شمس الشموس
  01.04.2011
 

بسم الله الرحمن الرحيم


صحبة الجمعة


مولانا سلطان الأولياء الشيخ محمد ناظم الحقاني

                              

01.04.2011


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . إننا نتقرّب كلّ جمعة من يوم القيامة . الله اكبر الله اكبر لا إله إلاّ الله الله اكبر , الله اكبر ولله الحمد . الصلاة والسلام على سيّد الأوّلين والآخرين سيّدنا محمد ومن تبعه إلى يوم القيامة .

أيّها الناس نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم . أيّها الحاضرين أحب أن تشاهد البشرية بأكملها هذا الخطاب في هذه الجمعة المباركة . ما أقوله هو للبشرية بأكملها . لقد عاهدنا الله تعالى عندما قلنا أنت ربّنا , بعد سؤاله تعالى ألست بربّكم ؟ لقد عاهدناه يوم الميثاق , فألبست أرواح البشر لباسا جميلا  , لا تستطيعوا أن تتصوروا مدى جماله في الحضرة السماوية . خضعت الأرواح وقالت يا ربّنا أنت خالقنا فألبسوا لباس التكريم . عندما سأل الله هل أنتم عبادي ؟ هل تقبلون بعبادتي؟ أجاب الجميع : نعم . أنت ربّنا ونحن عبادك الضعفاء . فقال عزّ وجل : يا عبادي لتكونوا ملبسين بلباس عبادتي هو آخروأعلى مرتبة . لتكريم المخلوقات من قبل السماء ألبست البشرية بأكملها هذا الباس . لكن ماذا حدث لاحقا ؟ مدد يا سلطان الأولياء .

بعضهم حافظوا على عهدهم بأنّهم عباد الله . وذلك اللباس المقدّس مازال ثابت عليهم . ومنهم من لم يحافظوا على عهدهم بهذه الحياة ونسوا أنّهم ألبسوا ذلك اللباس من التكريم , وقالوا " نحن لسنا بعباد لقد ضعنا " . هذا كلّه حدث مع من إدّعوا ونسوا عهدهم  ويقولوا أننا لسنا بعباد ولا يقبلوا أن يكونوا عباد . فإتّبعوا أسوأ الأساتذة , أي الشيطان  . فهو يقول نعم أنا أقودكم . وهكذا نسوا التكريم ونسوا عبادة الله . وأصبح كلّ منهم يصيح أنا فلان , أنا الملك و أنا أدميرال , أنا قائد ميدان , أنا رئيس وزراء , وأنا الرئيس . لكن كيف أصبح رئيسا ؟ هل أصبحت رئيسا دون تصويت الشعب ؟ بالنسبة له فهو يعتقد "هم إنتخبوني  على إنني لست عبدا . أنا شخص مميز وأنتم عبيدي وأنا الرئيس ." من أعطاك هذا الشرف ؟ ألم يكن شعبك ؟ الشيطان يحاول أن يقنع الناس بأن لا يقبلوا أن يكونوا عباد الله , ربّ السماوات . لذلك قال الله تعالى " إنّا منتظرون " . أي أنّ الله يترقب ماذا سيحصل لكم ؟ ما الذي سيحلّ بكم عندما تنسون العهد ؟

أؤلئك الناس لا يتركوا أممهم عباداً لله , التي هي صفة للتكريم ,  بل يجعلوهم عبيدا , والعبودية لا يوجد فيها أيّ تكريم . أجل يجعلوا الناس عبيدا ويضعوا لهم إحدى الخلفاء ,من تبعة الشيطان . من هو ذلك الشخص الذي ممكن أن يضعوه  ؟ مثال على ذلك الرئيس المصري , الديكتاتور في ليبيا , في اليمن , في تركيا , في دمشق وغيرهم  .  لا تقبلوا أن تكونوا عباد الله الآن سأجعلكم عبيد لممثلين الشيطان . والدكتاتوريين هم ممثلين الشيطان . عندما يطفح الكيل عند الشعوب ويقولوا لرؤسائهم إذهبوا , يحضّر الرؤساء أسلحة جديدة ويجلبوا أسلحة نووية ويرموها على الناس الذين لا يقبلوا بعبوديتهم . فالديكتاتور منهم يقول أنا الله ويجب أن تطيعوني وإلاّ سأقتلكم .

