بسم الله الرحمن الرحيم
حمل الإنسان الأمانة
الشيخ عدنان القبّاني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,بسم الله الرحمن الرحيم . دستور يا سيّدي . مدد يا شيخ ناظم الحقّاني مدد يا مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني أمدّونا بالمدد الإلهي من الله عزّ وجلّ أمدّونا بمدد الرسول صلّى الله عليه وسلّم . طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية . لا يرّقي العبد إلى الله عزّ وجلّ إلاّ مثل ذاك المجالس , مجالس الصحبة المجالس التي تكون مبنية على محبّة الله , محبّة الحبيب صلّى الله عليه وسلّم وأهل بيت النبي , محبّة أولياء الله والورثة المحمّديين . ذاك المجالس هي أحبّها لله عزّ وجلّ وللرسول صلّى الله عليه وسلّم ,لأنّ العبد يكون فيها في صفة التواضع وصفة التواضع هي المرغوبة عند الله عزّ وجلّ وعند النبي صلّى الله عليه وسلّم . لأننا نرى أنفسنا كلّنا حتّى مع المتكلّم محتاجين إلى رحمة الله عزّ وجلّ , وشفاعة ورحمة النبي صلّى الله عليه وسلّم , وآل النبي والأولياء وكذلك متّكلين على الله عزّ وجلّ بالرزق المعنوي . أي أنّه الله هو الفتّاح يا فتّاح إفتح لنا خير الأبواب وأدخلنا فيها . لذا الله عزّ وجلّ فتحها على النبي صلّى الله عليه وسلّم , والنبي صلّى الله عليه وسلّم فتحها على سيّدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه أو سيّدنا علي كرّم الله وجهه أو للصحابة . ثمّ يفتح على الورثة المحمّديين على الأولياء على المشايخ العظام ليصل إلى سلطان الأولياء في هذا العصر والذي هو الشيخ ناظم الحقّاني قدّس الله سرّه .نجد أنفسنا بحاجة إلى علومهم . لذا الكلّ يكون بمقام الإحتياج والتواضع ليسمعوا منهم . من يرى نفسه محتاج وطالب ويسمع لكلام من يعتقد " وفوق كلّ ذي علم عليم "( يوسف , 76 ) من هو أعلم منه هذا إظهار للتواضع . لذلك يقول الله من تواضع لله رفعه الله عزّ وجلّ . والعلم يأتي من الله عزّ وجلّ . من المعلّم ؟ أصالة الله عزّ وجلّ . من علّم النبي صلّى الله عليه وسلّم ؟ الله عزّ وجلّ . من علّم الأنبياء ؟ النبي صلّى الله عليه وسلّم . من علّم الصحابة ؟ الرسول صّلى الله عليه وسلّم . من علّم ... لماذا سمّوا بالورثة المحمّديين ؟ من علّمهم ؟ من أعطاهم ؟ حضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم فهو ورّثهم العلوم التي فتحت على النبي صلّى الله عليه وسلّم لذا يقول صلّى الله عليه وسلّم : " ما صبّ شيء في صدري إلاّ وصببته في صدر أبو بكر الصدّيق . أي كل العلوم والحقائق والأسرار التي فتحت على النبي صلّى الله عليه وسلّم التي أعطي من الله عزّ وجلّ . لذا يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم أعطيت القرآن ومثله معه من علوم الحكمة والحقائق والأسرار للقرآن العظيم . ذلك الأنوار والعلوم أين صبّها النبي صلّى الله عليه وسلّم . صبّها في صدر سيّدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه والعلوم اللادنّية صبّها في صدر سيّدنا علي رضي الله عنه إذ قال :" أنا مدينة العلم وعلي بابها " وقال " أنا مدينة الأسرار والحقائق والأنوار والصدّيق بابها " . لذا ما صبّ لهم أو أعطي , العلوم