شمس الشموس
  2014-10-08
 

السجن
الشيخ محمد عادل الحقاني النقشبندي 8 تشرين الأول
2014

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين . مدد يا رسول الله ، مدد يا ساداتي أصحاب رسول الله ، مدد يا مشايخنا ، مدد يا مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني، مدد يا مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني ، دستور . طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية.

عيد الأضحى إنتهى ، عيد الأضحى المبارك . انه العيد الثاني منذ وصول مولانا الشيخ الى أعلى مقام . نرجو أن تتحقق أمانيه إن شاء الله . انه دائما يساعد أولئك الذين يؤمنون به ويطلبون المدد . لا ينسى أي شخص . ان شاء الله أولئك الذين يتبعونه بصدق لن ينسوا مولانا الشيخ كذلك . الشيطان يريدهم أن ينسوا . معظم الأعياد ، كما كان مولانا الشيخ يذهب في رحلات ، معظم الأعياد لم نكن مع مولانا الشيخ . في الآونة الأخيرة كنا معا . اعتاد دائما رعاية الإخوان وخدمتهم .

في عيد الأضحى منذ طفولتنا في الغالب مولانا الشيخ كان يذهب الى الحج . كان يأخذ حجاج معه . لذلك ، فقط في هذه السنوات الأخيرة كنا معا مع مولانا الشيخ . منذ حوالي أربعين سنة سابقة - كان عيد الأضحى سنة 1976 . كنا في سوريا مع الحجة آنة ، وكان أول يوم لعيد الأضحى . دعوني أخبركم قصة قديمة . يجب أن تكون مثل قصة بحيث يمكن أن تكون بمثابة نصيحة للناس ، بحيث ينتبهوا من يتبعون  ومع من يكونون .

لذلك اثنين من إخواننا في عيد الأضحى هناك ، واحد لديه شيء ما يجمعه ، والآخر لديه سيارة . طلب منه أن يدفعه وطلب مني أن آتي بقربه . "كيف نذهب؟" كان هناك طريق صحيح لكنهم لم يأخذوا الطريق الصحيح لكنهم قرروا الذهاب  بالطريق غير الشرعي . حكمة الله . حتى وصلنا الى الوجهة ، السيارة كانت قديمة جدا ، هؤلاء الناس فعلوا ما بوسعهم لوضعنا في المتاعب . ذهبنا على هذا الطريق في 160-180 لحوالي مئتين كلم تقريبا في تلك السيارة القديمة .

ثم وصلنا إلى مكان ما ، قالوا انها الحدود . كان هناك حاجز على أي حال . الشرطة السرية السورية تنتظر هناك . سألوا الى أين نحن ذاهبون واعتقلونا . ألقوا بنا مباشرة في زنزانة ، في العيد . وكانوا يطلقون المدافع كل يوم في العيد هناك في حمص . حمص مدينة مباركة . خالد بن الوليد هناك . مولانا الشيخ بقي لسنة في هذا المكان المبارك . اليوم الأول كان صعبا للغاية - حيث أن كل ثانية بدت وكأنها ساعة . الدقيقة كانت تمر وكأنها يوم .

هذا شيء صعب ، ليس سهل على الإطلاق . كنا في زنزانة لمدة خمسة عشر يوماً ، ومن ثم أخذونا إلى السجن . بدا السجن بالنسبة لنا كأنه مريح . بدا وكأنه فندق خمس نجوم بالنسبة لنا . ولكن تم الإفراج عن الأصدقاء ، بقيت لوحدي هناك . جناح ضخم مع مئتين شخص . شكراً لله ، خرجنا بعد خمسة عشر يوما من هناك أيضاً . كما قلنا ، بمساعدة مولانا الشيخ ، كان مثل إمتحان هناك من أجل رؤية كل شيء - كائنا من أنت ذاهب معه ، كائنا من أنت معه .

كان هناك مئتين شخص ، إذا سألت أي واحد منهم ، جميعهم من الأبرياء . لا يوجد رجل مذنب. كنت المذنب الوحيد فقط. ولكن الله لا يظلم أحداً . فقط كنا ذاهبين بطريقة غير شرعية ، لم يسمحوا لنا بالذهاب . تعاقبنا على ذلك . كل شخص ، عندما يفعل شيء عن علم أو عن جهل ، ضرره سيصيبه على أي حال . عندما يفعل ذلك عن علم ، المزيد من العقاب يأتي . عندما يفعله من دون علم ، العقاب خفيف ولكن لا يزال يُعطى لتأخذ درساً بحيث ينتبه الشخص ولا يقع بمثل هذا الوضع في المرة القادمة. أدنى فكر ، فكر سيئ أو حركة خاطئة للوصول إلى مكان ما ، لديه بعض العقاب .

