ووجود نوراني. إلى مراتب نورانية. حين تتكلم بها ستؤخذ في داخلِ نور. تزجَ بك في النور هذا أمر غالباً الناس لا يعرفونه ولا يفكرون به او لم يسمعوا به أبداً. الناس يتكلمون كما يريدون ولكن لا تمييز عندهم بالنسبة للكلام. لا يفكروا" إذا قلت هذا ماذا سيحدث لي" كيف سيؤثر عليَّ هذا الكلام. نعم من الخارج قد لا يبدو للكلام أي تأثير خارجي. لكن من الداخل وجودك الروحي يتأثر بسرعة بما تقول. إما يرتفع (يرتقي) إلى الأعلى وإما يهبط إلى الأسفل.

لذلك حين النبي صلوات الله وسلامه عليه يصف المؤمن يقول أنه ينظر نظر الحكمة. نظره يجلب له الحكمة. نظر العبرة. وبعضهم يأخذك من هذا المقام الهام الذي أنت فيه يأخذك خارجه. يسلبك فتبقى بلا شيء. انتهى.

أيها الناس السلام عليكم مرة أخرى. قد تقولونها حتى 10 أو 20 أو 100 مرة أكثر أو أقل. السلام يعطيكم قوة كهذه ويعطيكم تمييزاً (فرقاناً) حتى تشعروا في النهاية على الأقل ماذا يأتي إليكم من الروحانية. لذلك هذا "ذكر" نعم . نعلم أن الله تعالى يقول عن القرآن الكريم أنه ذِكر لكن أيضاً كل ما ينتمي لحقيقة القرآن هو أيضاً ذكر. والسبب أن الأمر القدسي للبشر (فَاذْكُرُونِي) رب السموات يقول (فَاذْكُرُونِي). أين أنتم يا علماء السلفية تقولون "الذكر بدعة"

-لا يا شيخ لا نقول الذكر بدعة ولكننا نعارض فقط  أن نجلس في حلقة ذكر لنقول . لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله.

- لماذا تعارضون وتقولون " هذه بدعة" أهذه هي شريعة الله؟! ضد أوامر القرآن الكريم؟ّ هل القرآن الكريم يمنعكم من قول : لا إله إلا الله (وقوفاً) محمد رسول الله من الذي أعطاكم هذه الفتوى لتقوموا بالإنكار والاعتراض على مجالس الذكر؟  أنتم عليكم أن تقوموا حول الكعبة المشرّفة وفي المدينة المنوّرة أن تقولوا بدون شك:

تقولون في حلقات ذكر: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

كثير من الناس يقرؤون الكتب ويظنون أنهم يفهمون. كثير من الوهابيين يمنعون المؤمنين من قول : لا إله إلا الله محمد رسول الله. ويجلسون في المساجد ويقولون هذه بدعة. ما هي البدعة؟ ما هي البدعة؟ أفعال المكلّفين (7) سبعة هنالك (7) أفعال للمؤمن عليه أن يعرفها: فرض. واجب. سنة. مستحب . مباح. حرام. مُفسد. أفعال المكلفين سبعة . في أي قسم ستصنفون الذكر.

إذا قال أحد: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذا قال أحد بأن هذا حرام سيكون كافراً. إذا قال مكروه سيكون غير مؤمن. إذا قلتم مُفسداً فما هو الإفساد الذي ينجم إذا قال الناس: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

أي ضرر في ذلك؟ قولوا لي. هذا هروب من الشريعة. هذه أفعال المكلفين. يقولون ونحن نعرف هذا. هذه المعرفة جاءت إلينا منكم فكيف تنكرونها الآن؟ كل فعل أو نيّة أو جهد يصدر عن الإنسان يجب أن تضعوه في مكانهِ إذا كان فرض أو واجب أو سُنّة أو مستحب أو مباح أو مكروه أو مفسد أو حرام. أنتم على ضلال. من أي تأتون بهذه الحماقات. من القرآن الكريم أم من الأحاديث النبوية الشريفة؟ أم تحضرونها (تجلبونها) من الشيطان؟ ما هذه الحماقة؟ أنتم تحاولون هدم الإسلام والله تعالى يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) كيف تنكرون الذكر وتسببون الأذى والمشاكل للمؤمنين والذاكرين. هذا خطأ كبير. أنا أحذّركم. أنذركم. أنا لا شيء ولكنني أحذّركم إذا أصررتكم على الباطل ربما حتى محرّم القادم لن يبقى أحد منكم في الحياة. هل هذا ممكن؟ إننا نعيش في عالم الإمكان.

كل شيء ممكن. لا تقل غير ممكن. لا هذا ممكن. إذا كنا على خطأ هذا العقاب سيأتي علينا. وإذا كنتم على خطأ ستأتي عليكم لعنة وعقاب سماوي يحلّ بكم.

هذه نقطة هامة تجعل المؤمنين في فريقين. فرقة تقوم بالذكر كما يأمر القرآن الكريم. وفرقة أخرى تهرب من القرآن الكريم ومن الأحاديث الشريفة. ونقول لهم نحن إمامنا هو سيد الأولين والآخرين ولكن أنتم من هو إمامكم؟ قولوا محمد عبد الوهاب؟! هذا هو إمامكم. بعد ألف ومئتي عام تجعلونه كالنبي. نبي جديد. وتعتقدون أن المؤمنين خلال إثني عشر قرناً كانوا على خطأ. أنتم تدعون ذلك. ونحن لا يمكن أن نقبل بذلك.

