شمس الشموس
  05-07-12
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تجلي ليلة البراءة

 

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره

 

5 يوليو 2012 – 16 شعبان 1433

بسم الله الرحمن الرحيم. لا إله إلا الله، محمد رسول الله، (مولانا يقولها واقفاً ثم يجلس). نسأل الله اللطف بنا! اللطف يليق بحبيبه، صلى الله عليه وسلم. مبارك لكم ليلة البراءة لسنة 1433 هجرية. ليلة البراءة، التي يفرق فيها كل أمر حكيم .. سبحان الله! رأس السنة عند أهل الحقيقة هي ليلة البراءة. وهي من أعظم الليالي في كل العوالم. الله أكبر الأكبر! (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) .. أنت السبحان، يا رب! .. أنت السلطان يا رب! .. يا ربنا! .. أنت ربنا! .. أنت حسبنا، فاغفر لنا ذنوبنا، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وتب علينا بحرمة هذه الليلة المباركة، التي يفرق فيها كل أمر حكيم! .. أستغفر الله! .. أستغفر الله! .. أستغفر الله لي ولكم!

أيها المسلمون! هذه الليلة بداية عام جديد في جميع العوالم. {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}، (الدخان:4-5). في هذه الليلة يفرق فيها كل أمر حكيم من أمر ربنا، من تقسيم أو تقديم أو تأخير. أيها المسلمون! احمدوا الله على أن جعلكم مسلمين ومؤمنين، واستغفروه! {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كاَنَ غَفَّاراً}، (نوح:10). 

أيها المسلمون! لا نحسن تدبير شؤوننا وأعمالنا، لأن خطواتنا ليست صحيحة. علينا أن نخطو خطوات السماء. فشؤون الأرض من تصحيح للأمور أو تقديم أو تأخير أو تدبير تحت حكم أمر السماء،. ويكون بمنطلق "أعمالكم عمالكم".

فاستقيموا! هذا هو أمر السماء. الاستقامة مطلوبة من المؤمنين. والرسول صلوات الله عليه وسلامه يقول، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم)، "من غشنا فليس منا"، (رواه مسلم). الغشاش ليس من أمة الحبيب، صلى الله عليه وسلم. بل مطرود. والغش حرام. والغشاش أرذل الناس. وفي زماننا هذا؛ زمن الجبابرة أصبح الناس يتهافتون على الدنيا الدنيئة ويجمعون ما لا قيمة لها من الأشياء. وكثر الغش وتفشى في المجتمع. فلعنة الله على الغشاشين! .. لن ينجح أمرهم! ونحن نريد المخلصون فقط. فمن هو المخلص؟ المخلص هو الذي يتبع خطوات صاحب الرسالة المطلقة، سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس) .. الله الله! .. الله الله!

ونحن أدركنا الليلة الماضية، ليلة البراءة، لسنة 1433 هجرية،، التي يفرق فيها في كل سنة في مثل هذه الليلة، كل أمر حكيم. يقضى فيها شؤون عباد الله الذين يعيشون في زماننا هذا، في هذه الدنيا. أهل الإيمان مكلفون في حمل المسؤولية. أما الذين لا يؤمنون بالرسالة المطلقة، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم ليسوا مكلفين. إنما المكلفون، هم أمة الحبيب، صلى الله عليه وسلم. انتبهوا أيها المؤمنون! إياكم والغش،لأجل منافع قليلة تصيبونها في دنياكم. فهذا ليس من الإيمان. حافظوا على إيمانكم وطاعتكم، وصونوا خواتيم أعمالكم وأعماركم!

أيها المؤمنون! الله أعلم ما الذي سيحصل في هذه السنة التي بدأت اليوم .. هذا أمر مهم، حقيقة! .. هذا أمر مهم، حيث ستكون الملحمة الكبرى (الحرب العالمية الثالثة) وفتح القسطنطينية ويرفع علم الإسلام. فاجتمعوا أيها المؤمنون تحت لواء الحبيب صلى الله عليه وسلم، تنجوا دنيا وأخرى!

