تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك المغرب محمد السادس حفظه الله ونصره، تنظم الطريقة البصيرية، ندوة علمية دولية يومي 18-19 شعبان 1437هـ موافق 25-26 ماي 2016م بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني اعياط إقليم أزيلال، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، بعنوان: " نظرات في دلالات
مرور مائة سنة على وجود زاوية آل البصير الصحراوية في بني عياط بأزيلال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا نحن مسرورون جدا لوجودنا في هذه المملكة ,إنّها نعمة . السمك لا يعرف نعمة الماء في داخل الماء, إذا خرج من الماء يعرف نعمة الماء . أظنّ الشعب هنا لا يعرف هذه النعمة . هذه نعمة كبيرة . أن يكون فوق رأسنا رجل صالح , رجل أباؤه وأجداده يصلون إلى سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم . نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم هو نبي الرحمة , هو سيّد الأوّلين والآخرين . الحمد لله هذه أول مرّة نأتي إلى هذه البلاد ونحن مسرورون جدا , ما شاء الله . ألله يطيل في عمره ويديم سلطانه وينصره على أعدائه . من أعداؤه ؟ أعداؤه الشياطين والمنافقين . أنا ممتعض جدا خصوصا من المجتمع الدولي . نعم المجتمع الدولي الذي 99 بالمئة منه من الشياطين والمنافقين , يضحكوا في وجه الشخص ويطعنوه في ظهره . لكن الله معنا . فالله مع الحق وكفى بالله وكيلا . نشكر كل أفراد العائلة في هذه الزاوية خصوصا شيخ الطريقة الشيخ إسماعيل أدام الله عزّه وخدمته لهذه الأمّة .
الحمد لله الذي خضع كلّ شيء لأمره , وإستسلم كلّ شيء لحكمه, وذلّ كل شيء لكبريائه, وتواضع كلّ شيء لهيبته والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الذي لا نبيّ بعده وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا معه بالنفس والمال .الحمد لله والشكر لله تعالى أولا وآخرا لتيسير هذا السفر الطويل . لقد كان لنا نصيب أن نأتي إلى هنا . كلّ شيء مكتوب عند الله تعالى . لنا هنا نصيب بهواء نتنفّسه , لنا هنا نصيب بماء نشربه, لنا هنا نصيب بطعام نأكله , لنا حظّ سعيد أن نلقى هذا التجمع الجيد العالي المستوى الحمد لله . لقد تفضّل وتكرّم عميد هذه الأسرة الكريمة وشيخ هذه الطريقة القويمة الشيخ إسماعيل حامل راية أسلافه الكرام ومشايخه العظام وعلى وجه الخصوص راية والده سيّدي مصطفى بصير تولّاه الله بعين عنايته وجمعنا الله به في العلّيين . تفضّل بدعوتنا ونكرّر لجنابه شكرنا وخيرهما . وقد كان حبل الحب والمودّة لم ينقطع منذ تفضّل والده الكريم الشيخ مصطفى رحمه الله بزيارة أخيه في قبرص والدي الشيخ ناظم محمّد الحقّاني أعلى الله درجاتهما . وها قد تجدّدت صلة الودّ بين الوالدين الحمد لله . وبما أنّنا كنا نحبّ أن نجتمع على طاعة الله ومحبّته ونتحدّث في وسائل محبوباته وقربه وذكره وصلته التي تحقّق معا بمجموعها مراتب عبوديته وولايته, وتمنح للعبد ما لا يخطر على باله من صفاء في النفس والنقاء في الفكر وهمّة في الطاعة . إضافة إلى عطايا إلهية كبرى مما لا ترى بها عين ولا تسمع بها أذن ولا تخطر على بال بشر في الدنيا والآخرة . فنزداد يقينا وقربا وإيمانا مع إيمان . اللهم زدنا إيمانا . إن شاء الله ولهذه النيّة شددنا العزم للقدوم إليكم وللحضور في مجلسكم المبارك الميمون ونسأل الله تعالى أن يحقق الغاية وتجتمع القلوب والجهود لتبلغ الأمّة شأنها وتأخذ المكانة التي جعل الله تعالى لها . إن هي أخلصت وإتّبعت وأحبّت وأقبلت وزكّت وعملت وإشتهدت, فنحن بحاجة أكثر إلى جهود الجميع أكثر من مجهود الأفراد , وخاصة الطرق الصوفية .
" طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ", هذا شعار الطريقة النقشبندية . "الخير في الجمعية " , نجتمع مع الأصحاب والجماعات التي تحب الله وتحب الرسول صلّى الله عليه وسلّم .وقد طلب من هذا الفقير أن يتحدّث قليلا عن الطريقة النقشبندية العليّة وجهود السيّد والده والمراكز التي إفتتحها حول العالم . لذا سنعطي لمحة صغيرة عن ذلك .
نقول بعد التوكّل على الله تعالى أولا ماذا تعني الطريقة النقشبندية ؟ إنّ الكلمة "النقشبندية" تتألّف من كلمتين فارسيتين هما نقش وبند . "نقش "معناه مفهوم في العربية والثانية معناها القلب , أي ننقش إسم الله عزّ وجلّ في قلبنا . ومعناها أن تنقش محبّة الله تعالى في القلب كما ينقش شيء على طابع أو ما شابه منه فيتمكّن منه ولا يمحى إن شاء الله , ولا يزول مع نوائب الدهر وتقلّبات الزمان . وإختصاص القلب من دون ذلك لأهميته المعلومة فإنّه مستقر الإيمان ومستودعه . وإذا صلح صلح الجسد كلّه كما ورد في الحديث الشريف الصحيح . وطريقتنا أي النقشبندية هدفها الإقبال على الله تعالى بصدق ويقين مع إنجذاب القلب إليه سبحانه بالتذلّل والإنكسار والخضوع والخشوع والمداومة على ذكره خفاء وجهرا بجميع أصنافه خصوصا بالإسم المفرد " الله " . نذكره في القلب واللسان الذي هو الأسم الجامع الشامل في الدلالة على أسماء البارئ وصفات ذاته جلّ جلاله , وبالنفي والإثبات التي هي الكلمة الطيبة وأساس التوحيد وأصل مبانه وهي" لا إله إلاّ الله ". ولا نخرج خارج فعل المأمورات وترك المنهيات في الشريعة وفي سنّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الإسلام . وفعل المأمورات ونهي المنهيات والعمل على مجاهدة النفس هذا مهم أيضا جدا . والجهاد الأكبر هو مجاهدة النفس ومغالبتها الذي هو أساس التزكية كالفلاح , "قد أفلح من زكّاها ". ونعتقد أنّنا فيما سبق نتفّق مع جميع المشارق في إستعمال جميع الوسائل للتقرّب من الله تعالى ." جميع المشارق "أي باقي الطرق الصوفية كلّهم ينتمون إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم . الصوفية مهمّة جدا , دون صوفية لم يكن الإسلام لينتشر كلّ هذا الإنتشار. الصوفية هي السر في إنتشار الإسلام في كافة العالم الإسلامي . طبعا العالم الإسلامي لم يؤخذ كلّه بالسيف . كان يذهب صحابي جليل إلى مملكة أو شعب ما فيصبح الشعب مسلما . بعد الإسلام يأخذوا المشايخ ويكملوا الطريق . وكما تعلمون فإنّ هذه الفروع مبنية على أسس الكتاب و السنة وأسس الصالحين من عباده قولا وفعلا وحركة وسكونا .
وقد مرّت هذه الطريقة المباركة ,الطريقة النقشبندية ,على خارطة العالم الإسلامي في جميع الإتّجاهات وعاصرت أفراح الأمّة وأتراحها وكانت حاضرة في العديد من إضاءاته وحملت مشاعل النور فيها ,كما وأنّها كانت شاهدة على العديد من مآسيها وكوارثها في حقبها التاريخية المتعددّة . فقد مرّت سلالتها من المدينة المنوّرة من سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم , سيّدنا أبو بكر الصدّيق , سيّدنا سلمان الفارسي إلى العراق إلى بلاد فارس إلى بلاد ما وراء النهر حتّى زمن شاه نقشبند محمّد الأويسي البخاري .