شمس الشموس
  9-12-2019
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشيخ محمّد عادل الربّاني

القاهرة 9-12-2019 

 شكرا على الضيافة فليكافأكم الله عزّ وجلّ إن شاء الله . هذه الحياة الدنيا سريعة جدا . نحن الآن بقرب أقدم الحضارات في تاريخ البشرية . جميعهم مضوا وكم من قرون خلت . الباقي الوحيد هي الآخرة . ملايين ومليارات البشر وكثير من المخلوقات التي خلقها الله عزّ وجلّ جميعهم جاؤوا وولّوا. من أين جاؤوا ؟ إلى أين ذهبوا ؟ من عند الله عزّ وجلّ أيضا . كلّ له حساب. يخلقهم الله تعالى مرة أخرى ويحاسبهم . الإنسان والجان يذهبوا بعد الحساب إمّا إلى الجنة وإمّا إلى النار. باقي المخلوقات يعودوا إلى التراب أو مثلما يريد الله جلّ جلاله . أما الإنسان والجن فحياتهم الأصلية تبدأ بعد الموت . نحن ديننا , كما قال سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم , الإسلام , أكمل دين . أكمل وظيفة إتّباع الرسول صلى الله عليه وسلّم والذي لا يريد إتّباعه يبقى ناقصا . يبحث عن أشياء لا تفيده وإذا لم يجد في النهاية الحقيقة يكون خسر الحياة الأصلية. هناك قول بالتركي" لا داعي لإكتشاف البارود" لقد إكتشفه شخص من قبل . لست بحاجة لتكتشفه. أنت أكمل الإكتشاف .أنت إستعمله . لا حاجة للتجارب لتؤذي نفسك وتنهك نفسك إتّبعه . الله عزّ وجلّ يقول لك من خلال الرسول صلّى الله عليه وسلّم "اليوم أكملت لكم دينكم... ورضيت لكم الإسلام دينا " هذا أفضل دين . الدين إكتمل . الدين واحد . الدين الذي أرسله الله عزّ وجلّ للأنبياء هو واحد . وهو الإيمان بالله واليوم الآخر هذا هو الدين . إكتمل مع سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم . لذا لا داعي للقيام بفلسفة خاصة أو لنكون مختلفين عن باقي البشر . الذي تروه يدّعي الإسلام لا تظنوا هذا مثال المسلم . المسلم يحاول قدر الإمكان أن يطبّق إسلامه . بعضهم يفهم واحد بالمئة يطبّقه في اللبس فقط وآخر يتصرف واحد بالمئة مما مطلوب منه كمسلم . الذي يراه يظن أنّ الإسلام مثله . لذا يهرب من الإسلام .الإسلام مئة في المئة .الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو الوحيد الذي بإمكانه أن يكون مئة في المئة . لذا أكثرمن رآه أسلم فكانوا عشرة بالمئة, عشرين بالمئة أو خمسين في المئة كمسلمين .هذا جيد . لكن لا تظنوا بأنه مسلم ذاك الذي يجبر الناس على الإسلام . هذا لا علاقة له بالإسلام ولا يعكس شيء جميل عن الإسلام . هذا منظر قبيح . لذا ينخدع ويهرب الكثير من الناس من هذا إلاسلام ويفتّشوا عن طريق أجمل لأنفسهم . فيذهبوا ويجدوا طريق أقبح من هذا . يقولوا هذا فيه فلسفة السلام والمحبّة والنور وأشكال وألوان . هذه الأشياء تخدع الناس فيركضوا وراءها . عندما تسألهم عن الآخرة يقولوا لا يوجد هناك آخرة . نحن نموت ثمّ تنتقل أرواحنا إلى جسد آخر . جسد مخلوق آخر. كثير من الناس مخدوعين بهذا . يدّعون الذكاء , يدّعون الفهم , لكن ينخدعوا بهذا الموضوع . ثمّ تسألهم وبعد ذلك ماذا يحل بالروح بعد الموت ؟ يقولوا تحلّ الروح في مخلوق جديد. وبعد هذا ماذا يحصل عند موت هذا الشخص؟ يقولوا تحلّ الروح في واحد آخر. هذا التفكير لا يوجد فيه منطق ولا يقبله الإسلام أو أيّ طريقة من 41 طريقة من الطرق الصوفية في الإسلام . من يقبل بهذا هم خارج الإسلام , فرق ضالة لا تفيد شيئا بل تضرّ كثيرا .من يتبعهم يتبع هواه. هواه يأمره أن يتّبع هذا فيطمئن . الروح تطلب الحقيقة والنفس تطلب الضلالة . الإنسان الذي يتبّع نفسه يحب الأشياء التي تضر في نفسه ,والتي تضر في آخرته. أمّا الذي يكون في الطريق , الحمد لله , خاصة في الطريقة يفهم هذه الأشياء. الذي لا يكون في الطريقة لا يعرف ضرر هذه الأشياء ولا يتحمّل , ولا ينظر إلى الحقيقة, ينظر إلى الضلالة ويركض وراء نفسه . ماذا تقول للذي يتبّع نفسه , يرضى ويتبّع نفسه فيجعلها تركب عليه وتسوقه إلى كلّ سوء. من يتبع الطريقة هو الذي يركب نفسه ويجعلها مطية له فيرتفع فيها إن شاء الله ويحفظ من المهالك ويحفظ من سوء العاقبة . أهمّ شي إذا كان الإيمان قويا تكون عاقبته حسنة إن شاء الله . فليحفظكم الله عزّ وجلّ ونشكركم . كما قلنا ملايين ومليارات الناس جاؤوا وذهبوا جميعهم سيحاسبون في الآخرة . الله عزّ وجلّ القادر المقتدر ليس بعاجز عن خلق مليارات الأرواح ومليارات الناس . هو قادر وقدرته ليس لها حد. الحد له حد , لكن قدرة الله عزّ وجلّ ليس لها أي حد . الله أكبر الأكبر. ومن الله التوفيق , الفاتحة .


 
  3100417 visitors