هذه هي الحال الآن من الشرق إلى الغرب . والعيب الأكبر هو الحال في العالم الإسلامي . فالله يأمرهم أن يكون هناك سلطان واحد على الأمّة الإسلامية بأسرها . لكن المسلمين وصلوا إلى مرتبة من الجهل لا يوجد أسوأ منها . الناس يقولوا أنّهم لا يريدوا إطاعة الرئيس ولا خلفاء الشيطان , لكن الرؤساء يقولوا " هذا الكرسي لي وكلّكم عبيدي , وإن لا تطيعوني سأقتلكم جميعا ."  

تشخيص

هذا الفحص والتدقيق الحالي في الأمم هو دقيق مئة بالمئة . ربّ السماوات والأرض يقول لسيّد الأوّلين والآخرين خاتم الأنبياء " أيها الحبيب لا تعتقد بأنني أعطي الخيار أو الفرصة للناس أن يكونوا كفرعون أو نمرود . لا . إنني أعطي الجميع الفرصة ليكونوا رقم واحد . لكن الجميع كالقذّافي . يذهب واحد فيحلّ مكانه آخر . فأنا أعطيهم الفرصة ليكون أحدهم  قائدا أو الرقم واحد . لكن ما يحصل أنه إذا ذهب نمرود عن العرش تجد خليفته مثله .

ونلحظ الآن أنّ كلّ الأمم العربية والتركية وأمم أخرى تطالب بتغيير دساتيرها . قد يغيّروا الدستور ويأتوا بآخر , لكن الناس بلا عقول . ألا يعلموا أنّ كلام الله أصدق القائلين . الكلمات الصادقة تأتي من الله . فيا أيّها الناس إذا غشّيتم بالطريقة ذاتها ستصلوا إلى ما وصل إليه السابقين . أيها الناس إن تحافظوا على ما أرسل إليكم من السماء كقوانين سماوية تنقذون أنفسكم من التنين ومن النماردة . وإن أتى الحكّام  بدستور جديد  لكم , سيحاولوا الإحتفاظ بجميع النقاط المهمّة بأيديهم . نعم سيضعوا قوانين جديدة لكنهم سيحتفظوا بالقضايا الحسّاسة في أيديهم . إنهم يوهموا الشعوب بأنّهم أجروا تغييرات لكن جميعهم نماردة يغشّون الناس . لذلك هم يصرّوا على إصدار قوانين خاصة بهم ويقولوا نحن لدينا قوانينا . من يأذن لكم بفعل ذلك ؟ هؤلاء تخرّجوا من مدرسة الشيطان , ولديهم شهادة من الشيطان . لا تصدّقوهم عندما يقولوا أنّهم يجلبوا قوانين جديدة . هم تلاميذ الشيطان الذي يحضّرهم من أجل غشّ الناس ولجلب المشاكل الكثيرة للناس .

فقوله تعالى " إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان " و هذه العدالة  أرسلت من السماء إلى  الأنبياء والمختارين . في الوقت الحاضر الأمم بأكملها يرفضون جميع الرسل والأنبياء و خاصة في العالم الإسلامي . وأتاسّف لقول ذلك . العالم الإسلامي غٌشّوا من الشيطان فتراهم يأتون بدستور جديد يخضع لأهوائهم . لذلك لا يوجد نتيجة في مصر ,الشام ,اليمن ,إيران ,العراق  ,الأتراك , تونس ,الجزائر وباقي الدول العربية . ليس من الصائب أن يكون في العام الإسلامي أكثر من إنسان له الصلاحية في حكم الناس .

