شمس الشموس
  13.06.2011
 

بسم الله الرحمن الرحيم


"إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ"!

مولانا الشيخ ناظم قدس سره

 

13 يونيو 2011 – 12 رجب 1432

 

بنية تبليغ الكلمة الطيبة الفاتحة. (مولانا يصلي ركعتين، ثم يقف تعظيماً لله جل وعلا). قفوا جميعاً عند الشروع بالتكبير! الله أكبر، الله كبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ونصلي ونسلم على سيدنا محمد، اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. زد حبيبك يا ربنا، عزاً وشرفاً، وأظهر شأنه، وارفع رايته وراية أتباعه، وانصبها شرقاً وغربا، لترفرف في الأعالي!

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. نعوذ بك من الشيطان الرجيم ومن أتباعه. يا رب اجعلنا في كنفك وحرزك وحفظك، بحرمة هذا الشهر المبارك..

 

يا أصحابي .. يا أحبابي .. أيها المسلمون الأتراك! لقد أعزنا الله بالإسلام ويكفي لنا شرفاً أن نكون من المسلمين. ونقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. كل عمل لا يُذكر فيه اسم الله جل وعلا، فمثله مثل زرع حبوب فاسدة.

 

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بالٍ لا يُبدأ فيه بسم الله فهو أقطع"، وفي رواية، "فهو أبتر"، أي مقطوع البركة أو الأثر.

 

يا أهل منطقة البحر الأسود، أرونا ماذا قدمتم من الصالحات؟ ويا أهل الأناضول، أي عمل صالح قمتم به؟ ويا من تدعون بأنكم أكراد .. و"نحن كذا وكذا!"؟ أي عمل قمتم بإنجازه؟ وهل أصلاً أنجزتم شيئاً؟ أم أنكم تسببتم بفوضى عارمة؟ ومن ضل طريقه ووجهته، جعلت الملائكة الكرام كل أعماله هباءً منثوراً، وضربت بها وجهه، ونال بغض الناس له، وفقد احترامه بين الناس في هذه الدنيا وفي الآخرة.

 

أيها الناس آمنوا، وإن لم تؤمنوا فامنعوا عن أنفسكم الموت إن استطعتم! لأنه لا نجاة في الآخرة إلا لمن آمن. إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز؛ في القرآن عظيم الشأن، (مولانا يقف)، بسم الله الرحمن الرحيم. {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ} (المؤمنون:1).

 

أين أنتم يا وزارة الأديان التركية؟ أين أنتم يا أهل الإفتاء؟ أين أنتم يا أئمة المساجد؟ أين أنتم يا مسلمون؟ لقد أخبرنا الله جل وعلا في كتابه العزيز، أن المؤمنين هم المفلحون: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ}. وهذه الآية الكريمة جاءت تمدح المؤمنين في بداية سورة من سور القرآن الكريم، تسمى بسورة "المؤمنون". بلغوا هذا من غير تردد، أيها المسؤولون عن الأديان وعن عقائد الناس. أتلوا القرآن الكريم، وإلا انتهيتم! (مولانا يجلس). سبحان الله العلي العظيم!

 

يا أهل منطقة البحر الأسود! من الجيد أن تقوموا بتلاوة القرآن الكريم وتحفيظه. وفي الأناضول وحده هناك مليون حافظ للقرآن الكريم. من بين 80 مليون نسمة هناك مليون حافظ. ولو لم يكن إلا مائة ألف حافظ للقرآن الكريم، فهذا يدل على تعظيم وتكريم أهل الأناضول للقرآن الكريم. ونود أن نقول شيئاً في هذه المناسبة. ولكن لا تنظروا إلى المتكلم، بل انظروا إلى كلامه! .. ما أنا إلا مجرد صفر. ولكنه سبحانه وتعالى هو الذي أنطقني بهذا الكلام.

