كونك تقول، "آمنتُ بالله" يدل على عظمة قدرتك على الفهم
سلطان الأولياء مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني
3 أكتوبر 2010 –شوال 1431
(مولانا يقف).
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. اللهم زد حبيبك عزاًّ وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً. الصلاة والسلام عليك يا سيد الأولين والآخرين، اشفع لنا يا سيد الرسل الكرام. ثم السلام على سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين والأولياء الصالحين، آمين! (مولانا يجلس).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
ثم السلام عليك يا صاحب الزمان وخلفائه، ثم السلام عليكم يا عباد الله الصالحين، من أهل الأرضين! .. ثم السلام على عباد الله الصالحين، صاحب الزمان، قطب الزمان والأقطاب والأوتاد والبدلاء والنجباء والنقباء والأخيار! اجعلنا يا ربنا تحت لوائهم! ونقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،.. نسألك اللهم أن تجعلنا في حفظك وعنايتك! .. عبد من عبادك الصالحين يكفي لحماية عبيدك الضعفاء.
يا علماء السلفية! تعرفون ما هو البرق؟ .. البرق ما هو إلا تسبيح لأحد الملائكة! فالبرق هو بريق أسنان ذلك الملاك عندما يفتح فاه للتسبيح. والرعد هو صوت ذلك التسبيح. وتلك الطاقة التي تنبعث من ذلك البرق إذا ضربت (الأرض)، فبإمكانها أن تزيل كل شيء ما بين المشارق والمغارب. فلو كُشف للناس في هذه الأرض، تسبيح ملك واحد، لوقعوا جميعاً صرعى! (مولانا يقف)، أستعيذ بالله:
أيها الناس، خافوا من الله عز وجل! (مولانا يجلس) .. ونقول، (مولانا يقف مرة أخرى)، بسم الله الرحمن الرحيم. يا ربنا، هب لنا عزاًّ وشرفاً من بحار بسم الله الرحمن الرحيم! (مولانا يجلس).
بسم الله الرحمن الرحيم، بحار .. بحار.. الله الله! .. بحار غير معروفة. وما نعرفه لا يتجاوز مقدار ذرة واحدة من تلك البحار العظيمة .. فنحن لا نعرف شيئاً .. أيها الناس، خافوا من الله! .. ولتخشع قلوبكم من خشية الله!
أيها المشاهدين! .. مرحباً، مرحباً! تعالوا واحضروا ذلك الخطاب الرباني، الذي يصلكم من خلال أضعف العباد! .. وحتى النملة يمكنها أن تجعل الناس يرتجفون خوفاً إذا أمرها الله عز وجل بذلك! .. هو الله سبحانه وتعالى، رب السموات! (مولانا يقف) قفوا لربكم ملايين المرات، بلايين المرات وترليونات المرات؛ قفوا لرب السموات، فما نقوم بهذا إلا من أجلنا!
كلنا نملك مرآة ننظر فيها. ولكن هناك مرآة سحرية تظهر الذرة بحجم الكرة الأرضية. والناس يتهافتون على تلك المرآة. هم لا يطلبون معرفة شخصيتهم الحقيقية، وإنما يبحثون عما يضللّهم، مثل تلك المرآة التي تخدعهم وتقول لهم، "ما أصغر الكون وما أكبرك!" .. مثل هذه الكلمات تعجبهم. وهذه من حيَل الشيطان ومكره .. نحن لا نكترث أبداً بالحقائق ولا نسعىت لتحصيلها. وما هذه الحياة الدنيا إلا خيال، وكل ما فيها ضرب من الخيال، تفتح لنا بابها ثم تغلقها في غضون لحظة أو أقل، وتنتهي.
السلام عليكم يا مشاهدينا! .. خذوا العِبر ولا تكونوا من الغافلين! .. افتحوا عقولكم وافهموا جيداً! جسمنا المادي صغير للغاية. ولكن، سبحان الله! .. لقد وهب الله سبحانه وتعالى لنا فهماً، يكون هذا الكون الشاسع صغيراً أمامه.
مرحباً يا علماء السلفية! (مولانا يضحك ضحكة خافتة) .. أقوم بقصف حصونكم (الهشة)، غير النافعة .. لقد أوتينا فهماً أوسع وأكبر من هذا العالم .. "عجايب!" ..
