شمس الشموس
  2015-05-15
 

 

ليلة المعراج
مولانا الشيخ محمد عادل الحقاني النقشبندي 15 أيار
2015

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . الصلاة والسلام على رسولنا محمد سيد الأولين والآخرين . مدد يا رسول الله ، مدد يا ساداتي أصحاب رسول الله ، مدد يا مشايخنا ، مدد يا شيخ عبد الله الفائز الداغستاني ، مدد يا شيخ محمد ناظم الحقاني ، دستور . طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية .

الله عز وجل يقول في القرآن الكريم : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ". الآية تظهر أهمية هذه الليلة . سورة الإسراء هي في وسط القرآن الكريم . الله عز وجل . سبحان يمكن أن تُقال فقط لله عز وجل . كم هو عظيم ، كم هو مهيب الله عز وجل ! سبحان هو تسبيح . تسبيح لله ، وليس لأي مخلوق آخر .

كل شيء يسبح الله . كل ذرة من العالم والكون يسبح الله . التسبيح هو أعلى شيء . سبحان هو أكثر عظمة ، أعلى من ذلك . إنها معجزة لا يمكن لأي إنسان القيام بها . الله عز وجل جعلها مميزة لنبينا صلى الله عليه وسلم بحيث يعلم الناس عظمة الله . لكي يعرفوا كيف يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم . النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن إنسانا عاديا .

الجهلة اليوم يقولون بأنه صلى الله عليه وسلم كان شخصا عاديا مثلنا. لديه مهمة أتمها ومن ثم رحل . الكثير من الناس يقولون ذلك . الأشخاص الذين يقولون ذلك ، شكرا لله ، ليسوا كثر في بلدنا ولكن الناس ، الذين يدعون أنهم يعرفون القرآن يقولون أكثر من ذلك . ليس الكل ولكن هناك أشخاص يقولون ذلك .

بالأمس جاء عالم ما شاء الله لديه نور . قال " هناك واحد ، اثنين أو ثلاثة بالمئة من الناس يعتقدون أن كل هؤلاء العلماء أو الآخرين نفس الشيء . ولكن الشيطان يجعل صوتهم مسموع من قبل الجميع حتى أن الناس يعتقدون أنهم جميعا نفس الشيء . لا سمح الله لديهم إيمان ألف مرة أكثر من ذلك ، يحبون ، يحترمون النبي صلى الله عليه وسلم . القليل من السيئين يخرجون . الناس يعتقدون أنهم جميعا نفس الشيء . لا تفكروا بهذه الطريقة .

العرب أيضا لديهم المزيد من العاطفة تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم . أعني إذا كان شخصان من الناس يتحدثان هراء لا تعتقد أن الجميع مثلهما . كان هناك الآلاف ، مئات الآلاف من العلماء كان هناك بعض العلماء بينهم . عندما تنظر الى الأرقام إنها مثل الصفر ولكن بالطبع كتبهم وكلامهم ينتشر كفتنة . تتحول لتكون فتنة للناس .

الله عز وجل عظم الإسراء والمعراج كثيرا . بعض الناس يقولون كان حلما ، بعضهم يقول ليس ممكنا أنه صعد بجسده صلى الله عليه وسلم وعاد . هؤلاء هم الذين يدعون أنهم علماء . لو كان حلما ، فان كل شخص يرى الكثير من الأشياء في منامه كل ليلة . ومن ثم ، لن تكون لا عجيبة ، ولا معجزة .

إنها معجزة الله ، إنها واقعة تظهر محبة الله للنبي صلى الله عليه ويظهر أنه المختار فوق الآخرين . نبينا وصل الى نقطة لم يصل اليها اي إنسان ولن يستطيع الوصول. لم يصل أي شخص الى تلك النقطة من قبل . حتى جبريل قال " اذا خطوت خطوة واحدة سأحترق وأتحول الى رماد ". بعد أن وصل نبينا الى تلك النقطة وعاد ، على الرغم من أن جسده يبدو مثل الإنسان ، بالإلهام والتجلي هناك ذهب نبينا أبعد من إنسان عادي .

