إنتبهوا للآخرة
الشيخ محمد عادل الحقاني النقشبندي 11 آب 2014
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . الصلاة والسلام على رسولنا محمد سيد الأولين والآخرين . مدد يا رسول الله ، مدد يا ساداتي أصحاب رسول الله ، مدد يا مشايخنا ، مدد يا شيخ عبد الله الفائز الداغستاني ، مدد يا مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني ، دستور . طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية . لا تبتعدوا عن الجماعة ، عن المجتمع .
يد الله مع الجماعة . يد الله ، قوته بالجماعة . مدد الله مع الجماعة . لا تبقى لوحدك . لا تبتعد عن القافلة . القافلة تعبر الصحراء تسير كمجموعة . في السابق كانت القافلة تنطلق وكل من ينوي السفر ينضم الى المجموعة . كان هناك سائقين الإبل ، كان هناك الخدم والحراس ، لأنه في الماضي لم يكن الأمر سهلاً . كان هناك الكثير من اللصوص والعصابات . القافلة تسافر من أجل التجارة أو لأسباب أخرى .
الناس الذين يسافرون من المؤكد أنهم يحملون المال أو أشياء ثمينة معهم . هذا السبب في بعض الأحيانل 300، 500 أو حتى 1000 شخص يسافرون في قافلة واحدة . يرافقهم حراس يحملون أسلحة ، ويدافعون عنها بحراسة مسلحة . بعد كل هذا كانوا يسافرون في الصحراء ، على الرغم من أن جزءا من رحلتهم تمر عبر مناطق غير صحراوية ولكن كان خطيرا على القافلة عبور الصحراء. لو تركت في الخلف هناك ، بالتأكيد سيجدك قطاع الطرق ، وإذا لم يجدوك ، ستموت من الجوع والعطش .
إذا انفصلت عن القافلة ستضيع . لذلك ، هذه القافلة هي قافلة أحباب الله ، قافلة نبينا الكريم . لا تبقى بعيدا عنها ، التحق بها . كن معهم . سيوصلونك الى الخلاص . الولي يونس امري ، عبًر عن هذا بشكل رائع جدا : قال، تأتي الأيام والليالي، تمر ، لا تبتعد عن القافلة ، هذه الرحلة ، هي رحلة الحياة . تماما كما أنك ستعاني الضرر إذا انفصلت عن القافلة ، وهي تمر عبر الصحراء ، أكثر شيء تتمناه هو البقاء على قيد الحياة ، هذا يكفيك .
كل من يبتعد عن القافلة سيخسر حياته وممتلكاته . لذلك ، انتبه ، بحيث لا ينتهي بك المطاف في حالة من الندم . لا تكن غافلاً . لأن الإنسان أحيانا يكون غافلاً ونائماً . قافلة مزدحمة ، كيف يمكنهم أن يعرفوا أنك نمت وتركت في الخلف ؟ قد يمرون فوقك وتموت . هذا هو حال هذه الدنيا ، إذا نمت وغفلت عن الله ، إذا اهملت ما أمرك الله أن تفعله ، فجأة ستنظر حولك وتجد أن الموت جاء عليك دون سابق إنذار ، ومن ثم تستيقظ. ولكن يكون قد فات الأوان للقيام أي شيء في هذه المرحلة . لا فائدة من ذلك . دائماً إنتبه ، لا تكن غافلاً ، مهملاً . الغفلة ليست بالشيء الجيد .
الغفلة ذكرت في القرآن في عدة آيات . في أي من هذه الغفلة لم توصف على أنها شيء جيد والناس الذين هم في الغفلة ، سيصلون الى نهاية ضارة ، سيعانون الخسارة . لا تكن غافلاً . كن واعياً . الندم في النهاية لا ينفع . الآن يمكنك التنقل هنا في غفلة ، يأتي الموت وترحل . ولكن لن تجد شيء في الآخرة سوى الندم . يقولون : ليست هناك فائدة من الندم في النهاية . في الآخرة ، اندم كما تشاء ، لن ينفعك . كن واعياً في هذه الدنيا ، أن تكون واعياً لا نعني يقظة القبطان لإنقاذ سفينته ، ليس هذا ما نعنيه هنا . احفظ روحك واذهب في الإيمان .
الناس يعطون هذه العبارة معنى آخر . كن يقظاً ، يعتقدون أنه يعني الشخص الذكي والنبيه ويغش الناس من أجل تمرير وقته في هذا العالم المؤقت براحة . هذا ليس يقظاً . ولكن أن تكون واعياً هذا بالنسبة للآخرة . يجب ان ننتبه لهذا الأمر ، إن شاء الله . يأمر الله ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، خصوصا نقول : طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ، لنبقى معاً كجماعة . " يد الله مع الجماعة ". الله ، قوته ، يده ، مع الجماعة . الجماعة ، هي لله . إنها لتكون مع النبي وأتباعه وأولياء الله ، المشايخ ، المرشد ، إنهم أحباب الله . هذه هي الجماعة . إنهم يحفظونك من الأشياء السيئة وبالأخص الخاتمة السيئة .
