ولد شيخ أحمد السرهندي الفاروقي سنة 971هـ في بلدة سرهند. و استخرجوا تاريخ ولادته من لفظ خاشع 971 و عرض له بعد أيام من ولادته ما يعرض علي الصبيان من مرض فجاء به والده شيخه شاه كمال القادري فقال له شيخه لا تخف انه يكون ذا عمر طويل و صاحب أحوال السنية
نشأته
فنشأ في جحرتربية والده فأخذ منه مبادى كتب العرب و حفظ القرآن الكريم في ضغره و استظهر عدة من المتون في أنواع العلوم مع اتقان المنطوق و المفهوم. ثم رحل إلى سيالكوت و قرأ هناك علي مولانا كمال الدين الكشميري - و هو أستاذ مولانا عبد الحكيم السيالكوتي - بعض كتب المعقولات . و أخذ الحديث مولانا يعقوب الكشميري الصرفي و ايضا أخذ الحديث في الحرمين الشريفين من كبار المحدثين مثل ابن حجر المكي و عبد الرحمن ابن فهد المكي و حصل إجازة كتب الحديث و التفسير و بعض كتب الأصول. و لم يبلغ من العمر سبعة عشرة سنه الا و قد فرغ من تحصيل علوم الدراسية و تحقيقها و تدقيقها
الطريقة القادرية و الجشتية من والده فأجازه في هذين الطريقين. فاشتغل في حياة والده بدرس علوم الظاهرية للطالبين و تعليم الطريقة ايضا للسالكين و صنف في تلك الفترة بعض الرسائل مثل رسالة التهليلية و رسالة رد الروافض و رسالة اثبات النبوة .و كان له يد طولى في علوم الادبية و كان من الفصاحة و البلاغة و سرعة الاستحضار و شدة الزكاء و الفطنة بجانب عظيم من مكان و مكين. و قد استفاد في اثناء تحصيله
بيتعه للخواجه محمد الباقى بالله
ان الشيخ مع و جود هذه الكمالات كان عطشان القلب خصوصا للطريقة النقشبندية و كان قد طالع بعض الرسائل المؤلفة فيها و كان كثير الاشتياق لملاقاة واحد من اربابها و لما توفي والده خرج لأداء فريضة الحج و لما دخل بلدة دهلى كرسي سلطنة بلاد الهند و وصل هناك الي صحبة شيخه الشيخ محمد الباقى بالله بدلالة بعض أصحابه فبايعه بعد يومين من ملاقاته في الطريقة النقشبندية العلية و لازم صحبته فكشف له ما لم يكشف من أسرار الحقيقة و ظهر له من الحالات ما لم يظهر لغيره عشرة عشيرة في عدة من السنوات.
اجازة مطلقة من الشيخ في الطريقة النقشبندية
فبعد مضى شهر و عدة أيام على هذا الحال اجازة الشيخ في الطريقة النقشبندية إجازة مطلقة و أمره بالرجوع إلى و طنه فرجع و جلس على مسند الإرشاد و الافاضة و شرع في هداية الطالبين و تربية السالكين بكمال النشاط. و انتشرت كمالاته في سائر الأقطار فتهافت عليه العلماء و الفضلاء و الأمراء من جميع الديار و كان يحرض اصحابه التمسك بالشريعة و احياء السنة النبوية و العمل بما فيها و اجتناب البدعات المخالفة . و كان يحث على ذلك امراء عصره و حكام دهره بواسطة مكاتيب عديدة حتى استنارت أقطار الهند و ما يليها بنور السنة النبوية .
مقام الشيخ أحمد السرهندي
تسديد فتنة توحيد الوجودي الضال
ان اقوي سبب هيجان الفتنة هو انكار التوحيد الوجودي و اثبات التوحيد الشهودي فان اسماع كثير الناس و اذهانهم كانت مملوءة بمسألة التوحيد الوجودي مذ اربعمائة سنة يعني من عهد الشيخ الأكير محيي الدين ابن عربي إلى عصره . و انكار الشيخ لنظرية وحدة الوجود ليس كمثل انكار علماء الظاهر بل هو يصدق المقام الذي يتكلم عنه الوجودية و يسلمه و يقول ان مقصود الحقيقي فوق هذا المقام و يثبت الغيرية بين الحق و الخلق بخلاف الوجودية فانهم يثبتون العينية بين الحق و الخلق.
مؤلفات الشيخ
زاوية و مسجد و مقام الشيخ أحمد السرهندي
من اثنى عليه من معاصره
- خواجه محمد الباقي بالله
- فاول من اثنا عليه شيخه خواجه محمد الباقي بالله و استفاد منه كسائر المريدين كما بين ذلك في مكاتبه و لهذا سميت الطريقة الخاصة به الطريقة المجددية و كان الشيخ يستفيد منه تلك الطريقة الخاصة قال فيه ان الوفا من النجوم امثالنا تتلاشي و تضمحل و اشعة انوار شمسه فلو لم يوجد الا هذه الشهادة من شيخه لكفت دليلا على فضله الشامخ
- مولانا عبد الحكيم السيالكوتي
- فكان يعظمه تعظيما بليغا و يشنع على المنكرين باشد التشنيع و يقرر بأنه مجدد الالف الثاني و قيل انه أول من اطلق عليه هذا الوصف
و قال واحد من معاصره حين سمع خرافات بعض المعاندين ان الحق ان مزاج اهل الزمان ليس لائقا لادراك حقائق هذا العزيز فلو كان في ايام السلف لعرفوا قدره و مرتبته و درجة كلامه
قال واحد في حقه ان كتب القوم
و التصنيف أن يحرر الشخص ما هو حاصله من العلوم والاسرار و النكات و المقامات والتأليف أن يجمع شخص كلامات غيره بترتيب جيد و قد مضت مدة برفع التصنيف من العالم و ما بقى الا التأليف و انا ان لم اكن من مريده لكن الحق بان مكاتببه تصنيفات لا تأليفات فكلما امعنت النظر فيها لا ارى فيها نقل عن الغير الا على الندرة و الضرورة و عامتها المكشوفات و ملهماته الخاصة و كلها عالية مقبولة مستحسنة و موافقة للشريعة المطهرة.
مريديه
و من كبار مريديه
- السيد آدم البنوري
- مير محمد نعمان البدخشي
- شيخ تاج الدين الهندي صاحب الرسالة التاجية
مسجد الشيخ أحمد السرهندي