شمس الشموس
  04.06.2010
 



إسعَ للوصول إلى محيط الحياةالحقيقية                                   

4/6/2010

صحبة الجمعة

مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

 

إننا ضعفاء للغاية لذلك مُنحنا بسم الله الرحمن الرحيم إنها محيط لا حد له من القوة محيط لا نهاية له أبدا.بركات سماوية تتنزّل على الناس حين يقولون بسم الله الرحمن الرحيم. أيها الناس كلنا ضعفاء عاجزين لا ندعّي بأننا أقوياء. لا تظن أن التكنولوجيا تمنحك قوة.لا.كل شيء على الأرض يرتجف إذا لم يصله المدد السماوي. حتى الذرات ليس بوسعها أن تكون في الوجود إذا لم يصلها هذا المدد.إننا نتطلع إلى المدد السماوي لنكون في الوجود.فقط البشر هم في غفلة.غافلين لأنهم ينظرون فقط إلى ما هو أمام عيونهم.ويظنون أن آلات كهذه تعطيهم قوة.لا.الله الله سبحان الله. أيها الناس هذا العالم يمضي إلى محطته الأخيرة.إلى نهايته.لكل بداية هنالك نهاية.وهذه الدنيا تجري إلى منتهاها. وحين تصل إلى النقطة الأخيرة ستختفي في محيطات القدرة الإلهية لله سبحانه وتعالى. يا ربنا إغفر لنا وامنحنا فرصة لنفهم كيف أننا بالأمس أتينا إلى الوجود وغدا سنختفي.هذا الوجود هو فقط مظهر.إنه مظهر للوجود.لا تظن أن اليوم كان نسخة مشابهة للأمس.لا.ولا تظن أن غدا سيكون نسخة مشابهة لليوم.لا.لا.كل شيء يتغير.كل شيء يسعى ويجري إلى محطته الأخيرة.لكل شيء هنالك محطة أخيرة. هذا أثقل عالم العالم المادي سينتهي في محطة سماوية.سيصل إلى محطة سماوية وحين يصل إلى تلك المحطة سينتهي.تنتهي كل مظاهر هذا العالم.ولكن أيها الناس عليكم أن تفكروا في هذا الأمر.الله تعالى منح للبشر مقاما سماويا ليعرفوا ليفهموا.التفكر لا يتبع لهذا العالم المادي لكنه من العالم اللامرئي الذي نقول عنه السماوات.من هناك يأتي.حين ينقطع تنتهي. والذي تناله من فهم ومعرفة من هذه الحياة سيبقى معك(سيصحبك).هذا مرتبط بالسماء إنه لا يتعلق بهذا العالم المادي وهذه الحياة المادية لأن هذا ينبغي أن ينتهي.كل شيء حيّ.وكل حيّ ينبغي أن يؤخذ يوما ما.يوما ما سيكون لا شيء.حين نصبح لا شيء, القوة السماوية التي تمد حياتنا هنا حين تؤخذ هذا يعني أننا سنصير غبارا(هباء). ولكن ما هو ضروري للبشر لأن الله لا يخلق شيئا سدى أوعبثا.كل واحد قد مُنح من الله شيئا له, ووجود كل واحد يختلف عن الآخر حتى خلق الذرة الواحدة ووضعها في الوجود مختلف عن الأخرى.لذلك هنالك كثير من العناصر كما يقولون وكل عنصر يصل إلى أصغر جزء إلى بدايته قد منح شيئا في هذا الوجود.حين يؤخذ منهم هذا يعني أنه قد أُخذ من هذا العالم المادي ووصل إلى  محيط لامرئي ومن ذلك المحيط قد مُنح  شيئا(بحجم القطرة) حين أتى إلى هذه الحياة.

الناس يظنون أننا أتينا إلى هنا صدفة ونعيش صدفة ونمضي صدفة.يظنون أن الوضع الحقيقي للبشر على هذا الكوكب بتلك السهولة, يأتون ويمضون. لا يسألون أبدا من الذي أخرجهم إلى الوجود؟ من الذي أحضر الإنسان ليكون على هذا الكوكب.كيف سيكونون على هذا الكوكب؟ كيف هو وجودنا.ممّن قد تم منحنا هذا الوجود؟.لا يسألون أبدا أيضا أن يوما ما وجودهم المادي(أجسادهم) ستسقط ولا أحد بوسعه أن يجعل هذا الجسد يقف مرة أخرى حتى لو استخدموا كل ما لديهم من إمكانيات قد تم منحهم إياها من الله تعالى.

انتهى وجوده وسقط ولا شيء بوسعه أن يرفعه والنا س حوله يقولون ما الذي حدث له؟ لا يتفكرون كيف حدث هذا كيف يأتي الإنسان إلى الوجود ثم يوما ما يغادر الوجود ويفلت منه. ينظرون إلى جسده الميت ويقولون خذوه. كل واحد عليه ان ينظر إلى جسده الميت يوما ما وعندها سيقول: أهذا جسدي! إنه قبيح للغاية.إنني لا أريد العودة أبدا إلى ذلك الجسد المعفّن.يهرب منه. لذلك لا أحد روحه تسأل الرجوع إلى جسده مرة أخرى. بل إنها فرحة للغاية بالتخلص منه وتقول الحمد لله الذي فتح لنا مجالا للفرار من ذلك الجسد. الآن أنا منوّرة.نورانية لماذا سأسأل الرجوع إلى ذلك الجسد الظلماني. لا أحد يسال الرجوع إلى ذلك الجسد(السجن) والجسد خُلق من العناصر الأربعة وكل عنصر يقول أوه

نحن الآن قد تحرّرنا من حمل الأعباء الثقيلة لذلك الشخص ويمكننا العودة إلى وضعنا الحقيقي وبسرعة تسعى لتصير غبارا(هباء) في الأرض.

