فكلمة "هذا" في، " رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً"، يدل على كل شيء. معنى الكلام، يا ربنا، لقد خلقت هذا لمنفعة كذا، وخلقت ذاك لمنفعة شيء آخر! نحن لا نحتاج إلى أدوية اصطناعية. الأدوية الصناعية تزيل الألم لبعض الوقت، فيظن الناس أنها تنفع، ولكن في الحقيقة، هي لا تنفع. لذلك نقول، أنه مهما حاول العلماء اختراع أدوية جديدة تحت مسمى جديد، فهي تظل اصطناعية تحت اسم اصطناعي.
يؤسفني أن أسمع من شخص يؤمن بالله عز وجل، ثم يقول بأن الأدوية الاصطناعية جيدة والطبيعي ليس جيداً. بل عليك أن تبحث في كل شيء .. ضيوفنا الأعزاء من أهل الكتاب، ويؤمنون بكتاب العهد القديم والجديد. (مولانا الشيخ يعطي نسخة مصغرة من كتاب العهد الجديد "الإنجيل" إلى يوسف إسلام). هذا كتاب العهد الجديد، إذا أردت فاحتفظ بها. إنها صغيرة جداً ولا أستطيع قراءتها.
في الكتب السماوية يوجد قصص الأنبياء الذين مضوا وأقوالهم المأثورة. ومنهم لقمان الحكيم عليه السلام.
كان لقمان نبياً وكان مشهوراً بالحكمة. وكان بمجرد النظرة يعرف لأي شيء ينفع هذه الشجرة، ولأي شيء تنفع تلك العشبة. أما أبناء هذا العصر فقد نبذوا وراء ظهورهم مثل هذا العلم وركضوا خلف المنتجات الاصطناعية. وأصبح معظمهم اصطناعياً أكثر من كونهم بشراً. والآن يحاولون أن يجعلوا كل شيء اصطناعياً. (مولانا يقول مازحاً) .. سمعت أن هناك طلباً في السوق على النساء الاصطناعيات .. (ضحك)، يأتي أحدهم إلى المحل ويقول، "جهز لي زوجة جميلة على قياس كذا وعلى نوع كذا!" .. "أهلاً سيدتي! ما هي مذاقك؟" (ضحك) ..
ذات مرة ذهبت إلى غرينويتش في لندن، وبينما كنا نمشي في الشوارع رأيت محلاً تجارياً تعرض رؤوس سيدات. فسألت، "ما هذه؟ هل هذا متحف" (ضحك) .. أجابوا، "لا يا شيخ! من أين جئت أنت؟" قلت، "جئت من السماء"، (ضحك) .. فسألوا، "هل هذه أول زيارة لك إلى هنا؟" فقلت، "لا، إنما هذه ثاني زيارة لي، ولكن لم أر مثل هذا المعرض من قبل". "يا شيخ! هذا معرض لتسريحات الشعر للنساء، فعندما تدخل سيدة إلى هنا، نريها تلك المجموعة من التسريحات لتختار أياً من هذه أعجبتها" .. (مولانا يغير صوته ويقول مازحاً)، ".. أنا أحب تلك التسريحة .. أريد أن يكون مظهري مثل هذه .."، (ضحك) .. يوسف إسلام شخص رزين، لا يبتسم أبداً، ولكنه الآن يضحك، إنه سعيد جداً! .. الناس يحبون أن يدخلوا في المحلات التجارية .. يأتي أحدهم ويقول، "أريد سيدة مثل تلك العروسة (الشمعية) المعروضة في واجهة المحل .." .. وتأتي سيدة عجوز وتقول، (مولانا يغير صوته)، "أريد زوجاً جميلاً مثل ذاك .." (ضحك).
ابتعد الناس عن الأشياء الطبيعية، وتركوا استعمالها، وأصبحوا بأنفسهم اصطناعيين، يركضون خلف الأشياء الاصطناعية في كل أنحاء العالم، ويستعملون فقط الأشياء الاصطناعية. ولذلك عندما يمرضون يهرعون إلى .. (مولانا يغير صوته)
- "إلى أين تذهب؟"
- "أذهب يا عزيزتي، إلى شارع هارلي" .. (ضحك).
