شمس الشموس
  13.09.2009
 

 

اتباع الشيطان لا قيمة لهم

 

سلطان الأولياء مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني

 

سبحانك لا نحصي ثناء عليك كما اثنيت على نفسك (6) الله اكبر .. اعوذ بالله .. بسم الله

كل الحمد والشكر لك يا الله .. اغفر لنا وارحمنا .. بكل تواضع نسأل ان نقدم لك آيات الاحترام ولحبيبك سيدنا محمد (ص). ايها الناس استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم واذكروا البسمله فهذا اكبر شرف لنا ان نعظم الله ونذكر اسمه العظيم وان نسأل الاولياء الصالحين وان نسأل صاحب الزمان وقطب الاقطاب وممثل رسول الله ان يمنحنا القوة دوما للقيام احتراما لذكر الله وذكر الرسول (ص) وان لا نتعب ابدا من التسبيح والتهليل والصلاة على خير خلق الله.

الكل ينظر الان الى صاحب الزمان .. من اين تأتيه القوه؟ ان قوته نابعة من بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اجعلنا قادرين على ترديدها واحمنا من الشيطان فنحن عباد ضعفاء. الشيطان ايضا ضعيف ولكنه يدعي القوه متفاخرا بملايين الملايين من اتباعه الذين يركضون خلف ويتبعونه ويضحك على القلة القليلة التي تتبع الانبياء. وانا اقول للشيطان لا تضحك فان اتباعك هم اسوأ الخلق واقذرهم فما هو فخرك؟ ما هي قيمة اتباعك؟ لا شيْ. اتباعك قيمتهم لا تساوي (الملين).

الشيطان لا قيمة له واتباعه قذرين ايضا وبلا قيمه. هل رأيتم احدا يدفع المال للاوساخ؟ ربما .. في وقتنا الحاضر كل شيء هناك شركات كثيرة هذه الايام لها مراكزها الخاصة ومكاتبها في اسواق الاسهم تبيع الزبالة والاوساخ والاشياء التافية تحتال على الناس وتبيعهم الاشياء التافهة تحت اسماء مختلفة ومنتوجات حديثة غريبة الاسماء والمواد.

والشيطان معروف باحتياله وكذبه ينادي على الناس " تعالوا واشتروا عندي لكم بضائع رخيصة الثمن اعطيها لكم بكميات هائلة لا تستطيع حتى سفن الشحن ان تحملها. لا تسألوا عن نوعية هذه البضائع ، يكفي ان تعرفوا ان الملايين تشتري هذه البضائع من جميع الاسواق وحتى في الاسواق السوداء ابيع منها. تعالوا واشتروا بسرعه .. لا تتأخروا .. بضائع قيمه باسعار رخيصه بملين او حتى نصف ملين.

اسرعوا .. البائع المسؤول يعلن عن نهاية (المزاد العلني) تعالي ايتها الشخصيات المهمه .. اشتري .. لا تسألوا عن البضائع فان في كل بيت مكان للتخلص من هذه البضائع وهذه السلع. هل عرفتم  الان ما هي المواد الباهظة الغالية التي تصنع منها هذه السلع المعروضة في الاسواق؟ هل تستطيعوا ان تتصوروا وتتخيلوا ماذا يمكن ان يكون؟

توبه يا ربي .. استغفر الله .. لماذا ايها الناس تتحرقون شوقا للركوض وراء الشيطان منخدعين باقواله وافعاله؟ الا ترون بانه يستخدمكم للحصول على مآربه؟

ايها العاملين في (اسواق الاسهم) والاسواق السوداء .. اليكم هذه القصه: كان في القديم ذكي وحاذق ، سمع عن هواية ملك من الملوك للعطور الفاخرة وجمعها فقال في نفسه يجب ان استغل حب هذه الملك للعطور لاحصل على اكبر قدر من امواله، سأغشه واحصل على ما اريد. احضر هذه المحتال كيسين من الجلد وملاْهما (...) لي اقول لكم ماذا  وضع فيهما! لاجعلكم مشتاقون لسماع نهاية القصة ( فربما كان قداسة البابا يستمع الى هذه الصحبه او عضوا من اعضاء الكنيسة الانجليكيه او قسيسا من روسيا .. او شخصية مهمة من شرق الارض او مغاربها).

لنعود الى قصتنا .. محتالنا هذه قام باغلاق الكيس (الحقائب الجلديه) باحكام واشترى عشرة زجاجات من عطر الورد الجوري الفاخر وافرغها على الحقائب من الخارج وكلما مر بطريق او شارع شمت الناس الرائحة الجميلة وتعجبت (من الرائحة الزكية) واسرعت بفتح الطريق له وعدم اعتراضه ليسير بسرعة الى هدفه المطلوب الى الملك (هاوي العطور).

