بسم الله الرحمن الرحيم
بيت الله
19.03.2012
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم . مدد يا شيخ ناظم . إنّنا نسأل المدد من مولانا الشيخ ناظم حتّى يعطينا الله من مقام الشيخ ناظم أو حتى يفتح لنا قلوبنا . أنا لاأعرف ماذا أقول . فأنا لا شيء . أنا كلب على باب مولانا الشيخ ناظم . لا أستطيع سوى النباح . أولا سلام من الشيخ ناظم إليكم جميعا , وإلى كلّ من يشاهدونا , وإلى الجميع هنا وكلّ التحيّات . وهو يصلّي للجميع ويدعم الجميع روحيا وجسديا . إنشاء الله سيكون قريبا بيننا . وإنشاء الله سيعطيه الله مددا في عمره ويواكبنا حتّى زمن المهدي عليه السلام .
إنشاء الله إقترب ذلك الوقت لأن العلامات الذي تنبّأ بها الرسول ظهرت ولم يبقى إلاّ أن يقول الله كن فيكن , وعندها تقوم الملحمة الكبرى. لقد قال الرسول (ص) : لا تقوم الساعة حتّى تقتتل فئتان عظيمتان , تكون بينهما ملحمة كبرى ودعوتهما واحدة . وهما فئتان يحاول كل منهما السيطرة على الأرض . نحن نرى العالم الآن منقسم إلى قسمين : أناس ينتمون إلى تلك الفئة وآخرون ينتمون إلى الفئة الأخرى . واحدة بيد أسوأ الناس والأخرى بيد الأكثر سوء . وكلاهما قوى شيطانية يحاربا بعضهم البعض . قال الرسول (ص) إنّ عذاب أمّتي لن يكون من السماء أو من الأرض . أي لن أرسل عليهم أعاصير أو حجارة أو ريح أو فيضانات أو زلازل . وعدني الله أن لا يكون العذاب بغضب من الله . فكلّ ما يأتي من السماء أو من الأرض هو من الله تعالى . لقد وعد الله أن يأتي العذاب من بينهما . سوف ينهوا بعضهم البعض عن طريق إقتتالهم . وهنا لن يتدخّل الله . سيترك الله كلّ شيء لأناهم . لذلك قال الرسول (ص) لن تقوم الساعة حتىّ تنقسم أمّتي إلى قوّتين عظيمتين . وسيقاتلا بعضهم البعض , وسينهيا بعضهم البعض .
ومولانا الشيخ ناظم , قدّس الله سرّه , قال هناك علامتين أمامنا : أولا هناك علامة سوف تظهر بين يوم وآخر . وهذه الإشارة هي عندما تتحكم روسيا بكلّ هذه البلاد ,وأمريكا بدورها لن تجعلها تفعل ذلك فستتدخّل .( كما تفعل روسيا الآن وتضع يدها على سوريا ). عدّوا من بعد ذلك 90 يوما وسيظهر المهدي عليه السلام . لأنّه خلال التسعين يوم سيموت البلايين من الناس . الدماء ستهرق حتّى لا يبقى سوى القليل من البشر . في الوقت الحالي نسمع أنّه مات هنا 10000 وهناك 100000 . أمّا خلال التسعين يوم سيموت الملايين الملايين من البشر . وقال مولانا خلال العشرين يوم يظهر المهدي ويقول الله اكبر , الله اكبر , الله أكبر . ويقول مولانا هذه الأحداث ستكون قريبة جدا , ربّما خلال أشهر وليس سنوات . إنّ جميع الأولياء حاضرين ومنتظرين أمر الرسول (ص) . حتّى صاحب الزمان المهدي عليه السلام منتظر أمر رسول الله الذي بدوره ينتظر أمر الله جلّ جلاله . إنّ الله القدير جعل جميع الدول تغلي من داخلها وتحضّر نفسها للحرب وتحت ضغط كبير . حتّى البشر كلّهم غير فرحيين وتحت ضغط طائل . لماذا ؟ بعضهم يتساءل لماذا لا يجد نجاحا في حياته . والبعض الآخر مريض . يقولوا فقط إنّهم مستاؤون . الكلّ تعيس ويفتّش عن أحدهم ليأخذ التعاسة من قلبه. الجميع يود أن يسمع شيء يجعله سعيدا أو حتّى يضحكه ليزيل الحمل عنه . لذلك قال مولانا أنّ أولياء الله يعملوا ليلا ونهارا ويصلّوا ليلا نهارا حتّى يزيلوا هذا الحمل عن أمّة رسول الله (ص) , وإلاّ لن يشعر أحدهم بالسعادة ليوم واحد أو حتّى للحظة واحدة . والسبب هو من الأسهم الآتية من السماء . والأسهم هي بلاء آت من السماء . لذلك فإنّ الموصول بأولياء الله , كما يقول مولانا الشيخ ناظم سوف يحمى . وذاك الذي يصلّي الصلوات الخمس سوف يحمى . والذي يقول 100 مرّة أستغفر الله سوف يحمى . الله قال لرسوله (ص) لن ينزل عذابي على أحد من أمّتك وهو يستغفر الله . وعندما تكون بينهم لن أعذّبهم . " وما كان الله يعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون " .
الجميع يهرب من الله عزّ وجلّ ساعيا وراء شهواته . الواحد منّنا لا يسعى أن يجعل الله فرحا , بل يحاول أن يسعد شيطانه أو الأنا عنده . ويحاول قدر الإمكان أن يسعد نفسه , لكنّه في النهاية يجد نفسه تعيسا مضغوطا لا شيء في قلبه . طبعا فقلبه غير مملوء بذكر الله . كلّ قلب خال من ذكر الله سيكون قلبا مهجورا . والله جعل من قلب الإنسان محطّة إلهية . يقول الله جلّ وعلى لا السماوات ولا الأراضي إخترتهم ليكونوا بيتا لي . حتّى إنّه لم يختر الكعبة أو المدينة المنوّرة أو سدرة المنتهى , أو عرش الله القدير, أو البيت المعمور . لم يختر أيّ منهم ليكن بيت الله . الله جلّ وعلى , يقول مولانا في حديث للرسول (ًص) , قال لا السماوات ولا الأراضي جعلتهم بيت لي , إنّما قلب أبناء آدم عليه السلام. . إنّه قلب المؤمن الذي يتذكّر الله دائما , ذاك الذي دائما الله في قلبه . فهو لا يشرك بالله ولا يجعل الشيطان يدخل إلى قلبه . هذا هو المؤمن . ليس المؤمن من يصلّي ليلا ونهارا , كلا . أنظر إلى مريدي الشيخ ناظم ومريدي الأولياء . هناك 124000 ولي عبر الزمن وترى النور يشع من وجوه مريديهم . أنظروا إلى الوهّابيين أو غيرهم ترى السواد يغمر وجوههم . وعلى أمثالهم الأخوان المسلمين , والشيعة وغيرهم . السواد على وجوههم بالرغم من أنّهم يصلّوا ويتعبّدوا للله . لكن لماذا ؟ السبب هو أنّهم يصلّوا كذا وكذا ركعة حتى يحصلوا على كذا وكذا حسنة من الله . وهكذا تصبح علاقتهم بالله مقايضة .
الله لا يحب ذلك يقول مولانا . الله يحب الذي يعبده ويصلّي له حبا به وعشقا له . يعبده ليس طمعا بالجنة وليس خوفا من جهنّم . فكما قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه " أنا لا أعبدك يا الله وهدفي الدخول إلى جنّتك أو خوفا من جهنّم ,إنني أعبدك إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي " . ويخبرنا مولانا قصّة عن ملك وصل إلى الماءة سنة ولم يكن لديه وريث ففضّل أن يوزّع ثروته على أبناء مملكته . أخذ كلّ من المملكة حاجته إلى أن أتى دور رئيس الوزراء . فقال له الملك أطلب ما تريد لماذا لا تطلب شيئا . فأجاب الوزير طلبت كلّ شيء , كل ما أريده . فإذا ملكتك ملكت كلّ شيء فأنت السلطان . كلّ ما ستعطيني إيّاه سينتهي , لكن إذا إمتلكت السلطان فلديّ كلّ شيء .
لذلك قال سلطان العارفين أبا يزيد البسطاوي رضي الله عنه " يا علماء مملكتي أنا أعلى وأكثر قيمة من مملكة الله عز وجل, فمملكة الله عزّ وجل لا شيء أمام مملكتي" . تعجّب الناس من قوله , لكنهّ إستتبع قائلا , الله جلّ وعلى قال إنّ السماوات والأراضي ستنتهي يوما ما يوم القيام . لكن الله لا نهاية له . ففي حديث للرسول (ص) " الله الآن كما كان " لا يتغيّر لا ينتهي لا يموت . الله خال من صفة الموت والحياة . والله متعال عن كليهما . الله يملك هذه المملكة لكن في مملكتي أملك الله . لأنّ قلبي هو الله تعالى . فالله وضع أنواره وعرشه في قلبي ".