التي أعطيت فقط لسائر الصحابة , كلّ واحد أعطي من الرسول صلّى الله عليه وسلّم سرّ من الأسرار وأعطي العلوم الشرعية , الحديث , السنّة القرآن التفسير . أمّا حقائق القرآن أسرار القرآن أعطيت لسيّدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه . العلوم اللادنّية التي جعلها الله مخصّصة للأولياء مخصّصة لمن إختارهم الله . عندما سيّدنا موسى الذي يمثّل مقام الشرائع , ولذا الله عزّ وجلّ سأله موسى .. قال لموسى هناك علم فوق علمك أنت أعطيت مقام كليم الله , علوم الرسالة والنبوة الشرائع , لكن هناك علوم فوق علوم الشريعة .هذه لم تعطى يا موسى هذه إدّخرتها لأولياء حبيبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم . لصحابة النبي لسيّدنا علي رضي الله عنه ولأولياء الأمّة , ليس لعموم الصحابة بل للمختارين من الصحابة . قال ربّي أرني أحد الذين أعطيتهم من هذه العلوم . فقال الله عزّ وجلّ كما تحب يا موسى . " هو الله الذي لا إلاه إلاّ هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم , هو الله االذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون " ( الحشر , 22,23 ) مع كلّ عظمته فهو متواضع لأنبيائه لأوليائه لمن يتقرّب إليه . ولو أتى العبد له مشيا يأتي الله عزّ وجلّ من تواضعه مهرولا نحوه ليستقبله . ولذا الله عزّ وجلّ يدعو العباد في كلّ لحظة والله عزّ وجلّ" والله يدعو لدار السلام " (يونس , 25 ) ذلك خطاب أزلي أبدي لله عزّ وجلّ . الله يدعو إلى دار السلام . النبي صلّى الله عليه وسلّم في القرآن الكريم يقول الله عزّ وجلّ " ففرّوا إلى الله عزّ وجلّ إنّي لكم منه نذير مبين "( الذاريات , 50 ) ." ففرّوا " ما معنى فرّوا يعني الهرب بسرعة والإتّجاه إلى الأمان . مقام الأمان يعني عندما يفر الإنسان والعدو يهرب منه إلى الأمان لتأمن شرّه . لذا الله عزّ وجلّ قال " ففرّوا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين " فرّوا من الشيطان ,من نفوسكم , من شيطانكم , من هواكم , فرّوا من إطاعتهم ,من العمل العاطل ,فرّوا إلى الله بسرعة هنا الأمن والأمان . " ومن دخله كان آمنا "( آل عمران , 97 ) يقول الله عزّ وجلّ . إنّه حرم الوصال حرم الله عزّ وجلّ . حرم الوصال مع الله سبحانه وتعالى , مع النبيين , مع الأولياء , من دخله كان آمنا . ولذا الله عزّ وجلّ جعلهم النبي صلّى الله عليه وسلّم كهوف للأمّة , في كلّ عصر هناك كهف . كيف أهل الكهف في عصرهم دخلوا إلى الكهف ,تركوا الشيطان وأتباعه لأنّ في هذا الكهف الأمن والأمان ورحمة الله عزّ وجلّ . لو ذهبوا إلى مكان آخر لم يجدوا الأمان . كذلك نوح عليه السلام فرّ من الشيطان كان الأمن والأمان في الفلك السفينة هذا نوح عليه السلام . لذا إبنه عندما ذهب إلى الجبل " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء (هود ,42 ) فقال له نوح عليه السلام " لا عاصم من أمر الله إلاّ ما رحم ربّي " (هود ,42 ) . أي ما عاصم اليوم إلاّ الرحمة . عندما تنزل الرحمة أين تنزل ؟ على المكان الذي خصّصه الله أن يكون أمنا وأمانا للعباد . لذا كلّ نبي كان الله ينجّيه مع قومه بالمكان الذي يختاره لهم ولو كان جالس معهم في قلب العذاب . سيّدنا هود عليه السلام آمن معه سبعة او ثمانية أشخاص وأنزلهم هناك عذاب . عندما أتى العذاب , الغيم عندما قالوا هذه السحب ممطرة قال " إستعجلتم به " (الأحقاق ,24) إنّها ريح فيها عذاب أليم . ماذا فعل سيّدنا هود عليه السلام ؟ جلب عصاه عمل في التراب دائرة بعصاه وجلسوا ضمن الدائرة , والناس يضحكوا عليهم الناس تضحك عليهم وقال للناس معه هنا أمن وأمان . الله بعث إعصار فيه نار ثماني ليال وسبعة أيّام "فترى فيها الحسوم صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية " مولانا يقول كلّما إقترب الإعصار الذي فيه النار والسرعة إقتلع كلّ شيء . لقد كانوا ضخمي الجثث لدرجة كانوا بطول النخل . صار الهواء يرميهم في الهواء فينزلوا محروقين على الأرض . لذا تصل الريح إلى دائرة سيّدنا هود عليه السلام ..وكان يأخذ الإعصار بيوتهم وعمرانهم وكلّ شيئ إعصار ليس عادي بل نار ويحرق ويلهب كلّ شيء . كلّ ما هو خارج الدائرة يحرق . عندما يصل إلى سيّدنا هود يأتي هواء من الجنّة حتّى يتنفّسوا . والله أرسل لهم موائد من السماء . الله لا يتركهم دون أكل وشرب . في هذه الدائرة الأمن والأمان . من دخله كان آمنا . لذا الله عزّ وجلّ جعل كهوف وحرم وصال كما حرم مكّة وحرم المدينة . الله يقول من دخل حرم مكّة "من دخله كان آمنا " لو كان أحدهم قاتل أب الثاني ما كان الخصم ليقتله أو يتعرّض له في الكعبة . كذلك كما هذا في الظاهر كذلك معنويا . من يمثّل الكعبة بيت الله بين العباد ؟ ليس الكل يستطيعوا أن يكونوا بيوت لله عزّ وجلّ ." في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه "(النور , 36 ) أي بعض قلوب الورثاء المحمّديين أذن لها الله أن تكون كهوف أو حرم وصال لبني آدم ولأمّة النبي صلّى الله عليه وسلّم خاصة الذي يدخل لها في كلّ عصر في ذلك العصر يكون آمنا . يكن فيها أمن وأمان من الله . لأنّه فقط في تلك القلوب هناك الرحمة نازلة الذي يدخلها يكون آمنا . الله يقول في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسم الله . ليس كلّ القلوب بيوت الله لكن لم يأذن للكلّ أن يرفع فيه إسمه . لذا ترى بلايين من الناس مع أنّ قلبهم بيت الله عزّ وجلّ , لكن لا رفعت ولا أذنت أن يذكر فيها إسم الله . لماذا؟ لأنّ أصحابها لم يصلوا إلى مقام التحقق من اللطائف ودخلوا فيها في قلوبهم حتّى يصبح قلبهم قلب ذاكر يذكر فيه أسم الله , حتّى إنّهم لا يعرفوا بهذا الشيء . بالنسبة لهم القلب عبارة عن مضخّة للدم لا أكثر من ذلك . بينما القلب يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول "في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كلّه " . كيف تصلح أو تفسد ؟ أيّ شخص يعيش ثمانين سنة أو تسعين سنة . ليخلص أجله يقف قلبه لماذا يقول إذا صلحت صلح جسده وإذا فسد فسد الجسد كلّه . يعني إذا أصبح ذاك القلب بيت الله, أذن الله أن يذكر ويرفع فيه إسمه يصبح حرم لله عزّ وجلّ كيف حرم مكّة . لكن هذا يسمّى حرم الوصال .لأنّه يوصلك بالله سبحانه وتعالى الذي يصلك مع النبي صلّى الله عليه وسلّم . الذي يوصلك مع الأولياء هو هجرتك إلى قلبك أن تدخل إلى المقامات التي فيها أماناتك المعنوية التي وهبك إيّاها الله عزّ وجلّ يوم العهد والميثاق .