شمس الشموس
  24.11.2009
 

بسم اللهم الرحمن الرحيم

كل لحظة يأتي فهم جديد وحكمة جديدة


مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني

سلطان الأولياء

  

 

الثلاثاء, 24 نوفمبر 2009

 

 

بِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيِم

 

دستور يا سيدي, مدد.

 

قف تعظيما لخاتم الرسل

ونحن نقول:

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

من الأزل إلى الأبد, نحن نحب أن نقول هذا, ربما تصبحون أولياء, نلبس لباس العز في المقامات السماوية.

 

أيها الناس, احذروا! لا تفقدوا حياتكم الكريمة. لا تفقدوا وجودكم في هذا العالم. وحاولوا الوصول إلى المزيد والمزيد من الرقي والشرف في المقامات السماوية.    يا ربنا! اغفر لنا, وبارك لنا, نحن عباد ضعفاء. ونقدم أعظم التشريفات لأكرم الخلق في الحضرة القدسية, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يا ربنا! زده أكثر, أكثر فأكثر, لأحب خلقك في الحضرة القدسية, ألف صلاة ألف سلام عليك وعلى آلك وصحابتك أجمعين, إلى يوم الدين. نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يمنح أكرم الخلق في الحضرة الإلهية تشريفاً أكثر, وأن يزيَّن بالحلي لشرف هذه الليلة. ونأمل من رب السموات أن يمنحنا من شرف هذه الليلة.

 

الشرف أعظم الكمال. لا يمكن أن يكون فيه خلل. كل شيء, يجب أن يكون على أكمل وجه. إن الله سبحانه وتعالى يحب, إذا عمل العبد عملاً أن يتقنه.

أنت الوحيد الذي لديه الشفاعة في الحضرة الإلهية. بلاغاته من خلال تعاليمه. لأن خاتم الرسل, معلم لكل شيء على هذا الكوكب. اغفر لنا, وارزقنا من الدرجات العلى في السموات! نحن سعداء, ولنا الشرف أن نكون في هذا الاجتماع المقدس. ليس فقط من هذا الكوكب, كوكب الأرض. بل من كواكب لا حصر لها. عوالم لا حصر لها. ومجالات لا حصر لها, مليئة بالمخلوقات. لا تستطيع أن تضيف و تضم إليهم شيئاً. وبالإضافة إلى البلاغ السماوي, نأمل أن يمنحونا تكريماً أكثر, لأننا خلفاء مكرمة للسموات على وجه الأرض.

 

ونطلب من سيد هذا العالم ومرشده, الذي هو قطب هذا الكوكب...

إذا كنت لا تستطيع أن تقود سيارة بدون توجيه عجلة القيادة.. يجب أن يكون هناك موجّه, يجب أن يكون! وكل ما يفعله رب السموات, معروف تماماً من خلال الأنبياء ومن خلال أحاديث خاتم الأنبياء.

 

كيف الوصول إلى وجودهم السماوي, أو كيف الوصول إلى وجودهم المقدس؟

لا يمكنك الوصول إليه. كل شيء يفعله رب السموات, فهو كامل. لا يمكن أن يكون أحد خلفائه على الأرض, الذين ألبسوا وأعطوا الوظيفة أو المهمة, لا يمكن أن يكونوا غير كاملين. يجب أن يكونوا كاملين. لذلك, هناك رجال ربانيون, قد أوتوا كمالاً من السماء, وألبسوا لباس السلطة أو القوة وأعطوا منها ما يحتاجون إليه. القوة معهم حيثما ذهبوا. لا تتركهم أبداً. لو أن هذه القوة تركتهم, لسقط كل هذا, كأنه لا قيمة له. يتحول إلى نقطة الصفر. ولكن إذا سارت القوة بجانب هذا الفرد, أو من خلاله, تكون مهمته على أكمل وجه.

 

رزقنا الله, بجاه خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم, شيئاً من الفهم مما نقوم به من عمل. إنهم يعلّمون البشر عن وجودهم المقدس. لكلٍّ وجود جسدي, في نفس الوقت له وجود آخر, وهذا الآخر, هو وجوده السماوي.  وكل الأنبياء, وآخرهم خاتم الأنبياء, جاءوا ليعلموا الناس. نعم سيدي, عندما يصلون إلى وجودهم المقدس, سوف نتطرق إلى هذه النقطة.

 

أحدهم يسأل والجواب يأتي! أوجّه ذالك السؤال إلى سيد هذا العالم. هو يعرف كل شيء. ماذا سنسأل, ولكن نقول: كل السلام عليك يا سيدنا!

هذه التحيات التي نوجهها لسيد هذا العالم, ليست تحيات مادية. هي ليست كتسليم الكيان المادي مع كيان مادي آخر. ولكن, عندما نقول, التحيات لك يا سيدي, نحن نطلب التحيات من السماء لتصل إليه. وهو يمدنا, من عند وجوده الحقيقي (السماوي), بالأنوار السماوية, لتجعل قلوبنا تعمل وتفهم.

