بسم الله الرحمن الرحيم
كفى بالله شهيدا
الشيخ عدنان القبّاني
نعم نعرّف كلّ يوم له بكرة وأصيلا . إنتبه يا عبدي كلّ يوم لك بكرة ولادتك وأصيلا نهايتك , ليس الموت الإجباري . عندما يموت الإنسان ماذا ؟ عندما ينام الإنسان يموت . الله يتوفّى الأنفس ... الروح الذي لا يريدها يرجعها إلى الأرض والذي يريدها يبقيها عنده ...الله جعل النوم . كل 24 ساعة جعلنا مثلا لهذه التنزلات بكرة وأصيلة . بين الأصيلة والبكرة النوم , لتصل الحقيقة بكرا إلى ما لا نهاية وأصيلا إلى ما لا نهاية . لا يوجد هناك موت . يصبح برزخ " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"(المؤمنون ,100 ) . يوم يبعثون لا يصبح هناك بكرة وأصيلة , يصبح بكرة وعشيا " ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا"(مريم,62)
أكلهم بكرة وعشية , في الجنان. فوق الجنان عرش الرحمن ( لا بكرة ولا ...) فوق العرش لا يوجد بكرة ولا عشية هناك بغير حساب على الدوام لا متناهي لا منقطع دائم بدوام الله . الله هو الدائمي . لا نقول دائم يا الله ,هو الدائم ,الذي يعزمك على الأكل تقول له دائمة . فوق العرش هو الدائم . الجنّة بكرة وعشية . لذلك الله ينظر كلّ 50 ألف سنة على أهل الجنّة فيسجدوا له لماذا ؟ ليقوّيهم بخمسين ألف سنة وهكذا حتّى الأبد . أمّا فوق العرش لا لزوم , على الدوام في حضرة الله عزّ وجلّ في الفردوس الأعلى " في مقعد صدق عند مليك مقتدر " ( القمر , 54 ) هؤلاء قال بهم الله " وكفى بالله شهيدا" (الفتح , 28 ) "رسول الله والذين معه " (الفتح , 29 ) . هؤلاء الذين معه حاشية النبي صلّى الله عليه وسلّم , الذين إختارهم الله عزّ وجلّ وجعل عناصرهم من عناصر النبي صلّى الله عليه وسلّم ونورهم من نور النبي صلّى الله عليه وسلّم وإيجادهم من طينة النبي صلّى الله عليه وسلّم وجعل أرواحهم من أرواح النبي صّلى الله عليه وسلّم . في وصفهم قال الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم " والذين معه "( الفتح , 29 ) حاشية النبي صلّى الله عليه وسلّم هم عرجوا روحا مع النبي صلى الله عليه وسلّم لأنّه لا يجوز سلطان دون حاشية . هل رأيت سلطان دون حاشية ؟ لذا السلطان عندما يقابل سلطان السلاطين تبقى الحاشية خارجا حتّى يدعوا . لذلك يقول الله عزّ وجلّ كفى بالله شهيدا محمّد والذين معه "(الفتح, 29 ) حاشية معه . حتّى عزموا من الله عزّ وجلّ بعد خلوته مع النبي وسجدوا في حضرة الله عزّ وجلّ بإمامية النبي صلّى الله عليه وسلّم .ماذا مهرهم الله ؟ "سيماهم في وجوههم من أثر السجود " (الفتح, 29 ) سجود الأزل سجود المعراج بين يدي الله عزّ وجلّ وذكرهم الله في الكتب السابقة . " مثلهم في التوراة ومثلهم في والإنجيل " ( الفتح , 29 ) هؤلاء حاشية النبي الصدّيقيين . لذلك ندعي اللهمّ أحشرنا مع النبيين والصدّيقيين والشهداء والصالحين . الصدّيقون هم حاشية النبي صلّى الله عليه وسلّم الذين عرجوا معه . لكن النبي عرج جسدا وروحا لكن هؤلاء روح فقط . لقد كانوا بمعيّة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأنّه لم يخلق خلق جسدي لذلك المقام إلاّ للنبي صلّى الله عليه وسلّم . روحيا معه ولكن ليس بالجسد . لذا أسمعه الله عزّ وجلّ خطاب الحق بصوت روح من الأرواح الذي هو مظهر عالم الأنس للنبي صلى الله عليه وسلّم وهو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه .... الفاتحة