كن شاباً
الشيخ محمد عادل الحقاني النقشبندي 10 آب 2014
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . الصلاة والسلام على رسولنا محمد سيد الأولين والآخرين . مدد يا رسول الله ، مدد يا ساداتي أصحاب رسول الله ، مدد يا مشايخنا ، مدد يا مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني ، مدد يا مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني ، دستور .
طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية . يمكن لأي شخص أن يحضر صُحبنا . إن شاء الله يحصل الجميع على الفائدة ، خصوصا الشباب . سن الشباب فضله عظيم . إنه عطاء كبير منحه الله للناس . الشباب هو القوة ، الإحسان ، الوفرة . يجب أن لا تستخدمه لطرق سيئة . الشباب أحباب الله .
المسلمون ، العباد ، الشباب ، الذين هم على طريق الحق هم أحباب الله . الكبار في السن هم أيضاً كذلك ، ولكنهم ، الذين ليسوا على الطريق الصحيح ومن ثم يعودون إلى الطريق الصحيح ، هذا مختلف . ولكن الذين هم على طريق الله بينما هم شباب ، يفعلون ما يأمرهم به الله ويتبعون أوامره ، إنهم أحباب الله . هؤلاء الناس هم أحباب الله .
سن الشباب هو نعمة كبيرة ، تقدر ذلك عندما تكبر . بعض الناس يموتون قبل أن يصبحوا مسنين . ليس من المؤكد ان يصل المرء الى الكبر في السن . حتى عندما يكونوا سباباً ، قبل أن يكبروا يغادرون هذا العالم ، يموتون ويرحلون . لهذا السبب ، علينا أن نعرف قيمة كل لحظة . علينا أن نطيع الله ، أن نحب الله . الله ، يعني ، يجب ألا ننسى الله . إذا كنت مع الله باستمرار ، كل أفعالك ، كل ما تفعله يحسب كحسنات . إنه ليس شيء من الصعب القيام به .
ولكن الشيطان يجعل الأمر يبدو صعباً . أفعال الشيطان هي أكثر صعوبة . الركض خلف المال ، غش الناس ، قتل شخص ما ، سرقة شيء ما ، هذه ليست أمور سهلة . ولكن الشيطان يجعلها تبدو أشياء جذابة . الناس يعتقدون أن الأفعال السيئة سهلة . في الواقع إنها صعبة . بالنسبة لشخص عادي ، للمؤمن من الصعب جدا القيام بأعمال سيئة . ليس سهلاً على الإطلاق . أحيانا ترى أخبار لا قيمة لها في الصحف ، ترى رجل وتقول " الله الله ، كم هو صعب وضعه ". لكنه معتاد على ذلك ، لا يهمه . يفعل الكثير من الأعمال السيئة ، لا يهتم .
ولكن بالنسبة لشخص عادي هذا شيء صعب . الشخص العادي لا يستطيع أن يعيش بهذا العار ولكن أتباع الشيطان ، لا يهتمون ، إنهم يرضون نفسهم فقط ، لا يهمهم الى أين توصلهم . لا يهمهم ما إذا كان حلال أو حرام . لذلك ، كما قلنا ، لنكون على طريق الله ليس بالشيء الصعب . الشيطان يجعلها تبدو صعبة ، لكنها الأسهل. الشيء الأنسب للبشر هو إتباع أوامر الله ، وإطاعة أوامر الدين . عند الطاعة ، يمكنك الاستفادة ماديا ومعنوياً . تجد السلام .
عندما نقول السلام ، يعني أنك مطمئن من الداخل . هذا شيء لا يمكن للناس في هذه الأيام ايجاده . يقولون أنهم ليسوا مرتاحين ، مضطربين . الشعور بالانزعاج يأتي بالطبع من العصيان لأوامر الله . عندما تعصي سيكون لديك صعوبة . على سبيل المثال ، خذ سيارة . هناك الآلاف من القطع في داخلها . إذا قمت بإزالة واحدة منها ، قطعة واحدة فقط ، انظر وشاهد ما اذا كانت ستعمل السيارة . كيف ستعمل ؟ ربما تعمل بشكل مضحك . قد تتحرك بدفعها وسحبها . قد تركض ، تهز ، تتوقف . ولكن إذا وضعت هذه القطعة ، تعمل بدون اي عطل ، تتحرك بسهولة من دون أي مشاكل .