قولوا يا علماء، ما هو أول أركان الإيمان؟ .. أخبروني عنه يا علماء السلفية! .. قولوا، "آمنت بالله"! .. ولو لم يمنحنا ربنا فهم هذه، ما كان بوسعنا أن نقولها وأن نتلفظ بها! .. أن نفهم وأن نقول، "آمنت بالله"، الذي خلق الأكوان وخلق الخلائق، معناه أننا أوتينا فهماً واسعاً.
لذلك، الفهم أعظم منحة وهبه الله سبحانه وتعالى لنا. قولوا هذا للناس وحاولوا أن تفهموه! .. عليكم أن تفتحوا خزائن الفهم، التي وهبنا الله سبحانه وتعالى لنا في يوم العهد والميثاق! فلدينا القدرة والأهلية للفهم.
فلولا أننا فهمنا ذلك الخطاب الرباني، "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ"، ما كنا قد أجبنا بـ"بلى"! .. سبحان الله،
يا علماء الأزهر الشريف ويا هؤلاء الذين يكّنون أنفسهم بـ"علماء السلفية"، ماذا تعلمتم من علماء السلف؟ .. أفصحوا عنه حتى يسمعه الناس! .. هل تعلمتم مثل هذا العلم الذي أوتيناه والذي نسقيكم منه يومياً من معينه الذي لا ينضب ولا ينتهي، ولو جلسنا ألف سنة ندلي منه بدلائنا؟ والعلم الذي لا ينضب ولا ينتهي بحاجة لمن يفهمه فهماً لا حد له .. الله أكبر! (مولانا يقف) .. الله أكبر الأكبر! .. سبحانك! (مولانا يجلس) ..
{وَقَالَتْ نَمْلَةٌ}! .. إن لم يكن الله سبحانه وتعالى وهب لتلك النملة فهماً، فكيف كان لها أن تحذر النمل وتقول،
{وَقَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكْمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ َهُمْ لا يَشْعُرُون}، (النمل، 18).
.. وكيف لتلك النملة الصغيرة أن تفهم؟ .. فما مصيرها يوم القيامة إلا أن تُحشر ويقال لها، "انتهت مهمتكِ فعودي إلى تلك البحار .. بحار الفناء اللا متناهية"، فتعود إليها وتفنى فيها. تلك هي نهاية وجودها وحدّها في البقاء .. يأتي الأمر المقدس، "كوني تراباً!" .. عودي من حيث أتيت، فمهمتكِ قد تمت وانتهت. أتيتِ إلى الوجود، والآن عودي إلى بحار الفناء! .. انتهى!
وأما البشر، فقد خاطبهم رب السموات بكلامه المقدس،"أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ"! .. ولو لم نكن قد فهمنا خطابه تعالى، فكيف أجبنا بـ"بَلى؟ .. "قَالوُا بَلَى"! .. الله أكبر!
أيها الناس! .. نحن لا نعرف شيئاً! ..اجتهدوافي أن تبلغوا أقصى حدودكم في الفهم والإدراك! .. فقد وهب الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين وفتح لهم عوالم غير متوقعة ولا يحدها حد، وذلك عن طريق أرواحهم؛ وجودهم الحقيقي.
يا علماء السلفية! .. منحنا الله سبحانه وتعالى وجوداً حقيقياً. إياكم أن تظنوا أن وجودنا الحقيقي، هو هذا الجسم الذي أُلبسنا به في هذه الأرض .. أبداً! .. بل نملك هوية سماوية! .. حاولوا أن تفهموا هويتكم السماوية! .. ومن أقوال أولياء الله المكرمين، أن رب السموات خاطب كل فرد بخطاب منفرد (غير الخطاب العام)، في يوم العهد والميثاق وقال له، "ألستُ بربك؟" فقال كل واحد على حدة، "بلى يا ربي .. أنت ربي .. أنت حسبي .. يا ربي أنا عبدك وأنت خالقي!" .. وخطاب رب السموات في ذلك اليوم فتح للناس؛ لوجودهم الحقيقي، باب الفهم. ومن أولياء الله سبحانه وتعالى من يقول، بأن الله عز وجل خاطب كل واحد بسبع أسماء مختلفة، لكي يوصلهم إلى باب الفهم؛ ليفهموا أولاً أنفسهم ومن ثم يعرفوا خالقهم.