 

كل ليلة تجلسون أمام صندوق الشيطان (التلفاز)، لتشاهدوا البرامج المختلفة المعروضة فيه، وتستمعوا إلى كلام المتحدثين في شتى المجالات. فيا أهل منطقة البحر الأسود، ويا أهل منطقة البحر المتوسط، من الأكراد والأتراك، الذين يثيرون قضية القوميات. قليل من يرد منكم، "الحمد لله، أنا مسلم"، عندما يسأل عن هويته. أما الأغلب، فيردون قائلين، "نحن أتراك، نحن أكراد، نحن شركس، نحن عرب، نحن أرناؤوط، نحن بوسنيون، ألخ".. هذا مفهوم. ولكن ألا تنتمون إلى ملة أرفع من هذه شأناً؟ وما حصلت تلك الفرقة والنزاعات والمشاحنات والظلم التي وقعت على الأمة الإسلامية إلا بسبب التعصب القومي. وقد حذرنا الله جل وعلا في كلامه القديم من هذه الأمور.

 

يا حكام الجمهورية التركية! تعلمون في مدارسكم وجامعاتكم نظرية النشوء والارتقاء لداروين؛ وخلاصة تلك النظرية، أن الإنسان تطور من القردة. وتدعون أنها مذهب بعض أهل العلوم الطبيعية .. بل تلك عقلية الذين تطوروا من القردة! إن لم تتركوا تلك النظرية وتتخلوا عنها، فستكون سبباً لهلاككم! سوف ينتقم الله جل وعلا منكم!

إياكم أن تحاولوا مجاراة الله على قدرته ولا على عظمته ولا على إرادته أو حكمته! إن الله جل وعلا قال في كتابه العزيز، {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالفَخَّارِ}، (الرحمن:14). أي الطين اليابس الذي خلط بالرمل، فأصبح كالفخار، إذا ضربته يصدر منه صوت مثل صوت الخزف. أي صنع من المادة التي يصنع منها تلك الأكواب التي نشرب منها. إن الله جل وعلا يقول، خلقتك من ذلك الطين، وأنت تنكر هذا وتدير ظهرك للقرآن الكريم؟ لماذا لا تعلمون هذه في مدارسكم بدلاً من نظرية داروين؟ إن لم تقوموا بإزالة هذا القانون، فسوف تدفنون تحت الأرض! فلا تحاولوا مجاراة صاحب القدرة المطلقة! واجب عليكم تعظيم كلام الله سبحانه وتعالى. وإن لم تظهروا تعظيمكم، فالذي أنزل هذا الكتاب الكريم، سيخسف بكم الأرض، وسيدفنكم تحتها! وحينها، لن تنفعكم لا حاكم ولا حكيم! فاحذروا يا أهل منطقة البحر الأسود!

 

وأنتم أيها الأكراد، المفتخرون بقوميتكم! وتطلقون على أنفسكم PKK (حزب العمال الكردستاني) .. ما هذا الاسم؟ .. ألم تجدوا اسماً آخر؟ .. هل أنتم مثل أولئك الذين يقولون، بأن الإنسان تطور من القردة؟ .. ما هذا الاسم  PKK؟ .. لماذا لا تقولون أنكم عباد الله، ومن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنكم الشعب الكردي؟ .. وبدلاً من هذا تطلقون على أنفسكم، "PKK"؟ ..  توبة يا ربي .. ألم تجدوا اسماً آخر تطلقونه على أنفسكم؟ إذا حذف حرف P فكلمة KAKA في اللغة التركية معناها "براز". وإذا أضفتم حرف "K" فيصبح أكثر وسخاً! .. فما معنى هذا؟ تقشعر أبدان المسلمين لسماع تلك الكلمة. وأنا كذلك أنزعج لسماعها.

