شمس الشموس
  09.03.2010
 

 

غاية الر شد

 سلطان الأولياء مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني

 

يا كريم يا سلطان ,مدد

لا اله الا الله لا اله الا الله لا اله الا الله محمد رسول الله عليه صلاة الله وسلامه

السلام عليكم

اذا أردتم سماع شيء والتعلم  منه فأعطوا مزيدا من العناية لفهم ما نقول.فرّغوا أنفسكم من الأمور الدنيوية وتعالوا إلينا. فإن من جاء الينا فارغا من الدنيا ملأناه  بالمدد والقوة السماوية ولكن اذا أتيتم بنفوس مليئة فماذا ستأخذون؟ نحن الآن متصلين بأرواحنا بالكيان السماوي ونطلب من الأولياء الدعم والعناية السماوية ليس لنا وحدنا لكن للجميع, فالكل منّا بحاجة الى المساعدة والمدد الالهي. لنأخذ منها نعطي من هو بحاجة اليها.

وهذه الصحبة تضمن للحاضرين وللمستمعين دعما وقوة تقرّبهم بها من المحيطات السماوية. كلما أظهرتم العناية بالاستماع والتعلم كلما زادت قدرتكم على الأخذ. أما إذا انشغلتم بأنفسكم فإن القدرة على امتصاص الدعم تقل أو تكثر بحسب نسبة أهتمامكم وانشغالكم بأنفسكم. ولهذا اقول لكم حاولوا ان تكونوا حاضرين معنويا وماديا. فلو أنكم حضرتم خزنة مليئة بالذهب والفضة وقال لكم حارسها خذوا من الخزنة كما تحبون وتشتهون فكل شيء مجانا فإنكم ستأخذون وتحملون بقدر ما تستطيعون حمله. وهكذا الأمر بالنسبة للعطاء الذي تحصلون عليه من الله عزّ وجلّ. كلما سألتم هل من مزيد أجابكم الله ولدينا المزيد فخذوا واحملوا. ايها الناس اعطوا القليل لتحصلوا على الكثير. أعطوا واحدا لتحصلوا على عشرة واعطوا عشرة لتحصلوا على مئة وهكذا الى الملايين والبلايين. لا تكونوا بخلاء وتعطوا الخسيس. إسمعوا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنفق بلالا ولا تخف من ذي العرش إقلالا!" والحسنة بعشر أمثالها. أنفقوا وحثوا الناس على الانفاق والعطاء.

أيها الناس إن كنتم مؤمنين حقا لا تحتفظوا بأموالكم وتخزّنوها بالبنوك فأنتم ترون المحتاجين في كل مكان فأعطوا مما أعطاكم الله . ألا تثقون برب العزّة الذي يعطي أضعافا مضاعفة! ايها الملوك والرؤساء ايها الأغنياء لا تغلقوا الخزائن والبنوك على أموالكم وتجعلوها شغلكم الشاغل. ويا ايها العلماء لماذا لا تحثّوا هؤلاء الأغنياء على العطاء شجعوا الاغنياء العرب في السعودية والامارات والبحرين وقطر والكويت. هؤلاء الذين عندهم الملايين والبلايين . علّموهم معنى الاية الكريمة" ولدينا مزيد"؟ هذا وعد من الله سبحانه وتعالى بأن لديه دائما المزيد الذي لا ينقص أبدا. قولوا لهم! لماذا يحتفظون بالملايين؟ وملايين الناس تموت جوعا لا تجد ما تأكل. وانتم تأكلون اللحم والشحم. نبدأ مرّة أخرى ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم . اكبر كنز سخّر لنا استعماله من الله عزّ وجلّ. خذوا من خزائنكم وسموا بسم الله الرحمن الرحيم. ولا تخافوا أن تقلّ أموالكم وحتى لو قلّت في هذه الدنيا فإنها تزداد  في الآخرة .

يا علماء اسمعوا من كلام الصحبة هذه التي تليّّّّّّّّّّّّّّّّن القلب وتجعله هيّنا ليّنا وشجعوا الناس على العطاء, لا تخافوا ولا تقلقوا . ولا تتذمروا بأن رزقكم ينقص. آمنوا بقوله تعالى ومن زاد لله زاده الله.فلماذا تخزّنون ؟ عندما يموت الواحد منّا ينزعون الخاتم من إصبعه وتنزع الحلى والساعات الباهظة.التي كانت تزيّن رسغه. ولا يبقى عليه شيء سوى عشرة أذرع من قماش الكفن الذي يغطي جثته الهامدة. أيها الناس أنفقوا قبل أن يأتي يوم القيامة, وتنتهي كل الفرص أمامكم لعمل الخير. اجعلوا مثلكم الاعلى "أنفق بلالا ولا تخف من ذا العرش إقلالا". اكتبوا هذا الحديث بأحرف من ذهب وعلّقوه على أبواب خزائنكم. لا تقولوا هذا ليس فرضا علينا, فالضرورة لها أحكام والضرورة تفرض عليكم في زماننا هذا الانفاق  والعطاء وليس التخزين وجمع الملايين من الدولارات والريالات. ويا ايها العلماء افتحوا هذا الأمر لملوككم وأغنيائكم وقولوا لهم بأن جمع الملايين هو بدعة  ضدّ شريعة الله.

