شمس الشموس
  19.01.2010
 


نحن عباد ضعفاء

 

مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

 

دستور يا سيدي يا مولاي، مدد مدد يا سلطان الأولياء.

(مولانا يقف)

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

أنت سبحان! أنت سلطان! تعز من تشاء وتذل من تشاء. سبحانك نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إنا عبادك الضعفاء أمِّنا يا رب، برحمتك وبفضلك وبجاه نبينا المصطفى عليه ألف ألف الصلاة والسلام. (مولانا يجلس).

أهلاً بكم، أهلاً بكم، أهلاً بكم! أنا عبد ضعيف، كما أنكم جميعاً ضعفاء. إياك أن تعتقد، إن كنت ملكاً أو إمبراطوراً أو سلطاناً، أنك أصبحت جباراً قوياً، لا. البشر كلهم في مرتبة العباد الضعفاء. ونحن نقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لأننا على يقين بأننا ضعفاء. وعدونا، الذي هو أيضاً ضعيف، يمكنه أن يضع لنا أفخاخاً ومصائد لا حصر لها. ليوقع فيها البشر، بني آدم عليه السلام. لذا، أُمرنا أن نقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

أيها الناس! لا تعتمدوا على قوتكم البدنية، ولا على ثرواتكم. أيها الناس! لا تثقوا  بسلطتكم ونفوذكم. هل تعتقد، أن مثل هذه الأمور تجعلك قوياً؟ لا. يجب أن نقبل ونعترف بأننا عباد ضعفاء. الله الله.

يا ربنا، نحن عبيدك الضعفاء! حياتنا بين نَفَسَين، نَفَس داخل  ونَفَس خارج. إذا وضعت رأسك تحت الماء خمس دقائق، ستفارق الحياة، وإن لففت حبلاً حول عنقك بشدة،  في خمس دقائق ستختنق وتموت. ستكون قد انتهيت. فكيف تدّعي وتقول بأنك قوي؟ كيف؟

علينا أن نصرّح ونعترف بأننا عباد ضعفاء، نعم. هذا مهم، وهذا هو الوصف الحقيقي للعباد. العباد لا يمكن ان يكونوا أقوياء. الذي خلقهم هو "القوي". لا تقل أنك ملك أو سلطان! لا تدع مثل هذه الألقاب تخدعك.

خلق الإنسان ضعيفاً. ولكن كثير منهم  يعتمد على المظاهر الخارجية، ويحبون أن يظهروا بصورة البطل. أتركهم وشأنهم!

لذلك بقولنا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تصريح واعتراف من قِبَلنا، بأننا عباد ضعفاء. وعندما تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، معنى ذلك، أنك تلوذ بالفرار والشيطان يجري وراءك، مثل الكلب الذي يجري وراء صبي، والصبي يطلب الفرار. الشيطان، تماماً مثل ذلك. مثل الكلب يجري وراءك، يحاول أن يعضك. ورب السموات يعلم ذلك، ويأمرك قائلاً، "يا عبادي، يا عبادي، عليكم أن تقروا بضعفكم، وتطلبوا الحماية لأعيذكم من الشيطان (الكلب)". ولكن الناس في زمننا، في كل مكان، هجروا قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لأنهم أصبحوا أصدقاء للشيطان، فلمَ يقولون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟

 إن الاستعاذة منه معناه أننا نطلب الحماية وان نسأل الحماية هذه علامة على عبوديتنا لخالقنا. فنقول، "يا ربنا، نحن عبيدك الضعفاء العاجزون". إن كل المشاكل والأزمات وكل الأحزان والمآسي، تقريباً، من الشيطان وشراكه ومصائده. فيجعل الناس يقعون في شراكه، ليزداد فرحاً وسروراً. كلما رأى أحداً وقع في المتاعب، أو وصل إلى مفترق الطرق، وهو متحير في أمره لا يعرف إلى أين سيتجّه، يأتيه الشيطان ويقول له، "أيها الإنسان، المحتار في أمره، اتبعني! اتبعني!" والجهلاء من الناس، الذين لا يحرصون على الاستماع للرسالات السماوية، يردون عليه ويقولون، "لا بد وأن هذا، هو منقذنا، يجب أن نتبعه!" فيتبعونه ويقعون في مشاكل أكبر، من التي قبلها ويغوصون على الدوام في المصائب .