 

فهذا الاسم لا يليق بشعب عظيم وذات أصالة حضارية كشعبكم؛ الشعب الكردي. وقد كانت لكم مكانة رفيعة في حمل راية الإسلام؛ فأنتم قوم سيدنا صلاح الدين الأيوبي. فلماذا لا تطلقون على أنفسكم، "الأيوبيون"، نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي؟ فهلا فهمتموني ما معنى PKK؟ .. هل أنتم شعب وسخ، لتطلقوا على أنفسكم هذا الاسم؟ .. هل تبرز الغراب عليكم؟ .. أهذه هي قيمتكم؟ .. أنا لا أخاف منكم. ولكنكم، أنتم تخافون مني .. ما أنا إلى رجل أصبح صفراً. وأحياناً الصفر تخدم الهدف. ولا فائدة يرجى من الذي يأبى أن يكون صفراً. انتبهوا، ولا تطلقوا على أنفسكم ألقاباً على هواكم! وقد شرفكم الله سبحانه وتعالى أن سماكم إنساناً، {خَلَقَ الإِنْسَانَ}، (الرحمن:3). وقال تعالى، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، (الحجرات:13).

 

أصل البشرية زوجين اثنين، رجل وامرأة؛ أبونا آدم وأمنا حواء. وجعل من ذريتهما جميع الشعوب والقبائل. ولكل شعب ميزة خاصة به، تميزه عن سائر الشعوب.  فهلا علمتم هذه الآية الكريمة في مدارسكم بدلاً من تعليم السخافات؟ .. لم يبق في البلاد رجل حكيم يستطيع أن يمسك بزمام الأمور، ويفقه الناس ويعلمهم بما يصلح أحوالهم. أصبح الناس جميعاً تجاراً؛ بعضهم يتاجر بالمال والبعض الأخر يتاجر بالعقل. ولكن تجار الأموال، الذين يركضون خلف المال، هم الأغلب. إن الله سبحانه وتعالى لم يخلقكم لتركضوا خلف المال، وإنما خلقكم لعبادته.

 

اسمعوا هذا الكلام يا أهل الأناضول، ويا أهل إسطنبول، ويا أهل أنقرة، ويا من تفترقون عن الملة وتتسمون باسم الـPKK - {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ}، والشعب تضم تحت جناحيه القبائل والعشائر. أي جعلناكم أمماً مختلفة. لقد كان أجدادنا العثمانيون قوماً أعزاء، حملوا راية الإسلام أكثر من 600 عام. وقبلهم حمل الراية صلاح الدين الأيوبي، وكان من الأكراد. ولكنه لم يناد بقوميته، وقال "أنا كردي".  فكونكم أكراداً أو أتراكاً لا يمنحكم تكريماً. بل الإنسان يكرم بعمله. مهما يكن عمله.

 

الحملة الصليبية غزت بلاد المسلمين. وأطلق عليهم سابقاً بأهل الصليب، لأنهم جاءوا لنصرة الصليب ولأنهم كانوا يضعون صليباً في رقابهم. وقد أتوا من كل بلدان أوروبا. وحثهم الشيطان على الخروج وحرضهم على المسلمين .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! .. هؤلاء النصارى لا عقل لهم، فلا تتبعوهم! وهم بدورهم ينعتونكم بالغباء.

 

ألا تخجلون من أنفسكم، أن تدعوا بدعوى الجاهلية؟ لم لا تقولون،"نحن مسلمون"، "نحن عباد الله" .. لماذا لا تقولونها صراحة؟ .. فكيف تفعلون، إذا قبض ملك الموت أرواحكم، وأعوانه من الملائكة يضربون وجوهكم وأدباركم، بمقامع من حديد.

 

{فَكَيْفَ إِذاَ تَوَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ يَضْرِبُون وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}، (محمد:27).

 

 

.. أنتم الآن في قبضتنا .. نسلط عليكم الأفاعي والعقارب وحشرات الأرض، لتأكل من أجسادكم .. عندها تعرفون الحق ..!