 

أيها الناس, الذين يطلبون سماع شيء آخر كل ليلة, يجب أن يكون شيء آخر. بل, وربما كل ساعة, هناك شيء آخر, أو ربما في كل دقيقة, يصلك شيء خاص, أو يأتيك فهم. أو في أقل وقت, في أصغر جزء من الوقت, يأتي شيء جديد. هناك دقائق, ثواني ... ونزولاً. يمكنك أن تستمر في تقسيم الوقت, ليس له نهاية. هذا يدل على عظمة رب الخلق. نعم, يمنحنا فهما جديدا, كل وقت, كل دقيقة, كل ثانية, تأتي أشياء جديدة. أشياء جديدة, وليست نفس الغرض. لأن الله عز وجل لا يصنع نسخا متشابهة, لا. لذلك, كل دقيقة أو كل ثانية, لديهم وجود خاص, مع فهم خاص, أنوار خاصة وحِكَم خاصة من رب الخلائق. كل ما يمكنك أن تتخيل, وأبعد من ذلك الخيال, قد يأتي, رب السموات بأشياء جديدة. مخلوقات جديدة, أشياء جديدة, بل كما نقول, هذا الجديد, ليس كسابقه. عندما تصل إلى درجة تقول, هذه درجة جديدة. ثم يأمر ربك أن ترقى من هذه الدرجة إلى درجة أخرى. هذه الأخرى ليست كسابقتها. حتى كلمة "جديد" تتغير.

 

كم كلمة تستخدم لتشرح عن شيء جديد؟ ربما كلمتان أو ثلاث لتُفهم. ولكن, عندما يأتي رب السموات بمشهد جديد, المشهد الجديد له اسم آخر, معنىً آخر وفهم آخر. له أنوار أُخرى. ربنا, لا يشبهه شيء, "ليس كمثله شيء". كل شيء على عكس ما تعرفه. كل شيء  بخلافه. هذا هو الله ... "الله أكبر!"

 

بسم الله الرحمن الرحيم,. يا رب, لك الحمد,شكراً لك يا ربي! نحن فقراء جداً, جداً. إذا لم يرزق خلقه ما يحتاجونه, في كل دقيقة أو ثانية أو ثالثة, فإن وجوده لن يكون مختلفاً عن غيره. وجوده مختلف عن الأغيار. هذا الوجود, أوه! ربما تجده في نفس الوضع, في كل دقيقة وكل ثانية, ولكن يأتي مظهر آخر. وهذا ما سيصيبك بالدهشة!

 

وأكثر من ذلك, فهم آخر قادم, وكذلك, عالم آخر ومستوى آخر من الحياة, والتي لن تكون مشابهة أو مماثلة لما أنت عليه الآن. الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر! وكل ما أُعطينا لنقوله للناس, إنما هو للتعليم والتدريب على الفهم, ليرتقوا إلى أعلى, إلى أعلى, أوسع وأعلى, أوسع وأعلى, أوسع وأعلى. وسيصيبك بالدهشة لما يحصل؟ إيه! إنه الله سبحانه وتعالى! كل شيء يجب أن يكون جديداً! هناك قول في اللغة العربية, "كل جديد لذيذ"".

 

لذا, الله سبحانه وتعالى لا يقدر ولا يحاط, لا! أتركه وشأنه. كل ما في السموات ملكه. سبع سموات. كل سماء, كم سماء فيها؟ كل سماء تمثل عددا لا يحصى من السموات. نحن نعرف سبع سموات, ولكن كل درجة في السموات لن تصل إلى نهايتها. لن تقدر على إحصائها.

 

أوه! يجب أن تكونوا سعداء. أيها الناس, تعالوا وأصغوا! من أين جاءت؟ من حديث خاتم الرسل, نحن لا نصل إلى القرآن الكريم. القرآن الكريم يُفتح فقط, لخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم. وقد آتاه الرب يداً بيد. يداً بيد. وماذا عن سيدنا جبرائيل عليه السلام؟ جبرائيل عليه السلام كان شاهداً فقط, ينظر ويرى رب السموات يؤتيه إلى سيدنا  محمد صلى عليه وسلم. ووجوده المقدس, صلى الله عليه وسلم, يعطيه لجبرائيل عليه السلام. وجبرائيل عليه السلام, ينزل بالقرآن الكريم إلى الدرجة الأولى لمظهر خاتم الرسل على الأرض.

 

ماذا تقول عن سيدنا جبرائيل عليه السلام؟ هل منزلة جبرائيل عليه السلام في الحضرة الإلهية, أم على الأرض؟ من أين يأتي بالقرآن الكريم إلى خاتم الأنبياء. هل يهبط من منزلته الحقيقية؟ ماذا تظن؟ إنه في الحضرة الإلهية, هكذا, إذا جاءه الأمر, يترك منزلته وينزل إلى الأرض, من  سدرة المنتهى؟ كيف؟ هناك الكثير من أسرار العلم لن يُفتح بابها للناس. حتى يذوب جسمهم المادي, وينتهي. وعندما ينتهي, يمكنك أن تفهم. مظهر واحد فقط, من قبل النبي صلى الله عليه وسلم, يأتي إلى الأرض, بأمر من الله عز وجل. ولا تظنن أن الأنبياء, وجودهم الحقيقي على الأرض, لا. لديك الآن كاميرا صغيرة. تنظر فيها وتشاهد, "أوه أنت هنا, تتكلم, تتحرك, تقوم وتجلس ولكنك لست موجوداً هنا. ولكنك هنا, تتحرك وتتكلم". كيف يمكن أن يكون؟ على الأقل, تدرك أنك ظهرت, من خلال ذلك الجهاز,  لهؤلاء الناس. ولكن, حقيقة, وجودك الحقيقي ليس هناك, لا.