سبحان الله العلي العظيم، ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. أيها المستمعين، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، نتوجه إليكم ونخاطبكم أين ما كنتم ونقول لكم، أن الله عز وجل يفعل ما يشاء. قد يأتي بأصغر مخلوقاته لينذركم! نعم، ذلك مذكور في القرآن الكريم. أيتها الأمة المسيحية! ويا شعب إسرائيل! ماذا تعرفون عن المسيح عليه السلام؟ ماذا تعتقدون؟ ويا علماء السلفية ما هي وجهة نظركم، في المسيح عليه السلام، الذي تكلم في المهد صبياً؟ وجهة نظر المسلمين تختلف عن وجهة نظر المسيحيين، واليهود لهم نظرة أخرى فيه، والعالم المسيحي له حكم آخر في شأن هذا الطفل. يا علماء السلفية! لماذا جعل الله المسيح عليه السلام يتكلم في المهد طفلاً رضيعاً، ويخاطب الناس من حوله، فتتسع تلك الدائرة التي حوله من الناس، فتكبر وتكبر؟ لماذا؟؟

القرآن الكريم، محيط، بل محيطات. يخاطب جميع الأمم، على حسب مراتبهم. لماذا خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا المسيح عليه السلام من غير أب؟ علماء الطبيعة والمادة سيقولون بأن هذا غير ممكن. "ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ العِلْمِ". ذلك أقصى حد لآفاق معرفتهم. أنتم تقولون، بأنه إذا امتزجت قطرة ماء الرجل مع قطرة ماء المرأة، يمكن أن تحدث ولادة. أي من الممكن، أن تحدث ولادة من قطرتين! فلم تعتقدون أنه من المستحيل أن تحدث ولادة من قطرة واحدة؟ كما أنه يمكنه سبحانه وتعالى، أن يجمع بين زوجين، الذكر والأنثى، فيخرج منهما طفلاً. وهو "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ". فإذا أراد أن يخلق من نقطة ماء واحدة، فبمقدوره أن يجعل في هذه النقطة الواحدة، نطفة الذكر ونطفة  الأنثى، فيخلق منها. لا أحد يمكنه أن يمنع الله سبحانه وتعالى، "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاٍ أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون". هو الله. إذا أراد لشيء أن يظهر في الوجود، يقول كن، فيكون إنساناً، من نقطة ماء واحدة.

ألست أنا الذي قمت بتركيبك وبرمجة حياتك، لتظهر في الوجود؟ أنا مسبب الأسباب خلقت آدم من غير أي شيء. وعندما أردت خلق عيسى، أمرت نقطة الماء، أن تحمل مني الذكر ومني الأنثى، لتكون طفلاً. "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ". لا اعتراض على شؤون الله. كما يريد هو. أمر الله سبحانه وتعالى نقطة ماء الأنثى أن تحمل جنيناً، وأمر هذا الجنين، أن يكون ذكراً، لا أنثى.

نعم، هذا لجميع الأمم الذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وقوته اللامتناهية، الذي هو "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ"، وهو القادر المقتدر، أن يقبلوا كل ما يقوم به الله عز وجل، وأن يقبلوا، أن عيسى عليه السلام خُلق من قطرة ماء واحدة، من غير أن يمسّ أمه أي ذكر، وفقاً لإرادة ربنا عز وجل.

ووفقاً لإرادته عز وجل أيضاً، أُحضر ذلك الطفل أمام الناس، وأمام الأمم أجمعين، ليجلس ويتحدث. لينذر كل البشر في ذلك الوقت، ويقول، أيها الناس أنا أتحدث إليكم الآن!

"وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلاَ وَمِنَ الصَّالِحِين"، (سورة آل عمران، آية 46).

لماذا قال، "وَكَهْلاً"؟؟ نعم، لم يفهم الناس الذين عاشوا في تلك الفترة، معنى هذا. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد، أن يعلم عباده الذين يأتون من بعد سيدنا المسيح عليه السلام، أمة خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. (مولانا يقف إجلالا لذكر النبي). أراد أن، ينذر الناس، وفي الوقت نفسه، يقول رب السموات وخالق سيدنا المسيح عليه السلام، أنه "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ"، إرادة الله سبحانه وتعالى، ليس لها شروط أو قيود. أنا فعال لما أريد. لا تقل لي هذا أو ذاك.. إلزم أدبك.

لا تقولوا في أنفسكم! من هذا الذي يتكلم وينذرو يصيح كل ليلة ويصرّح  بأشياء لا نفهم من أين مصدرها. يا علماء السلفية! هل تعتقدون بأن المسيح عليه السلام دخل وتخرّج من المدرسة، أثناء مكوثه في بطن أمه، ليتمكن من مخاطبة الناس!؟ أنتم تقرؤون القرآن الكريم ... أنتم تدخلون المدارس لتتخرجوا منها علماء. آمنوا بالله! لا تقولوا، كيف يأتي هذا الرجل ليحدثنا كل ليلة؟ يقول أشياء عن هذا وذاك. أنا لا شيء. إنما مثلي، مثل قصب السكر. عندما يكون داخله ممتلئاً، لا يصدر صوتاً. أما إذا ثقبته، فيصبح ناياً، فإذا عزفت عليه، تخرج منه ألحان موسيقية. الآن أستطيع أن أتحدث، وأنتم يجب أن تقولوا، هذا عبد ربنا. "نحن والخلائق كلنا عبيد، والإله فينا يفعل ما يريد". هل في هذا أي خطأ؟ لا يوجد خطأ. كل الأخطاء تنسب إلى أنفسنا، ولا تنسب للخالق أبداً. هو "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ". لذلك أقول، أن هذا العبد، مثل الناي، عندما ينفخ فيه، تخرج منه أشياء كثيرة، تفهم بعضها، والبعض الآخر لا تفهمها.