لا تقولوا بأنكم  تعطون الزكاة في كل سنة من كل 40 قطعة نقدية تعطون قطعة واحدة وتحتفظون ب39 لأنفسكم. يعني من كل أربعين دينارا تعطون دينارا واحدا ألا تخجلون من عملكم هذا؟ لله دينار واحد ولكم تسعة وثلاثون ؟أين عقولكم لماذا لا تعملون بالعكس وتتوكلون على الله ولا تخافون من ذي العرش إقلالا! فالكل يعرف ان العبد وما يملك لسيده! ونحن عبيد لله وكل ما نملك له فماذا علينا لو احتفظنا بدينار واحد وأنفقنا الباقي. والشريعة هي إظهار الأدب الحقيقي المتوجب من العبد اتجاه سلطانه والخالق. إن الله ضمن لكم "عدم الإقلال" فلا تخافوا فهو المعطي الرزاق الغني الذي لا تنفذ خزائنه أبدا! فإذا ظننتم بأن خزائن الله ستنقص ولو مقدار ذرّة فأنتم خاطئون فإنها إذا نقصت مرّة فإن مصيرها أن تنفذ. ولكن الحقيقة ان خزائن الله لا تنفذ أبدا "لدينا مزيد" فهذا قوله عزّ وجلّ" ولدينا مزيد" وسوف أعطي وأعطي من خزائن الحضرة الالهية وسوف أجازي  من يعطي في سبيلي أفضل الجزاء. ما عندكم يفنى وما عند الله باقي. لا بداية له ولا نهاية.

حياتنا هنا محدودة وليس لها قيمة ولكن الآخرة خالدة أبدية. على الارض كل شيء له مدّة محدودة. وعند الله كل شيء أبدي أزلي بلا حدود. أيها الناس أعطوا الكثير لله وفي سبيل الله واحتفظوا بالقليل لأنفسكم وقولوا نحن وكل ما منحه لنا هنا لك يا الله. فمن أنا لأقول لقد أعطيت وأنفقت! فنحن الآن نقر بأن الله سبحانه وتعالى قد قال :" هذا عطاؤنا" . سبحان الله سبحان الله سبحان الله.

أيها الناس البخل اسوأ الخصال البشرية فلماذا تبخلون؟ الا تفهمون قوله تعالى:" إسأل تعطى". إسألوا الله من فضله ومهما سألتم فإن لديه المزيد وسوف يعطيكم. الله اكبر وأنفقوا مما تعطون فالرشيد منكم هو من يفهم قوله تعالى "فإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني  فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"  والرشد هو أفضل الخصال التي تطلب من الله فقط. "أليس منكم رجل رشيد"فآمنوا بالله لأن إيماننا ضعيف" آمنوا بالله لعله يوصلكم الى مرحلة الرشد. نحن أناس عديميّ الفائدة, ونسأل الله عزّ وجلّ ان يوصلنا على الاقل الى من وصل الى مرحلة الرشد الى من وصل الى قمة الكمال من جميع الجوانب, ليأخذ نا ويرفعنا معه.

والذي سأل قومه" أليس منكم رجل رشيد"  كان مؤمنا حنيفا هو سيدنا لوط عليه السلام الذي حاول ابعاد قومه عن الملائكة التي زارته لتدمير سدوم وعمورية. وقال لهم أليس منكم رجل رشيد "يعني اليس منكم انسان يستطيع الفهم والتمييز بين الخير والشرّ والحلال والحرام ومقام الرشد الذي هو مقام البلوغ والنضوج عقليا وروحانيا. وإن لم تفهموا هذا فإبحثوا  في القاموس عن معنى الرشد وإن لم تجدوا فانظروا كتب التفسير وما نقوله هنا هو من لآلئ وجواهر القرآن الكريم. لا تعترضوا عليها قائلين أنها ليست جواهرا وإن اعترضتم فهاتوا برهانكم" واذا رضيت بدليلكم كان به, والا فأنكم ستحملون نتيجة ما تقولون امام الله عزّ وجلّ والذي سيرفض ما تقولون ويرسل بكم الى ملائكته!

ايها الناس تعالوا اصغوا وافهموا ما نقول من محيطات القرآن الكريم اللامتناهية والتي تملأ النفوس بالانتعاش, والحيوية والقدرة على الفهم والاستيعاب وتملأهم بهذا الفهم بالنشوة واللذّة عندما يبدؤون فهم بعض أسرار القرآن الكريم المخبأة والمخفية. ربنا اغفر لنا وارحمنا وارحم المستمعين وكذلك ارحم العلماء , علماء السلف وزدنا فهما وامنحنا العطاء وفهم آيات من القران الكريم التي تكمن فيها أسرار وكنوز مخبأة لم يتطلع عليها أحد  بعد. أيها الناس إلزموا حدود الأدب مع القرآن الكريم وإلزموا حدود الأدب مع الذين يجلبون لكم من التفسير للآيات, معاني مدهشة مليئة بالقوة والنور لتمحي الظلمة عن وجوهكم وتملؤها نورا قدسيا. ربي إغفر لي ولعلماء السلف أيضا.

أوه يا رسول الله

 يا محمد (ص)        روحي تنحني لك

يا محمد (ص)        الحب الحقيقي ملكك

الملك لا              يُرسل للقصر قبل تزينه

وخزائن الكنوز       لا تفتح للقلب قبل تطهيره

هو هو هو      هو هو هو

الفاتحة

السلام عليكم  هذا ما منحنا الله لهذه الليلة . سبحان الله سبحان الله يا ربي.

 


 
  3089836 visitors