شمس الشموس
  28.11.2009
 


القربان السماوي

 

مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

 

ليفكة قبرص  28 نوفمبر 2009

 

دستور يا رجال الله، مدد. (مولانا يقف).

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله العظيم وبحمده الكريم، بكرة وأصيلاً. لا إله إلا الله، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أمدونا يا رجال الله، أمدونا!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. نسأل ربنا وخالقنا بتواضع، أن يمُنَّ بفضله على أشرف وأحب الخلق في الحضرة الإلهية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه، ونسأله المغفرة، وأن يمنحنا من بركاته. (مولانا يجلس).

السلام عليكم، أيها المستمعين! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعيد مبارك لكم، عيد مبارك لجميع المؤمنين. ونسأل الله سبحانه وتعالى المغفرة، وأن يمنحنا من بركاته في هذه الأيام الفضيلة. ونطلب من مولانا القطب، الذي يدبر كل ما في هذه الأرض، الدعم والمعونة، لنكون دائماً مع رجال الله المقدسين، الربانيين. كل من يرجو السعادة والهناء والسرور، في هذه الدار وفي الآخرة، عليه أن يتبع الأولياء الصالحين المقدسين، يقول الله سبحانه وتعالى آمراً، بسم الله الرحمن الرحيم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، (التوبة 119).

أيها المؤمنين، عليكم قبل كل شيء أن تطيعوا أوامر ربكم، ليرضى عنكم. وهذا منتهى ما يسعى إليه العبد، ليكون من السعداء إلى الأبد.

قبل أن تنتقل من هذه الحياة إلى حياة أخرى حقيقية، حاول أن تجد أحداً، يمكنه أن يُلبسك لباس الشرف، لأننا كلنا، سوف ننتقل يوماً ما، من هذه الحياة، إلى حياة أخرى. هذه الحياة التي نعيشها الآن، هي حياة زائفة. أما حياة الآخرة، فهي الحقيقية، هناك ننعم نعيماً أبدياً؛ سرمدياً، خالداً! أيها الناس! أطلبوا طريق الوصول إلى الحياة الأبدية التي لا تنتهي أبداً، وسعادة لا تنتهي أبداً، وكذلك نوراً ورضاءً وسروراً. وجودك الزائف يصل إلى نهايته، فتنتقل من هنا إلى مرتبتك الحقيقية في السموات. السموات، ستبقى إلى الأبد. هذه الحياة زائفة، ومحدودة. ولكن وجودنا الحقيقي لا نهاية له، وتلك هي السعادة!

أيها الناس! حاولوا أن تحصلوا على ذلك الشرف في الحضرة السماوية لخاتم الرسل، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم). ضحوا وانحروا الأضاحي! فإنها أيام عيد الأضحى، أمس واليوم وغداً وبعد غدٍ. شُرع أن نذبح الأضاحي، هنا في هذه الحياة الزائفة المؤقتة في هذا الكوكب، من أجل أنفسنا. يجب أن ننحر الأضاحي! أمر رب السموات أحب خلقه وأشرفهم في الحضرة الإلهية أن ينحر الأضاحي في هذا العالم من أجل أرواحنا. لذلك نذبح الأضاحي في أيام العيد من أجل أنفسنا. أنت تحتاج إلى  ذبح الأضاحي في هذه الحياة الدنيا، لتطهّر بها نفسك. ولكن، عليك أن تضحي أضحية حقيقية. إذا أردت الوصول إلى الحياة الأبدية، فعليك أن تدفع ثمناً لها. وهذه الأضاحي ثمن لها.