 

لذلك, عندما كان ينزل الوحي, لا تظنن أن رئيس الملائكة, جبرائيل عليه السلام كان يهبط إلى الأرض ويجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم, لا. تلك فقط صورته. تنظر وترى تلك الصورة. وجوده الحقيقي هناك, لا يتحرك. مستحيل. مستحيل أيضاً على خاتم الأنبياء وغيره من الأنبياء, الذين هم دائماً في الحضرة الإلهية وفي الحضرة السماوية, أن يتركوا منزلتهم وينزلوا إلى الأرض! لا. ما ظهر, تماماً مثل ما تشاهده عبر جهاز كاميرا الفيديو.

 

لجبرائيل عليه السلام مئات ومئات من الأجنحة. ومن عظمته أجنحته, أنك لو وضعت على جناحه كواكب عديدة مثل كوكبنا الأرض, لن يشعر فيها أبداً ولن يثقل عليه. تلك هي الحقيقة ... هذه مظهر من تلك الحقيقة. لذلك, المظاهر لا حصر لها, ولكن الحقيقي, الحقيقة, في الحضرة الإلهية, لا تقدر أن تتحرك. لا تتحرك. ونحن هنا. ماذا عسانا أن نقول عن عظمة رب السموات؟

 

تشرب كوباً واحداً من الماء وأنت عطشان, وتشعر بالارتواء, كل جسمك يرتوي. كيف حصل هذا؟ وللتوضيح أكثر, تأتي من المراكز السماوية, تعاليم جديدة. والسبب, أننا قد وصلنا إلى نهاية هذه المرحلة على وجه الأرض. وهذا فتح جديد, لاقتراب يوم الآخرة. ما يفتح الآن لم يكن من قبل. قبل 40 سنة, مثل "هذه" الأجهزة لم يكن موجوداً. والآن موجود. ولكن, في تلك الفترة, لم نكن نستخدم تلك الأجهزة, لأنه لم يكن قد فُتح لنا بابه. والآن, كل محيطات الأسرار, تُفتح منها مقدار ذرة, للإنسان. وتلك الذرة, بمثابة محيط للإنسان.

 

أيها الناس, حذار! يحاول الشيطان جهده ليصل إلى عقول البشر, ليفسد مفاهيمهم. حتى لا يفهموا شيئاً عن عظمة  رب السموات, عن عظمة الله عز وجل, الذي خلق الإنسان. ويجعل الناس يتساءلون: كيف, أين الله؟ إذا قلت: "معك". يقول: لا.

كيف يمكنك أن تقول, لا؟ إذا لم يكن هناك, كيف أصبحت موجوداً, تأتي وتذهب, وتأكل وتشرب, أدركت كل هذا من قِبَل نفسك؟ هذا لا يمكن. إنما يأتي الإدراك من الخارج, لا نراه, ولكن نحن ننتسب إلى السماء. دائماً هناك صلة بالسموات.

 

أيها الناس! حاولوا أن تصححوا إلهاماتكم. لكي يصلك إلهامات سماوية. ويفتح لك الباب لفهم جديد. درجات الفهم, لا حصر لها. هو الذي خلق, وأراد من خلقه أن يعرفوا حقيقة نفسهم ( هويتهم الحقيقية). ولا يمكن أن تعرف هويتك الحقيقية من خلال نفسك. ولكن, يمكن عن طريق صلتك بوجودك الحقيقي الذي في السماء. غفر الله لنا.

 

الله الله, الله الله, الله الله,  عزيز الله

الله الله, الله الله, الله الله, سبحان الله                                      

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

بالموسيقى السماوية, تصل الحقائق إلى وجودنا الحقيقي. وستكون في غاية السعادة, في غاية السرور, مليئة بالأنوار, بحيث تعجز عن وصفها.

الله الله, الله الله, الله الله, عزيز الله

الله الله, الله الله, الله الله, سبحان الله

الله الله, الله الله, الله الله, سلطان الله

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

هناك درجات عالية, يصبح الرجل, إذا وصل إليها, بأنه لو طُرح في النار, لم يعلق فيها, لأنه ملئ بالأنوار ورزق ذوقاً مقدساً, بحيث لن يفهم ماذا تفعل النار لجسده. غفر الله لنا. نشكر شيخنا الأكبر, وكذلك نشكر خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم. اللهم زد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عزاً وشرفاً. ونحن نسجد لرب السموات, خالقنا.

الله أكبر, الله أكبر

الفاتحة.

44 دقيقة

ومن الله التوفيق

 


 
  3100569 visitors