عندما وصل الى بوابة القصر اوقفه الحراس وسألوه عن سبب قدومه للقصر فأجابهم: لا تسألوا ادخلوني على الملك فاني احضرت له هدية لا يستطيع ان يقدم احدا مثلها لجلالته ، وعندما شم الحراس الرائحة اسرعت بارسال خادم لفتح ابواب القصر الداخليه ليدخل الرجل المحتال بدون مشاكل. فدخل الرجل بدون توقيف وتفتيش حتى وصل الى الملك الذي بادره سائلا:

ماذا احضرت؟

يا حضرة جلاله الملك (كما تشم سيادتكم) افضل انواع العطور المأخوذة من الورد.

هل حقا ما تقول؟

نعم يا سيدي ولكني افضل ان تأخذها الى الغرف الداخليه الخاصة بكم ولا تسمح لاحد من عامة الناس بالدخول عليك وسوف ابعث لك بالاكياس (الحقائب) مع دابتي اذهب واجلس هناك انت واتباعك من الطبقة الراقية والحاشيه والمهمة عندها افتح الحقائب واستمتع بما بها من عطر فاخر .. والان امنحني من كرمك المعروف شيئا بسيطا واذا اردت الزيادة فاعطني حصانان حتى لو لم يكن من اشرف الخيول واسملح لي بالمغادرة قبل غروب الشمس فقد طال صبري. فإلى الان ما شممته ليس الا شيئا بسيطا بالمقارنة الى العطر الذي هو داخل الحقائب. فأخذ الحصان وركبه على مهل (لينغ لنغ .. لينغ لانغ) وفي اللحظة التي غادر بها بوابة القصر اخذ يحث حصانه على الركض باسرع ما يكون حتى لو ان سهاما رشقت عليه ما اصابته.

في نفس الوقت كان الملك في قاعته الخاصة يحث ويأمر باحضار اوعية لتفريغ الحمولة فيه. واحضر خادم من خدمة الملك سكينا حادا وفتح بها الحقيبة من الجهتين وماذا تظنون انه نزل منها ؟ انها نفس البضائع ونفس المادة التي تأخذونها للعرض والبيع في اسواق الاسهم المشهور ونزلت هذه المادة واصابت ملابس الملك وحاشيته الخاصه فاسرعوا لازالتها وصاح الملك غاضبا: اركضوا وراء هذا اللعين .. الشيطان المحتال.

اما بالنسبة لبطلنا فانه كان قد وصل الى قريته ودخل بيته واغلق جميع الابواب ، وقال لاصحاب البيت: اذا سأل عني احد قولوا له بانكم لا تعرفون عني شيئا ولكنكم سمعتم بشخص في قرية مجاورة يقوم بمثل هذه الاعمال ويحضر لحضرة  الملك مثل ما تقولون وعلى ما نعتقج فهم بعيد جدا.

تعالوا وانظروا .. المحتالين العارضين الاوساخ لبيعها باغلى الاثمان معلنين بانه لا مثيل لها .. انطروا .. اين هي الان؟ ما هي قيمتها؟ المرحاض. الشيطان يحضر لكم الاقذار ويأمركم بوضعها على مائدات المزاد العلني على انها مادة خاصة لكل من يسأل عنها، يأخذها حتى بدون ثمن. ولكن مع انها بلا ثمن ترى الناس يتدافعون عليها ويدفعون بها ملايين الدولارات والكل يتسابق ايهم يأخذ حمولة اكبر .. الشيطان يريد فلسا او نصف الفلس ولكنهم يدفعون الملايين ويملؤن سفنهم وشاحناتهم ويفاصلون.

ولكن الذين يملكون قليلا من العقل يرفضون المفاصله، ويرفضون هذه البضائع ويحاول الشيطان مرى اخرى خداعهم .. سوف احضرها لمن بلا نقود. . لا.. لا .. نحن لا نريد هذه البضائع التي تحتاج الى الملايين لازالة اوساخها وتنظيف كل ما تعلق به مثل ذلك الملك المخدوع.

ايها المستمعون .. ماذا سنفعل اليوم؟ انه يوم الاحد وهذه اخر اسبوع لشهر رمضان الفضيل وان هنا اتكلم واحاول ان اقول شيئا يسعد الناس ويملاْهم املا .. (ربما في يوم من الايام سيصبحون من اصحاب الملايين من بيع بضائع كبضائع الاسواق الحره. فكروا فيما اقول لكم ، فلكل قصة عبرة (فاعتبروا يا اولي الابصار) لا تنفروا للشيطان الذي يوقعكم في مكائده التي لا تستطيعون التخلص منها ولا تجدون فيها مخرجا.

الا ترون انه ينصب الفخاخ لتقع الناس في شباكه؟ والان وقع العالم في اكبر فخ من فخاخه ووصلوا الى مرحلة حرجة تسمى (بالازمة الاقتصادرية).


 



 
  3014337 visitors