طالما أنتم في الحرمين الشريفين وتقولون أشياء كهذه ضد أهل السنة والجماعة فلن نذهب للحج أو للزيارة. ولكننا نخاف من الله ولا نأتي إلى هذه الأماكن المقدسة لنرى وجوهكم أو نسمع خطاباتكم ضد الأمة. كل الأمة خلال كل هذه القرون (12 قرن) كانوا في الضلال وفي الطريق الخطأ. فقط محمد عبد الوهاب كان على صواب. كم من الناس الآن يتبعون عبد الوهاب. (10) مليون (20) مليون (50) مليون. ماذا عن أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم تتّبعكم أم تتبع ما كُتِبَ في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة. النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا الأمة انقسمت إلى فريقين فالحقوا بالسواد الأعظم. الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألونه أي فريق علينا أن نتبع إذا حدث الانقسام مثالاً للتوضيح: إذا كان (100) مليون في طريق و (10) مليون في طريق آخر أيهما يجب أن نتبع؟ هذا هو المعنى الذي كان يسأله الصحابة والنبي صلوات الله وسلامه عليه كان يقول عليكم بالسواد الأعظم. هذا حديث صحيح . صحيح أم غير صحيح؟ إذا قلتم أن هذا الحديث غير صحيح فحتى السنة القادمة ستؤخذوا كلكم . ( فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) الإسلام يستخدم طريقين: عقلاً ونقلاً. العقل ما تقبل والنقل ما تقرّ. خاتم الأنبياء كان يخطب بالناس  وينبئهم عن الذي سيحدث للأمة في المستقبل. أنها ستتفرق وتنقسم إلى فرقتين . واحدة منهما هي أكبر من الأخرى. الفرقة الأولى صغيرة والثانية سواد عظيم. إذا وقف المرء وتحيّر بإزاء هذا الأمر من يتبع؟ النبي يقول عليكم بالسواد الأعظم. إلحق بهم. لذلك كم من الوّهابيين الآن يوجد عبر الشرق والغرب. قولوا لي؟ (100) مليون . (200) مليون (300) مليون. لن يتجاوزوا على أي حال الـ(500) مليون. لكن الذين يتبعون سنة الرسول هم بلايين. أنتم ربما نصف البليون ولكن أنتم عليكم اتباع البليون. إذا لم تقوموا بذلك ستكونون في موقع المسؤولية عنكم وعن الآخرين الذين تضلّونهم. ما هي قيمة محمد عبد الوهاب أمام خاتم الأنبياء. ما الذي جلبهُ للأمة؟ جلب فقط محدثات لتدمير وهدم القبب والقبور (أي قبور وقبب الأولياء) وأنا دائماً أتساءل مستغرباً إذا كان بناء القبة على القبر منكراً وحراماً وقد دمروا كل شيء في جنّة المَعّلاّ وجنة البقيع. إذن لماذا يتركون النبي تحت هذه القبة (القبة الخضراء). إذا كانت القبة حراماً ومنكراً لماذا تتركون النبي تحت هذا العبأ الثقيل؟!

وهنالك من لا يصلّون حيث يوجد قُبّة. إذن لماذا يصلّون في المدينة المنورة؟ الله ينظر إليهم والله تعالى يجعل عبداً ضعيفاً مثلي – إذ أنهم هم الذين يجعلونني أتكلم حول هذه النقطة الآن لأن الناس نيام. كلهم نيام، لأن الدنيا تجعلهم ينامون. الدنيا تجعلهم يقولون عن الحلال حرام وعن الحرام حلال!

أيها الناس كونوا صادقين. الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) . أسأل الوهابيين هل وجدتم صادقاً لتتبعوه؟ أعطوني اسمه لأتبعه. إذا لم تجدوا صادقاً لتتبعوه فقد ضللتكم الطريق.

نعم أنا أسألكم الآن في هذا الزمان لا أسألكم عمن مضوا منذ قرون .لا. أنتم دائماً تقومون بالترويج لمحمد عبد الوهاب. ألا يوجد لديكم أحداً سواه؟ من يمثّل محمد عبد الوهاب من الصادقين؟ أين هو ذلك الشخص؟ هل بوسعكم أن تجدوه؟ لو كنا سنجده لن نسمع هذا السؤال. لكن يوجد واحد. أنا أسأل عن الصادق. من هو الآن في مقام الذروة من الصادقين؟ قولوا لي لأسأله إذا أنا على صواب أم على خطأ. إذا قلتم لا يوجد صادقين بعد فكيف يأمر الله تعالى عباده باتباع من لا وجود له. أي حماقةٍ هذه؟ إنهم سَيُسألوا عن ذلك. الله تعالى سيسألهم. نبيهم سيسألهم. سيدنا المسيح سيسألهم. سيدنا المهدي سيسألهم. تعالوا وأحضروا برهانكم ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) أين هذا الذي هو من الصادقين. أَين هو في مكة أم في المدينة أم في الرياض. في نجد أم في الشام. أم في مصر أم في ليبيا أم في المغرب؟! هل تظنون أن الله يأمر عباده أن يتبعوا من لا وجود له. إذا كان ذلك الشخص (الصادق) مفقود. غير موجود. فكيف يأمر الله عباده المؤمنين (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). أين الصادقين أروني إياهم.ليغفر لي الله وليغفر لهم.

هذا دين الله ليس بوسع أحد أن يلعب به لذلك سيرسل الله شخصاً كحكم عدل ليعطي حكمه الأخير بيننا وبين النجديين أتباع محمد عبد الوهاب. ليغفر لنا الله بجاه حبيبه الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

الله الله الله الله. الأيام الأخيرة تأتي نطلب أن يأتي من يوضّح الأمر لأتباعك لِيُريهم من هم على الصراط المستقيم ومن هم في الضلال المبين. 

  

 


 
  3004621 visitors