الناس في هذه الأيام مضطربين . هل أنت صارم بشأن الحفاظ على أوامر الله ؟ " آه ، نحن نفعل ذلك ، قلوبنا نظيفة ، أقوم بالدعاء ، أدعو كثيراً ". لا يصلي . الصوم ، " هذا العام حار جداً ، إنه صعب ". لا صيام . أي شيء آخر؟ حسنا ، "نحن أنقياء ، طاهرين من الداخل ". مثل سيارة بأربع عجلات وبدون محرك . عليك ان تدفعها باليد ، بهذه الطريقة يمكن أن تتحرك . ولكن إذا فعلت ما يقوله الله لك ، تعمل السيارة بشكل مثالي ، يمكنك الذهاب بسهولة في كل الاتجاهات . الأمر يكون على هذا النحو . لهذا السبب ، يجب على الجميع تعلم أوامر الله من سن الشباب بحيث يجدون مكانا في قلبك .
لهذا السبب الله يبارك الشباب . من أجل جذبهم لطريق الصلاح ، يعطيهم المزيد من الحسنات . الحسنة التي تعطى للشباب أكبر مما يحصل عليه المسن . لأنه عندما يصبح مسناً ، ليس عنده أي شيء آخر يقوم به . معظم الناس عندما يتقاعدون ، يذهبون إلى المسجد ، الى صلاة الجمعة . ولكن الشباب ، يمررون الف فكر شرير قبل الوقوف للصلاة . يمكن أن يأتي فقط بعد هزيمة كل الشر . هذا الشخص هو البطل الفعلي، الشخص الشجاع . لذلك هذه هي الطريقة التي يكافئ بها الله . يجعل كل هذه الحرب ضد نفسه ، ضد رغباته . يفعل كما يأمر الله ، بالمقابل ، يكافئه الله . يعطي من كنوزه اللا نهائية . إنه كريم . أكرم الأكرمين ، الله عز وجل يعطي . الله يحسبنا جميعا من الشباب .
إذا كان عمرك مئة سنة ، تقول " أنا شاب "، بإذن الله ستحسب من الشباب . إذا قلت " أنا مسن ، لا يمكنني الوقوف ، لا يمكنني الذهاب " وهكذا ، تصبح مسناً . ولكن إذا قلت " انا شاب "، بإذن الله تحصل على فضلها . حقا يجب على الجميع ان لا يسمحوا لأنفسهم بالذهاب . إذا قلت " انا مسن ، أنا مريض "، تصبح مريض حقاً .
مولانا الشيخ كان يقول دائماً للناس " أنت شاب ". سأل رجل عمره خمسين سنة " كم عمرك "؟ قال " أنت لست خمسين ، أنت بين الثلاثين والخمسة وثلاثين كحد أقصى ". اعتاد ان يستخدم مثل هذه النكات حتى النهاية . " أنا في سن الستين ، كيف يمكنك أن تكون في هذا السن "؟ اعتاد أن يقول ذلك . هذه بالطبع مزحة . ولكن هناك دائما حكمة ، في ما يقوله الأولياء . أعني ، لا تحسب نفسك مسن . دائماً تحرك ، ابذل جهداً ، تصرف كما لو أنك شاباً . لا تكن كسولاً .
اليوم تحدثنا عن ، أن تكون شاباً . النبي صلى الله عليه وسلم والله عز وجل ، يشيدون بالمؤمنين الشباب . إنهم الأثمن بالنسبة لهم . أن تكون شابا وأن تتعبد وتتبع أوامر الله ، هذا ليس سهلاً . لأن ، كونه شاباً ، كل شيء قوي ونفسه كبيرة وكل شيء مثل النار . يمكنه فعل أي شيء ، ولكن عندما فقط يتبع أوامر الله، عندها يكونون ذو قيمة عنده . لإتباع نفسهم، الشيطان والنفس تجعل ذلك سهلاً . ولكن حقيقة ، ليس الأمر سهلاً . إذا خدعت الناس ، إذا كذبت ، إذا قتلت الناس ، إذا سرقت من الناس وقمت بأفعال سيئة ، هذا ليس سهلاً .
من الصعب جداً على الناس العاديين القيام بذلك ولكن بالنسبة للذين يتبعون نفسهم والشيطان فمن السهل جدا بالنسبة لهم القيام بما يفعلون . غش الناس والسرقة والقيام بكل ما هو سيء ، سهل جداً عليهم . ولكن للصالحين الحقيقيين ليس سهلاً . حتى عندما ترى في الصحف أو التلفزيون ، بعض الناس يفعلون شيئا سيئا وأحيانا تشعر بشعور سيئ للغاية ، تضع نفسك بموقف داعم لهم ، لكنهم لا يهتمون ، يفعلون هذا بشكل طبيعي . إذا تم القبض عليهم ، يشعرون بالأسف لأنه تم القبض عليهم ، ولكن ليس لأنهم يفعلون شيء خاطئ . ولكنه ليس سهلاً على الناس العاديين ، على الصالحين لفعل ما يفعلونه . بالنسبة للأشخاص العاديين من السهل أن يتبعوا أوامر الله .