لا أحد يستطيع أن يأتي ويأخذ رجل بريء من منزله . هذا نادر جدا . فقط إذا كان شخص ما مثل يوسف عليه والسلام ، عندها فقط وهذا ليس واحد من الف ، ولكن ربما واحد من عشرة الآف في هذا الزمن . خلاف ذلك ، لا أحد يقبل ذنبه ، تماما كما قلنا مئتين شخص كلهم يقولون انهم غير مذنبين - " لقد كان خطأ ، وجدوا مخدرات معي . لم يكن لديك . لم تكن لي ولكن لشخص آخر ". هذا وذاك ، هذا ما يحدث . إذا قال شخص " أنا فعلت هذا . يجب أن لا يفعل هذا مرة أخرى " ، سينال عقابه ويتعلم درسه . لن يكذب هناك من دون سبب . عندما يتقدم المرء بالخير ، يصبح أعلى من الملائكة .

الملائكة لا تملك أي سوء ولكن الإنسان لديه . الشيطان يجذب الإنسان ، والملاك يجذب الإنسان . إذا ترك الشيطان ، يصبح ملاكاً . سيستمر مع الملائكة لأن الملائكة ليس لديها أفكار سيئة . ولكن الإنسان عنده نفس ، شيطان ورغبات كما قلنا . هذه دائما تقنعه للقيام بالسوء . الملائكة ليست كذلك . إذا أراد الإنسان أن يكون مرتاحاً ، يجب أن يترك السوء . لن يكون خائفا . عندما تخاف الله ، لا تخشى أي شخص آخر . عندما تفعل ما يأمر به الله ، فلن تخاف من الجيوش ، أو الشرطة ، أو أشخاص آخرين . أنت مرتاح . ولكن إذا كنت لا تخاف الله ، تخاف الجميع . ثم ، عندما تخاف الجميع ، أنت أدنى ليس فقط من الملائكة ، ولكن الحيوانات أيضا .

الله لا يتركنا لأنفسنا ، نرجو ان نكون مع الصالحين إن شاء الله . كان أمس اليوم الأخير للعيد، عيد الأضحى . وهذا هو العيد الثاني بدون جسمانية مولانا . إنه ليس معنا الآن ، ولكن روحانيا دائما معنا ، الحمد لله . كان كثير... حتى عندما كنا صغارا أو اطفال كان مولانا معنا لعدد قليل جدا من الأعياد . لأنه كان يتجول كل وقته لإعطاء بركته للمريدين وللناس ليقول لهم أن يأتوا إلى الطريق الصحيح . في الكثير من الأعياد لم يكن معنا . خاصة قبل سنة 1973 كل عيد أضحى يكون في الحج . كان يحضر حجاج من قبرص الى الشام ، ومن ثم يأخذهم الى الحج . وما يقرب الشهرين لا يكون هناك.

بعد ذلك ، كان يذهب الى لندن أو الى أوروبا أو غيرها . الكثير من الأعياد لم نكن معا فقط بضع سنوات ، السنوات الماضية ، كنا معا الحمد لله . هناك الكثير من الأعياد ، وخصوصا أذكر إحداها في سنة الف وتسعمائة وستة وسبعون ، عيد الأضحى . أقول هذا كمثال لما حدث لي ، للناس الذين لم يكن لديهم المسؤولية الحقيقية . كان اليوم الأول من العيد ، وكان هناك اثنان من إخواننا ، إنهم أكبر مني بالطبع . لا حاجة لقول أسمائهم . كان اليوم الأول للعيد وأحدهم اقترض المال من شخص ما في لبنان والآخر اشترى سيارة . وكانت سيارة قديمة .

لذلك قالوا " يجب أن نذهب الى لبنان لإحضار هذا المال ". " حسناً ". كنت في التاسعة عشر من عمري وسعيد بالذهاب الى لبنان بالسيارة . ولكن ، كان هناك طريق صحيح ، طريق شرعي . تذهب عن طريق الجمارك والشرطة وتختم جواز سفرك عند الخروج . ولكن ،" لا حاجة لذلك ، نعرف - وهم لا يعرفون - طريق ، طريق للمهربين ، يمكننا أن نذهب الى هناك  وهذا سهل ". وليس كذلك - فقط حوالي عشرين كلم بينهما. لذلك ذهبوا .