 

يمكنني أن أسرد هذه كقصة .. والكلمات التي تأتي، بإذن من الله جل وعلا، لا تنتهي إلى يوم القيامة. ولكن هذه الكلمات تحتاج إلى آذان صاغية؛ تحتاج إلى من يسمعها .. فكروا عن ذلك اليوم الذي يأتي فيه عزرائيل إليكم لينتزع من صدوركم أرواحكم. عندها يكون قد حان وقت رحيلكم. وأنتم يا شعب الـPKK، هذا اليوم لا محال آت عليكم. فلا تطغوا ولا تتصرفوا بوحشية! أخبروا عن هويتكم الأصلية!  فـ  PKK ليست هويتكم الأصلية. أخبروا عن أصلكم الذي يشرفكم؛ أنكم من أبناء آدم عليه السلام، وأنكم تؤمنون بالله؛ بوجوده وبوحدانيته، وتؤمنون بالبعث بعد الموت، وأن من خلقكم سيحاسبكم على أعمالكم. فـ  PKKلا تنفع أن تكون هوية.

 

صلاح الدين الأيوبي، جعل الله مثواه الجنة، وجعله مقبولاً في حضرة الرسول عليه الصلاة والسلام، هزم بسيفه جيوشاً، لا يحصى لها عدد، قدموا من أوروبا. ولكنه لم يهزمهم بسيفه هو، بل بسيف الإسلام. فعندما رأى صلاح الدين تلك الجيوش صاح فيهم قائلاً  .. "إلى أين تزحفون؟ .. على ماذا تطمعون؟ .. وممن تنقمون؟..  وما هو هدفكم؟.. أخبروني عن أصلكم؟" ..

 

عند الحواجز والمعابر يسمح لبعض السيارات بالمرور، والبعض الآخر يطلبون منهم الوقوف على جنب .. يسألون عن بطاقات الهوية. وهي عبارة عن قطعة من الورق مسجل فيها البيانات الشخصية.

- "من أنتم؟"

- " نحن قطعنا كل هذا الطريق من أوروبا لنصل إلى هنا .. ولكي تعرف من نحن،

  أنظر على صدورنا".

- "ما بال صدوركم؟"

- "على صدورنا الصليب" ..

 

وأيضاً هؤلاء الـPKK، عندما يعرضون للحساب وتسألهم الملائكة عن أصلهم وعن هويتهم سيردون عليهم قائلين .. "أصلنا وهويتنا الـ PKK!" .. إذن الأمر كذلك! .. ومن أطلق عليكم هذا الاسم؟ .. هل هبط عليكم هذا الاسم وحياً من السماء؟ أم خرج عليكم من تحت الأرض؟ .. أوقفوا هؤلاء فسوف يتم استجوابهم ومحاسبتهم على أعمالهم، وسيسألون ما الذي جنوه من وراء هذا اللقب الباطل! أدخلوهم إلى غرفة التحقيقات لاستجوابهم والتحقيق معهم!

- "نحن لسنا منهم!"

- "ومن أنتم؟"

- "نحن من منطقة البحر الأسود .."

- "افصلوا بينهم، وأدخلوا أبناء منطقة البحر الأسود من هذه الجهة، أما أبناء الـPKK، فاستمروا باحتجازهم في ذلك الطرف، ليتم التحقيق معهم .. إما نسمح لهم بالمرور فيتابعون سيرهم أو يتم ردهم من حيث أتوا" .. كيف كان هذا؟ .. لا تغضبوا مني .. ولم الغضب علي؟ .. فما أقول لكم إلا ما وصل إلى قلبي من الحق .. فكروا في هذا الأمر! .. إن كنتم تملكون الجرأة، فتعالوا إلي وقولوا في وجهي: "هذا الرجل المسن، الذي هو بمثابة عمنا أو جدنا، يتحدث بالمغالطات" .. قولوها في حضرتي .. ولكن إياكم والمحاولة بإيذائي والتعرض علي .. فهناك من رجال الله، من يذب عني، ويوقفكم عند حدكم! .. يمكنكم أن تطلقوا النار علي، ولكنهم سيردون عليكم بتلك الطلقة. فاحترسوا من أولياء الله! .. وأما أنا، فعبد ضعيف، لا أصلح حتى بالوقوف على أعتابهم! .. حاشا! .. إن أولياء الله، الذين هم من نسل سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه، هم كالأسود في عرينهم. أن تكون أسداً، ذلك أمر جلل. سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه كان أسد الله؛ الليث الغالب!