الله قال في كتابه العزيز " وقد أكرمنا بني آدم " . لم يقل الله أكرمنا الملائكة , لم يقل أكرمنا الجن , لم يقل أكرمنا الحيوانات . لقد قال أكرمنا أبناء آدم عليه السلام . لماذا ؟ لأنّ الله كوّنه بيده . أبناء آدم هم مخلوقات روحانية أكثر من أنّهم مخلوقات أرضية . وحتّى لو كان جسدهم من هذه الأرض . لكن الله كما يقول كوّنهم في السماوات . عندما أكمل تكوينهم قال الله للملائكة سوف أنفخ من روحي فيهم عندها أسجدوا له . فالله يأمر الملائكة أن يسجدوا لبني آدم . فهوجلّ وعلى دخل على أبناء آدم عليه السلام وهكذا أصبح مختلف عن المخلوقات الآخرين . فهو ليس كالملائكة , أو الجن أو الحيوانات . أبناء آدم عليه السلام هم الوحيدين الذي نفخ الله بروحه فيهم وأدخل شيء منه فيهم . لذلك قال الله للملائكة أسجدوا لآدم عليه السلام فهو قبلة كالكعبة . نقوم بالسجود للكعبة لأنّها قبلة . فالله يقول إذا توجّهتم إليها كأنّكم تواجهونني , لأنّ الله يرسل بأنوار خاصة منه فوق الكعبة . ونحن بسجودنا وتوجهنا إلى الكعبة نكون قد توجّهنا إلى هذا النور الإلهي المتواجد فوق الكعبة . وإذا أزلنا الجدران الأربعة نجد أنّ الناس يسجدوا لبعضهم البعض . إنّ الله يرسل نوره إلى أبناء آدم وأولاده ويجعله في قلبهم . لذا أمر الله كلّ الملائكة والجن ليسجدوا له . فهو جعل من آدم عليه السلام قبلة للوصول إلى الله عزّ وجل لأنّه هو الوجه الذي يواجه الله .
الرسول (ص) قال لدي الآن وجه معكم يا بني آدم ولدي الآن أيضا وجه مع الله جلّ جلاله . " إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ " لكنني لست مثلكم لأنني متصل بالله . لديّ تجليات , لدي وجه مع الله جلّ جلاله . إنني أكتسي بنور الله القدير وبنور الله وبصفات الله . لذلك فإنّ الله في عديد من الآيات قال هو الرؤوف الرحيم . " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندكم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " . الله رؤوف , الله رحيم وقد أعطى الله هذه الصفات للرسول عليه السلام . وفي كثير من الآيات في القرآن الكريم ذكر الله فيها أنّه ألبس الرسول من صفاته وأسمائه .
وفي كثير من الآيات يقول الله عزّ وجلّ أنا ألبسته بنور حتّى يشبه نوري , فهو نوري . " الله نور السماوات , مثل نوره " الله القدير هو نور ألآف الأراضي وإذا أرجعتها إلى الأساس فهي طاقة نور , من نور الله . " مثل نوره " هنا يصف الله نور النبي محمّد (ص) , مثل نوره كمثل المصباح . فهو يصف نور الرسول الذي يشبه نوره . لأنّ الله إختاره . فالله يأمر من كنزه المخزّن أولا أن يظهر . فعندما قال " كنت كنزا مخفيا " , وإرادتي كانت يجب أن أعرف فخلقت الخلق لتعرفني من خلالي . لذلك أمر الله عالم النور أن يظهر . ومظهر هذا العالم أن يكون في شكل وصورة الرسول (ص) . لذلك ربط الله إسم الرسول مع إسمه من الأزل . فهو أوّل من وجد في الحضرة الإلهية من خلال الأمر الإلهي . إنّه غير مخلوق , فنور الله غير مخلوق . لذلك قال الرسول (ص) للصحابة أوّل ما أظهره الله هو نور رسولكم محمّد (ص) وهنا كان يتكلّم إلى سيّدنا جابر . الله خلق من رسول الله الخلق بأكمله . هذا النور آت من الله جلّ جلاله . وهذا النور لا يمكن وصفه أو تصوّره . الأسماء والصفات الإلهية لا يمكن تصوّرها أو وصفها , لذلك ولجعلها سهلة لأبناء آدم وليكون بجانبهم جعل الله مثلا لنوره وكوّن مثال دعاه محمّد .