لكي نرتقي ونحصل  على حياة أبدية وخالدة، علينا أن نضحي. بماذا نضحي؟ نذبح الجمال والأبقار والأغنام والمعز، ونضحي بهم، من أجل أنفسنا في هذه الحياة الدنيا. ولكن، علينا أن نقدم قرباناً لحياتنا الأبدية! فبماذا نضحي؟ نضحي بأنفسنا! {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}، (البقرة 54). وهذا هو الثمن لحياتنا الأبدية. لذلك، كلهم سيموتون، ثمناً لذلك. فبعضهم يموتون، قبل أن يضحوا بنفوسهم ويقدموها قرباناً لربهم؛ ينتظرون الأمر من السماء، أن يأتي سيدنا عزرائيل، ليذبح نفوسهم ويأخذهم إلى أعلى. وبعضهم يضحي(ينحر) نفسه بنفسه، على حسب الشرائع السماوية، ويصلون إلى مراكزهم إلى درجاتهم السماوية، هنا في هذه الحياة الدنيا. لذلك، نقول بأنه يتوجب علينا أن نقدم الأضاحي. أستعيذ بالله، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ فََصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، (الكوثر، 1-2).  ما نعرفه عن "الكوثر"، أنه اسم نهر في الجنة. ولكن لا يمكنك أن تفهم معناها وأنت هنا، في هذه الدار. ولذلك، فهو عطاء كبير من الله سبحانه وتعالى لحبيبه الأعظم، ليحيي به أمته. من يشرب من هذا النهر المقدس "الكوثر"، يصير يفهم، ويصبح له حياة حقيقية، جزاءً لوصوله إلى الحياة الأبدية وكونه أبدياً. ما نقوم به هنا شيء زائف. {فََصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، يجب أن تكون حقيقة هذه الصلاة فقط لله سبحانه وتعالى. يجب أن تحيا فقط من أجله، فلو فعلت ذلك أهديت إلى الله أغلى ما تملك. 

أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه، إسماعيل عليه السلام، أحب الخلق إليه. فامتثل لأوامر ربه، وشرع بالذبح. وعندما وضع السكين على رقبة إسماعيل عليه السلام، جاءه العفو من عند رب السموات، قائلا: هذا يكفي! خلِّ سبيل ابنك! لقد سلّمتَ أمرك إليّ وأردتَ أن تضحي، بأغلى شيء عندك من أجلي.. أتركه  وانحر نفسك لرب السموات! ضحَّ بنفسك! هذا مكتوب في الكتب المقدسة ووصلنا بعض الروايات عن خليل الله.

ومن أهم الرجال الربانيين، الذين تحدثت عنهم بطون الكتب ووصلتنا أخبارهم، أبو يزيد البسطامي الذي كان يمتثل أوامر ربه. وكان جاداً في الوصول إلى الدرجات السماوية؛ إلى مركزه الحقيقي في الحضرة الإلهية. وسأل ربه: "يا ربي كيف أصل إليك؟" فأجابه الله سبحانه وتعالى: "أترك نفسك وتعال إلي". معنى هذا، إنحر نفسك. مع نفسك لن أقبلك أبداً؛ إنحرها وتعال لوحدك! عندما تنحر نفسك فأنت تتطهر. إذا لم تتطهر فلن تستطيع أن تقف في حضرتي السماوية؛ لأنني لا أقبل إلا طاهراً. لذا ضحِّ بها وتخلَّ عنها، ثم تعال. أنت طاهر ولكن القذارة تأتي إليك من نفسك، التي تقول: "أنا مثلك أنت!" فهي لا تقبلني رباً لها؛ لذلك، لا أقبلك وهي معك. إنحرها وتخلَّ عنها، فهي نتنة. من لا يمتثل لأوامري فهو قذر. أتركهم وتعال مع الطاهرين. لذلك، أُمر النبي صلى الله عليه وسلم، "فصلِّ لربك وانحر". صلِّ معناه، أطع أوامري، بالتسليم لي كلياً؛ كامل التسليم. واقطع العلاقة مع هذا القذر؛ انحرها وتعال إلي. أنت طاهر، وهي قذرة؛ {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بَالسُّوءِ}، (يوسف 53). إنها تحاول دائما أن تتنافس معي، تقول للناس، "يا عبيدي لا تصغوا إليه، إصغوا إلي"؛ لذلك، فهي قذرة، نتنة، تخلّ عنها وتعال إلي. كيف تتخلّى عنها؟ انحرها!

