شهر شعبان المعظم
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كان أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم شعبان. وقال صلى الله عليه وسلم شعبان جُنّة من النار فمن أراد أن يلقاني فليصمه ولو بثلاثة أيام. وعن النبي صلى الله عليه وسلم شعبان شهري ورمضان شهر أُمّتي. شعبان هو المُكَفِّر ورمضان هو المطَهِّر. عن النبي صلى الله عليه وسلم من صام أول خميس من شعبان وآخر خميس منه كان حقاًّ على الله أن يدخله الجنة. عن أنس رضي الله عنه سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي صيام أفضل بعد رمضان قال شعبان.
وشعبان شهر عظيم به ليلة عظيمة تسمى ليلة البراءة، وهي ليلة النصف من شهر شعبان المعظم. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاءني جبريل ليلة النصف من شعبان وقال يا محمد ارفع رأسك إلى السماء. فقلت: ما هذه الليلة؟ قال: هذه ليلة يفتح الله فيها ثلاث مائة بابٍ من أبواب الرحمة. يغفر الله لجميع من لا يشرك به شيء إلا أن يكون ساحراً أو كاهناً أو مصراً على الزنا أو مدمن خمر. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: يطّلع الله على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا المشرك والمشاحن. عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة نصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى يقول، ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مُبْتل فأعافيهُ، ألا من مُسترزق فأرزقه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر.
وفي كتاب البركة أن الجن والطير والسباع وحيتان البحر يصومون يوم النصف من شعبان. وقال الفقهاء أظهر الله تعالى ليلة البراءة لأنها ليلة القضاء والحكم فيه تنسخ الآجال وترفع الأعمال. وقال صلى الله عليه وسلم: يسُحُّ الله الخير سحاًّ في أربع ليال، ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة الأضحى وليلة عرفة، وأخفى ليلة القدر لأنها ليلة الرحمة والعتق من النيران فأخفاها لئلا يتكلموا.
وفي الصحيح أيضا قالت عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله.
آداب شهر شعبان في اليوم والليلة
إذا هلّ هلال شهر شعبان، على المريد أن يغتسل ويستقبل شهر شعبان بركعتين سنة الوضوء. ثم يقف إلى القبلة ويكمل مائة صلوات شريفة ويهديها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ويكرّر هذا الأدب كل يوم حتى نهاية الشهر.
- الآداب والأوراد اليومية، مع المحافظة على النية التي سبق ذكرها أي: نويت الأربعين نويت الخلوة نويت العزلة نويت الاعتكاف نويت السلوك نويت الرياضة لله تعالى في هذا الجامع.
- المحافظة على الأوقات الثلاثة من الثلث الأخير إلى طلوع الشمس، ما بين العصر والمغرب والعشاء.
- سورة الأنعام كل يوم.
- دلائل الخيرات.
- ألفين صلوات شريفة (2000) هدية للنبي صلى الله عليه وسلم، غير الأوراد.
- مائة صلوات شريفة وقوفاً نحو القبلة ينهيها بالصيغة الصلوات المأثورة ويهديها للنبي صلى الله عليه وسلم
- يكمل أوراده اليومية
- الصيام
أدب ليلة النصف من شعبان
بين المغرب والعشاء
بعد صلاة المغرب
- أدب الطريقة
- قراءة سورة يس ثلاثة مرات: المرة الأولى بنِيّة طول العمر بالإسلام والإيمان، المرة الثانية بنيّة دفع البلاء عنه وعن الأمة المحمدية، المرة الثالثة بنية الرزق والاستغناء عن الناس.