وقال له أوّل "م " فيك هي لمملكتي من العرش الأسفل إلى السبع أراضي إلى كلّ المخلوقات السماوية والأرضية . "ح" تدل إلى محيطات الرحمن الرحيم ,وهاتان الصفتان كرحمان ورحيم ممثّلان بك يا محمّد (ص). ال"م" الثانية للملكوت الممثّل في العرش وما فوق , العالم الإلهي الذي هو في الحقيقة كلّ شيء في هذا العالم الإلهي , ملوكية الله القادر المتمثّلة بمحمّد (ص) . وال"د" إلى الدائم أي المستمر من الأزل إلى الأبد وهذا أنت يا حبيبي يا محمّد . لذلك فإنّ الله لم يقل لا إله الله إبراهيم رسول الله , بالرغم من أنّه رسوله . لم يقل لا إله إلاّ الله عيس أو موسى أوحتّى نوح رسول الله . بالرغم من أنّهم انبياء الله , لكنّه قال لقد ربطت أسمه بإسمي من الأزل , لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله . فهو أب آدم وجميع الأنبياء وكلّ أبناء آدم وجميع الملائكة وجميع الجن والملائكة والحيوانات والسماوات والأرض والعرش كلّهم خلقوا من النور المحمّدي .
للأسف نحن نقتل سنّته ولا نحافظ على إسم الرسول(ص) . فقط الشيخ ناظم والأولياء يحافظوا على ذلك . ويقول رسول الله من يحافظ على سنّتي في آخر الزمان سيكون له مكافاة مئة شهيد , وبالرغم من هذا لا يحافظ أحدهم على سنّة الرسول (ص) . حتّى أنّه لا أحد يعلّم أولاده أو عائلاتهم أو أقاربهم أن يحافظوا على سنّة الرسول (ص) أو حتّى يحب الرسول (ص) . ويقول رسول الله أحبّوني لأنّ الله يحبّني . أحبّوني من أجل الله تعالى . يا صحابة يا أمّتي أحبّوا أهل البيت وكلّ من يتحدّر من أهل البيت إلى يوم القيامة . أحبّوهم . أحبّوا أهل بيت النبي لأنني أحبّهم . لأنّ رسول الله يحبّهم . أمّا الآن فلا يحترم أيّ منهم رسول الله (ص) . حتّى أنّه في جميع الدول الإسلامية أزالوا الصلوات على الرسول خلال الآذان . يقولوا لا إله إلاّ الله وينتهوا . لا أحد يذكر حتّى صلاة وسلام واحدة . لا تسمع ذلك إلاّ في مكان متواجد فيه الأولياء .
وهكذا إختار الله قلب بني آدم ليكون بيت له . ومولانا يقول أنّ الله موجود في القلب . هناك خمس لطائف في الإنسان يسكن فيها الله . إنّه وضعها من روحه في أبناء آدم عليه السلام . " ونفخت فيه من روحي " . (29: 15 ) وألبسه وكلّله بإسمه العظيم . لذلك قال مولانا الشيخ ناظم البشر يمثّلوا إسمه العظيم . إنّه أعظم إسم لله القدير . والكلّ موجود بإسم الله العظيم . وكم يوجد هناك من أسماء عظيمة لله . لديه أسماء عظيمة على عدد أبناء آدم عليه السلام . الله كلّل الجميع بإسمه العظيم و الكلّ موجود ويظهر بسبب إسم الله العظيم . إذا إستطعت معرفة تحت أيّ إسم عظيم مكوّن في الحضرة الإلهية فإنّك تستطيع أن تفتح الباب وتقوم بالسجود بين يديّ الله في حضرته الإلهية . لكن هذا السر وضعه الله في القلب ولم يعطه أو يجعل الإنسان يعرفه . لأنّه إذا كان لدينا طفل في الثانية , الثالثة أو الرابعة من العمر ويملك ساعة أو أيّ شيء ثمين , إذا أعطيته بعض الحلويات سيعطيك كلّ شيء ويأخذ الحلوى . بالنسبة لأولياء الله لم نتخطى عمر السنة أو السنتين . فإذا أعطانا أحدهم شيء من هذه الحياة المادية , فسنعطي كلّ شيء من هذه الجوهرة الثمينة التي ألبسنا إيّاها الله , من أجل شيء لا قيمة له . لذا حافظ الأولياء عليها وحفظوها .