لا أحد يستطيع أن يقول ، " كان إنسانا عاديا ". إنه مختلف ، هو حبيب الله ، نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم . هذه ليلة مباركة . إنها هدية من الله للنبي وايضا للذين يؤمنون ، يحترمون ، يشرفون هذه الليلة على انها ليلة مباركة ويدعون ، ويعطون الصدقات . يأخذون من نِعم الله . صلواتهم يتم قبولها . سيحصلون على حياة طيبة. سيصلون الى الحياة الحقيقية. الحياه الحقيقية ! هذه حياة وهمية . الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة . في مثل هذه الليالي كهذه الليلة تفتح نافذة الى الآخرة ، من هناك الناس يتلقون من نِعم الله 

هذه الليالي المباركة هي ليالي مباركة . مذكورة أيضا في القرآن - ليلة القدر، الإسراء ، المعراج ، شعبان ، ليلة الرغائب، ليلة البراءة ، كلها ليالي مباركة . إنها نِعم الله لنا . الكريم ، أكرم الأكرمين ، الله يعطي الناس الفرص ، بحيث أن الناس يأخذون من فضله . بقدر ما تأخذ بقدر ما يكون الله راضيا . ما نريده هو مرضاة الله . الله سيكون راضٍ عنكم . الله سيكون مسروراً منكم . اقبل بنعمته ، لا ترفضها . خذ ! إنه يعطي . خذ بقدر ما تستطيع .

العرب لديهم قول : عندما يكون الرجل جشعا ، يقولون كن جشعا للآخرة ، ليس لهذه الدنيا . لذلك ، بقدر ما ترغب بنعمة الله ، بقدر ما تشاء ، سيكون الله عز وجل راضٍ عنك . لذلك ، هذه ليلة من تلك الليالي . إن شاء الله سنصلي صلاة التسابيح . قمنا بزيارة شعرة اللحية المباركة لنبينا صلى الله عليه وسلم . إنها جزء منه صلى الله عليه وسلم الذي وصل الى تلك المقامات حيث ان الإلهام ، الهدية والجمال سيصل الينا بالتأكيد أيضا بإذن الله .

حتى ذرة من نبينا تكفي الناس ، العالم . الله عز وجل اعطى النِعم. اللحية المباركة للنبي موجودة في كل مكان ، شكرا لله، في مساجدنا . حكمة الله وصلت الى الكثير من الأماكن . إنها جزء من نبينا صلى الله عليه وسلم . إنها إرث منه صلى الله عليه وسلم . إن شاء الله بركة هذه اليلة تكون علينا . أسأل الله أن يبارك فيها . الله يجعلنا نصل الى المزيد من السنين . إن شاء الله يرسل صاحب ، الذي سيحفظنا من الوضع السيئ الذي يقع فيه العالم الإسلامي الآن .

المهدي عليه السلام سيأتي خلال هذه الأوقات . ليس عندما يسير كل شيء على ما يرام . يأتي عندما يكون الناس بائسين، عندما يكون هناك سفك دماء في كل مكان . وإلا إذا جاء بوقت طبيعي ماذا سيحفظ ؟ الآن تم تدمير العالم الإسلامي . إن شاء الله إنه قادم قريبا . الله يجعلنا نصل اليه سريعا إن شاء الله . الله عز وجل يقول في سورة الإسراء إنه يعظمه قائلا :  " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ". سبحان - يعني أعلى درجات التعظيم لله . أصل " سبحان " تأتي من التسبيح أيضا .

كل شيء يسبح ، تسبيح . السماوات ، الأرض ، الكون ، كل ذرة تسبح الله ، تقوم بالتسبيح . بدون تسبيح ، لا أحد ، لا شيء يمكن أن يكون في الوجود . وهو يسبح نفسه بهذا ، ما اعطي للنبي ، اعلى مقام لدعوة النبي أولا الى المسجد الأقصى ، القدس ، بعد ذلك الى الحضرة الإلهية . وهي معجزة حدثت جسديا ، الجسد المادي - ليس فقط روحانيا . لا ! لأنها لو كانت روحانيا ليست معجزة . كل شخص عندما ينام يرى شيء .

الكثير من الناس يرون منامات جيدة جدا ، ولكنه منام . المنام للجميع ، لا يمكنك أن تقول معجزة . المعجزة ، هذه المعجزة هي فقط للنبي صلى الله عليه وسلم . هناك الملايين من المعجزات للأنبياء . ولكن ، الأعلى ، ما اعطى للنبي  احدى الأعلى ، أكبر معجزة - الإسراء والمعراج . وهناك أشخاص يدعون أنهم يفهمون لغة القرآن . ولكنهم يتسببون بالفتنة ويقولون أن النبي محمد انه شخص عادي مثلنا . وحصل على مهمة وأنهى مهمته وهو ميت الآن .

لا يمكنك أن تستفيد من الأموات . هؤلاء الناس ، هم الأموات . وبعضهم يقول أنهم عرب ولكنهم ليسوا من العرب ! هناك الآلاف من العلماء ، هناك الآلاف من العلماء الصالحين عند العرب . هناك عدد قليل من الناس يقولون ، يظهرون انفسهم أنهم أشخاص حقيقيون والشيطان يدعمهم . من مئات الآف العلماء ، العرب يعظمون النبي ومعجزاته وتعاليمه ويقبلون بمقامه العالي . إنه ليس إنسانا عاديا أو بشرا عاديا . ولكن فقط عدد قليل منهم يضعونهم ويفتعلون الفتنة .