وبعدها وصلت إلى القارة الهندية في بداية الألف الثاني للهجرة وقد كانت تلك البلاد قد عمّها الفساد حتّى سمي سيّدنا أحمد الفاروقي مجدّد الألف الثاني . جدّد الإسلام في تلك البلاد وأنار بنوره تلك البلاد حتّى إستطاع أن يقلّب توجهّات الدولة المغولية الحاكمة وأركانها نحو الإسلام . فالسلطان من تكبّره حاول أن يصطنع دين جديد لكنه لم يستطع بسبب سيّدنا الفاروقي الذي وضعه في السجن . لم يستطع فعل ذلك فقد غلبته الصوفية ,الطريقة الصحيحة غلبته . حتّى أنّ حفيده الملك أورنكزيب عالم كير أعظم ملوك الأمبراطورية المغولية كان من مريديه والذي قيل عنه أنّه من بقيّة الخلفاء الراشدين ,كان من صنيعة الشيخ محمّد معصوم إبن سيّدنا أحمد الفاروقي . كما تفرّعت من شجرتها أفرع طرق كثيرة وإنتشرت في مساحة العالم الشرقي خارج الدولة العثمانية . وقد نقلها الشيخ خالد البغدادي الشهرزوري المتوفي 1242 هجري إلى ديار الدولة العثمانية , وإن كان قد سبقه أسماء شهيرة لامعة كالشيخ عبد الغني النابلسي وغيره من علماء الأمة . لكن الشيخ خالد بارك الله تعالى في وقته وجهده عيّن فيها خلفاء ووكلاء ,وإفتتح فيها الزوايا والتكايا والمدارس في عدد كبير من الأمصار وصار جلّ خلفائه من كبار علماء تلك البلدان . ومنهم إبن عابدين شيخ الأحناف في الشام والمفتون وكبار العلماء في المدن الرئسية والقرى من بلاد الشام والحجاز واليمن والإحساء ونجد وفلسطين وإسطنبول وحتّى القفقاس وأذربيجان وأرمينيا. إلاّ أنّه لم يرسل أحد إلى أفريقيا .كما أذكر الطريقة النقشبندية لم تأتي إلى أفريقيا لماذا؟ لقد ذهب إليها خلفاء خلفائه مثل محمّد أمين الكردي صاحب " تنوير القلوب " . ثمّ بعد ذلك إستقدم بعضهم بعض المشايخ أو ذهبوا إليهم ليأخذوا إجازات منهم . وهكذا كان هؤلاء النقشبندية في أفريقيا . ذلك لأنّ الشيخ خالد البغدادي كان ينظر إلى الثغرات ليسدّها . وكانت مصر وأفريقيا وقتها تشع بالمراكز العلمية كالأزهر والزيتونة والقرويين وفيها من الطرق الصوفية القائمة على خير , كالشاذلية والبدوية والدسوقية والقادرية والتيجانية والبكرية وغيرها .أفريقيا لم يكن فيها ثغرات , كانت تشع بالأنوار الحمد لله . وكان من خلفائه من وجّههم إلى داغستان . ونشطت هناك جدا وتوزّع خلفاؤهم في تلك المناطق إبتداء من أذربيجان إلى سيبيريا . لكن ما لبثت أن خرجت العديد من مشايخهم من بلادهم بعد العمليات الوحشية التي مارسها الروس القياصرة في القرن التاسع عشر الميلادي . ثمّ عادت إلى الشام مع مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني قدّس الله سرّه الذي هو شيخ شيخنا ووالدنا الشيخ محمّد ناظم الحقّاني قدّس الله سرّه. .
أمّا تواريخ رجال الأعلام كتائب أهل التصوف حماة الدين فبحر لا ساحل له ولن أذكر أسماءالعلوم التي شاركوا في صونها ورعايتها والمؤلّفات التي قاموا بتتصنيفها ونشرها فهو عمل بحثي بحت وفيكم البحّاثة والعلماء والمؤرّخون الذين يعرفون ما أعني . فمن العسير الإشارة إلى الكثير من اليسير . وما أشير إليه هو إتمام للفائدة وإستدراكا لوحدة المفاهيم والسلوكيات الصوفية وهو الإشارة إلى مقاومة المحتل . فلا ينكر أحد ما قام فيه الشيخ شامل وغازي محمّد الملاّ في داغستان والشيشان في القرن التاسع العشر الميلادي , وجهاد الشيخ أحمد البصير وجهاد الشيخ محمّد عبد الكريم الخطّاب في المغرب, وعبد القادر الجزائري , وعمر المختار الليبي , ومحمّد أحمد المهدي السوداني , وماء العينين الموريتاني . ورحم الله الشريف المالي ,وعثمان بن فودو النجيري وغيرهم على مساحة العالم الإسلامي كلّه .