من بعد ما عاهدت الله عزّ وجلّ جعل الله لكلّ عبد عوالم وأمانات معنوية من مقام الإسلام , إلى مقام الإيمان , إلى مقام الإحسان , لمقام " أن تعبد الله وكأنّك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك "(حديث ) , لمقام ذكر الله عزّ وجلّ , لمقام تسبيح الله عزّ وجلّ , مقام القربية , لمقام المعراج لله , لمقام الوحدانية لله عزّ وجلّ , لمقام أحادية لله عزّ وجلّ وجعل الله أمانات مطوية في قلب العبد . لذلك قال "ما وسعتني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي "(حديث قدسي ) لذلك الله عزّ وجلّ جعل في القلب أربع غرف . القلب خارجي داخله 4 غرف . أذين أيمن أذين أيسر بطين أيمن بطين أيسر . في قلب كلّ غرفة تجد فراغات . فراغين من فوق , وفراغين من تحت . الفراغين تحت أكبر من الفراغين فوق وبينهم صمّامات لا يوجد شيء . ما هذا الفراغ الذي يحتاجه الدم ليدخل إليه ثمّ ينضخ للجسم كلّه ليعيش . ماذا يوجد في ذاك الفراغات ؟ ذاك الفراغات هي عبارة عن عوالم إلهية من الله عزّ وجلّ عائدة إلى عالم اللطيف من الله عزّ وجلّ . اللطيفية هي التي تستوعب الروح , سكب فيها أمانات العبد . "إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان "( الأحزاب , 72) الإنسان بين كلّ المخلوقات في عالم الذرّة والنور . قبل خلق الملائكة والجن والأراضي والأنس كانوا كلّهم أنوار نقوش في عالم الله عزّ وجلّ . عرضها الله سبحانه وتعالى على الملائكة هربوا منها لذا لم يكرمهم الله عزّ وجلّ . الجن هربوا لم يكرمهم الله عزّ وجلّ . السماوات هربوا منها و الأراضي هربوا منها . لم يكرّمهم الله عزّ وجلّ حتّى الجبال الراسخين الذين يثبتوا الأراضي والعوالم . في كلّ عالم هناك جبال كذلك هربوا . بين كلّ هذه الأنوار والنقوش الذي جعلها الله عزّ وجلّ في عالم القديم التي تجرّأ وحمل الأمانة هو الإنسان . قال أتحملها ؟ قال نعم أحملها يا الله . لذا أكرمه الله عزّ وجلّ لظهوره محبّته لله جل وعلى . ما هي هذه الأمانة ؟ أي كل عوالم الملكوت والجبروت والعظمة , عوالم الأمر, عوالم اللاهوت , عوالم الوحدانية , عوالم الأحادية , عوالم أنوار ذات البحت لله عزّ وجلّ . الله عزّ وجلّ مع عالم الصفات والأسماء عرضها من يكون يمثّل لي فيها ,كلّهم عجزوا كلّهم قالوا ليس لدينا الطاقة والقدرة ولا نريد أن نأخذ المسؤولية على عاتقنا لأنّه فيها مسؤولية . " إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا "( الإسراء ,36) كلّهم هربوا والإنسان قال أنا أحملها يا رب . لذا الله عزّ وجلّ أكرمه . حملها الإنسان ليكون خليفة الله ,ممثّل الله في ذاك العوالم . لأنّ الله في مقامات تنزّلات وفي عوالم تنزّلات هو كنز مخفي أو هو بذاته إذا ظهر فيها تحترق لا تتحمّل الله سبحانه وتعالى مع أنّه الله هو الأصل " الله نور السماوات والأرض مثل نوره "( النور , 35 ) ولكن كلّ شيء مردّه في النتيجة لأن يكون في بحر نور الله عزّ وجلّ إذا الله سبحانه تعالى أراد مباشرة , هو الظاهر وهو الباطن إذا أراد بذاته أن يكون الظاهر فيه والباطن فيه سبحانه وتعالى يصعك ذاك الشيء , لا تتحمّله حتّى الجنان حتّى الآخرة لا