بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين. قد ألهم على قلبي بعض الكلمات يتعلق بالفقيد، ولي العهد، رحمة الله عليه. فأحببت أن أنشره وأحدثكم به. أبدأ بـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم. الله الرحمن الرحيم. الله أكبر الأكبر! .. سبحان الله! .. قد ورد خبر وفاة ولي عهد آل سعود ليلة أمس. ولهذا أحببت أن أنشر ما ورد على قلبي، بين المسلمين والمؤمنين وبين كل الناس. وكلنا عبيد لربنا جل وعلا، سبحانه وتعالى (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) .. الله أكبر الأكبر! .. الله أكبر الأكبر! .. الله أكبر الأكبر! (يجلس). ورد على قلبي أنه كان .. سبحان الله! كالنجمة المضيئة بين آل سعود، لم يرى له مثيل. سبحان الله! .. تلك واردات قد وردت على قلب عبد ضعيف .. رحم الله الفقيد ويرحمنا معه. نحن نعيش في الأشهر المباركة، أوله –
"رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي"، (تخريج السيوطي عن الحسن مرسلاً).
سبحان الله! أعظم الشهور شهر رجب، لأنه رجب الفرد. ويقال أيضا رجب شهر الله سبحانه وتعالى. والشهر الذي يسمى شهر الله لا يضاهيه أي شهر؛ لا رمضان ولا شعبان ولا سائر الشهور. هذا الشهر شهر معظم ومبجل ومكرم، لا يقدر له قدر .. رجب عجائب .. الله أكبر الأكبر! (مولانا يقف) .. الله أكبر الأكبر! سبحانه وتعالى (مولانا يجلس).
انتشر فجأة خبر وفاة ولي عهد آل سعود. سمعت أنه كان مثل الكوكب الدري بين آل سعود .. ماله مثيل .. هكذا وصفوه .. كان أفضل شخص بين آل سعود. تلك كانت تزكية له حيث قبض روحه في بلد غريب . "من مات غريباً مات شهيداً"، (حديث مرفوع). سبحان الله! .. مات غريباً ولذلك اعتبر شهيداً وفي ليلة مباركة، ليلة المعراج. لم يصل أحد من آل سعود إلى هذه المرتبة. ما شاء الله له! .. كان حليماً سليم القلب، لم يؤذ أحداً. وهذه تزكية من السماء. يقول الحق سبحانه وتعالى جل من قائل، (مولانا يقف إجلالاً لله تعالى)، أستعيذ بالله، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، (العنكبوت-57). وقد قبضت روحه ليلة المعراج. وقد خص بذلك من بين آل سعود. وليس بينهم أمير ولا ملك ولا سلطان وصل إلى هذه المرتبة. هذه هي التزكية التي وصلت إلينا ليلة المعراج .. سبحان الله!
أيها الناس! .. أيها المؤمنون! يقول الله جل وعلا،(مولانا يقف تعظيماً لله تعالى)، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، (مولانا يجلس) .. كما أنه خص بالدفن في الحرم المكي ولم يكن ذلك لأحد من العائلة المالكة، حيث أن كل واحد من الملوك وصى أن يدفن في بلده (الرياض). إلا المرحوم، فقد وصى أن يصلى عليه في حرم مكة المكرمة، (يقولها مولانا وقد اغرورقت عيناه بالدموع) .. وأن يدفن في حرم مكة المكرمة .. لم يصل أحد منهم إلى هذه المرتبة .. لم يؤذ أحداً ولم يشتك منه أحد أبداً، ولكن كانت يده مقيدة ومحصورة. ولو مد في عمره لسلم المملكة إلى أصحابه الأصليين؛ أهل النبوة صلى الله عليه وسلم. وقد أُخبر أولياء الله عما كانت عليه نيته ليلة المعراج، ليلة أمس.
كان في نيته أن يسلم المملكة (مملكة العربية السعودية) لأصحابها الأصليين. حيث أن المؤمن مأمور بأداء الأمانة. {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، (النساء:58). فحرم مكة المكرمة والمدينة المنورة وديعة عند آل سعود. وقد كان هو يضمر في قلبه أن يسلم المملكة إلى أصحابها الأصليين، حيث أشير له من أمر السماء. وكان محباً للحق، فأضمر في قلبه أن يؤدي الأمانات إلى أهلها وأن يعيد الوديعة إلى أصحابه.