يا علماء السلفية! وطنوا أنفسكم على الفهم. كونوا على استعداد لتفهموا. أطلبوا تُعطوا إذا لم تطلبوا لن تُعطوا. جل ما أُعطينا، هو تحذير وإنذار كل الأمم، كي لا يقعوا في مشاكل ومآسي لا حصر لها، ولا يرغب بها أحد. هل فهمتم؟ الله أعلم، الله أعلم.

هذا أنذار! كما جعل رب السموات،  إنذاره يأتي من قِبَل طفل رضيع، وقد مر، منذ ذلك الحين، ألفي سنة، كما يقال ... وأمرُ ذلك النبي، لا يفهمونه بالمعنى الصحيح. وقد نجح الشيطان في ثنيهم عن الحق، فاتخذت كل فرقة جانباً من الفهم.

أيها الناس! إن كنتم تريدون أن تعيشوا بأمان، وتحظوا بعناية ربانية، من كل سوء، ومن كل شقاء وبؤس، عليكم أن تؤمنوا! وعليكم أن تتبعوا القرآن الكريم. انظروا فيه جيداً. رب السموات ينذر كل الأمم، من قِبَِِل طفل رضيع، يقول الله تعالى:

 

"قََالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ. وَبَراًّ بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" (سورة مريم  30-33 )

 ويخاطب الشعب اليهودي، "يا شعب اليهود، بما أني منكم، فإني أنذر قومي من الشيطان الرجيم. تلك وصية ربي إلي. فإن لم تؤمنوا فستقعون في شراك الشيطان ومصائده. وستخجلون من أنفسكم يوم القيامة. عليكم أن تؤمنوا بأن رب العالمين "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ".

 الذي جعل الرضيع يتكلم في المهد، يجعلني نذيراً لجميع الأمم، وليس فقط للمسلمين، ولا للمسيحيين وحدهم، ولا لليهود وحدهم.

"احذروا، أكلّمكم الآن، وأنا رضيع في المهد، لإقناعكم. وسوف أعود إليكم عندما أصبح كهلاً، في الأربعين من عمري، أو أكثر. في ذالك الحين سوف أدعوكم".

نعم، سينزل من السماء بعد أن رفعه الله، فيخاطب الناس ويقول، "أنا عبد الله، وقد أمرني ربي أن أدعوكم. وكنت قد رُفعت إلى السماء بطريق المعجزة، وفي آخر الزمان، عند اقتراب يوم الآخرة، سوف أنزل مجدداً، بأمر من ربي، لأدعوكم وأنذركم. وسيكون الإنذار الأخير للبشرية. فإن لم تؤمنوا بي فمصيركم إلى الجحيم. وإن آمنتم، فهو خير لكم وقد عدت إليكم وعمري في الأربعينات وقد دعوتكم مجدداً..."

 

هذه صحبة متواضعة. إنهم يأمرونني أن أدعوكم، وأنا عبد ضعيف. يقولون، اجلس أنت، ونحن سنرسل إلى قلبك ما ستقول. أنا لا أعرف شيئاً.هم يعرفون وهم يتكلمون من خلالي.

أيها الناس! مرحباً، مرحباً، مرحباً. أيها المستمعين! خذ شيئاً ينفعك  حتى تكون من الآمنين ،   خذ ولو جملة واحدة، تنجو من عذاب الله، بحرمة أشرف الخلق من الأزل إلى الأبد.سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.والسيد المسيح قد جاء مبّشرا بقدومه {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} جاء ليقول للناس أنه قادم من بعدي وزمانه هو آخر الأزمنة وبعدها سيأتي يوم القيامة وسيُرسَل الناس إما إلى الجنة أو إلى الجحيم. 

أنا والمسيح عليه السلام، سوف نقوم بإظهار البشارات حول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. (مولانا يقف)، الذي رسالته صالحة،  لكل الأزمنة. غفر الله لنا.

الله الله الله الله الله الله عزيز الله

الله الله الله الله الله الله سبحان الله

الله الله الله الله الله الله سلطان الله

 الفاتحة. غفر الله لنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 
  3089836 visitors