تتحمّله الله عزّ وجلّ . لا يوجد مخلوق يتحمّل خالق . إذا قال الله أنا" نور السماوات والأرض : أنا أصل الإيجاد ولكن جعلت الإنسان مثل نوره , لذلك الإنسان الكامل الذي هو مثل نور الله عزّ وجلّ . يسمّونه الإنسان الكامل وهو سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم . الذي جعل حقيقته في ذاك المشكاة , حقيقة النبي أودعها الله عزّ وجلّ , جعل كوكب خاص بها وسمّاها ووصفه الله وصف مثل نوره . الأصل جعل الإنسان الكامل الذي هو أبو الكل الذي في مقام الإنسانية أصالة هو سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ووكالة جسمانيتهم وعناصرهم الأربعة ولنزولهم في الدنيا كمني , كان سيّدنا آدم عليه السلام . لذلك كان سيّدنا آدم عليه السلام أبو البشر , لكن حقيقة أبو آدم هو سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم لأنّهم كلّهم خلقوا من نور النبي صلّى الله عليه وسلّم ,وأوجدوا من نور النبي صلّى الله عليه وسلّم وأودعوا في سيّدنا آدم عليه السلام . لذا جعل الله عزّ وجلّ ذلك الأمانة والإنسان أراد حملها . الله عزّ وجلّ خيّره لم يفرضها عليه ولا على الملائكة ولا الطيور والجبال . عرض الأمانة ,سألهم , عرضها الله عزّ وجلّ من يحملها الإنسان حضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم ممثّل الإنسان قال يا رب نحن نحمل الأمانة أن نكون خلفاء لله عزّ وجلّ أن نكون ممثلين لله عزّ وجلّ . " وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة " ( البقرة , 30 ) ليمثّلوا الله عزّ وجلّ . لذا طوى الله ذاك العوالم الإلهية والربوبية في ذاك اللطائف في ذاك الغرف في ذاك القلب وجعلها أمانات معنوية في أوّل غرفة في القلب الأذين الأيمن جعلها الله حقيقة عالم الملك لله مقام سيّدنا جبريل عليه السلام لكلّ العلوم اللادنّية لله عزّ وجلّ , لكلّ عوالم الأسماء والصفات لله عز وجلّ وعيّن الله عزّ وجلّ عليها ليحميها حتّى لا يتخطّى إبليس أو الشيطان من مقام القلب ليدخل ويخرّب ويفسد مقامات اللطائف في القلب , عيّن الله عزّ وجلّ عليها أولياء الملبّسين الذين وهبهم الله عزّ وجلّ قوّة قدسية من الله عزّ وجلّ حاملين لإرادة الله لمشيئة الله عزّ وجلّ, وجعلهم يحموا ذلك العوالم لمقام جبريل عليه السلام وما أوتى من العلوم اللادنّية والأنوار , والإسلام والإحسان في أوّل مقام في القلب وجعل الله إمامهم سيّدنا علي رضي الله عنه وكلّ ورثته الأئمة التابعين له القيميين المساعدين له على حماية قلوب ذاك الأمانة من أوّل مقام من قلب العبد . لكلّ العباد لكلّ بني آدم ثمّ جعل الله عزّ وجلّ عوالم الملكوت من مقام جبريل إلى عرش الرحمن مقام الوحدانية , لمن آنسوا الله عزّ وجلّ في ذلك العوالم فوق جبريل , سيّدنا أبو بكر الصدّيق لذا جعل الله ذاك الأمانات ذاك الإيمان الإسلام , الإحسان الذي مرتبته فوق مرتبة عوالم الملك الذي يعود إلى عوالم الملكوت " سبحان الذي بيده ملكوت كلّ شيء "( ياسين , 83 ) أي مقام علوم الحقائق والأسرار والفوق العلوم اللادنّية هي علوم مقام سيّدنا جبريل عليه السلام . من سيّدنا لجبريل عليه السلام ومافوق علوم الملكوت , فوق اللادنيّة من الله عزّ وجلّ أعطيت من