أيها الناس! حاولوا أن تكونوا من الطاهرين، في هذه الحياة الدنيا، وإلا سيأخذونكم إلى الحمّام!  عليك أن تكون طاهراً ونظيفاً! متى تكون طاهراً؟ عندما تذبح نفسك!  فعندما تذبح نفسك، فلن تدّعي أنك مهم، بل ستمتثل إلى أوامري وطاعتي كلياً، في حضرتي. كلما أمرتكم، أجبتم: على العين والراس؛ "سمعنا وأطعنا!"

 يا مستمعينا، هل يكفي أن، تستحمَّ يومياً، لتكون طاهراً ونظيفاً؟ لا، أبداً! أن تذبح نفسك وترمي بها بعيداً؛ هذا ما يجعلك نظيفاً ومقبولاً. اليوم، يوم عيد، ويقوم الناس فيه بهذا النسك؛ "ذبح الأضاحي"، كما أمرهم ربهم؛ يضحون ويطلبون المغفرة من الله سبحانه وتعالى. وبعد المغفرة تأتي البركات. والبركات تأتي للطاهرين فقط، ولا نصيب للقذرين. طهّر نفسك وتعال، لتحظى بالتكريم من الله سبحانه وتعالى. وسوف تنال أيضاً، الحياة الحقيقية في وجودك الحقيقي. تعال إلي الآن! لا يوجد من يقول هناك "أنا"، بل "أنت.. أنت!" لم يبقَ "أنا!" نحن نحاول، أيها المؤمنين، أن نفهم شيئاً، ولو قليلاً لنفيق من رقدتنا، قبل أن يُنادي علينا مناد السماء، "ارجع إلينا، ولا ترجع وأنت ملطخ بالأوساخ، مع نفسك القذرة!". حاول أن تكون طاهراً ونظيفاً على الدوام. الطاهرون معروفون بوجوههم المشرقة النضرة؛ "سيماهم في وجوههم"، والأنوار تشع منها. عليكم أن تتبعوا مثل هؤلاء. أُمرتم باتباع الأخيار من الناس. لذلك، نطلب كل ليلة من مولانا القطب، الذي يتحكم في كل شيء، في هذا الكوكب، أن يطهّرنا؛ فعندما نتطهّر، سيصبح لنا وجودا حقيقيا، فيقبلنا رب السموات. لأن من لا يتطهر، لا يمكنه أن يقف في الحضرة الإلهية. لذلك، عندما نقوم إلى الصلاة، يجب علينا قبل، أن نقف في حضرة الله سبحانه وتعالى، أن نتطهر ونتوضأ، لنكون مقبولين في الحضرة الإلهية.

يا الله، نحن ضعفاء. يا ربنا، نحن لسنا طاهرين، ولكننا نرغب في أن نكون كذلك. ارزقنا الطهارة، بحرمة أشرف خلقك في حضرتك القدسية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم).

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

 الفاتحة.

(40دقيقة). هذا جيد .. هذا جيد للفهم. علينا أن نسعى لنحصل على رقم يظهر الكمال. الرقم 40 رقم كامل. وقد استخدم لأغراض كثيرة. إذا داومت على شيء 40 مرة تناله. وإذا طلبت شيئاً 40 يوماً، فستحصل عليه. إنه رقم مهم من بين الأرقام. واظب عليه، فسيفتح لك معاني غريبة ويظهر لك أحوالا ... احتفظ به جيداً. إذا أردت أن تبلغ شيئاً ما فاتبعه 40 يوماً أو 40 مرة، فستصل إلى مرادك. رزقنا الله وإياكم سر الرقم 40.

الفاتحة.

. الحمد لله، هذا جيد. السلام عليكم. أهلاً يا مستمعينا، حاولوا أن تنالوا الحياة الحقيقية.

 

 

 

 

 
  3100368 visitors