الإمام الأوزاعي
هو الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأَوزاعي ( 88-157هـ ، 707-774م ) من مواليد بعلبك، عاش في البقاع في قرية الكرك البقاعيّة يتيماً فقيراً، ثم إنتقل مع أمه إلى بيروت. وكان قبل ذلك عاش مع عائلته في دمشق، وتنقل بين حماه وحلب وقنسرين وسواها. أطلق عليه إسم الأَوزاعي نسبة إلى الأوزاع وهي قبيلة يمنيّة حميريّة من بطن ذي الكلاع من قَحطان. نزل أفراد منها في دمشق قرب باب الفراديس، وقد أُطلق على المنطقة التي نزلوا فيها إسم قرية (الأوزاع). وقيل بأن هذه المنطقة كانت تُعرف باسم (الأَوزاع) قبل نزول تلك القبيلة اليمنيّة فيها. ومن المؤكد أن عمرو بن يحمد والد الإمام الأَوزاعي قد نشأ في قرية الأَوزاع ثم إنتقل فيما بعد إلى بعلبك حيث رزق فيها بإبنيه عبد الله وعبد الرحمن. وقد أطلق لقب (الأَوزاعي) على من إشتهر في تلك الفترة لنزوله في الأَوزاع ومنهم : بن يَرم الأَوزاعي، وأبو أيوب مغيث الأَوزاعي. قال العباس بن الوليد البيروتي : سمعت محمد بن عبد الرحمن السلمي البيروتي في وصف الإمام الأَوزاعي قال (رأيت الأَوزاعي وكان فوق الربعة، خفيف اللحية، به سمرة، وكان يخضب بالحناء). ولم يخضب الأَوزاعي شعر رأسه ولحيته إلا بعد أن غزاه الشيب. وكان يلبس الطيلسان الأخضر، ويلبس العمامة ويحض عليها خصوصاً أيام الجُمع. وكانت عِمّته مدورة بلا عَذَبَة (بلا خيوط مدورة خلفها) وقال أبو زرعة : (إن البعض رآه يضع قلنسوة سوداء في أيام إبن سراقة).
|