ليلة البراءة مباركة علينا جميعاً. نرجو من الله العفو والعافية. أطيعوا الله ورسوله، تنالوا شرف الدنيا والآخرة! .. أيها المؤمنون، لا تبيعوا آخرتكم بقليل من متاع الدنيا التي لا قيمة له! "الدنيا جيفة وطلابها كلاب". طلبها ليس شرف لنا .. سبحان الله! أخبرنا الله عز وجل كل شيء في القرآن العظيم وعلمنا.

كان سيدنا يوسف عليه السلام نبياً مرسلاً. وقد عبر رؤيا لفرعون زمانه، ثم قال له، {اجْعَلْنِي عَلَى خَزاَئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَليِم}، (يوسف:55). فرعون علم بصدق كلام سيدنا يوسف عليه السلام ولم يشك في أمانته وقدرته على تولي المسؤولية، ومع ذلك لم يعينه في الحال. يقال أنه عينه بعد مدة على خزائن مصر، يمكن بعد سنة. كان ذلك من تعليم الحق جل وعلا. فكيف يأتي رجل من عوام الناس ويقول، أنا أحق بالولاية، ويحكم بين الناس على هواه؟  

"إذا رأيت هوىً متبعاً وشحاً مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك أغلق عليك بابك وابك على خطيئتك"، (رواه أبو سعيد الخشني مرفوعاً. قال الترمذي: حسن غريب).

أيها العلماء! فسروا هذا لأمة الحبيب صلى الله عليه وسلم. أنظروا إلى فرعون، مع أنه كان يعرف صدق وأمانة سيدنا يوسف عليه  السلام لم يعينه في الحال، بل بعد سنة، عينه على خزائن مصر. من منكم سيكون أكثر أمانة منه ليتولى أمر الولاية؟ .. هل من جاء عبر الانتخابات؟ .. عار عليكم! .. خذوا درسكم من القرآن العظيم! .. نحن نسير من خطأ إلى خطأ .. ومن ترك طريق الحق لا ينجو أبداً، فانتبهوا!  

في الليلة الماضية حصلت إشارات وبشارات للمسلمين. لقد صدر حكم في حق من يركض وراء المناصب والرئاسة، مثل الذين تسموا بأسماء متعددة كالإخوان أو السلفية أو غيرهم من الجماعات الإسلامية، وسيتم امتحانهم. سوف يختبرون، لييُسألوا ماذا فعلتم؟ فرعون اختبر سيدنا يوسف وبعد ذلك أعطاه .. ماذا فعلتم لأجل الأمة، يا رؤساء الإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم؟ .. هل تفهمون اللغة العربية؟ .. إن كنتم لا تفهمون، فالسوط آت عليكم. حضروا أقدامكم لضرب فلقة! .. لن يترككم رب السماء، سبحانه وتعالى! (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى ثم يجلس)، سوف يربيكم .. الله أكبر على كل من تكبر وتجبر وقدم نفسه للولاية،، بدون تعيين من السماء، عليهم غضب الله! .. لن ينجوا!

أيها المؤمنون احفظوا أعراضكم! .. احفظوا دينكم وأدبكم مع الله جل وعلا! .. احفظوا أدبكم مع صاحب الرسالة المطلقة، سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقوم تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس). يا علماء! أنتم تعرفون الكثير، ما شاء الله! .. (يعلو صوت الأذان ويقف مولانا مكبراً: الله أكبر الأكبر! .. الله أكبر الأكبر! ثم يجلس ويكمل حديثه)، كان العباس رديف الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم فقال له: "يا غلام، احفظ الله يحفظك!" 

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بينما أنا رديف لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ قال لي: "احفظ يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظه تجده تجاهك، إذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفت الأقلام، ورفعت  الصحف، والذي نفسي بيده، لو جهدت الأمة لتنفعك بغير ما كتب الله لك ما استطاعت ذلك، ولو أرادت أن تضرك بغير ما قدر لك ما استطاعت".