كان هناك مريد لسيّدنا عبد الخالق الغجدواني , وهذا المريد كان يعتقد أنّه وريث الشيخ ويذيع ذلك للناس . فأراد الشيخ أن يلقّنه درسا لن ينساه . فقال له " يا خليفتي كما تقول , إذهب وقم بزيارة للمقابر . عندنا عدّة أخوان في المقابر . سلّم عليهم " . إعترت المريد سعادة عارمة وأخذ يتفاخر أمام الآخرين مظهرا أهميته بالنسبة للشيخ . ذهب المريد إلى المقابر ووجد الباب مقفلا . فأخذت الشكوك تدور في رأسه ." كيف يبعثني الشيخ إلى هنا والباب مقفل ؟ ألا يعرف ذلك ؟ أنا أعرف أفضل منه . الباب مغلق كيف سأقوم بالزيارة ؟ " فجأة جاء رجل مسن إلى المقبرة لزيارة أقربائه . نظر المسنّ إلى القفل ففتح القفل , ودخل ليزور أقربائه . تساءل المريد بينه وبين نفسه هل هذا الرجل أفضل منّي ؟ كيف إستطاع أن يفتح القفل , وأنا نائب الشيخ لم أستطع ذلك ؟ وبينما كانت الأفكار تأخذه يمينا وشمالا . قرّر المريد زيارة أوّلا شيخ الإسلام ثمّ المفتي فالقاضي ثمّ باقي المريدين . ذهب المريد إلى قبر شيخ الإسلام . فجأة إقترب الرجل المسنّ أيضا من القبر . تساءل الرجل بينه وبين نفسه ماذا يريد هذا المجنون منّي ؟ قرأ العجوز الفاتحة وقال " سبحان الله إنّني أشعر بالأسى إتجّاه هذا الرجل لأنّه توفي عن عمر يناهز الستة أشهر . كان مازال يرضع الحليب من أمّه . حتّى إنّه لم يصل إلى السنة من العمر" . فكّر المريد ضمنيا , لكن هذا الرجل عاش ماءة سنة . لا بدّ أنّ هذا الرجل مجنون سأذهب إلى المفتي . ذهب المريد إلى المفتي وإذا بالعجوز يلحق به ويقرأ الفاتحة على المفتي . ثم قال " سبحان الله أتعرف يا ولدي أنّ هذا القبر هو لطفل عمره تسعة أشهر لم تظهر أسنانه بعد " . فنظر إليه المريد وقال " لقد توفي هذا الرجل عن عمر يناهز التسعين سنة " . أجابه العجوز " هذا ليس بالصحيح إنني أرى الحقيقة " . ثم ذهبوا إلى مختلف القبور إلى أن وصلوا إلى قبر قاضي القضاة . فقال الشيخ " لقد توفي هذا الرجل عن عمر يناهز السنتي . لقد بدأ هذا بشرب القليل من السحاء وبعض الحليب . " وهنا إشطاظ المريد غيظا ولعن الرجل وإتّهمه بإفساد زيارته عليه وذهب إلى الزاوية . سأله شيخه عبد الخالق الغجدواني " كيف كانت زيارتك ؟ هل تعلّمت شيء من هذه الرحلة ؟ هل فهمت شيء ما ؟ " قال : يا سيّدي أنت تعرف أكثر منّي . كيف ترسلني إلى هناك وأنت تعرف أنّ الباب مغلق ؟(هنا بدأ يسأل مثل سيّدنا موسى عليه السلام) . ثمّ جاء رجل عجوز مجنون وفتح الباب . بعدها أخبرني أنّ شيخ الإسلام مات عن عمر يناهز الستة أشهر . والمفتي عن عمر يناهز التسعة أشهر . والقاضي عن عمر يناهز السنتين .إنّه مجنون ". قال الشيخ " له يا إبني إنني أرسلتك إلى هناك لتتعّلم لكنّك عدت جاهلا كما ذهبت . الرجل كان سيّدنا الخضر عليه السلام . طلب منّي أن يعلّمك حتّى لا تذهب من هذه الحياة كالطفل الرضيع . كلّهم إتّبعوا الطريق الروحاني , الطريق النقشبندي , الطريق الصدّيقي , الجميع كان في طريق الله لكنّهم غادروا الحياة أطفال رضّع حتّى لو كان عمرهم يناهز الماءة سنة . وأنت كذلك . لأنّه لديك الكثير من الكبرة في قلبك وتعامل المريدين والناس من حولك بهذه الطريقة الفادحة , أردت أن أعلّمك أن لا تكون مثلهم . لكنّك جاهل . وهنا أدرك المريد فداحة ذنبه وأراد أن تشتق الأرض وتبتلعه . وضحك عليه المريدين جميعا .