أمّا عن جهود والدنا الشيخ فمن الصعوبة إختصار طريق الرجل في كلمات . لكننّا نتوكّل على الله تعالى فنقول بأنّه كان من المناضلين الأوائل ضدّ تتريك شعائر الدين في بلادنا في تركيا . كانوا يحاولوا أن يطمثوا العربية ويحوّلوها إلى تركية وكان هو من ناضل ضد ذلك . حتّى الأذان حاولوا أن يؤذّنوه في التركية فكان يذهب من جامع إلى آخر ويؤذّن بالعربية . وضعوه في السجن مرارا عديدة ورفعوا عليه دعاوى فوق ألف دعوى , لو كانت كلّ دعوة شهر لبقي في السجن مدى حياته . لكن ببركته وإخلاصه حوّل الله تعالى الحكم في تركيا, وغيّر القانون وخرج براءة بإذن الله . كما كانت له همّة عظيمة وأسلوب فريد للدعوى إلى الله عزّ وجلّ في بلاد الشرق والغرب حتّى في بلاد الإتحّاد السوفياتي. لم تكن تهمّه مضايقات السلطات الملحدة ولا سواه , يقيه إيمانه بالله تعالى وواجبه الذي يؤدّيه حتّى جاب أكثر بلاد الأرض فآمن بالله أقوام وتاب أقوام وأعرض آخرون ولكن جعل الحجّة على المعرضين يوم الدين . وهناك كثير من الناس لم يفهموه وخصوصا السلفية ومن شابههم . فإجتمع له من تلك البلاد أحباب وأخوان من مشايخها وكبار مشايخها وأقران .
أما بالنسبة للمراكز التي أنشأها فنبدأ بالزاوية الأساسية لطريقتنا في لفكه في القسم التركي من قبرص . لكنّها ليست أوّل زاوية إفتتحها سيّدنا على الإطلاق . إذ أرسله شيخه الشيخ عبد الله الداغستاني إلى بلاد الغرب للدعوة . فسافر إلى بريطانيا وإفتتح في العاصمة الإنكليزية لندن عام 1976م أوّل زاوية في غرين لاين . ثمّ إشترى عام 1978م معبد يهودي في شاكولين وحوّله إلى جامع . ثمّ إشترى عام 1980م كنيسة كبيرة تتسع لألف شخص في بيكهام وجعلها لخدمة الإسلام. وألحق نشاطه في الدعوة في قبرص وخاصة بعد لقاء شيخه الشيخ عبد الله الدغستاني سنة 1944م . لكن الزاوية المركزية في قبرص أفتتحت بعد عودة مولانا الشيخ ناظم قدّس الله سرّه من بلاد الشام إلى قبرص عام 1980 م . إذ نزل مولانا الشيخ في مدينة صغيرة إسمها لفكه وإشترى منزلا مهجورا بسبب الحرب الأهلية بين القبارصة الأتراك واليونان . وعند تقسيم الجزيرة إلى قسمين إنتقل إلى الطرف التركي . وبنى الشيخ بيده مع أسرته وبعض المريدين الزاوية . وكانت تحتوي منزلا للشيخ وغرفة صغيرة للصلاة والصحبة يجتمع فيها المريدون والحديقة . وكانت زوجته الحاجة آمنة رحمها الله تطبخ يوميا للمريدين وتخدمهم . بعد ذلك إزداد عدد زوّار الشيخ الذين يحضروا صحباته أي دروسه التي كان يلقيها يوميا فوسّع الزاوية مرّات متعدّدة حتّى أصبحت على هيأتها اليوم . ودفن الشيخ مولانا قبل سنتين 2014 م على طرف الزاوية ويزار كما يزار في حياته أو حتّى أكثر . والزاوية مفتوحة لكلّ زائر حتّى لغير المسلمين كما كانت في أيّام مولانا الشيخ ناظم قدّس الله سرّه .وتعقد فيها مجالس الذكر والأوراد اليومية والأسبوعية كما تعقد مجالس الصحبة والتربية الروحانية مع تأمين حاجات الزوّار من أكل وشرب ومنام للجميع . فنجد بين الحاضرين الكبار والصغار والفقراء والأغنياء والعظماء والمجاذيب من كلّ فجّ عميق ومن كل دول العالم . والحاضرون هم ثمرة الشيخ ناظم قدس الله سرّه . فقد كان مولانا يركّز على أوروبا . في كلّ جولة كان يسلك ويهتدي على يده العديد من الناس من كلّ أسقاع الأرض. فالزاوية على الدوام كمركز روحاني ورئيسي للطريقة لازلت عامرة ومستمرّة وثمار شيخنا نبتت ونحن إن شاء الله نحاول أن نحافظ عليها ونرعاها ونستمرّ على النهج ذاته . ونرجو من الله تعالى أن يزيدنا إن شاء الله تعالى . فلازلنا نحضر فيها ولا سيّما أخونا الشيخ بهاء الدين وإبنه الشيخ محّمد ناظم . كما إفتتح منذ ثلاثين سنة زاوية في إسطنبول , وبعد خمسة عشر سنة إفتتحنا زاوية ثانية في إسطنبول ,وقبل عشر سنوات إفتتحنا زاوية ثالثة في إسطنبول . وهناك زوايا في كلّ أنحاء تركيا . وكصدقة جارية إفتتح مولانا الشيخ ناظم مركز مدرسة لتحفيظ القرآن ولتعليم الشريعة الإسلامية والحديث الشريف في إسطنبول وغيرها من المدن التركية وروسيا وغيرها من الدول .