الإسلام آت
سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره
24 يناير 2013 – 12 ربيع الأول 1434
مولانا الشيخ: هل قرأت يس الشريف؟ .. الحمد لله والشكر لله .. والكرم والعفو من ربنا جل وعلا .. (مولانا يقوم تعظيماً وإجلالاً لله تعالى) يا ربنا، أنت السبحان .. أنت السلطان .. يا ربنا .. أنت ربنا .. ولو وقفنا تعظيماً لوجهك إلى يوم القيامة، فهذا قليل، لا يعد شيئاً .. يا ربنا يا جميل!
اليوم، هو عيد مولد النبي الأعظم، عليه الصلاة والسلام .. وإحتفالاً لهذا الحدث العظيم، تزينت السموات والأرض .. سبحان الله .. سبحان الله ..
أهلاً وسهلاً .. أهلاً وسهلاً بكم .. جئتم بالخير .. ونقول، بسم الله الرحمن الرحيم. وكل من يذكر اسم الله المقدس، ويجعل الله ذو الجلال في المقام الأول، يسهل عليه كل شيء. كل من يضع اسم الله في المقام الأول يسر الله له كل شيء. الله جل جلاله .. جل جلاله وجلت عظمته. شكراً لله أن قد أيقظتنا من نومتنا. فالنوم أخو الموت. تقبض فيه الروح. ثم عندما تفتح عينيك تعود الروح إلى الجسم. الله أكبر .. الله أكبر .. سبحان الله .. سلطان الله .. يا ربنا نحن لا شيء أمام عظمتك وكبريائك ..
أهلاً وسهلاً بكم أيها المستمعون .. أهلاً وسهلاً لمن يريد سماع كلام الله .. لمن يريد تعلم طريق الله .. أهلاً وسهلاً بكم .. أهلاً وسهلاً .. كم هذا جميل. ربنا سبحانه وتعالى، يرسل الملائكة لتوقظنا من نومتنا. إن الله سبحانه وتعالى لا يعطي لأحد نوماً سرمدياً ولا يقظة سرمدية. فالإنسان ينام ويرتاح ثم يستيقظ ويقوم بأشغاله. كم هو جميل ترتيب ربنا سبحانه وتعالى. نمط الحياة الذي يعلمنا إياه سبحانه وتعالى أبعد من الخيال .. إنه دقيق جداً .. أنت السبحان يا رب! .. لذلك، عندما تفتح عينيك قل، بسم الله الرحمن الرحيم .. لبيك يا ربنا .. أنا في خدمتك يا ربنا. أنت أيقظتنا، ونحن يا ربنا، نعز ونجل أمرك .. أمرك مرفوع إلى الأعالي يا ربنا .. أنت السبحان .. أنت السلطان .. أنت خالقنا .. نؤمن بك .. اللهم اجعل يومنا وحياتنا جميلة، واجعلنا نعيش لك.
نحن لسنا بهائم بأربع قوائم، بل نحن أشرف المخلوقات من بين خلق الله. وقد كرمنا الله سبحانه وتعالى، حتى من الملائكة المقربين، وأمرهم بالسجود لآدم. لكن ماذا يمكننا أن نقول؟ .. ما هو وصف إنسان هذا العصر؟ .. إنه لا يعرف حتى أن يقول بسم الله. يجب أن نجعل اسم الله في المقام الأول. بسم الله الرحمن الرحيم هو ختم كل عمل. اختموا حياتكم به عند الاستيقاظ من النوم.
لكن للأسف، أصبحنا في زمن، سمي قديماً بآخر الزمان. عم الجهل العالم كله. إذا سألتهم لا يعرفون، حتى معنى الإيمان. والناس عدوا أنفسهم من فئة البهائم، مع أننا خلق مشرف. منحنا الله سبحانه وتعالى شرفاً لم يمنحه حتى للملائكة .. منح لبني آدم شرف إلهي. شكراً لله .. الله .. افهموا ولا تلعبوا! .. ماذا يعرف الناس في هذا الزمان؟ عم الجهل العالم بأكمله. إذا سألتهم لا يعرفون حتى، معنى الإيمان. تعرف القطط ما يجب القيام به وتؤدي دورها في الحياة .. يمسكون بالفئران .. والكلاب تحرس .. تنبح وتخيف .. والحمير تعرف أنه مركوب .. والبغال تعرف أن وظيفتها حمل الأمتعة .. والخيل تعرف أن كرام الناس يركبون على ظهره .. لذلك، "يا شاه مردان ضع قدمك في ركاب الخيل بثبات كما يفعل الرجال"، (بيت شعر) ..