ومولانا يعلّمنا جميعا لكننا إنتهينا , حتّى أننّا لن نذهب من هذه الدنيا وقد تعدى عمرنا الشهر . يجب أن لا نذهب من هذه الدنيا كطفل يرضع . علينا أن نصل إلى النضج في طريق الأولياء , في طريق الرسول (ص) . ولن يصل إلى ذلك إلاّ كلّ من يهاجر من حاله الإنساني إلى حاله الروحاني . فالإنسان عليه أن يدخل إلى قلبه ليصل إلى هذه المقامات . ويقول الله هناك خمسة مقامات في القلب . فالقلب هو كمدرج للطائرات . طائرة تحط وطائرة تقلع . هكذا هي الأفكار , والشيطان يأتي ويذهب . الله يذهب ويأتي , الرسول يأتي ويذهب و الشيطان يأتي ويذهب . هذا كلّه يحدث من خلال فكرك . وقد قال الرسول (ص) أهم شيء هو تنظيف أوّل مقام , وهو القلب . خف من المؤمن . إتّقي فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله " . لقد نظّف أوّل مقام , مقام القلب . إنّه يرى بنور الله . بقدرته التجسس على قلوب وعقول الأناس من حوله . وهذا لا شيء . هذا المقام الأوّل . إنّه مقام المؤمن الحقيقي .
يقول مولانا في القلب أربعة غرف . وهذه الغرف غير مملوؤة . إنّها خالية . للإنسان الأعمى , ما هذه الغرف إلاّ مكان يدخل فيه الدم ويخرج منه . لكن لماذا يفرض الله أن يدخل الدم إلى هذه الغرف ويخرج منها نظيف مملوء بالأوكسيجين , ليسري في الجسد ومن ثمّ يعود إلى القلب . السبب أنّ الغرفة الأولى تحتوي الأسرار . فيها جواهر الإيمان جواهر الشرف التي أعطاها الله للبشر . " ولقد كرّمنا " كرّمنا بني آدم . كلّ هؤلاء في الغرفة الأولى , تحت حماية سيّدنا علي كرّم الله وجهه وخلفائه وكلّ أئمّة الأربعين طريقة (التابعين للإمام علي رضي الله عنه ) مثل عبد القادر الجيلاني , الشاذلي , محي الدين إبن عربي , أحمد الرفاعي و الغزالي الشعراني وكلّ الأئمّة . هؤلاء يحموا الجواهر حتّى لا يستطع الشيطان أن يتخطّى القلب ويسرق هذه الجوهرة من اللطيفة الأولى من القلب . الغرفة الثانية هناك جواهر وحقائق من العرش وما فوق العرش التي أورثها رسول الله (ص) إلى أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه . هذه الجواهر البشرية , جواهر أبناء آدم عليه السلام الذي منحها الله إيّاها وأكرمه . إذا كلّ أسرار وحقائق كلّ واحد منكم موجود في هذه الغرفة الثانية . وقد أخصّ بها الله أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه , وجميع مشايخ الطريقة النقشبندية الذين هم خلفار أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه . إنّهم هناك ليحموا هذه اللطيفة . لذلك علينا أن نهاجر إلى القلب وندخل إلى سرّ الأسرار في هذه الغرفة التي يحميها أبو بكر الصدّيق وخلفائه لحمايتها من الشيطان حتّى لا يأتي ويأخذها . الغرفة الثالثة هي مصدر كلّ مننّا . إنّها نور محمّد رسول الله الذي خلقنا منه ومن الإسم الأعظم لرسول الله الذي وجدنا من خلاله في الحضرة الإلهية لرسول الله (ص) . وهذه الجواهر والإيمان وإحترام الله هذا المقام في يد الرسول (ص) . الله أمره أن يحمي وأن لا يعطي الجواهر إلاّ بعد أن يموت الإنسان , أو بعد خلوة أربعين يوم في القبر. فالناس العاديين الموجوديين في القبور يبقوا في عالم البرزخ حتّى يوم القامة , عندها فقط , أي يوم القيامة , يعطوا هذا المقام . الغرفة الرابعة هي بيت الله ويدعى بالمقام الخفي . هذا المقام موجود فيه هوية الله وماهية نور الله . هنا أرسى الله عرشه , وأنزل أنواره . هذا ما يدعى بالمقام الخفي والذي إختاره الله ليكون بيتا له . وقال له يا حبيبي محمّد حتّى هذا المقام لن أعطيك إيّاه . فهذا سرّ بيني وبين عبدي . إنّه بيت الله والذي من خلاله يخرج منه أبناء آدم ,سواء أكانوا مؤمنين أو غير مؤمنين , في الحضرة الإلهية . والله يدعوهم من خلاله يوم القيامة . فهو ينظر إلى ذلك المقام الذي ألبسه الله في قلب أبناء آدم عليه السلام . هؤلاء هم النقاط .
