شمس الشموس
  08.04.2010
 

أنصار الحق

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني

دستور يا سيدي يا سلطان الأولياء، مدد. (مولانا يقف).

الله الله عزيز الله، الله الله جليل الله، الله الله سبحان الله، الله الله سلطان الله. أنت السلطان يا مالك الملك، يا ذا الجود والكرم يا قديم الإحسان! صل على حبيبك المصطفى ملأ السموات وملأ الأرضين وملأ ما بينهما وملأ ما شئت من شيء بعد. اجعلنا يا رب متبعين لكلماته، متمسكين بسنته، رافعين أعلام التوحيد، رافعين أعلام الإسلام ما بين المشارق والمغارب. أنت الله، أنت القادر المقتدر، سبحانك، غفرانك ربنا وإليك المصير، (مولانا يجلس).

أيها الناس! السلام عليكم أيها المشاهدين، الذين هم أنصار الحق! الذين يحضرون للاستماع، سائلين أن يكونوا ناصرين لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ولشريعته الغراء!

الذين يتابعوننا ليلة أو ليلتين، أو أسبوعاً أو شهراً ومن ثم يتركون، ففيهم علامة النفاق! الذين يملّون من الاستماع للصحبة ويتركونها ويولّون وجوههم، فهؤلاء هم أعوان الشيطان، فحذار! أن تتابع هذه الصحب المتواضعة، معناه أنك تتابع النصائح التي تأتي من السماء من عند خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس). عليكم أن تقدّموا كامل الاحترام والتقدير عند سماع (اسم) أشرف وأعظم من في الحضرة القدسية! هو واحد! كما أن رب السموات لا شريك له، كذلك خليفته من الأزل إلى الأبد واحد! الواحد للأحد! هذا تحذير لكافة الناس الذين يعيشون على كوكب الأرض. عليهم أن يكونوا سعداء لحضورهم مثل هذه الصحبة المتواضعة التي تُبث لكافة الأمم. إن كان كلامنا حقاً وقبلتم هذا الكلام فطوبى لكم! أما من يضيق صدره ولا يشعر بالسعادة لسماع هذا الخطاب فهم عبيد لنفوسهم، والنفس عبد للشيطان.

لذلك، أقول لكم السلام عليكم أيها المشاهدين من كل المستويات، من الملوك والسلاطين والرؤساء ورؤساء الوزراء والوزراء! عليكم جميعا أن تصغوا سمعكم وتقدموا الاحترام والتقدير لمثل هذا الجمع المتواضع. ربما تتساءلون، ماذا يأتي؟ ولمن هذا الجمع المتواضع؟ ونجيب، "استخدم الميزان وزِنِ الأمور؛ هل مثل هذا الجمع يجعل الشيطان سعيداً؟

مرحباً بكم يا علماء السلفية! أجيبوا ولا تخافوا! هل مثل هذا الجمع المتواضع يرضي الشيطان؟ أسمعكم تجيبون، "أستغفر الله، أبداً!" إن ادّعى أحد أنه غير سعيد بالاستماع لصحبتنا فهو يكون من جماعة الشيطان ولن يعرف السعادة أبداً! هذا هو الميزان الجيد الذي يستطيع كل واحد أن يفهم، إن كان اجتماعنا على الحق أم على الباطل. كل من لا يعجبه فهو يقف في جانب الشيطان، لأن الشيطان غير راضٍ عني، وهو حانق علي. أقول له، "فلينصبّ غضبك على رأسك!"

أنا شخص ضعيف ولا أدّعي القوة، ولكن هناك الكثير من الناس من يظن أنهم قادرون على كل شيء، وهم يدّعون أنهم ليسوا بحاجة إلى نصائح! مغرورون! عسى ربكم أن يقلبكم رأساً على عقب! خافوا ربكم ولا تدّعوا أنكم تملكون القوة والسلطة لكونكم ملوكاً أو سلاطين أو رؤساءً أو قوّاداً! اخلعوا بدلاتكم وانظروا إلى المرآة! فما الذي ترونه؟ أنظروا إلى أنفسكم، إن خرجتم هكذا فهل تحسبون أن أحداً سيرحّب بكم بهذا المنظر؟ لا أحد! ولكنكم تخدعون الناس بهذا المظهر الزائف وبالثياب الزائفة، والناس يحبون المظاهر وخاصة ذوي المستويات الرفيعة؛ فهم يحبون المظاهر الخادعة، مع الكثير من الميداليات وغيرها. ويأتي إليك أحدهم ببذلة غريبة ويقول، "أنا فلان ابن فلان". اخلع ثيابك ولننظر من سيرحّب بك، حتى القطط والكلاب سيفرّون منك هاربين! هل تفهمون؟ هل هذا صحيح أم لا؟ هل تظنون أن عزكم وجاهكم بلباسكم؟ ما هذا الغباء؟ ما هذا الغباء؟

ولكن الناس ليس لديهم تفكير. فقدوا عقولهم. لم يعد للناس عقل! من الذي خدعهم وأوهمهم مثل هذه الأمور؟ من غرّهم؟ الأنبياء أم الشيطان؟ أخبروني! لماذا لا تذكّرون الناس، يا علماء السلفية والله سبحانه وتعالى يأمرنا بقوله، {وَذَكِّرْ}! (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى ثم يجلس). هل هذه باللغة العربية أم باللغة التركية؟ هذا كلام الله، كلام قديم، لم يزل ولا يزال!

