شمس الشموس
  مقابلة مع فرانس برس
 

شيخ صوفي في قبرص يجذب آلاف الزوار




 

ا ف ب - ليفكي (قبرص) 27.10.2013- يأتي الزوار والمهتمون من جميع أنحاء العالم لرؤية هذا الرجل. انه الشيخ ناظم، البالغ من العمر واحدا وتسعين عاما، وهو احد شيوخ الصوفيين الذين يريدون ان يقدموا صورة عن الاسلام المعتدل القائم على المحبة، بوجه التشدد الديني.

احتفل الشيخ ناظم بعيد ميلاده الواحد والتسعين في نيسان/ابريل من العام الماضي، وهو أحد الشيوخ الصوفيين الاكثر شهرة في الغرب.

والشيخ ناظم من شيوخ الطريقة النقشبندية، احدى اكثر الطرق الصوفية انتشارا في العالم، وقد نشأت هذه الطريقة في آسيا الوسطى في مطلع الالف الثاني بعد الميلاد، بحسب ما يشرح تييري زاركون المتخصص في الشؤون الاسلامية.

والتصوف مذهب عرفاني في الاسلام، يسعى الى تحسين العلاقة بين المرء ونفسه، وبينه وبين ربه، ولا سيما من خلال التأمل، اكثر من البحث في المحرمات والمباحات.

ويعرف عن الطريقة النقشبندية انها من اكثر الطرق صرامة بسبب التزامها الشديد باحكام الشريعة الاسلامية.

لكن الشيخ ناظم يقود طريقة اقل صرامة، هي الطريقة النقشبندية الحقانية، التي ينتشر اتباعها في اوروبا والولايات المتحدة، وينشطون كثيرا على صفحات الانترنت.

وتقول جيهان رجب، وهي مترجمة ايطالية مصرية قررت ترك عملها المرموق في الامم المتحدة لتكون من مريدي الشيخ ناظم "ان التصوف يجلب لي شعورا بالرضا لم اشعر به من قبل لا من خلال عملي ولا من خلال حياتي الشخصية".

وتضيف هذه السيدة الاربعينية التي قررت منذ ثلاث سنوات ان تستقر الى جوار الشيخ ناظم في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص الذي تحتله تركيا "في البدء، كان من الصعب على عائلتي ان تتفهم هذا القرار..لكني كنت ابحث عن شيء اكثر اهمية مما نفعله في عملنا وحياتنا اليومية".

وتقيم جيهان بالقرب من منزل مشترك يستقر فيه العشرات من مريدي الطريقة النقشبندية الحقانية، يتشاركون فيه اعمال الزراعة والمهمات المنزلية، الى جانب عائلة الشيخ ناظم.

وبين الحين والآخر، يخرج الشيخ ناظم على كرسيه المتحرك ليقول على مسمع المريدين بعض الادعية والحكم. لكنه لم يعد قادرا على ان يؤمهم في الصلاة.

يرحب اهل هذا الدار بزوارهم، فالباب مفتوح دائما على مصراعيه، والزوار مدعوون دائما الى المشاركة في احدى الوجبتين اليوميتين اللتين تقدمان في اروقة المنزل.

وهنا، بين المريدين والزوار واصحاب الحاجات، لا تتوقف الحركة ولا تهدأ.

وفي احد الايام، يتقاطر الى مسجد الشيخ ناظم زوار من المانيا وايطاليا وسويسرا وروسيا وباكستان والولايات المتحدة وتركيا وقبرص..يؤدون الصلاة ثم يستمعون الى خطبة حول "الحب الحقيقي" وهو حب الله.

ويقول الشيخ بهاء الدين نجل الشيخ ناظم وخليفته في قيادة الطريقة "لدينا هنا اشخاص مسلمون، وآخرون اعتنقوا الاسلام".

وأدى الشيخ بهاء الدين الخطبة باللغة الانكليزية، وعزز معانيها بالامثال والطرائف.

ويقول لمراسلة وكالة فرانس برس "نحن نعد الجماعة الاكثر نشاطا في اوروبا"، وخصوصا في لندن، اضافة الى اسطنبول ولوس انجليس وميتشيغان. لكنه يرفض تقدير اعداد مريدي الشيخ ناظم، لانه لا احصاءات حقيقة حول ذلك، كما يقول.

ومن اتباع هذه الطريقة الشيخ هشام قباني الذي ينشط في الولايات المتحدة منذ التسعينات.

وفي العام 2005، واثر تفجيرات لندن، اسس الشيخ هشام مجلسا للمسلمين الصوفيين، هدفه "رفع صوت الاكثرية الصامتة من المسلمين المعتدلين" بوجه التشدد الديني.

ويقول زاركون "انه شكل مرن من الاسلام، وهو ذو رؤية مقبولة. ويشكل التصوف عاملا اساسيا في التصدي للتشدد الاسلامي في الولايات المتحدة واوروبا (..) مقدما نفسه على انه اداة لمكافحة التطرف".

لدى الشيخ ناظم العديد من المنشورات عن تعاليمه ولديه مراكز في جميع أنحاء العالم. ووفقا لنجله بهاء الدين، فانه يحب فلسفة والده لأنها تضع الحب على رأس قائمة الاولويات.


 
  3100301 visitors