الآن يحدّثونا عن النقاط ال20 و والنقاط 30 والنقاط ال9 وغيرهم وكأنّ الله يرمي النقاط هنا وهناك . إذا كان لديك عشرة نقاط تحصل على النجمة الفضّية . وإذا كنت تملك عشرين نقطة فتحصل على النجمة الذهبية وإذا كنت تملك خمسين نقطة فأنت وليّ كبير .
الله أكرم أبناء آدم عندما جعل قلوبهم بيت للله تعالى . يقول الله " ونحن أقرب إليكم منكم ولكن لا تبصرون " ( 85: 56 ) . فكما جعل لنا خمسة حواس في جسدنا , جعل الله لنا حواس في جسدنا الروحي . لدينا آذان ,عيون , أنوف , ألسنة , ومشاعر روحانية . لكن إذا لم يعمد الأولياء أو سلطان الأولياء لإعادة تفعيل أوتنشيط هذه الحواس فلن تتحرّك . لذلك قال الله كلّ مننّا يجب أن يكون له دليل . " ومن يهدي الله فهو المهتدي ومن يدلل فلن تجد لهم أولياء " (97: 17 ) . فالإنسان الذي يهديه الله يعيّن له كما قال في القرآن الكريم أولياء لكنّهم ليسوا بالأولياء العاديين , وليا مرشدا . يجب أن يكون وليا دليلا لديه القدرة على إعادة تنشيط المراكز ويفتح عيون القلب ويجعلك تهاجر إلى قلبك وتصل إلى الحضرة الإلهية وحضرة الرسول (ص) . لذلك يدخل الدم في هذه الغرف حتّى يحصل على القوّة والطاقة من هذه الأنوار والجواهر ومن نظرات الله ورسوله وأبو بكر الصدّيق ومشايخنا العظام وسيّدنا علي وخلفائه وأولياء الطرق الأربعين . وهكذا يحيا الدم من خلال وحدانية الله ويسري في الجسد ليعطيه قوّة وحياة .
للأسف لا يفكّر الناس الآن بالوصول إلى الله تعالى . كيف نصل إلى الله ورسوله ؟ نحن نفكّر فقط كيف على الناس أن تخدمنا . لماذا تروا أنفسكم مهمّين ؟ ستذهبوا إلى القبور وتصبحوا عظام تأكلكم الديدان . أنظروا من أين أتيتم . قال الله أنظروا من أين أتيتم , من أيّ مكان ؟ سواء أكان ذلك من ناحية أمّكم أو من ناحية أباكم , ثمّ كونوا فخوريين . لو كان المكان مهما كونوا فخوريين وإذا لم يكن فلما تكونوا فخوريين ؟ فليسامحنا الله وليطل عمر سيّدنا الشيخ ناظم الحقّاني وليعطه الصحّة والحياة الطويلة ونرجو أن يكون معنا عند ظهور سيّدنا المهدي وعيسى عليهما السلام . يا رب ألبسنا بالأنوار وطهّرنا وإجعلنا نحبّك ونحب الإسلام والرسول وإجعلنا إلآهيين لنتحوّل من الإنسانية إلى الإلهية . ويا رب إجعلنا مسلمين حقيقيين . دعاء . الفاتحة
https://goo.gl/maps/nngWDw31kkkmLfPr9