الله يأمر بكل ما يفيد البشر . عندما تفعل أشياء جيدة ، هذا جيد لك مادياً ومعنوياً ونفسيا ، لأنك إذا فعلت ذلك ، تشعر بالسعادة . ربما يكون صعباً على نفسك . الذين يتبعون نفوسهم ، من الصعب أن يصلوا كل حياتهم ، ان يصوموا ، هذا أيضاً صعب عليهم . عليك ان تفعل ذلك ، عندما تفعله ، الله الذي خلقك وأمرك بفعل ذلك ، إذا فعلته ، انت راضٍ ومسرور طوال جياتك .
ولكن بعض الناس يقولون " نحن نفعل ذلك ، ولكننا لسنا على ما يرام ". هناك خطأ فيك . أنت لا تفعل كل ما يأمرك به الله . تفعل شيء وتترك شيء آخر ، الأمر ليس كذلك ، يجب ان تكمله ، مثل مثال السيارة . هناك المحرك وأشياء كثيرة في داخلها . إذا أخذت قطعة من هذه السيارة ، ربما يمكنها ان تمشي ، لا تزال تمشي ، ولكن كيف تمشي ؟ تقف وتمشي ، او ترتجف وتفعل شيء خاطئ . حتى ، تأخذ قطعة واحدة ، " إنها صغيرة ، لا حاجة لها ، لماذا كل هذا داخل المحرك ؟ هذا كثير جدا ، يمكننا أن نرميها خارجاً ". لذلك ، سيكون شيء خطأ هناك . في بعض الأحيان ربما تتوقف تماما ، في بعض الأحيان ترتجف ، في بعض الأحيان تصدر أصواتا مضحكة .
ولذلك حتى بالنسبة للمحرك الوضع هكذا ، كيف لا تفعل حتى خمسة بالمئة مما يأمر به الله وتقول " ليس جيد ". حتى أن الله لا يريد مئة بالمئة ، إذا أديت عشرين بالمئة يكفي بالنسبة لك حتى، ولكن الناس لا يفعلون واحد بالمئة من هذا ويقولون " نحن لسنا بخير ". نسألكم ماذا تفعلون؟ يقولون ، "نصلي ولكن لا نصلي الخمس أوقات ، ندعو ، فقط ندعو ونقرأ بعض الآيات بدون صلاة وقلبنا نظيف ".
إذا كان نظيف ، فقط ، لديك قلبا نقيا مثل سيارة لديها أربعة اطارات بدون محرك . يمكنك أن تدفعها بيدك . إنها هكذا . ولكن من المهم أن تفعل ما يقوله الله وما يأمر به ، ستكون مسروراً . مسرور في الدنيا ومسرور في الآخرة أيضاً . في الحياة الحقيقية ، في الجنة ، إن شاء الله . ولهذا يجب أن تعلم الأولاد من سن مبكرة . حتى الشباب للقدوم إلى الطريق الصحيح لأن الله عز وجل يحب الشباب .
لذلك ، فإننا إن شاء الله كل حياتنا ، يجب أن نكون شباباً . يجب أن تتبع أوامر الله كما لو كنت شابا بدون توقف أو قول "نحن نشعر بالتعب ، نحن كبار بالسن ، نحن مرضى ، نحن عليلون ". لا ، هذا ليس جيداً ومولانا طوال الوقت كان يمزج عندما يسأل شخص " كم عمرك "؟ وعندما يقول " سبعة وخمسون سنة "، " لا، لا ! أنا عمري ستين سنة "، يقول، " يجب أن يكون عمرك ثلاثون سنة ".
هناك حكمة من هذه المزحة أيضاً ، ليشعرك أنك شاباً . ويجب أن تفعل ما يفعله الشباب ، بدون تعب . وحقيقة الكثير من الناس الآن كما نرى ، الذين ليسوا مسلمين ، يقولون ، " نحن نشعر ونفعل كما لو كنا شباباً "، حتى بعد عمر ستين سنة يصبحون أقوى . لذلك هذه حكمة . والله يقبل منا ما نفعله إذا فعلناه كالشباب ، إن شاء الله . ومن الله التوفيق .
الفاتحة .
http://saltanat.org/videopage.php?id=12151&name=2014-08-10_tr_BeYoung_SM.mp4