- "لماذا يا عزيزي؟"
- "للفحص الطبي، ثم أذهب لشراء الأدوية التي وصفها لي الطبيب .. ليت شعري ينمو كما كان في السابق" .. (ضحك)
الإنجليز شعب رزين، هم جديون للغاية، لذلك أتحدث معهم بجدية عن مواضيع جدية، ولكنهم لا يستطيعون أن يتمالكوا أنفسهم، وبدأوا يضحكون، "هيهيه هيهيه هيهيه! .. (ضحك) .. مرحباً، أهلاً وسهلاً! ماذا عسانا أن نفعل؟"
يوسف إسلام: "نحن سعداء جداً لرؤيتك".
مولانا الشيخ: "أنت لا تأتي لزيارتنا. بل منشغل بالجري وراء الموديلات!" .. (ضحك).
(مولانا ينشد باللغة التركية):
أيهذا الذي يبحث عـن الحـق
أصبحــت باحـثاً عـن الحـب
تمالك نفسك، تتحقق مـرادك
تغلب على نفسك تنل مرامك.
"ضيفنا العزيز، يوسف إسلام، مغنّ مشهور ورزين، يغني الأغاني الإسلامية شرقاً وغرباً. لذلك حاولت أن أغني كما يغني هو. فهو لا يصغرني إلا بخمسة أعوام، (ضحك) .. أهلاً وسهلاً بكم يا سيدي!"
يوسف إسلام: "أسافر حول العالم لأغني. قمت بجولات غنائية في عدد من الدول، منها ألمانيا، النمسا، باريس، روتردام، بروسل، السويد، وقبله أستراليا.
مونا الشيخ: "ما شاء الله!"
يوسف إسلام: "ما شاء الله! لدي شعور قوي، بأنني سوف أعود إليهم".
مولانا الشيخ: "عن طريق أخي الشيخ يوسف إسلام اهتدى العديد إلى الإسلام، ووجدوا طريق الهداية إلى الله سبحانه وتعالى".
زوجة يوسف إسلام: "في أستراليا، بعد العرض أسلم رجل وزوجته".
مولانا الشيخ: "هذا جيد، جزاك الله خيراً!"
يوسف إسلام: "إن شاء الله .. أدعو الله لي!"
مولانا الشيخ يهمس في أذنه: "كل يوم، عليك أن تذبح شاةً ثم تأكلها .. هذا لكي تصبح مشهوراً" .. (ضحك).
يوسف إسلام يقول وهو يضحك: "أرجوك، لا تفرضها علي!"
مولانا الشيخ: "أراه قد نقص وزنه، عليه أن يزيد من وزنه. ألا ترون كيف أن السعوديين سمان؟ .. (ضحك).
(يوسف إسلام يقدم ابن عمه الذي يعيش في بافوس. ومولانا يتحدث إليه ولزوجته باللغة اليونانية).
مولانا الشيخ: "أجمل منطقة في بلادنا هي أطراف بافوس، بغاباتها ومياهها وفاكهتها، وكذلك سكان تلك المنطقة أكثر ذكاءً".
يوسف إسلام: "هناك الكثير من الإنجليز".
مولانا الشيخ: "هؤلاء لا عقل لهم! .. (ضحك) ..
كان الناس يعيش بسعادة في فترة الانتداب البريطاني. واليوم بعض المتعصبين من الطرفين؛ الطرف اليوناني والطرف التركي جاءوا إلى هذه الجزيرة المسالمة الجميلة والمقدسة أيضاً .. نعم هي أرض مقدسة، ففيها مقام "القديس برنابا". وبرنابا كان من حواريي سيدنا عيسى عليه السلام. هل قمتم بزيارته؟ يمكنكم الذهاب لزيارته. هو على بعد 45 كم من "فاماغوستا". دفن هناك في الدير. عندما كنت أملك من القوة ما يكفي، كنت أذهب لزيارته دائماً، وكانت قوته الروحانية تجذبني إليه، وكان يناجيني ويقول لي، "يا شيخ ناظم تعال إلي!" القديس برنابة والرسول أندريا كانا من حواريي سيدنا عيسى عليه السلام. ولكن روحانية القديس برنابة أقوى من القديس أندريا الرسول. فعند قبر القديس برنابا تجد السكينة. وكان كلما مررت من عنده يناجي روحي أن أتني، فأنزل إلى مقامه في مبنى تحت الأرض. والآن نادراً ما أمر من هناك. رحمة الله عليه وبركاته.