أيها الناس ذلك اليوم سيكون قريبا.إنه آت إنه يقترب سواء على الخصوص لكل فرد أوعلى العموم للجميع سيأتي قريبا. وحين يأتي فإن روح كل واحد حيّ تقول أن منوّرة نورانية وسعيدة جدا بأن  اولئك الذين كانوا يجرون خلفي ويحملونني على أكتافهم قد تركوني وفروّا إلى إتجاهات لا أعرفها.ولكنني حرّة الآن من حمل ذلك الشخص على الأخص ذلك القذر.أنا سعيدة بأنني قد تخلّصت منه وعدت إلى وضعي ومقامي الحقيقي. الأيام تجري والناس أيضا يجرون. لماذا يجرون؟ليمسكوا بما يهرب منهم يركضون وراءه وهو يفرّ منهم.مستحيل أن يمسكوا به.لا.لا. وإننا نحيا على كوكب قد اقترب من بلوغ منتهاه وهو يتطلع إلى ذلك اليوم الذي بات قريبا ويقول:متى سأكون حرّا من الخلائق؟! لأكون بنفسي مع نفسي.(وحدي).  لكن الناس لا يقولون أريد أن أكون مع وجودي الحقيقي.لذلك هم ليسوا سعداء أبدا ولن يكونوا في راحة ورضا أبدا.لأنهم يقولون أننا لا نجد ما نريده وإننا نطلب الراحة. أولئك الناس الذين عندهم الفرصة لإيجاد مقامهم الحقيقي غايتهم النهائية أو محطتهم الأخيرة التي كانوا غافلين عنها ويسالون الرجوع (إلى هذه الحياة) ولكن ذلك مستحيل.فقط اولئك الذين يتفكرون في محطتهم الأخيرة(مقامهم) يجدون الراحة.الراحة الجسدية قد حصلت من خلال الموت لكن السعادة الحقيقية التي يجدونها حين يغادرون هذه الحياة هذا الوجود المادي يصلون إلى ذلك المحيط.حيث سيكونون سعداء للغاية هناك.سيكونون في سعادة ورضا ولن يكونوا في حاجة لأي شيء.المحيط الذي يسعون فيه هو محيط كهذا بحيث لا أحد يفهم كنهه حتى يصل إليه.إلى ذلك المحيط.

أيها الناس لا تضيّعوا حياتكم حاولوا أن تكونوا متيّقظين.وان تنظروا وتتطلعوا متى سنتحرّر من هذه الحياة. لكن الناس لا يقولون إننا الآن في سجن .إنهم شديدي التعلق بهذه الحياة ولكن حين تقترب هذه الحياة من النهاية يأسفون لأنهم سيغادرون هذه الحياة ولا يعرفون إلى أين سيغادرون ويذهبون. لا يفهمون أبدا عذوبة أرواحهم(عذوبة الروح). المطر يأتي مثل قطرات وما من قطرة ستكون غير سعيدة لأنها ستصل إلى المحيط.كل قطرة تريد أن تصل إلى ذلك المحيط محيط الحقيقة.محيط الحياة الحقيقية.ستجد في ذلك المحيط كل حقيقة لم تكن لتفهمها في هذه الحياة.ستصل إلى سعادة التي لم تذقها أبدا خلال كل عمرك طوال كل حياتك.  

ليغفر لنا الله.أيها الناس قولوا كل يوم مئة مرة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.(مولانا يقف تعظيما) وستكونون سعداء هنا وهناك دنيا وآخرة. وإذا أردتم المزيد قولوا بسم الله الرحمن الرحيم مئة مرة وستصلون إلى درجة بوسعكم  أن تفهموا عندها شيئا عن الأيام القادمة لوجودكم خلال هذه الحياة. ليغفر لنا الله. 

لا أحد يتوقع أن هنالك محيطات لا متناهية من الجمال محيطات نِعَم لا متناهية.محيطات حكمة لا متناهية.محيطات متعة لا متناهية.محيطات سعادة لا متناهية.لا أحد يتوقع ذلك.لذلك الناس يهبطون إلى الأسفل يقتربون من الهاوية بدلا من الإرتفاع إلى الأعلى.من خلال تخيلاتهم يهبطون إلى الأسفل وإلى الأسفل وكل دركة نحو الأسفل ستكون أشد ظلمة وفظاعة وإيذاءً لهم.   

أيها الناس حاولوا أن تكونوا مع الله تعالى إنها محيطات رحمة لا متناهية.اللهم امنحنا منها بحرمة أشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. الفاتحة      

 

 
  3100623 visitors