عندما قدم السلطان إلى جبل الصخر، وهو ذاهب إلى الحرب، أنشد الجنود تعظيماً له، "يا شاه مردان، ضع قدمك بثبات في ركاب الخيل كما يفعل الرجال"، فقفز السلطان على ظهر الخيل كالأسد وسحب سيفه .. كان هذا الشرف لنا. ولكن الشيطان عمل على إفساد الناس جميعاً ونزع شرفهم .. "يا شاه مردان .. يا سلطاننا .. يا أعظم الرجال وأشجعهم ضع قدمك بثبات في ركاب الخيل كما يفعل الرجال" .. عندما قالوا ذلك قفز على ظهر الجواد مثل الأسد. هكذا كان سلاطيننا، واليوم رؤساؤنا لا يعملون شيئاً سوى الجلوس على المقاعد هكذا .. مقاعد عالية، بحيث أنهم لو سقطوا دكت أعناقهم. الكراسي ليست كافية لهم، بل يجلسون على مقاعد كبيرة؛ أريك .. كيف يمكن ذلك؟ .. أوليست الكراسي كافية؟ يوماً ما سيقعون على رؤوسهم. يقولون، الكراسي لا يليق لمقامنا نحن بحاجة إلى أرائك .. "لكن مقعدك كبير للغاية" .. طبعاً يجب أن يكون المقعد يليق بمقامي، والكرسي ليس ملائماً" .. "قيمتك لا تقدر وفقاً لمقعدك. من يقدر نفسه على حسب مقعده لا يساوي برازه ’وأنتم بكرامة‘ .. لا قيمة له. انتبهوا لشرفكم. نحن، بنو آدم مُنحنا تشريفاً لم يُمنح لأي مخلوق آخر. يقول سبحانه وتعالى، "وَلَقَدْ كَرَّمْناَ بَنِي آدَمَ" .. أي منحت البشر من التكريم ما لم أمنحه لملك مقرب ولا لأي مخلوق آخر ورفعت مقامهم فوق كل المقامات .. أنت السبحان .. يا رب .. أنت السلطان، (مولانا يقوم تعظيماً لله جل وعلا) .. الله أكبر .. الله أكبر الأكبر .. إنها سلطنتك يا رب. كيف يمكن للمرء أن يستلم السلطة التي منحتها إياه في الدنيا؟ يُمنح السلطة لمن يقول بسم الله الرحمن الرحيم.
عندما أنشد الجنود "ضع قدمك في ركاب الخيل بثبات كما يفعل الرجال"، قفز على ظهر فرسه وسحب سيفه وهو يقول، "بسم الله" وانطلق يجري بسرعة وكأنه يطير .. فلمح الكفار سواد فارس في الأفق .. فتساءلوا، "من القادم؟" .. إنه الباشا الفلاني أو القائد الفلاني .. "إذاً لا بأس، نستطيع أن نقاتلهم" .. وأما إذا سمعوا أنه السلطان بنفسه، ضعف عزيمتهم وأصابهم الوهن. كسى الله ذو الجلال السلطان بلباس الهيبة .. "ضع قدمك على ركاب الخيل بثبات كما يفعل الرجال" .. مثل الفرسان الشجعان .. والآن سيروا .. وامضوا مثل الريح والسلطان أمامكم! .. فإن الكفار يهتزون ويهزمون بالخوف، إذا سمعوا أن السلطان في مقدمة جيش المسلمين .. أما إذا كان أحد الباشوات في مقدمة الجيش، فلا يؤثر عليهم .. هو سبحانه وتعالى ألبس السلطان لباس الهيبة. الرئيس ورئيس الوزراء والوزير الأعلى والوزير الأدنى وكل الألقاب المخترعة .. كلها لا قيمة لها. "السلطان ظل الله في الأرض". وكسي بلباس الهيبة. وذكره يرجف العالم بأسره.
ماذا يمكننا أن نفعل؟ .. الجهل يعم في كل أرجاء الأرض، في هذا الزمن. إذا سألتم فإنهم لا يعرفون معنى الإيمان .. يقولون، "ما هو الإيمان؟" فكيف بمثل هؤلاء الحمير أن يعرفوا ما هو الإيمان؟ أصبحتم حميراً للشيطان .. اذهبوا واسألوا من جعلكم حميراً.
كلها ألقاب تقليدية. واللقب الحقيقي هو لقب "السلطان" .. والسلطان من أسماء الله الحسنى. لم يسم الله سبحانه وتعالى نفسه بـ"الرئيس" ولكن سمى نفسه بـ"السلطان". السلطان المطلق، هو الله سبحانه وتعالى. وهو الذي يهب لمن يشاء السلطة في العوالم.