هذه كفاية .. "احفظ الله يحفظك!" خذوا درسكم! .. ماذا تريدون يا أهل مصر! ..  يا علماء! ..  يا أهل المعرفة .. ماذا تنتظرون؟ ألا تكفيكم تلك الوصية؟ .. "احفظ الله يحفظك!" لا تبحثوا عن معونة من أوروبا ومن أمريكا وروسيا والصين والهند! هذا كفر! تربية الرسول صلوات الله وسلامه عليه، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس)، "يا غلام، احفظ الله يحفظك!" كلمتان خفيفتان، ولكن بهما يمكن ترتيب أمور الدنيا كلها من أولها إلى آخرها .. "احفظ الله يحفظك!" .. إذا  أردتم النجاة فاحفظوا أدبكم مع قائدكم؛ مع صاحب الرسالة المطلقة! .. اذا حافظتم على حقوق الله وحدوده سيحفظكم الله عز وجل. هذا بحر وكفاية للمؤمنين، لمن عنده إدراك. والذي ليس عنده شيء من العقل والإدراك، فهؤلاء غير مكلفين. فهم والذين يمشون في البراري ويرعون من عشب الأرض سواء.

لا إله إلا الله محمد رسول الله .. (مولانا يقف ويجلس) .. الحمد لله والشكر لله سبحانه وتعالى! .. بحر .. كفاية .. أنا عبد عاجز .. طلبوا مني أن أشرح لهم من الأمور التي سوف تظهر في العوالم في هذه السنة؛ السنة الملكوتية. لذلك فاحفظوا أعراضكم! .. واحفظوا إيمانكم! .. واحفظوا محبتكم لربكم! .. حافظوا على طاعاتكم، تنجون هنا وهناك، والله على ما نقول وكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم اغفر لنا وارحمنا، تب علينا واهدنا واسقنا وأصلح لنا شأننا وشأن المسلمين، يا ربنا ابعث لنا من يصلح أحوال عبادك المسلمين يا رب! اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا واهدنا واسقنا وأصلح شأننا وشأن المسلمين وانصرنا على القوم المفسدين! خذهم أخذ عزيز مقتدر! يا جبار يا قهار يا الله! لا تجعلنا من الكذابين والدجالين والغشاشين، لا تجعلنا مثلهم يا ربي! تبنا ورجعنا إليك يا مولاي! توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله! اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اجعلنا في حزبه وملته وأمته يا ربنا! فاغفر لنا وارحمنا وتب علينا واهدنا واسقنا وأصلح شأننا وشأن المسلمين يا ربنا يا رب العباد! الفاتحة.

هذا بحر يحتاج إلى ساعات، لكن ليس لدينا القوة. هذه كفاية. هذا درس عظيم للمسلمين أولاً، ثانياً لبني إسرائيل وثالثاً للنصارى. فليأخذوا نصيحتهم ومن لم يقبل النصيحة حلت له الندامة! .. توبة يا ربي .. تبنا ورجعنا إليك! .. (وقال وقد غلبه البكاء) أنا عبد عاجز يا ربي .. أنا عبد عاجز ..  تبت ورجعت إليك .. تبت ورجعت إليك .. اللهم اغفر لي وارحمني وأصلح شأني وشأن عبادك يا رب! الفاتحة. 

هذا الخطاب ليس من تحضيري ولا رواية أرويها لكم، فاعتبروا عباد الله! .. توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيلك يا ربي! .. نقاتل الشيطان وجنده ..  توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة، استغفر الله! الفاتحة.

الشيخ نبيل: هل هناك أي ورد أو ذكر نقوم به؟

مولانا: أفضل ورد هو أن تجتهدوا أن تتبعوا خطى الرسول، عليه الصلاة والسلام. هذه كفاية. هناك أمر من الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطاَنِ} .. انتهى. الفاتحة.

 
  3011234 visitors