كتاب
عالم النور
حياة الانبياء
بقلم
الحاجّة آمنة عادل ( قدّس الله سرّها)
ترجمة
كارلا الشوم الكنج
الحاجّة آمنة عادل هي كاتبة معروفة ومحاضرة وناصحة روحانية كرّست أكثر من أربعين سنة من حياتها لمساعدة الناس من مختلف الطرق ليفهموا الإسلام بطريقة أفضل . إضافة إلى ذلك فإنّها لعبت دورا حيوي في مساعدة المرأة المسلمة للتعرّف على حقوقها القانونية التي منحها لها الله عزّ وجلّ . إنّ زواج الحاجة آمنة من الشيخ محمد ناظم الحقاني المسؤول الروحي عن الطريقة النقشبندية, فتح لها المجال للسفر إلى عديد من البلدان . وبما أنّها عالمة في الشريعة وشيخة فإنّه كان لديها العديد من التلاميذ في شمال وجنوب أمريكا , أوروبا ,الشرق الأقصى والشرق الأدنى . درست على يد عدد من العلماء في الشرق الأوسط وتركيا ومن ضمنهم الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني وآخرون . الحاجة آمنة هي من عائلة الرسول صلّى الله عليه وسلّم . ولدت الحاجة آمنة في مقاطعة كازان في روسيا خلال الحقبة الشيوعية التي طهّرت على مستوى واسع من الولاية العديد من اليهود والمسيحيين والمسلمين . عندما كانت ما تزال طفلة صغيرة هربت العائلة في الظلمات مشيا على الأقدام , وليس بحوزتهم سوى بعض الثياب المحمولة على الظهر, لتأمين سلامتهم . فعديد من جيرانهم كانوا يختفوا بظروف غامضة وملايين منهم نفي إلى معتقلات في سيبيريا حيث ماتوا من شدّة البرد أو من شدّة الجوع . وبما أن الحاجة آمنة كانت طفلة صغيرة لا تستطع أن تتذكّر هذه الرحلة المضنية إلى تركيا , يقصّ عليها أهلها الشجعان الذين يتمتّعون بإيمان قوي عن حب الحاجة آمنة للمغامرة , والذي أدى إلى تعرّضها إلى وقعة بقيت فيها في حالة إغماء , خاف أهلها أن لا تستفيق منها . وبعد أكثر من سنة من الملاحقة المميته من قبل الضبّاط الشيوعيين وصلت العائلة بمعجزة إلى أرزروم في شمال تركيا . وهكذا أكرمت الحاجة آمنة في سنّ مبكرة بصفة عالية ,وهي صفة المهاجرة , أي الذي يهاجر من أرض الطغاة إلى أرض أخرى ليتمكّن فيها من ممارسة شعائره الدينية . يقال أنّ عمل كهذا يتوقّف مكافأته على الله عزّ وجلّ . يبدو أن هذه التجربة المبكّرة في حياة الحاجة آمنه صاغ حبّها للعائلة والمجتمع والسفر وأظهر صرامتها للوقوف بجانب العدالة وحبّها للإسلام . لكن بعد البقاء لمدّة 12 سنة في تركيا رأى أبو الحاجة آمنة رؤية طلب منه فيها السفر إلى الشام (دمشق) , والتي كانت الوجهة الأساسية التي أرادوا أصلا التوجه إليها عند هروبهم من روسيا . وجدت العائلة في الشام الحياة التي كانوا يفتّشوا عنها فسكنوا في جبل قاسيون , الجبل العالي , الذي يطلّ على المدينة بأكملها . وهنا تعرّفت العائلة على الشيخ عبد الله الفائز الداغستانيمن السلسلة الذهبية في الطريقة النقشبندية الذي راقب عن كثب تطوّر الحاجة آمنة الروحاني والديني . درست الحاجة آمنة التصوّف على يد الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني والفقه على يد الشيخ صالح فرفور في سوريا والشيخ مختار العلايلي , وثمّ على يد الأمين العام للقضايا الدينية في لبنان . لقد كان معلّمي الحاجة آمنة معجبون بفطنتها وذاكرتها القوية وقدرتها على إستيعاب وتحليل مسائل معقّدة ضمن إطار النظام الإسلامي وحتّى في عمر مبكّر . خطبت الحاجة آمنة في عمر الثالث والعشرون وبنصيحة من الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني الشيخ محمد ناظم الحقاني الشاب وتزوّجا بعد شهر, وإستمرّوا مع بعضهم البعض لمدّة خمسين سنة . يقول الشيخ محمد ناظم الحقاني أن إمرأته بقيت في نظره كما لو أنّه تزوّجها الآن . عاش الإثنين مع بعضهم البعض وأنجبوا أربعة أولاد بينما كانوا يتنقّلوا بين سوريا , تركيا وقبرص . وحتّى وقت هذه الكتابة رزقوا بستة عشرحفيد وستة أبناء أحفاد .وبما أنّ الحاجة آمنة كانت أما شابة وزوجة رجل في الطريقة يسافر في جميع أنحاء الأرض لإعلاء كلمة الله , فقد كانت تبقى لمدّة طويلة لوحدها , مواجهة تحدّيات الحياة ومسؤوليات تربية أولادها .فحالتحا هذه مع تجربتها في الطفولة قوّى من إعتمادها على الله . لقد ذهبت الحاجة آمنة ثلاث مرّات إلى الحج لتقوم بواجباتها الدينية في مكّة .بسبب حكمتها وطريقتها العملية في الحياة وقدرتها على حلّ المشاكل على مدى السنين , أضحت الحاجة آمنة مرجع للنساء في كثير من المشاكل . فقد كانت تتكلّم بطلاقة اللغة التركية والعربية وكانت تتقن الإنكليزية . إن أعمال الحاجة آمنة يتضمّن ثلاث أجزاء من سلسلة قصّة "عالم النور" , الذي يحتوي على قصص لا تضاهى في جمالها عن الأنبياء وعن معجزات الأولياء
|