الله أكبر .. الله أكبر .. جيشنا منصور دائماً .. عندما يسحبون السيوف ببسم الله الرحمن الرحيم ويتجهون للحرب، يرتعد منهم خوفاً الأمم السبعة الكافرة في أوروبا .. "الجيش العثماني قادم!" ثم يسألون، "وهل السلطان معهم؟" فإذا سمعوا بأن السلطان معهم ذعروا، وقالوا، "كيف لنا بمحاربتهم؟" .. أما إذا كان الجواب، "الصدر الأعظم أو الباشا الفلاني على رأس الجيش نيابة عن السلطان، عندها يسر عليهم ويقولون، "نحن مستعدون لملاقاتهم" .. أنظروا إلى هيبة السلطنة. لا زلنا جهلاء ورفسنا بأرجلنا سلطاننا الذي حكم العالم بأسره، بعد أن فتحوا بسيوفهم. أي سلطة كانت لدينا! .. لقد وصلنا إلى هذا الحال .. لقد وصلنا إلى هذا الحال .. اللهم ابعث لنا سلطاناً .. يقول الله سبحانه وتعالى، سأرسل، إكراماً لحبيبي .. سأرسل .. يا حبيب الله! .. شكراً لله أن اسمك مذكور مرفوع، "وَرَفَعْناَ لَكَ ذِكْرَكَ"ن (الشرح:4) .. العالم الإسلامي، كله يفتخر بمولدك الشريف .. وكل من يعرفه في العالم يفتخر به. فيا لها من سلطة، حيث أن ولداً يتيماً يقود خلفه ثلاث مليارات نسمة في العالم. تفكروا في هذا .. ولكن للأسف لا أحد يفكر. الإنسان هو الذي يفكر، ومن لا يفكر فهو حيوان.
أيها النبي الأعظم! .. عفوك، ما قدرناك حق قدرك، ولا عظمناك حق تعظيمك ولا أحببناك حق محبتك ولا أكرمناك حق تكريمك .. فما أظهرناه من التقدير والتعظيم والمحبة والتكريم أقل من الذرة. عظمتك معروف من فوق سبع سموات واسمك مذكور كحبيب رب العالمين .. وأنت الذي قيل لك، "لولاك، لولاك ما خلقت الأكوان" .. فبعثته، عليه الصلاة والسلام مقرونة بالتعظيم. لم يأت ليجلس على الكرسي ويقول، "أنا هذا أو أنا ذاك". هو الذي ربى وحوش البشر وهذبهم وعلمهم الأدب وجمعهم على طاعة مولاهم وعبادته، والسجود بين يديه، بدلاً من أن يكونوا حميراً للشيطان .. (مولانا يسجد لله تعالى) ..
هو النبي الأعظم، عليه الصلاة والسلام .. مبارك لك أيها النبي المعظم .. عفوك .. ابعث لنا سلطاناً .. تركنا من غير سلطان .. تركنا من غير إيمان .. تركنا من غير سلطان.. تركنا من غير حول ولا قوة وأصبحنا مثل السنابل الفارغة .. كل السنابل أصبحت فارغة .. فقط كومة من التبن .. لا يوجد فيها حبة. التبن للبهائم والحبوب للبشر. تركوا الحبوب وجروا خلف التبن. هكذ هو قرن الواحد والعشرون، والله سبحانه وتعالى أعلم به. وقتالهم لا يعني سوى، أنت ضدي فأنت إذا تراجعت تقدمت أنا، وإن أنا تراجعت تقدمت أنت .. هكذا يتلاعب الشيطان في عقولهم، بأنت ضدي لذلك أقاتلك. خلعنا لباس مجد السلطنة من أجل كسوة قذرة رخيصة لا زينة فيها، ألبسنا إياه الشيطان. والكل يتدافع لأخذه وارتدائه. هذا ما يطلبه الروس والأمريكان والإنكليز والأتراك والعرب .. لا يهمهم شيء آخر .. يجب علينا ارتداء هذا اللباس القذر. فعندما يلبسونه يصيبهم الحكة ويرغبون في أن يحكوا أجسامهم. وفوق هذا، تتجمع عليهم الذباب، وليس معهم أي شيء لطردها. إلا أن لهم ذيلاً من خلفهم، فيحركونه يمنة ويسرة لطردها .. هكذا، قام الشيطان بإهانة وإذلال البشر. الله جل وعلا رفع من شأننا وأكرمنا. وقد تساءل كبار الملائكة، لم كل هذا التكريم للبشر وليس لنا .. خلقت آدم وجعلته خليفة .. فقال الله جل وعلا، أنا ربكم .. فعال لما أريد .. لا تسألوني، ولكن اسألوا آدم!