النبي صلّى الله عليه وسلّم وجعل إمامها أبو بكر الصدّيق وأربعين مشايخ العظام الذين ورثوا من سيّدنا أبو بكر الصدّيق والشيخ ناظم خاتمهم في هذا العصر . هم الذين يحموا ذاك الأمانات والمقامات في الحجرة الثانية من القلب وجعل الله فيها ذاك الأمانات التي عرضت على السماوات وألأرض " وأشفقن أن يحملنها " . ثمّ في البطين الأيمن , البطين الأيسر لذا أوّل مقام يسمّى السر والثاني سرّ السر والمقام الثالث أخفى والرابع خفى خفى مطلق . المقام الرابع وهو البطين الأيمن . جعل الله عزّ وجلّ جميع العوالم والمقامات والعلوم التي من مقام الوحدانية إلى مقام الأحادية التي هي مقامات عوالم الله عزّ وجلّ التي فيها مقام الإسلام مقام الإيمان , مقام الإحسان الذي فوق مقام الملكوت مقام العلوم والمعارج الصمادنية والمعارج الإلهية التي فوق مقام الملكوت من مقام التنزّلات الأحادية إلى الوحدانية جعلها الله في ذلك . كلّ عوالم السماوات من العرش , مقام الوحدانية من العرش إلى مقام الأحادية من يمثّلها وجعل إمامها وممثّلها وحاميها في قلب بني آدم , محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . كلّ بني آدم , أولياء , مسلمين , كافرين الكلّ من يأتي إلى الدنيا " وقد كرّمنا بني آدم " ( الإسراء ,70 ) ولقد طويت تلك العوالم في ذاك المقام وجعل إمامها النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم . ما جعل الوراثة المحمّدية هو المسؤول هو الماسك ذاك عن هذه العوالم وتنزلات الحق لله جلّ وعلى في ذلك العوالم أي لا يستطع أحد أن يتدخّل بالعبد حتّى الشيطان لا يدخل ويخرج . النبي عنده ذلك القدرة ويحمي ذاك المقامات . ثمّ جعل الله المقام الرابع الذي هو الخفى المطلق هناك في مقام الأحادية عوالم التنزّلات من ذات البحت لله جلّ وعلى لمقام أحادية ذلك عوالم اللاهوت عوالم الله طويت في ذلك الحجرة ويقول الله عزّ وجلّ هناك سرّي وسرّ عبدي ,هناك بيت الرب هناك نزّل الله عرشه وإستوى عليه في ذاك المقام , وجعل ذلك العوالم بما فيها من أسرار ومعاني والسماوات والمعارج والأنوار مطوية في عالم اللاهوت في ذاك المقام والله عزّ وجلّ هو الذي حاميها عزّ وجلّ . لذا يقول الله عزّ وجلّ " طه "( طه , 1 ) هو الذي يمثّل لذلك العوالم ذاك اللطائف الأربعة " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلاّ تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق السماوات العلى الرحمن على العرش إستوى" ( طه , 2,3,4 )الله إستعمل إسم الرحمن وأنزل العرش على قلب العبد تجلّي إسم الرحمن للعرش الذي بإسم الرحمن وإستوى جعله في ذاك القلب في ذاك المقام الخفى " الرحمن على العرش إستوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنّه يعلم السرّ وأخفى " ( طه , 5,6,7) . كلّ العوالم الذي أنطوت في القلب سرّ السر وأخفى الخفى الله عزّ وجلّ هو أوجدها ويعلم السر ويعلم السر وما أخفى " الله لا إله إلاّ هو له الأسماء الحسنى "( طه , 8 ) لذا تجلّى عليها الله عزّ وجلّ بأسماء الله الحسنى أي بمواقع تنزّلات حتّى يغذّي ويحي ذلك العوالم في القلب حتّى تظلّ في مقام الحياة , حق الحياة , وحياة أبدي من الله عزّ وجلّ . الفاتحة .