 

يقولون نحن علويون. ما معنى علوي؟ من أين اخترعتم هذا الاسم؟

- "ألا تعرف أن العلويين أعلى الناس قدراً؟"

- "بماذا تفضلون على غيركم؟ .. ماذا فعلتم لتنالوا تلك الرفعة؟ .. وما هي إنجازاتكم؟

- "تعال واحضر معنا طقوسنا الدينية".

- "هل قام الرسول عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الطقوس؟ (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) .. هل قام خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين، بمثل هذه الطقوس والمراسيم؟ .. هل كان يقوم به أسد الله وابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه، بمثل هذه الطقوس؟ .. إن قاموا بها فأخبروني!" (مولانا يجلس).

 

أيها الناس! شرف الإنسان ليس بالألقاب. وإنما لكل شيء حقيقة. البعض يقول، "نحن علويون"، والبعض الآخر يقول، "نحن زرادشتيون". وآخرون يقولون، كذا وذاك. تعددت الأسامي والأصول ..

 

- " حسناً سآتي إليكم، ولكن ما الذي تفعلونه في اجتماعاتكم؟"

- "تعال وانظر بنفسك! .. نعلق بهذه الجهة صورة سيدنا علي رضي الله وكرم الله وجهه، ومن الجهة الثانية نعلق صورة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، الذي فرض الحظر على أماكن العبادة وزوايا الطرق .."

- "فما هو القاسم المشترك بينهما؟ .. حسناً، فهمنا أم لم نفهم يجب أن ننتقل من هذا الموضوع. ولكن .. كيف تفسرون رقصة الدبكة مع النساء؟ .. ما معنى هذا؟ .. ألم تتموا شغلكم مع نسائكم في البيت؟ .. هل تكملونه في الخارج على مرأىً من الناس؟ .. ما هذا الأمر؟ .. احذروا! إن الله سبحانه وتعالى أنطقني بهذا الكلام! وبعد أن يقيم الحجة عليكم يبعث عليكم  من يوقف هذه الأمور عند حدها ويطهركم من تلك الأدناس!"

 

انتبهوا أيها العلويون! وأنتم أيضاً يا أبناء الـPKK، وأنتم أيها الزرادشتيون، انتبهوا لكلامي واحذروا! أنظروا إلى من أعزهم الله! فالعزة للمسلمين وللمؤمنين، الذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وبنبي آخر الزمان، عليه الصلاة والسلام، وبالقرآن الكريم الذي أرسل إليه. لا تخترعوا من عندكم أشياء! وإلا يصب على رؤوسكم ما لا يحصى من العذاب والبلايا. وشدة الآلام التي ستلقونها عند انتزاع أرواحكم من أجسادكم، تذيب الجبال. فاحذروا أن تجروا على أنفسكم مثل هذا البلاء. اليوم تمشون على وجه الأرض وغداً تنتقلون إلى دار الآخرة. وما نقوم به إلا صحبة، فإن شئتم قلتم "هذا خطأ". حينها أقول، اسألوا كبار قومكم، واسألوا أصحاب الفتوى عندكم! .. أخبروهم، أن هذا الرجل المسن يقول كذا وكذا. فإن قال أحدهم، أن هذا خطأ، سيختم عليه بسوء الخاتمة. وسيكون في انتظاره في القبر حشرات الأرض السامة.