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ"، (البقرة:30،31).
ليس هناك من يعلم الناس أن يؤمنوا بمثل هذه الأشياء .. لا المشايخ ولا الحجاج يعرفون ذلك. عار علينا! مدارسنا لم تعد كتاتيب ولكن أصبحت مستشفى للأمراض العقلية، تربي جيلاً من الحمير .. أقصد التعليم العالي. تخرجوا من المدرسة، ثم ماذا بعد ذلك؟ .. أصبحوا مجانين ودخلوا في مستشفى الأمراض العقلية. ثم ماذا يفعل هؤلاء المجانين في المصحة العقلية؟ ينادون بعضهم بعضاً، "أنا الأول .. أنا صاحب القمة" .. وهو لا شيء. الذي لا يعرف ربه، فهو لا شيء .. لا قيمة له، ولذلك يقذفون في النار. أنتم لا تعرفون ربكم وتأكلون من رزقه ولا تقدرون بركته؟ .. ثم لم تقولوا في حياتكم ولو لمرة، "بسم الله الرحمن الرحيم" .. يا ربنا، يا خالقنا، نحن عبيدك، نقف على بابك .. أنت راحمنا وأنت رازقنا وأنت حاكمنا، اجعلنا يا رب كما تريد .. يا رب ابعث لنا من عبادك من يؤدبنا ويربينا .. الحبيب، عليه الصلاة والسلام قادر على تربية من في هذا العالم وسبعين عالماً مثله.
يقولون، نحتفل بعيد مولده .. صاحب المولد الشريف هو نبينا عليه الصلاة والسلام. صاحب القوة والهيبة والعظمة وله القدرة على تربية من في هذه الأرض وسبعين من أمثالها .. مكرم ومشرف عند الله سبحانه وتعالى. والشرف لأتباعه ومن لم يتبعه فلا شرف له، ويقاتلون بعضهم البعض ولا يقولون، بسم الله الرحمن الرحيم ..
يقولون "الطبيعة"، أو ما شابه ذلك من المسميات الزائفة .. أهلكهم الله بالطبيعة! .. ينكرون الخالق ويقولون، "خلقتنا الطبيعة" .. هؤلاء، لا خير فيهم .. ما الذي سينقذنا من هذا الجهل؟ .. (ثم يبكي ويقول)، يا رب، منحت لحبيبك من عطاياك الإلهية، فارزقنا ذرة من بحار أدب وعلم وحلم حبيبك، صلى الله عليه وسلم .. علينا تقديره .. يجب علينا تقدير من عرفنا بك .. لن نعرفك يا رب إذا لم نعرفه .. ارزقنا قول بسم الله الرحمن الرحيم! البسملة سيف من سيوف الله .. إذا ضرب بها فلن تبقي على صاروخ أو مدفع. يا ربنا .. شكراً لك .. أعف عنا يا الله .. نحن ضعفاء يا رب، فقو ضعفنا في رضاك. أزل عنا ضعفنا بها يا رب .. أرسل لنا سلطاناً يعلمنا .. تُركنا في أيدي الشياطين وليس عندنا سلطان .. ابعث لنا سلطاناً يا ملك الملوك .. يا ربنا، أنت السيد المطلق للأرض والسموات والملك والملكوت، ابعث لنا سلطاناً نهزم به الشيطان .. اللهم احفظ أتباعه ونجهم منه .. اللهم إنك كسوت بني آدم بلباس الشرف والعظمة، فأعنا على الحفاظ على شرف العبودية لك .. يا ربنا، أنت أعلم بحالنا .. نحن ضعفاء عاجزون، يا ربنا .. نحن عاجزون يا ربنا .. البشر يرتعدون خوفاً من فيروس غير مرئي ولا يخشون الله ذو الجلال. عم الجهل كل بقاع الأرض .. أصبح الجميع جهلاء .. لا يعرفون خالقهم ولا يريدون أن يعرفوه. وإذا سألتهم، لا يعرفون ما هو الإيمان .. يسألون باستغراب، "ما هو الإيمان؟" .. ألم تسمعوا كلمة "إيمان"، من قبل؟ "لا، لم نسمع!" .. الظاهر أن شيطانكم استطاع أن يحكم قيودكم جيداً ووضع اللجام في أعناقكم .. استطاع شيطانكم صرفكم عن إنسانيتكم .. اللهم أعذنا من اتباع الشيطان .. يا أيها النبي الأكرم، ابعث لنا سلطاناً من عند ربنا .. يكون سيفنا .. سيفك يا سيد الأولين والآخرين .. يا حبيب الله، سيفك يحيط ما بين المشارق والمغارب. ليس من الشرف، أن تملأ السماء بالمفرقعات والألعاب النارية .. لسنا كالنصارى الذين يظهرون بهجة أعيادهم الدينية بالألعاب النارية. فهذه لا قيمة لها، تتلاشى في السماء حالاً. نحن نريد النجوم الثابتة والشموس .. نحن نريد الكون. نريد أن نعبد ربنا في ملكوته .. يا ربنا، تبنا ورجعنا إليك.
