شمس الشموس
  16.04.2011
 


بسم الله الرحمن الرحيم


أحداث الشام الشريف

مولانا الشيخ ناظم الحقاني


16أبريل 2011


كل يوم ينكشف الستار عن مشهد جديد. مشاهد لها ارتباط عما يجري حولنا في العالم. والمؤسف أن شيئاً فشيئاً ينسى الناس خالقهم. ولهذا السبب يقتل بعضهم بعضاً. ويحارب بعضهم بعضاً. وحصيلة هذا الأمر، أن من يعيش اليوم قد لا يعيش غداً. ربما أنت اليوم على قيد الحياة وغداً ستعد بين الأموات. طالما لن تعيش غداً، فلم النزاع ولم القتال؟ وما الفائدة التي تجنيها وراء ذلك؟

أصبح الناس سكارى. لقد قام الرسول، صلى الله عليه وسلم بتبليغنا كل شيء، (مولانا وضع عمامته على رأسه عند ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم). لقد قام بتبليغ ما أُمر به وتوضيحه على أحسن وجه. والناس الذين يعيشون في القرن الواحد والعشرين. تركوا وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام واتبعوا الشيطان. لقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبلغنا كل ما سيحدث وبشكل واضح وصريح. سوف نتحدث الآن بالتركية.

إذا كُتب البلاء على قوم بذنب اقترفته أيديهم وأراد الله سبحانه وتعالى أن يعاقبهم، فأول ما يبتليهم به أن يسلبهم عقولهم. فلا يقدرون على استخدامها بعد ذلك أبداً. والناس مسلوبي المنطق والعقل، كالسيارة بدون المقود. فالسيارة بدون المقود أو الطائرة بدون قمرة القيادة، وكذلك السفينة بدون بوصلة تفقد السيطرة والتحكم على الاتجاهات. فإذا تعطلت البوصلة فلن تستطيع أن توجه السفينة إلى الوجهة التي أردتها بل ترسو بصورة عشوائية في شاطئ ما. عندنا مثل قديم، يقال للشخص الحائر أو التائه الذي لا يعرف أين وجهته، "هذا الشخص تعطلت بوصلته". أي أنه فقد عقله وأصبح يرتكب الحماقات التي لا يقبلها العقل. والإنسان الذي يقوم بالأعمال التي تنافي العقل والمنطق، فمِثل هذا الشخص، يقال عنه كما يقول المَثل، "تعطلت بوصلته".

والآن، في عصرنا تعطلت جميع البوصلات في العالم، وفقد الجميع وجهتهم. قوة عظمى مثل أمريكا فقدت وجهتها. وينتقدونها إذا تدخلت وقامت بمساعدة شعب من الشعوب أنهكتها الحروب والاضطرابات ويقولون لها، "لماذا تتدخل؟". تماماً كما يقول الشيطان، إذا قام أحدهم بإخماد حريق أضرمه الشيطان، أو حرب أوقده بين بني البشر ليحرقهم من ناره ويبدد شملهم؛ فيقول له الشيطان، "أتركها! .. لماذا تتدخل؟ .. أنا أوقدت النار فلماذا تطفئها أنت؟"

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، فالإنسان معزّز مكرّم. وقيمته عند الله سبحانه وتعالى أعظم من قيمة الدنيا وما فيها. فكيف تجرؤ على إيذاء أحدهم؟ ويقول الله عز وجل، {وَلاَ تَقْتُلوُا أَنْفُسَكُمْ}، أي لا يقتل بعضكم بعضاً! هو الخالق، وهو الذي منح قيمة للحياة، وهو وحده القادر على أن يهب الحياة. فلم أنت تأتي وتسلب منه الحياة؟ هذا حرام، لا يجوز!

أعظم الذنوب الإشراك بالله، ثم القتل. فمن الذي أجاز لك بأخذ أرواح الناس؟ هل أنت الذي منحه الحياة لتسلبها منه؟ لذلك عقوبة القاتل أكثر بـ 70,000 من عقوبة أي ذنب آخر. وإذا صفد المذنبون بسلاسل من النار، سيصَفد القاتلون بـ 70,000 من سلاسل من النار. لأن أرواح الناس لها قدر عالٍ عند الخالق. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}. لقد نلتم تكريماً وتشريفاً  وعزاًّ يا بني آدم، وفاق قدركم قدر جميع الخلائق. ووضع على رؤوسكم تيجان الخلافة. فأنتم خلفاء الله سبحانه وتعالى على الأرض.