هذا هو الشيطان وأتباعه وهم من الجهلة . لأنه عندما حصل النبي على أعلى إكرام ، هدية من الله ، لم يحصل عليها أي شخص من قبل . والبشر لا يمكنهم الوصول الى ما وصل اليه النبي في ليلة واحدة . حتى أنه ، عندما ذهب وعاد من الحضرة الإلهية كان سريره لا يزال دافئا . وجال حول الكون كله والسماوات السبع وذهب الى الجنة ونظر الى النار ايضا ، ليوم القيامة ، جعله الله يرى كل شيء . وذهب الى مكان لم يصل اليه اي شخص ولا يمكن لأي انسان ان يكون هناك . حتى الملاك جبريل لم يستطع ان يخطو خطوة اخرى لأنه قال " إذا خطوت خطوة سأحترق ". لذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان في مكان بجسده ، كل شيء ، كان مليئا بالبركة وأشياء مميزة ليكون في الحضرة الإلهية لله . وكيف تقولون " إنه مثلنا "؟ " إنه بشر مثلنا "؟ لا ! لا يمكنكم قول ذلك .

يجب أن تحترموا النبي صلى الله عليه وسلم وهي سورة في وسط القرآن - لتبين لهؤلاء الناس كيف أن الله يعظم النبي صلى الله عليه وسلم . أمرنا جميعا أن نعظم النبي صلى الله عليه وسلم ونحصل على البركة منه . الله عز وجل من خلال نبيه ، حرصا على النبي اعطانا مناسبات عديدة لنتبارك . احداها هذه الليلة : ليلة الإسراء والمعراج .

إنها ليلة مباركة جدا . هناك الكثير من الليالي مثلها ، ربما اربعة أو خمسة. إنها مقدمة من الله عز وجل ، اكرم الأكرمين. يحب وهو سعيد عندما ياخذ الناس ويحترمون ما اعطاهم الله . إنه سعيد وهذا هو هدفنا في حياتنا. ما هو هدفنا في حياتنا؟ هدفنا هو أن نجعل الله مسرور منا . إذا كان مسرور منا ، كل شيء سوى ذلك هو لا شيء . ولكن إذا لم يكن مسرور منا نحن واقعون بمشكلة . هذا هو . وهو سعيد منا عندما يعطيك شيء ما وتأخذ . إنه سعيد . انه ليس بخيل . حاشا ! هذا لا يمكن أن يكون لله . يكون مسرورا عندما تأخذ . تأخذ ، يكون مسرور منك اكثر . خذ هذا من كرمه ، رضاه اللانهائي . يكون مسرور منك أكثر . ما يعطيك اياه ، اقبله وخذه ! وكن بأمان .

الحمد لله ، هذه الليلة إن شاء الله سنصلي صلاة التسابيح ونقوم بزيارة لشعرة لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه اللحية قادمة من النبي . وكانت في الحضرة الإلهية لله عز وجل . رغم انها صغيرة جدا ولكن الحمد لله ، كل ما زارها يتبارك بها . لأنه ، الحمد لله هناك حكمة . الكثير من المساجد في بلدنا ، في بلدان أخرى ، لديهم شعرة من لحية النبي أو شعره . إنه شيء مبارك جدا ، الحمد لله .

لذلك إن شاء الله بركته تنزل علينا . نحن سعداء به ، سعداء بالله بارساله لنا هذه الهدية . الحمد لله ، الليلة إن شاء الله نقوم بذلك . والدعاء ، الصلاة مقبولة في هذه الليلة . يمكنك أن تدعو لنفسك ، لعائلتك ، لأولادك ليكونوا محفوظين بإيمانهم . والله يحفظ امة الإسلام ، البشر . يرسل شخص ليحفظنا ! وهذه حقيقة ايام سيئة جدا ومنقذنا هو المهدي عليه السلام .

المهدي عليه السلام لن يأتي إذا كانت الأيام جميلة . لا داعي ، لا حاجة لحفظ أي شخص. ولكن عندما يكون الوضع سيئا، حرب ، دم ، نار ، فتنة ، الناس وضع بائس ، نحن بهذا الزمن - إنه قادم . إن شاء الله اقترب وقته إن شاء الله . يا الله اجعلهم يكونون معه وأن يصلوا الى الأيام المباركة ، إنها مثل أيام النبي " عصر السعادة " إن شاء الله .

إن شاء الله قريبا إن شاء الله ، الله يجعلنا على الطريق الصحيح مع إخواننا ، مع المسلمين ، المؤمنين إن شاء الله . الله يهدي الناس ايضا ليكونوا على الطريق الصحيح إن شاء الله . ومن الله التوفيق .

الفاتحة .

 
  3010683 visitors