إنهم مثل ، في السابق ، كان هناك قافلة ، يسافرون عبر الصحراء أو عبر أماكن كثيرة لأنه لم يكن سفر عادي ، طرق وسيارات ، لا ، كانوا يسافرون على الجِمال ، على الخيل ، على الحمير ، سيراً على الأقدام . يتجمعون ويسافرون . ربما مئة شخص ، مئتين على الجِمال . ربما في بعض الأحيان الف شخص ، يسافرون معاً . ويذهبون عبر الصحراء . وإذا ذهبوا لوحدهم ، كانت تتم مهاجمتهم من اللصوص وقطاع الطرق .
لذلك كان يسافرون الف شخص ومعهم حراس ، ولديهم هذا الرجل الذي لديه الجمال ليبين لهم الطريق . كل شخص ، كانوا يعرفون متى سيسافر شخص ما لذلك يقولون " في هذا اليوم هذه القافلة ستغادر الى الشام ، هذه ستصل الى مكة في هذا اليوم ، هذا ستسافر الى اليمن ، هذه ذاهبة الى .." لذلك كل شخص يريد الذهاب ، يحضر نفسه ، ويقول ، "انا ذاهب معهم". وسيكون محفوظاً لأنهم مجموعة .
ولكن إذا فعل ذلك لوحده ، سيكون الأمر خطير جداً ، في بعض الأحيان ، في كثير من الأحيان لم يعد على الإطلاق لأنه في السابق ، كان هناك قطاع طرق ولصوص في كل مكان . بعض اللصوص يسرقونهم ، بعضهم يسرقونهم ويقتلونهم أيضا . حتى في بعض الأحيان ، يأخذونهم ويبيعونهم كعبيد . لذلك كان من الخطورة الذهاب بنفس . هذه ، رحلتنا ، إنها رحلة الحياة ، هذه هي رحلتنا . نحن جميعاً لا نتوقف ، مقل يونس امري ، لديه قصيدة جميلة ، إنه تركي مشهور . قال " نحن نسافر ، ليلا ونهارا ، ليلا ونهارا ، لذلك تعتقد أنك جالس ولكنك تسافر ايضاً الى الآخرة . الى الحياة الأبدية .
نحن في سفر كبير ونحن في قافلة جيدة ، قوية مع أولياء الله ومع النبي صلى الله عليه وسلم . نحن نسافر معهم ، لذلك لا تكونوا من الغافلين . لأن الغافلين عندما تمشي القافلة بعضهم ربما ينامون في الصحراء وبالطبع إنها ضخمة جدا ، في بعض الأحيان لا يعرفون ذلك ، ينسون شخص هناك . لذلك إذا كنت غافلاً أو نائماً ، سيذهبون ، ولا يبحثون عنك . وربما تسعة وتسعين بالمئة سينتهي .
لذلك يجب ان تكون واعياً ، لا تكن غافلاً لأنه إذا كنت لا تعتني بنفسك من الصعب على الآخرين يعتنوا بك . يجب ان تكون واعياً لمواصلة هذا السفر إلى الحياة الأبدية لأن الكثير من الناس غافلون وعندما يموتون ، ينتبهون ، " ماذا كنا نفعل ؟ كانت لدينا فرصة جيدة ، كان لدينا شيء جيد نفعله ، ولكننا كنا غافلين ولم نفعل أي شيء . نحن آسفين جداً ". إذا كنت آسف الآن ، لا فائدة من أسفك.
بعد ذلك سترى وستندم لأنك لم تفعل ما كان يمكنك أن تفعله في حياتك . وكنت مع قافلة جيدة ، ولكنك كنت غافلاً ودمرت نفسك بعدم كونك واعياً . مرات عديدة بعد هذه القافلة أيضا هناك شخص يأتي من خلفهم، لينظر إذا كان أي شخص هناك. أحيانا ، يقول "اذهب ، ماذا تنتظر ، بسرعة اذهب إلى هناك ". أحيانا يقولون " نعم أنا قادم " بعد ذلك ، مرة أخرى ينام وينتهي . مثال جيد لحياتنا.
نحن في قافلة جيدة جداً ، الحمد لله ، ولكن يجب ان لا نكون غافلين لأن الغفلة ليست صفة جيدة . في أماكن عدة في القرآن الكريم، يقول الله " وهم في غفلة معرضون ". في الكثير من الأحيان هم غافلون وهم غارقون في الغفلة . في الكثير من الأماكن يجب أن تكون واعياً. واعياً للآخرة ، لأن هناك قول ايضاً في التركية والعربية ،أن تكون واعياً يعني أن تكون ذكياً ، ولكن ذكي لأمور الدنيا . ولكن هذا ليس صحيحاً ، ابداً . هذا ليس جيداً لأمور الدنيا .
يجب أن تكون واعياً للآخرة ، لأنه يجب أن تنتبه قبل الموت لأن الجميع ينتبهون بعد الموت . عندما يكونوا واعين ، بعضهم يكون سعيدا ، الكثير منهم لا يكونون سعداء لأنهم فقدوا فرصة جيدة لفعل شيئا جيدا . والله كان يعطيهم كل فرصة للقيام بذلك . الله يجعلنا واعين دائماً ، إن شاء الله ، بعدم إتباعنا لنفسنا ، لنكون غافلين ونائمين ونكون مع الشيطان . إن شاء الله ، الله يبعدنا عن هؤلاء الناس لنكون مع أولياء الله ، المشايخ إن شاء الله . ومن الله التوفيق .
الفاتحة .
http://saltanat.org/videopage.php?id=12160&name=2014-08-11_tr_BeAwakeForAkhirat_SM.mp4