وجد رئيس أساقفة سلامينا في قبرص، سنة 478 م إنجيل برنابا مدفوناً معه في قبره .. هل قمت بزيارته؟
يوسف إسلام: "نعم قمت بزيارته مرة .."
مولانا الشيخ: "قبره في مبنىً مستقل وخلفه دير. فيه العديد من النقوش والرسومات الأثرية ..
وذات يوم والأسقف نائم في قيلولته، رأى رؤيا عن القديس برنابا يقول له، "أنا مدفون تحت تلك الشجرة؛ شجرة الزيتون. فافتح قبري واحتفظ به!" وعندما أفاق من نومته، ذهب مسرعاً إلى عماله المزارعين وأمرهم أن يحفروا تحت تلك الشجرة. فوجدوا القديس برنابا مستلقياً، وجسده لا يزال سليماً لم يتغير، بعد أكثر من ألف سنة تقريباً من موته. وعلى صدره إنجيله.
أخذ رئيس الأساقفة الكتاب المقدس إلى الإمبراطور البيزنطي زينون، الذي قبل به وكافأه مكافأة عظيمة ورفع من مقامه. وقام بتكريم الكنيسة في قبرص. وخصهم بإعطائه الإذن بالتوقيع باللون الأحمر، الذي كان محظوراً على الجميع، إلا على أباطرة الإمبراطورية البيزنطية. فتلك النقوش والرسومات على حيطان الدير تحكي هذه القصة .. كان من الجيد، لو أن أخي يوسف إسلام ذهب إلى هناك وقام بتصوير تلك الرسومات، فهذا مكان مقدس. والقديس برنابا مدفون هناك ما يقارب الألفين سنة، وما زال جسمه كما كان، لم يبل.
.. نعم سيدي أنا سعيد برؤيتكم. ولكن سوف أبقيكم لفترة طويلة. لدينا من المكان والطعام والشراب ما يكفي .. سوف نأكل ونشرب وننام ونرقص معاً! (ضحك) ..
يوسف إسلام يقول وهو يضحك: "رقصة سماوية ..!"
مولانا الشيخ: "ماذا عسانا أن نفعل؟ .. قلة فقط من يعرف تفاصيل تلك القصة .. قلة قليلة! الله أعلم .. هو أعلم! .. ماذا عسانا أن نفعل؟
يوسف إسلام: ألفت أغنية للأطفال سميتها، "أنظر وأرى":
الشيخ نبيل: "علينا أن نبقيه ليشارك في حضرة الجمعة".
مولانا الشيخ: "إن شاء الله! .. إذا كان ضيوفنا يحبون أن يبقوا، فلدينا من الغرف والطعام ما يكفي. نقوم بذلك من أجل الله! ولا يكون ضيوفي عبئاً علي أبداً؛ إذ نطعمهم مما رزقنا الله .. والآن نرحب بضيوفنا ونود أن يبقوا عندنا، ولكن كما يشاؤون. ولهم أن يخرجوا ليتفسحوا قليلاً. وأنت أعطهم كهدية صغيرة بعض البرتقال والليمون.
الشيخ نبيل: "لقد أحضر الضيوف صندوقان من الهدايا".
مولانا الشيخ: "أعطهم أنت ثلاث صناديق! (ضحك) .. ماذا عسانا أن نفعل؟ .. شكراً لكم يا سادات. الله، الله .. يا ربي .. أمان يا ربي، (مولانا يقف)، لقد أكملت الثمانين من عمري ودخلت في التسعين".
يوسف إسلام: "الله أكبر!"
مولانا الشيخ: "ماذا سنفعل؟"
يوسف إسلام: "تنتظر لقاءك مع الله!"
مولانا الشيخ: "أدع الله لي .. تعال، أدن مني، (فحضنه) .. ما شاء الله يوسف! تستطيع أن تأتي إلي في أي وقت شئت، فهذا بيتك، وأنتم بمثابة أبنائي وأحفادي. أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً، وابعثوا سلامي".
3089836 visitors
الشيخ محمد عادل الرباني
طريقتنا إحترام الكل
( الشيخ ناظم الحقاني ( ق
طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ـ طريقتنا تحمل الاضداد
( الشيخ عبدالله الدغستاني ( ق
أجَلُّ الكَرامات دَوامُ التَّوفيق طريقتنا تحمل الاضداد