لما يخاف الناس من الصين ؟ لأنّهم يطيعون شخص واحد . لما هذا التقسيم في العالم العربي ؟ الله يأمر بسلطان واحد وإمام واحد . قبل هذا كلّه يجب أن يكون للعالم الإسلامي إمام واحد الذي يحدد الصلاحيات للناس . العالم يخافوا الصين لأنّهم يطيعوا شخص واحد . لما يخالف الإسلام أمر الله ولا يكن لهم إمام واحد . لذلك أوّل صفعة ستكون للعالم الإسلامي . إنّكم تروا ما يحلّ في العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة .

    أتأسف عندما أسمع المصريين يقولوا أنّهم المرجعية الدينية وأنّهم موّكلين للكلام عن الإسلام . ماذا يقول الإسلام ؟ أن تحضروا دستورا ؟ لماذا أرسل الله الشريعة الإسلامية ؟ ألا تخجلوا القول بأنّكم المرجعية الإسلامية ؟ الشريعة تقول لكم أنّ تحضروا شريعة , لا أن تحضروا دستورا  تبعا لهوى أنفسكم . لذلك ستأتي الصفعة تلوى الأخرى على العالم الإسلامي إلى أن يبايعوا إمام وسلطان واحد للإسلام . ولن يحلّ ذلك إلى أن يأتي سيّدنا المهدي عليه السلام .

أيّها الناس الذين لا يبالون بهذا الأمر . من يصغي  ويستمع لما يقال سيتلقّى صفعة , لكن من لا يهتم أبدا سيتلقّى مئات الصفعات . رجال الدين هم مثل أعلى للناس . ولن ترسي السفينة على برّ الأمان إلى أن يختاروا إمام واحد .

لقد ضرب الله للناس مثل هاروط وماروت . فهما لم يحافظا على الأوامر السماوية لذلك عوقبا . فقلبت أجسادهما  ,  فأصبح رأسيهما إلى أسفل وأرجلهما إلى أعلى . وجازاهما ربّ السماوات بالعطش . فلم يكن بين أفواههما والماء سوى عشرة سنتيمترات , لكنّهما لم يتمكّنا من الوصول إليه إلى أن عادا وحافظا على الأوامر السماوية . عندها فقط تمكّنا من الشرب . لقد ضرب الله الكثير من الأمثال , والشكر للله . الحال الآن في العالم الإسلامي مماثلة , إذ أنهم لا يقبلون الأوامر السماوية ويضعون دساتير خاصّة بهم . الله سيجعلهم كهاروط وماروت .

أيّها العرب إسمعوا وعوا أنتم أوّل من سيعاقب . إنظروا ! إنّ العقاب السماوي بدأ بالحكومات العربية الواحدة تلوى الأخرى . وهذه هي البداية وستأتيهم الصفعات . سيروا ماذا سيحّل بهم بعد أربعين يوم . من يصرّ على فبركة دستور ضدّ شريعة الله ستأتي الضربات على رأسه . هم عرب ونحن عجم . أوّل عقاب سيكون للعرب . ستروا أن العالم العربي سيحلّ به عقاب كبير إلى أن يقول أحدهم  أنا سأتبع القوانين السماوية التي أرسلها الله لنا لإتّباعها في حياتنا الدنياوية وفي الجنّة . غفر الله لنا .

هذا محيط لا ينتهي بساعة أو إثنين أو شهر أو سنة . لكن يكفي لمن يفكّر بها ومن لا يفكّر بها . إنّ الصفعات السماوية ستأتي على رؤوسهم . " إنّ الله لا يغيّر بحال قوم ما لم يغيّروا ما بأنفسهم " . سيصفع العباد ويضربوا ويعاقبوا إلى أن يقبلوا  الطريق السماوي , الحق , أي الدستور السماوي  . لن ينتهي العقاب إلى أن يقبلوا دستور القرآن الكريم .

أيّها الناس حافظوا على الأدب والإيمان والإخلاص مع الرسول ص لتسعدوا في الدنيا والآخرة .

الفاتحة   


 
  3100609 visitors