 

قمت بتلقين بعض الطغاة بعد دفنهم. وقد سمعت مرات عديدة صوت تمزيق أكفانهم في قبورهم، ورأيت حشرات الأرض تهاجمهم.

 

تلك كانت نصيحة. عليكم أن تنصتوا إليها وتفهموها! عليكم أن تعرفوا أن يوماً ما ستدفنون هناك. ويضعون فوقكم حمولة خمس سيارات شحن من التراب. فاحذروا من عذاب القبر! .. الله جل وعلا واحد أحد، (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى)، وسيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم حق، وسيدنا علي ولي الله حقاً .. وسيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي، هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادقون (مولانا يجلس). أمسكوا لسانكم، ولا تتعرضوا لهم بسوء! تأدبوا! .. إن لم يكن اليوم، فغداً ستدفنون تحت الأرض .. الحمد لله، لم يصب أهل منطقة البحر الأسود بتلك العدوى. لا يوجد في منطقة البحر الأسود أحد من تلك الطائفة؛ طائفة العلويين. ولكنهم موجودون في الأناضول. ولو كان السلطان صلاح الدين الأيوبي قائماً في هذا الزمان، لأطاح برؤوسهم جميعاً!

 

الشعوب الأوروبية كفار، لا عقل لهم. فالقمر أمامهم، وهم ينظرون إلى النجم الذي خلفه .. الله .. الله .. أتتجاهلون البدر وتحدقون بالنجم؟ .. إذن فانتظروا يا شعوب أوروبا أسود الله، القادمون لهدم حصون الباطل وإزاحة الرؤوس الخالية من العقول!

 

صلاح الدين الأيوبي يسأل أولئك الصليبيين: "أين وجهتكم؟"

- "إلى القدس الشريف".

- "ولكن القدس الشريف وجد صاحبه، وليس بحاجة إلى غيره، فارجعوا من حيث أتيتم!"

- "لن نرجع" .. عندها هجم عليهم صلاح الدين مثل الأسد وضربهم بسيفه. فهل قدروا عليه؟ .. لقد كان أسداً!

أريد أن أسأل جلالته: "يا حضرة السلطان! ماذا تقول في حق شعب الـPKK؟

- "أنا لا أنتمي إليهم، ولا هم ينتمون إلي".

 

 

أنتم تنتمون إلى أشرف الأقوام، فلم لا تطلقون على أنفسكم، "الأيوبيون"؟ لماذا لا تتسمون بدلاً من الـPKK بالأيوبيين؟ فالـPKK اسم لا يشرف. قولوا: "نحن الأيوبيون! .. نحن سيوف الإسلام المسلولة". ومن بعدهم جاء العثمانيون. فلم لا يتسمى أبناء  الجمهورية التركية بالعثمانيين؟ ويقولوا: "نحن سيوف الله المسلولة؟" ولو بحثتم، فلن تجدوا بديلاً آخر أعظم شرفاً من هذا الاسم! .. يا رب اعف عنا واغفر لنا! يا رب أعيتنا الحيلة وأصابتنا الحيرة، وأصبحنا لا نعرف ما نقول لمن نقول. أنت الذي أنطقتني بهذه الكلمات، وأنت القادر على أن توصلها للناس، أينما كانوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. ابعث لنا من يكشف لنا الحقيقة أينما كان. ابعث لنا سيدنا المهدي عليه السلام، ليرفع سيفه عالياً ويقول، الله أكبر! اجمعنا تحت لوائه!