{وَمَا اللهُ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيد}. فنحن  لسنا بظالمين. ونرفض الظلم وننبذه. ومن يظلم سوف يقع عاقبة ظلمه على رأسه. ولتصحيح مسار الإنسانية، يجب أن لا يترك هؤلاء الظالمين من غير عقاب. عليهم أن ينالوا جزاء ظلمهم. يقول الله عز وجل في الحديث القدسي، "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا". الظلم من أعظم الذنوب. والكتب السماوية الأربعة لعنت الظالمين. يقول الله عز وجل، "إني حرمت الظلم على نفسي" .. أي أنا لا أظلم وأحرمه عليكم، فلا تظالموا!

أين أنتم أيها العرب؟ أين أنتم أيها الناس؟ يا من تقصفون الناس بالقنابل وتقتلونهم .. أليس هذا ظلماً؟ من أذن لكم أن تفعلوا هذا؟ هل علماء المسلمين أفتوكم بجواز فعل هذا العمل الشنيع؟ أم علماء النصارى؟ أم أن اليهود هم الذين أجازوه لكم؟ .. المسيحي الحقيقي، الذي يتبع تعاليم المسيح، لا يجيز هذا أبداً. وكذلك اليهود الحقيقيون، الذين يتبعون تعاليم موسى عليه السلام، لن يقبلوا بهذا؟ ومن تعاليم المسيح عليه السلام، "إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر". فلم إذن، أيها المسيحيون تخلطون الأمور ببعضها البعض؟ لم تصنعون مثل هذه الأسلحة الرهيبة؟ لأي شيء؟ ألا تستمعون إلى تعاليم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ هل على هذا رباكم المسيح عليه السلام وأوصاكم به؟ تفووو عليكم!!!! ...

الظلم تحت قدم نبي آخر الزمان، عليه الصلاة والسلام. فهو لا يقبل الظلم والظالمين أبداً! والذين يجتنبون الظلم، سيكون الدنيا جنة لهم. وأما الظالمون فسيكون حياتهم جحيماً. توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة، أستغفر الله! الفاتحة.

بسم الله الرحمن الرحيم. كل الأولياء في حالة تأهب قصوى .. فكلهم بكامل التأهب والاستعداد. وهذا التجلي نزل اليوم؛ الجمعة. وهذا مهم للغاية! كل الأولياء واقفون على أهب الاستعداد، ينتظرون الأمر من السماء. وهذا أمر عجيب! .. تجلي هذا اليوم؛ الجمعة تجلي عجيب. ولهذا نتتبع الأحداث التي تجري في هذه الأيام. كل الناس كسوا برداء الظلم وأصبح الظلم صفة لهم .. وهؤلاء سوف نمحيهم جميعاً من على وجه الأرض؛ واحداً تلو الآخر! .. أمان يا ربي! .. توبة يا ربي .. توبة أستغفر الله .. أمان يا ربي!

أمرك بين الكاف والنون؛ {كُنْ فَيَكُونُ}. ما حصل اليوم في دمشق كان شديداً علينا. الشام ليست مثل مصر. التجليات التي تنزل على الشام عجيبة. كل الأولياء من البدلاء والنجباء والنقباء والأوتاد والأخيار؛ كلهم اليوم، في حالة استنفار .. الله أكبر!

الشيخ نبيل: من أجل الشام؟

مولانا: نعم، من أجل الشام .. يا ربي يا الله! .. يا ربي يا الله! الفاتحة.

اجعلنا يا ربي في حفظك وحرزك وأمانك وكرمك! .. فمن نحن! .. أنت أعلم بنا منا! الفاتحة.

سوف نتابع الأحداث غداً. لأنهم قاموا بأعمال ضد جلالة ملك الأردن، لدفع جلالته بالقيام بما يقتضيه سلطته ومهمته، فهو حامي أرض الشام ظاهراً. أما الحماية الباطنية فشيء آخر. إذا قام هو فكل العالم العربي سيقف معه.

الشيخ نبيل: حضرتك تقصد أن هذه الجماعة قامت باستفزاز جلالة الملك؟

مولانا: هؤلاء العلويين قاموا باستفزاز ملك الأردن على أهل الشام. فالشام ليست كسائر البلدان، أبداً! وفي الحديث القدسي، "الشام كنانتي فمن أرادها بسوء رميته بسهم من سهامها". الذي ينوي الشر على أهل الشام ينزل عليه 70 ضعفاً من الشر. نعوذ بالله. سوف ترى! الفاتحة.

 
  3011428 visitors