مبارك لكم مولد نبيا الأعظم، صلى الله عليه وسلم. سيبدأ اليوم، إن شاء الله. وبإذن الله سيظهر الرجال الذين سيرفعون علم الإسلام ويقوى بهم. بدءاً من اليوم .. بدءاً من اليوم، سيتحول قلوب الناس إلى الإسلام .. إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وسيغلب الشيطان ويقهر. لا يمكن للشيطان وأتباعه أن يكونوا منصورين .. قل، بسم الله الرحمن الرحيم .. قل، "بسم الله الرحمن الرحيم" واسحب سيف الحق، دون خوف .. فكروا كيف أن غلاماً شريفاً يتيم الأب والأم، ظهر في وسط الصحراء وحكم الأرض. ومن لم يقبل بحكمه وقع في الشدة والمهالك .. سيشهد العالم هذا، وسيلتف الناس حول حبيب الله، من وُهب سلطنة الله، وسيتركون الشيطان وأفعاله. ومن أبى يُمحى عن الوجود، ويطهر الدنيا من دنسه. احذروا، فإنه بدءاً من اليوم، يفرض على الجميع اتباع هدي نبي آخر الزمان، ومن أبى يمحى عن الوجود.
عن المقداد بن الأسود، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل الله عليه الإسلام؛ إما بعز عزيز، وإما بذل ذليل، إما يعزهم فيجعلهم الله من أهل الإسلام، فيعزون به، وإما يذلهم فيدينون له"، (حديث مرفوع).
توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة، أستغفر الله. شكر يا ربي .. شكر يا ربي .. شكر، الحمد لله. لقد هرمت وبلغت أقصى الكبر، إلا أني أريد أن أتمسك بهدي الحبيب وسيفي مرفوع .. أريد أن أكون من الذين تقلدوا بسيوف من السماء .. أريد أن أطهر الأرض من الشيطان ودنسه ..
إذا أردت أن تقترب من الحق، فابتعد عن الشيطان. فإنك إن ابتعدت عن الحق اقتربت من الشيطان. فلنستعذ بالله منه ونقول، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" .. يا ربنا، أعذنا من الشيطان الرجيم. ابعث لنا سلطاناً. هو سيبعث .. أنظروا إلى قوة الإسلام بدءاً من اليوم .. ترقبوا مجيء السلطان وانظروا ماذا سيفعل .. سوف يقطع بالفأس رؤوس الشياطين وأتباعهم .. سجلوا عندكم تاريخ اليوم وابدأوا بالعد! .. أنعم الله عليكم برؤية تلك الأيام السعيدة وأنعم عليكم بشرف الخدمة فيها، أيها الناس وكل من يستمع إلى هذه الكلمات .. يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة، أستغفر الله. شكر يا ربي .. شكر يا ربي .. شكر يا ربي .. شكر، الحمد لله. يارب، إذا أردت، فأنت تقلب الدنيا على عقب في الحال. أنت قادر على إفاضة مياه المحيطات فتغمر الأرض بها أو تفتح أبواب السماء فتغرق الأرض بالثلوج والأمطار .. أنت القادر على تطهير الأرض من الأدناس. نحن عبيدك الضعفاء العاجزون. ارحم ضعفنا وارحم ذلنا بجاه حبيبك وبحرمة الفاتحة.
بسم الله الرحمن الرحيم. أنعم الله علينا بمشاهدة تلك الأيام الخيرة وأنعم علينا برؤية سيدنا المهدي عليه السلام. وأنعم عليك برؤية سيدنا عيسى عليه السلام .. أكرمكم الله في خدمته، يا أولادي ويا أحفادي .. إن شاء الله، شباب أمة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، سيركبون الخيول تحت راية الإسلام. لا نريد بنادق ولا طائرات. صوت تكبيرنا المهيب سيهز العالم .. إنه آت .. الإسلام آتٍ ومملكة الشيطان في دمار. والسلطان الذي عينه الرحمن سيحكم العالم. نحن نؤمن بذلك ونأمل أن نكون معهم أيضاً. الفاتحة.