يا علماء السلفية! .. هل فهمتم شيئاً؟ .. ما هو علمكم؟ .. أخبروني عن أسرار ذلك اليوم؛ يوم العهد والميثاق، وعن خفايا الأمور التي حصلت هناك! .. إن كان لكم معرفة بهذا فافتحوا ذلك الموضوع وقدموه للناس، عسى أن يفهموا شيئاً! .. ولكن قبل كل شيء عليكم أن تفهموه أنتم. ولا يمكنكم أن تفهموه إلا عن طريق رجال وصلوا إلى معرفة ذلك وفهموه. فهل تعرفون من هؤلاء؟ .. فما معنى قوله سبحانه وتعالى إذن، (مولانا يقف):
هؤلاء هم الذين أوتوا الفهم والمعرفة! .. فإنكم إن أردتم أن تعرفوا عن أنفسكم شيئاً، وتفهموا حقيقة وجودكم، فعليكم أن تبحثوا عنها مع أولئك الرجال الذين أوتوا سر "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ"! .. أي، "هل تقبلني رباًّ لك؟" .. تلك بحار .. بحار .. وبحار! .. لذلك، الفهم والإدراك من أعظم النِّعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على البشر. فماذا تفهمون أنتم حول هذا الكون؟ .. في غضون لحظات، يمكن أن تُفتح لكم، جميع أسرار هذا الكون! .. وإن لم تكونوا مدركين لشؤون الخلق فكيف تصلون إلى فهم ما يتعلق برب السموات، خالق جميع الخلائق؟ ..
الله الله، الله الله، الله الله، عزيز الله .. الله الله، الله الله، كريم الله .. الله الله، عليم الله .. الله الله، قدير الله .. الله الله، سبحان الله .. الله الله، سلطان الله .. وعلى هذا المنوال ..!
.. وهذا هو عز بني آدم جميعهم. والأنبياء بُعثوا ليعلموهم. وكل الأنبياء نهلوا من بحار خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وفهموا منه! (مولانا الشيخ يقف ثم يجلس) .. يا نبينا المكرم! أعطاك الله وزادك في العطاء!.. ولا تقولوا لشيء هذا كبير وهذا كثير! .. فخالقكم أعلم بطاقاتكم وقدراتكم، وعلى حسب هذه يعطيكم. لا يعطي أبداً أكثر ولا يعطي أقل! .. فالعيار الرباني كامل لا يشوبه شائبة، فهو "كامل مكمَّل"، غفر الله لنا!
أيها الناس! .. مرحباً! .. تعالوا واستمعوا وحاولوا أن تفهموا ما تسمعونه! .. ولا تركضوا خلف متاع الحياة الدنيا الزائفة؛ فهي لا تنفعكم أبداً. فإننا ذوي أهمية كبيرة من بين الخلق، لأننا جُعلنا خلفاء لرب السموات. فلا يمكن فهم؛ أن تكون خليفة لرب السموات، ولا يمكن استيعاب معناها الحقيقي! .. أتركوا الدنيا وأنصتوا، لتحصلوا على خزائن من الكنوز لا يحصى لها عدد! .. ولكن للأسف، نطلب كنوزاً قد تتلف وتتفحم إذا أصابتها النيران. علينا أن نطلب لآلئ ومجوهرات سماوية تضيء مثل وميض البرق؛ فعندما تسقط الأنوار السماوية عليها، تعكسها وترسلها مثل البرق، وكإشراقة الشمس! .. الله أكبر! (مولانا يقف) .. الله أكبر ولله الحمد! .. الله أكبر الأكبر! .. سبحان الله، سلطان الله! (مولانا يجلس).
غفر الله لنا، بحرمة أكرم وأشرف عبادك وخليفتك، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! الفاتحة.
3100666 visitors
الشيخ محمد عادل الرباني
طريقتنا إحترام الكل
( الشيخ ناظم الحقاني ( ق
طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ـ طريقتنا تحمل الاضداد
( الشيخ عبدالله الدغستاني ( ق
أجَلُّ الكَرامات دَوامُ التَّوفيق طريقتنا تحمل الاضداد