وفي ليلة المعراج نزلت الملائكة وقبضت روحه ونفذت وصيته، وهي أن تقام عليه صلاة الجنازة في الحرم المكي، (يقولها وقد غلبه البكاء) .. كان رجلاً عظيماً .. تلك كانت نيته .. قبض روحه وبكى عليه الناس ودفن في تلك الليلة في حرم مكة المكرمة (غلبه البكاء ثانية) ..
نعم يا آل سعود! .. الله يشهد ونبيه يشهد على ما فعل آل سعود. سواء رضوا بذلك أم لم يرضوا، يوم القيامة يسألهم الله عن هذا، إلا هو فنيته كانت صافية، وكان ينوي تسليم الأمانة إلى أهلها .. هذا ما كان يضمر في قلبه . سبحان الله! .. الله أكبر الأكبر!
أيها الملوك والرؤساء والأمراء! يقول الحق سبحانه وتعالى (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى)، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} كلكم ستذوقون الموت وستعودون إلي. وقد أذن رب العزة، رب السموات والأرضين فقط لهذا العبد من آل سعود بأن يصلى عليه في الحرم المكي وأن يدفن في الحرم الشريف .. (يقولها وقد غليه البكاء). نعم .. يقول الله جل وعلا، (يقوم مولانا إجلالاً لله تعالى) أستعيذ بالله، {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وََمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُون}، (الذاريات:56)، (مولانا يجلس). أنا عبد ضعيف ولغتي في العربية ضعيفة وكأنني أمي. لكن ورد على قلبي بعد منتصف الليل أشياء في حق الفقيد وها هو واقف يشيرعلي برأسه هكذا .. ألبسوه بلباس إلهي من نور، لم يلبس مثله غيره من الملوك. وجزاه الله سبحانه وتعالى أن أذن له أن يصلى عليه في الحرم المكي وأن يدفن فيه.
نعم أيها الملوك! {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. لقد كتب الموت على الجميع ولابد أن يأتي على الكل. أيها الملوك! يقول الحق سبحانه وتعالى{وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون} .. ويقول أيضاً جل من قائل، (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى)، {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}، (الملك:2) .. أيها الملوك ماذا تفعلون؟ الله سبحانه وتعالى ناظر إليكم ويقول{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .. ليس ظني بل يقيني أن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يرد الحق إلى أصحابه. ومن بين آل سعود كان هو ينوي أن يرد المملكة لأصحابها الأصليين؛ لأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام (مولانا يقف وقد غلبه البكاء) ألف ألف صلاة عليك يا سيدي يا رسول الله! {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .. (مولانا يجلس).
أيها الناس! ماذا أنتم فاعلون؟ تكنزون الكنوز مثل قارون؟ لن تنفعكم! ما ينفعكم هو الذي أنفقتم .. "أنفق بلالا ولا تخف من ذي العرش إقلالاً"! (مولانا يقف تعظيماً). أيها الملوك، ماذا تفعلون؟ إن الله سبحانه وتعالى أنطق بهذا لسان حبيبه عليه الصلاة والسلام .. "أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالاً"! (رواه أبو يعلى في مسنده). هذا حال المؤمن الموحد المحب للغاية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، (يقولها والبكاء يغلبه) .. كان في نيتيه أن يعطي كل خزائنه إلا أنه منع من ذلك. ولكن نيته وصلت .. ما شاء الله له!
أيها الملوك، خذوا العبرة من ذاك العبد، صاحب النية الحسنة! أنفقوا ولا تخافوا من ذي العرش إقلالاً! كان يريد أن يمتثل الآية الشريفة، {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .. رحمه الله! لم ينل أحد، من الملوك الذين مضوا من آل سعود مثل تلك التزكية التي نالها هو من أهل الحقيقة. تلك التزكية أعطيت فقط للفقيد، الأمير نايف .. جاءت له التزكية فطوبى له! .. عظم الله أجركم يا آل سعود .. امتثلوا مثله! أنتم اليوم في الدنيا وغداً في الآخرة.