- وبعد كل مرة تدعوا بهذا الدعاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا ذا المنِّ ولا يُمَنُّ عليهِ، يا ذا الجلالِ والإكرام، يا ذا الطَّوْلِ والإنعام. لا إله إلاّ أنتَ ظَهْرَ اللاّجِئينَ وَجارَ المُسْتجيرينَ وأمانَ الخائِفينَ. اللّهُمَّ إنْ كُنتَ كتبْتني عِندَكَ في أُمِّ الكِتابِ شقِيًّا أو مَحروماً أو مَطروداً أو مُقتَّراً عليَّ في الرِّزق فَامْحُ اللّهُمَّ بِفضلِكَ شقاوَتي وحِرماني وطرْدي وإقتارَ رزقي وأثبِتني عِندكَ في أُمِّ الكتاب سعيداً مَرزوقاً مُوَفقاً للخَيرات فإنّك قلت وقَوْلكَ الحَقُّ في كتابكَ المُنَزَّل على لِسان نَبيِّك المُرسل يَمحوا اللهُ ما يَشاءُ ويُثبتُ وعندَهُ أُمُّ الكتاب. إلَهي بِالتجَلّي الأَعْظم في ليلة النصف مِن شهرِ شعبانَ المُكَرَّم الّتي يُفرَقُ فيها كُلُّ أمْرٍ حَكيمٍ ويُبْرَم، أنْ تكْشِفَ عَنّا مِنَ البَلاءِ ما نعلمُ وما لا نعلم وما أنت به أعلمُ إنّكَ أنتَ الأعَزُّ الأكْرَم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- وتدعو بالدعاء الأعظم المأثور عن سلطان الأولياء إذا تيسر بعد كل مرة وإلا تدعو به مرة واحدة بعد القراءة الثالثة.
- ختم الخواجكان والذكر.
- صلاة التسابيح أربع ركعات.
- صلاة الشكر ركعتين مع دعاء القنوت.
- ثم بعد صلاة العشاء تجتهد أن تكمل 100 ركعة تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة مرتين إخلاص الشريفة وتقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة مرة إخلاص الشريفة.
- ثم تصوم نهارها وتقدم قربانا إلى الله تعالى فداءً عنك وعن أهلك وتوزعه على الفقراء والمساكين.
- المحافظة على الخلوة والرياضة من أول رجب حتى العاشر من شعبان. ويجب أن يداوم ويحفظ على الأدب والأوراد التي يتلقاها من الوارث المحمدي الوحيد الفريد أي شيخه.
صلاة التسابيح
أربع ركعات: تقرأ بعد تكبيرة الإحرام: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (15 مرة)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ثم تقرأ الفاتحة ثم إخلاص الشريف (3 مرات)، أو ما تيسر لك من القران الكريم،
ثم تقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (10 مرات)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"،
ثم تركع وتقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (10 مرات)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ثم تقوم وتقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد والشكر ملء السموات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"، ثم تقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (10 مرات)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ثم تسجد وتقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (10 مرات)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ثم تعتدل وتقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (10 مرات)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ثم تسجد وتقول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (10 مرات)، وفي تمامها تقول: "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وهكذا في كل ركعة من الركعات الأربع والأفضل أن تصلي ركعتين، ركعتين.
صلاة الشكر
ركعتين. ونِيّة صلاة الشكر: يا ربّي كم مِنَ النِّعَمِ قدْ أعطيْتني وكم سَوف تعطيني وكم أنت مُعطيني الآن، فأنا عاجزٌ يا ربِّ عن شُكركَ على مِثقال ذرّةٍ مِن نِعَمِكَ، يا ربّي شكراً أنك أوْجدْتني مِن أُمةِ الحبيبِ الأعْظم صلى الله عليه وسلم، وشكراً لك أنّكَ جَعلتَنا مِن عِبادِكَ، {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، وَصَبَغتَنَا بِصَبْغتِكَ، صبْغَةَ اللهِ، وشكراً لكَ ِلأنكَ جعَلتنا نَقشبنديّينَ ومُسلمينَ وتحْت نَظر المشايخ العِظام، وشكراً لك أنّك خصَّصْتنا بِسيّدنا شاهِ النّقشبَند إمامِ الطريقة وسيّدنا عبد الخالق الغُجْدُواني وسيّدنا جمال الدّين الغَموقي الحُسَيْني وسيدنا أبو أحمد الصّغوري وسيدنا الشيخ شرَفِ الدّين الدّاغستاني وسيدنا الشيخ عبد الله الدّاغستاني وسيدنا الشيخ ناظِم الحقاني، وجَعلتهُم مِن أُمّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشكراً لك يا ربّنا أنك جعَلت المشايخَ العِظام ومشايخ الطريقة النّقشبنديّة العليّة والصّحابة والأولياء خُدَماء لأمّةِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشكراً لك يا ربِّ أنك ملأتَ السَّمواتِ السّبع بِالمَلائِكةِ وجعَلتَ هؤُلاء الملائِكة خُدَماءَ لأمَّةِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، شكراً لأنك علّمْتنا هذِهِ الآدابَ والوظائِف على لِسان شَيْخنا وشكراً لك لأنك أوجَدتنا مِن أُمّةِ سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشكراً لك أنكَ لمْ تخْلقنا مِن سائِر الأمَم وأنا عبد عاجِزٌ عنِ الشُّكر لك على نَعْمائِكَ التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى وأنا عاجِزٌ عن الشُّكر على النِّعَمِ الَّتي أنْعَمْتها عليَّ، شكراً لك يا الله على كُلِّ هذا.