وسنباشر بهذه الخطة ونتابع بها وسنقوم بتطويرها بما يتناسب حاجة الأمّة في كلّ بقعة من هذا العالم إن شاء الله . وهناك عدّة فروع للزاوية لأنّ الشيخ أجاز إلى الآلاف من الطريقة والمأذونون لجمع الناس على حلقات الذكر . وتوجد زوايا في كلّ أنحاء العالم , منها في أقصى جنوب الكرة الأرضية في الأرجنتين في باتاغونيا . فهناك الشيخ عبد الرؤوف هو يرعاها . وفي أقصى الشمال في السويد في هاسيلبي هناك زاوية يرعاها الشيخ نبيل الجنيدي هو شيخ من لبنان يسكن في السويد . وفي ألمانيا هناك زاوية كبيرة يرعاها الشيخ حسن هو موجود هنا .هو من قدماء المريدين من أصل ألماني . ما شاء الله هو شيخ جليل, الحمد لله مخلص . يوجد أيضا في هولندا, بلجيكا, إيطاليا, سويسرا, النمسا, والشيك, باكستان , الهند , بورما, الصين ,الأردن ,دبي, لبنان, إيران , غامبيا , مالي, ساحل العاج , كينيا , جنوب أفريقيا , السنغال ,مدغشقر, شيلي, بانما غيرها وغيرها . والشيخ عدنان القبّاني من أهل الإرشاد لزاويته في طرابلس في لبنان , والشيخ عبد السلام شمسي في الأردن هو من المريدين القديمين للشيخ عبد الله الدغستاني . ولا بدّ أن نذكر الزاوية الرئيسية القديمة والأساسية في دمشق في الشام الشريف . نقول هذا لأنّنا نعتبرها أرض مباركة . هناك مقام الشيخ عبد الله الدغستاني وهم يقدّمون الآن في هذا المقام مساعدات للمهجّرين والمنكوبين في تلك البلاد وهم مستمرون في هذه الخدمة الحمد لله. وتأسست هذه الزاوية عام 1953م. وهناك زاوية في ريف حلب في عفرين شمال سوريا . هذه أيضا تتابع خدمتها في هذه الأوضاع الصعبة . كان يرعاها الشيخ حسين علي الربّاني , الآن يرعاها إبنه الشيخ علي والتي بدأت نشاطها حوالي عام 1938. وزار كلتا الزاويتين السيّد الوالد الشيخ مصطفى البصير في رحلته الشامية ومازالتا تقومان بإدّاء واجباتهما رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلاد الشام فرّج الله عنها كربها . وقد أسّس مولانا الشيخ محمّد ناظم الحقّاني عدد من التنظيمات والمؤسسات كحركة العثمانيين الجدد الأتراك في أوروبا لجمعهم على الحضارة والثقافة وثوابت الدين وحمايته من التلف والتشرذم والعلمنة . وجمعية خيرية وتربية للفقراء والمحتاجين. كما تشرّف على إنشاء مدارس للقرآن الكريم كما أشرنا سابقا في إسطنبول .ومؤسسة إغاثية للأيتام والفقراء في البوسنة والهرسك خلال الحرب وبعدها .
أعذرونا على هذه الإطالة فقد تحدّثنا بإسهاب رغم الإختصار الذي ألزمنا أنفسنا به بناء على طلبكم . ليس لنا رغبة في التحدّث عن أنفسنا كثيرا لكن لا بدّ مما كان منه بدّ . فهذه جهود صدق ويقين وتوكّل حقيقي على الله تعالى . هكذا شاهدنا ولا نزكّي على الله أحدا , وقد كانت سنّته رضي الله عنه أن تكون الطريقة وسيلة إلى الله تعالى . والخلاصة من كلّ هذه الأعمال ليس لنا إنّما طريقنا إلى الله تعالى , ولا غاية لذاتنا ولا نريد أن نمدح أنفسنا لكن نريد أن يكون عملنا خالصا لوجه الله تعالى وشكرا لكم .