 

تلك كانت صحبة قصيرة ألقيناها، ولكن الإرادة ليست في أيدينا. لا تنظروا إلي ولكن أنظروا إلى ذاك الذي كلفني بمخاطبتكم! لقد طرحنا في بداية الصحبة سؤالاً، "ما الذي يشرف الإنسان؟" التقوى هي التي تشرف الإنسان. {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}. المؤمن مكرم عند الله. والكافر لا شرف له. الذي يصلي مكرم وتقبل صلواته، ومن لا يصلي مطرود من ديوان عباد الله جل وعلا. نحن على أعتاب يوم القيامة، اتركوا اللهو واللعب {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، (البقرة:197)، وحاولوا أن تدركوا لأي شيء خلقكم الله جل وعلا، وكونوا من عباده المكرمين.

 

يا أبناء منطقة البحر الأسود! اسمعوا! ويا شعب الأناضول اسمعوا وعوا! ويا أيها الناس شرقاً وغرباً، في الشام وفي قبرص، جميعاً أنصتوا! إن قلتم هذا الرجل لا يقول الحق، فسيغلق عليكم قبوركم بعد 40 يوماً. غفر الله لي ولكم!

 

كان هذا مثل مياه البحر، أو مثل النبع الذي لا ينضب. فأنا لا أقرأ من الكتب، ولا أقول من عند نفسي، وإنما أقوم بتبليغ ما كلفت به. ومن قال، "هذا ضلال"، فهو في ضلال. أمان يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله. طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية. من أراد قبل به ومن لم يرد فليمت في غيظه!

 

اليوم، قمنا بارتداء القبعة الرسمية لأجدادنا؛ الطربوش. وهو شعار العثمانيين. والعثمانيون هم مفخرة الحضارة الإسلامية. لذا أضع هذا الطربوش على رأسي، حتى يعلم الجميع من هم أجدادنا. ويكفي لنا شرفاً أن أجدادنا هم العثمانيون. أما العمامة، فهي التاج الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس أمته. لذا علينا أن نضعها على رؤوسنا عند الصلاة أو في أي وقت كان. وأما هذا الطربوش فهو رمز لأجدادنا، الذين رفعوا راية الإسلام عالياً، تقريباً لمدة ألف سنة. آمل أن يرفع القانون الذي يحظر ارتداء الطربوش، وبذلك يعود شعبنا إلى هويته الأصلية، إن شاء الله.

 

لقد فار الطوفان، ولم يعد أحد يستطيع إيقافه. يا أبناء الأناضول، اسمعوا وعوا! ومن يعترض على هذا، مهلته أربعون يوماً. ولن يبق حياً على وجه الأرض إلى رمضان.

 

أمان يا ربي، توبة يا ربي،

الله الله الله الله الله الله عزيز الله

الله الله الله الله الله الله سبحان الله

الله الله الله الله الله الله سلطان الله

أنت السلطان، نسألك اللهم أن تظهر شأن حبيبك الأكرم في القريب العاجل، يا ربنا، الفاتحة.

 

لم يتم تسجيل مثل هذا الكلام من قبل. وقد تم الآن. وأنا لا أدعي شيئاً. ولا أقول ذلك من عند نفسي، وما أنا إلا مبلغ. فلا تنظروا إلى المبلغ ولكن انظروا إلى من أمرني بالتبليغ!

 

- "سلم لسانك، يا سيدنا الشيخ!"

- "سلمكم الله. وأرجو من جميع المسلمين في إسطنبول وفي الأناضول وفي كل العالم، أن يتركوا القومية والطائفية ويشتغلوا بالصلح بين الطوائف المختلفة وبجمع شمل المسلمين. يصلح الله أحوالهم وينزل عليهم البركة والرحمة، ويرزقهم سعادة الدارين. وإذا لم يفعلوا ذلك، سينقلب الأمور إلى أسوأ حال.

 

 

أمس جرت الانتخابات في الجمهورية التركية. والناس غير مكترثين لمن يدلون بأصواتهم، فهذا الخطاب جاء لإلقاء بعض الضوء على إنتخابات الأمس. فمن وعي فبه ومن لم يع شيئاً، فإنما هو غير مكلف. الفاتحة. 

 

 

 
 
 
  3014129 visitors