وعليكم أيضاً أن تذكّروا الناس (أيها العلماء السلفيين) أن لا يغترّوا بالبنايات الشامخة. لماذا لا تقومون بتحذير الأمراء السعوديين من بناء ناطحات السحاب، هيه؟ هل هذا منكر أم سُنّة أم مستحب أم واجب أم فرض؟ ما ردكم؟ أم أنكم تشتغلون بما لا يعنيكم وما يعنيكم لا تبلغوه؟ أنظروا حول بيت الله الحرام، هل هذه البنيان الشاهقة من السنّة؟ أم أنكم لا تعرفون الحديث النبوي الشريف، الذي أخبر فيه سيدنا جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة فقال، "... وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان"، (هذا حديث مطول عن سيدنا عمر بن الخطاب ورواه مسلم) هل هذا صحيح أم لا؟ لماذا لا تحذرون الناس؟ وأنتم تضعون أغلى النظارات وتلبسون  أحسن وأغلى العباءات! كفاكم! لن يسألكم الله سبحانه وتعالى (عن مظهركم)! وأنتم تعرفون الخبر من علوم النبي، أنه إذا بنى الرجل بيتاً وبنى عليه طبقة يُسكت عنه وإن بنى الثالثة تناديه الملائكة، يا جاهل، إلى أين تريد أن تصل؟ "من تشبّه بقوم فهو منهم"، (أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان). هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف؟ إنه صحيح! لماذا تستوردون كل شيء من الغرب؟ حتى في نمط بنائهم، تريدون أن تقلدوهم؟ إن الملائكة تصيح عليكم، ويحكم!

يا عباد الله! إلى أين تريدون الوصول؟ أتريدون أن تصبحوا مثل نمرود، الذي بنى صرحاً ليحارب الله؟ أستغفر الله، أستغفر الله! أتجعلون نمروداً قدوة لكم؟ لماذا تشيّدون المباني الشاهقة؟ من الذي أفتى بجواز تشييد العمارات العالية السخيفة، حول بيت الله الحرام؟ أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، أهم نائمون أم هم سكارى؟ لماذا لا تقولون لهم أن هذا ينافي شريعة الله؟ هذا ينافي شريعة الله ولكن لا أحد يحذر!

أنا عبد ضعيف، وكلامي هذا يغضب الشيطان، وهو حانق علي لأنه لا يعجبه تحذيري للناس، أبداً! لماذا؟ لأن كلامي يذكّرهم بأخراهم. لذلك، هو لا يقبل أن يذكرهم أحد، هو غاضب جداً!  تغيظه هذه الصحبة المتواضعة؛ وهذا يدل على أن ما نقوله حق! صحبتنا بسيطة وكلماتها بسيطة. ولا أقول إلا ما وكلوني به وما يمدونني به من السماء. بإمكان كل الناس، بمستوياتهم أن يأتوا ليستمعوا إلى كلامنا. كلامنا يعلو ولا يُعلى عليه!

لغتي الإنكليزية ضعيفة جداً، وهي مثل السيارة القديمة ولكنها تصل إلى هدفها الحقيقي. لذلك، هذا تحذير لكل الناس الذين يحضرون ليستمعوا إلينا ومن ثم يولّون وجوههم ويقولون، "تكفي مرة واحدة!". المرة الواحدة تكفي إن احتفظت بها، وإن لم تحتفظ بها فلن تنفعك ولو استمعت مئة مرة، ولن تجني أية فائدة منها. سبحان الله العلي العظيم، تلك  نقطة حسّاسة!

يجب أن يجتمع طائفة من الناس للقيام بصحبة، يناصرون الحق ويدافعون عنه. إن أصبحت ناصراً للحق، فكل مَن في السماء سيهبّون لنصرتك وللدفاع عنك. وإن لم تنصر الحق، فسيجتمع عليك كل الشياطين ليجعلوك منهم.

أيها الناس! نحن لسنا في بداية حديثنا لنستهله بـ "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ولكن كان هذا قصفاً سماوياً للشيطان ولمعاقله.

أيها الناس! أقدم لكم جميعاً أهم نصيحة، إن عملتم بها نجوتم دنيا وأخرى وهي، "أن تكونوا أنصاراً للحق ومدافعين له". وسينصركم الحق ويحفظكم ولن يخذلكم أبداً، وسيرفع من شأنكم في هذه الدنيا. وعند الموت، عندما يأخذ الناس أجسادكم إلى المقابر، ستحفّكم الملائكة. حاولوا أن تنالوا هذا الشرف، ولا يغرنّكم الشيطان ويخدعكم. 

عندما تموت، سوف يخلعون عن جسدك تلك البذلة التي طالما رحّب بك الناس عندما كنت ترتديها. ولكن المهم، من سيقوم بالترحيب بك عندما تُؤخذ إلى القبر، أهم الملائكة أم الزبانية؟ سيأتي هذا اليوم الذي تؤخذ فيه إلى المقبرة، إن لم يكن اليوم فغداً، وإن لم يكن بعد شهر فبعد شهرين، وإن لم يكن هذه السنة ففي السنة المقبلة. فكّر، كيف سيستقبلونك هناك، هل سيستقبلونك بالترحيب أم يأخذونك بالأغلال! الدنيا فانية، وستنتهي عن قريب. الدنيا في آخر صفحات كتابها، ستنتهي ويُغلق الكتاب ويُنفخ في الصور، ويُحشر الناس إلى حسابهم. جعلنا الله وإياكم من أصحاب اليمين، الذين نصروا الحق. أولئك سينجون يوم يقع الآخرين في العذاب. غفر الله لنا!

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

نحن أنصار الحق! ومن نصر الحق كان آمناً في الدنيا والآخرة.

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

طوبى لأنصار الحق في هذه الدنيا وفي الآخرة!

سيُحتفى بهم ويُرَحَّب بهم في السماء، طوبى لهم، طوبى لهم، طوبى لهم! الفاتحة

 
  3004729 visitors