أيها الناس جميعاً! .. أيها المسلمون في كل البلدان الإسلامية، خذوا العبرة! جزا الله عبده الضعيف بأحسن الجزاء. نحن عندنا خزائن ولا نحتاج لعطاء آل سعود أو عطاء غيرهم من الناس! أبداً! .. فالدنيا تحت أقدام عباد الله الصالحين. جاءني وارد الليلة بأن أذكر كل الناس بالفقيد الأمير نايف. فقد أظهروا لنا وجهه، وما رأيناه لم يره أحد غيرنا. حفظة مكة المكرمة من الأولياء أرونا إياه. كان وجهه مضيئاً ولم يحصل مثل هذا لأحد من آل سعود. جزاه الله بهذا لصفاء نيته ورغبته في رد الحق لأهله. فجزاه الله كل خير.
عظم الله أجركم يا آل سعود! .. انتظموا والتزموا بأوامر الله وكونوا عبيداً لله! .. كونوا حكاماً على أنفسكم واثبتوا على الحق وكونوا أحسن الناس! حيث أن الله جل وعلا أكرمكم بشيء {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .. هل تفهمون العربية؟ أنا لغتي ضعيفة في العربية يا ملوك .. ليس عندي مطلب لكم .. أنا الفقير إلى الله وصلت إلى سن العتق أصبحت من عتقاء الرحمن أي أسير الله في الأرض. والفقيد كان ينقصه سنة واحدة ليدخل في جملة عتقاء الرحمن.
عن أنس بن مالك قال: "إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمنه الله من أنواع البلايا: من الجنون والبرص والجذام، وإذا بلغ الخمسين لين الله عز وجل عليه حسابه، وإذا بلغ الستين رزقه الله إنابة يحبه عليها، وإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، وإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته ومحا عنه سيئاته، وإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير الله في الأرض، وشفع في أهله"، (حديث مرفوع).
لا أريد منكم يا آل سعود إلا حسن الظن بنا. أحسنوا ظنكم بالناس وأكرموهم إن أكرمتم أكرمتم لأنفسكم وإن لم تكرموهم حبستم عن أنفسكم إكرام الله جل وعلا.
يا مشايخ مصر والشام وبغداد والمغرب والمشرق، إلتزموا وتفكروا في هذا الكلام! أنا لا أقرأه لكم من هذه الكتب الموضوعة على الرف، وإنما واردات تأتيني .. لقد كان سعيداً ومسروراً في صلاة جنازته وغمز لي بعينه هكذا .. لا أريد منكم جزاء ولا شكورا فهذا هو حالي . لم أحضر شيئاً لمخاطبتكم يا أهل الإسلام، وإنما جاءني وارد من عند سيد المرسلين، سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجبرني على إلقائها، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) .. يقول نبي آخر الزمان صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ربي يصلي علي وهم يمنعون الصلاة علي .. وأنا خصمهم يوم القيامة .. يا ملوك آل سعود! .. أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله .. تبت ورجعت إلى الله .. تبت ورجعت إلى الله .. قد بلغت .. قد بلغت .. قد بلغت .. الله شاهد .. ونبيه شاهد .. والملائكة شاهدون .. وأنا عبد عاجز .. أتعب عندما أقول كلمتين، ولغتي في العربية ضعيفة (يقولها وقد غلبه البكاء) .. ورغم ذلك كله، أشاروا علي أن أذكر أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها. فمن أخذ نصيبه من هذه الوصية فنعما له ومن لم يأخذ فويل له هنا وهناك! .. توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة أستغفر الله .. توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة أستغفر الله! .. زد حبيبك سيد الأولين والآخرين نوراً وسروراً ورضواناً! .. (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم).. أعل رايته في الدنيا وفي الآخرة وبين العوالم يا رب العرش العظيم! .. علمه مرفوع على عرش الرحمن يا آل سعود! قدروا نبيكم صلى الله عليه وسلم! الفاتحة.
3100235 visitors
الشيخ محمد عادل الرباني
طريقتنا إحترام الكل
( الشيخ ناظم الحقاني ( ق
طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ـ طريقتنا تحمل الاضداد
( الشيخ عبدالله الدغستاني ( ق
أجَلُّ الكَرامات دَوامُ التَّوفيق طريقتنا تحمل الاضداد