نويت أن أُصلي ركعتين شكر لله تعالى، في الركعة الأولى بعد الفاتحة تقرأ إخلاص الشريف (مرتين) وفي الركعة الثانية وبعد الفاتحة تقرأ إخلاص الشريف (مرة).
صيغة الصلوات المأثورة
صَلِّ يَا رَبِّ وَسَلِّمْ على جميعِ الأنْبِياءِ والمُرْسَلين وَآلِ كُلّ أجْمَعين والحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمين.
على أشْرَفِ العَالمِينَ سيِّدِنا مُحمّدٍ الصَّلَوات. على أفْضَلِ العالَمينَ سيِّدِنا محمّدٍ الصَّلَوات. على أكْمَلِِ العالَمينَ سيّدنا محمد الصّلَوات.
صَلَواتُ اللهِ تعالى وملائِكتِهِ وأنبِيائِهِ ورُسُلِهِ وجميعِ خَلْقِهِ على مُحمّدٍ وعلى آلٍ محمّدٍ عَلَيْهِ وعَلَيْهِمُ السّلامُ ورَحْمةُ اللهِ تَعالى وبَركاتُهُ ورضِيَ اللهُ تَباركَ وتَعالى عَنْ ساداتِنا أصحابِ رَسول اللهِ أجمَعين، وعنِ التّابِعينَ بِهِم بِإِحْسان وعن الأئِمّةِ المُجْتَهِدينَ المَاضينَ وعَنِ العُلَماءِ المُتّقينَ وعَنِ الأوْلِياءِ الصّالِحينَ وعَنْ مَشايِخِنا في الطَّريقَةِ النّقْشَبَندِيَّةِ العَلِيّة، قَدَّسَ اللهُ تعالى أرْواحَهُمُ الزَّكِّيَّة ونَوَّرَ اللهُ تعالى أضْرِحَتَهُمُ المُبارَكة وَأعادَ اللهُ تعالى علَيْنا مِنْ بَرَكاتِهِم وفيوضاتِهِم وهِمَّتِم دائِماً والحمْدُ لله ربِّ العَالَمين، الفاتحة.
الإهداء
إلى شَرَفِ النّبيِّ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وإلى أرْواح إخْوانِهِ مِنَ الأنبياء والمًرسلين وخُدَماءِ شَرائِعِهِم وإلى أرواحِ الأئِمَّةِ الأربَعَة وإلى أرواحِ مَشايِخِنا في الطّريقَةِ النقشبندية العلية خاصّةً إلى روحِ إمامِ الطّريقةِ وغَوْثِ الخليقَةِ خَواجَة بَهاءِ الدّينِ النّقشَبَندي مُحمّدِ الأُوَيْسِيِّ البُخاري وإلى حَضْرةِ أُسْتاذِنا وأُستاذِ أُستاذِنا والصِّدّيقِيُّونَ، الفاتحة.