ذهبوا إلى هذه الحدود ، على طريق المهربين وكانت محصنة من قبل الشرطة السورية . بسرعة قبضوا علينا ووضعونا في زنزانة ، خمسة عشر يوما في زنزانة ، خمسة عشر يوماً في سجن . الحمد لله بعد ذلك علمت أنه كان إمتحان من مولانا لأن السيارة قديمة جدا ، والسائق لا يعرف كيفية القيادة وقاد مئة ميلا في الساعة . وهكذا الحمد لله لم يحدث شيء في الطريق ، ولكن هناك كان الوضع صعب حقا لأنها غرفة صغيرة جداً ومغلقة - لا شمس ، لا شيء وكل دقيقة ، كل ثانية تمر كأنها ساعة ، حقا ! الدقيقة كأنها ساعة ، يوم .

إلا أنه في الحقيقة ، كنا ننظر " ما هذا ؟ الساعة لا تمشي ؟ ماذا حدث لها "؟ الوضع كان بهذا السوء . لقد كان أمرا مروعا حقا . بعد خمسة عشر يوماً أخذونا الى سجن حقيقي . سجن كبير ، كان بالنسبة لنا كأنه فندق خمس نجوم . مئتين شخص هناك ، الجميع يتحدث ولكن هذان الشخصان ، أخرجوهما . بقيت هناك لمدة خمسة عشر يوماً إضافياً . وعندما تسأل هؤلاء المئتي شخص ، ماذا فعلت ؟ يقول " أنا هنا لشيء لم أفعله ". الجميع أبرياء . أبرياء ! الجميع أبرياء ، سجنوا المئتي شخص ولكنهم أبرياء . أنا فقط كنت المذنب هناك .

لذلك ، ما هو الدرس المستفاد من هذا ؟ عندما تسير مع الناس الخطأ ، أنت تسير في الطريق الخطأ ، ستتم معاقبتك ! هذا فقط درس صغير من مولانا . وكان في لندن . فقط أمي الحجة آنة بعد خمسة عشر يوما عرفت أنني في السجن . لذلك ، هكذا تسير الأمور . عندما تفعل شيء ما خطأ يجب أن تعاقب .

لا تسأل " لماذا يفعل الله هذا بي ، لماذا أنا ؟" الكثير من المسيحيين يقولون " لماذا أنا ؟" يبحثون عن " لماذا أنا ؟ هناك الكثير من الناس الذين يفعلون هذا . فقط انا من يرتكب الخطأ "؟ ارتكبت خطأ ، ستتم معاقبتك . لا تخف عندما لا تفعل أي شيء خطأ . عندما تكون على حق ، لا أحد يخاف .

كل خائن خائف . الخائن دائما يكون خائف لأنه يفكر دائما " سأنكشف أنني خائن وسيضربني أو يقتلني ، أو سيكون غاضبا مني ". دائما سيشعر بالسوء بسبب ما فعل ، بسبب أفعاله السيئة . ولكن إذا كنت نظيفاً ، لا تخف من أحد . إذا كنت تخاف الله لا تفعل أفعال سيئة . انت تخاف فقط من الله ، ولا تخاف من أي جيش أو أي شخص أو لأنك تعرف أنك نظيف . ولكن إذا كنت تخاف من الناس ولا تخاف من الله هذه مشكلة . لأنه عندما تكون نظيفاً تفعل كل شيء جيد ، أنت أفضل من الملائكة . لأن الملائكة تفعل ما هو جيد فقط ، لا يمكنها القيام بأعمال سيئة .

ولكن أنت ، لديك الخيار لتكون شيطان أو تكون ملاك ، أو تكون ولي أو تكون أفضل . كل شيء وضعه الله فيك . إذا فعلت الخير ، ستكون أعلى من الملائكة . ولكن إذا كنت لا تخاف من الله وتخاف من الناس وتفعل أفعال سيئة ، أنت أدنى من الحيوان . لذلك ، إنه درس للجميع ، كل ما تفعله ، ستعاقب عليه . لا تسأل نفسك " لماذا حدث هذا لي "؟ هناك بالطبع شيء خطأ فيك .

سيدنا يوسف " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ". " لا أقول أنني نظيف ، نفسي تأمرني للقيام بالسوء ". لذلك الجميع يمكن أن يفعلوا أشياء خاطئة ، ولكن الله عز وجل يقول " كل ابن آدم خطاء " " وانا الغفار". يقول الله سبحانه وتعالى " كل بني آدم خطاء وأنا من يغفر لهم ". الله يغفر لنا ما نفعله ، عن علم أو عن غير علم . ومن الله التوفيق .

الفاتحة .

http://saltanat.org/videopage.php?id=12468&name=2014-10-08_tr_Jail_SM.mp4

 
  3013729 visitors