شمس الشموس
  20.05.2011
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

الفارس الأخضر وعصر الخوارق

 

مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره

20 أيار 2011

عهد المهدي عليه السلام عهد الخوارق. والتجلي الذي يكون في ذلك العصر لن يكون عادياً. الآن كل الأمور تجري على سنة الله (أي على حسب السنن الكونية). وأما عند الظهور، فستجري الأمور بقدرة الله. وهذا التجلي؛ تجلي "قدرة الله"، سيأتي لنصرة الإسلام، آخر الأمر. فعند الظهور، سيصل الأمر إلى الكمال، ولن تمشي الأمور بسنن الله في الكون، بل بخوارق العادات؛ أي "بقدرة الله". وسيظهر قوة الإسلام كاملة تامة.

 

نعوذ بالله من غضب الجبار. أستغفر الله. (دعاء ما بعد الأكل). بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيداً، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك يا الله. نعمة جليل الله، بركة خليل الله، الشفاعة يا رسول الله. اللهم احفظ وأكرم وأنعم صاحب هذا الطعام والآكلين.. اجعل مأكلنا ومشربنا قوة لأبداننا ونوراً في قلوبنا وشفاءً لصدورنا. هدية إلى شرف النبي وآله وصحبه ومشايخنا وحضرة شيخنا وللمؤمنين الفاتحة. آه يا ربي، آه يا ربي شكر.

 

(مولانا الشيخ ناظم يخاطب مولانا الشيخ هشام): أرى أن ترجعوا إلى أمريكا مباشرة بعد مغادرتكم إندونيسيا. أظن أنه لم يبق وقت. وهذه المنطقة لن تسكن ولن تستقر فيه الأوضاع. بل بدأت تتدهور وستستمر هكذا.

 

منذ سنة 1946 يريدون إشعال الحرب العالمية الثالثة. ولكن تم تأخير الأمر حتى تكمل قوة تكنولوجيا الكفرة الفجرة، وقد وصلت الآن إلى أقصى حدودها، ولم يعد هناك مجال للمزيد. والآن سوف يحدث ما يجب أن يحدث. انتهى!

 

لذلك، لا أرى يا شيخ هشام أفندي، أن الأوضاع ستتحسن وتنصلح الأمور بالمباحثات والمناقشات والاجتماعات. زمن المباحثات قد ولى وانتهى دوره. ما يقومون به من مباحثات ومناقشات ما هي إلا مماطلة، ليصلوا إلى شفير الملحمة الكبرى. فهذه المباحثات والاجتماعات والمحاكمات إما هي لتمرير الوقت، حتى يأتي وقت اندلاع الملحمة الكبرى. فكل أمر بوقته مرهون. يأتي الأمر المحتوم ويقطع تلك المماطلات. انتهى! لذلك، لا أظن أن الأوضاع ستعود كما كانت. أمان يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله. اجعلنا يا ربي في حرزك وحفظك وأمانك وعفوك وكرمك يا الله! أمان يا ربي، لا تجعلنا من الذين يستحقون الانتقام الإلهي! الله الله الله الله ..

 

الشيخ نبيل: ذلك الفارس الأخضر الذي شوهد في ميدان التحرير في مصر من الكرامات؟

مولانا الشيخ ناظم: إنما كان هذا شيئاً بسيطاً، لتهيئة النفوس ولإيقاظ الناس. حصل شيء ما، ولكن الناس يؤولون، كل على حسب عقله. العقل يقف عند مثل هذه الظواهر. أن ترى إنساناً يركب على حصان يطير بين الناس ثم يختفي في السماء، خارجة عن نطاق العقل. وإنما ظهر ذلك، حتى يستيقظ الناس من رقدتهم.  ثم إن أهل الفن (العلماء) الماديين، يحاولون جهدهم لإيجاد سبب مادي مقنع لتلك الظاهرة، ويقولون أن هذا تخيل. هكذا هم يقولون. ولكن حصل شيء ما، إذ لا يعقل أن جميع من كان في الميدان تخيلوا هذا الأمر. فقد شاهد تلك الظاهرة الكثير من الناس. فإذا كان إنساناً واحداً نقول، اختلقه أو هذا من نسج خياله. ولكن أشخاصاً عديدة شاهدت تلك الظاهرة. لذلك، لا مجال للإنكار. والآن يؤولون تلك الظاهرة بتأويلات عديدة. ولكن هذه الظاهرة كانت حقيقية وأمر صحيح، وهي من علامات دخول عصر الخوارق، حتى يتنبهوا، حرصاً لهم هنا وهناك. فإذا ما سمعوا وتداركوا أمرهم، فسوف يزاحون عن الوجود. اللهم احفظنا! آمين. الفاتحة .. اللهم احفظنا من الغلط في الفهم والكلام.

 

الشيخ نبيل: سبحان الله! المسيحيون صدقوا تلك الظاهرة وقالوا أنه "سانت جورج". أما المسلمون، فقد قالوا أنه خيال، أو انعكاسات ضوئية.

مولانا الشيخ ناظم: المسيحيون تقدموا في الأمور الملكوتية. ولكن المسلمين، وللأسف نزلوا من العلويات إلى السفليات. فإنكار المسلمين للإسلام أشد من إنكار النصارى. المسلمون ينكرون الروحانيات أو المعنويات التي هي من أسس دين الإسلام. فالإسلام محمّل بالمعنويات. ولكن الدكاترة (دكاترة الشريعة) في هذه الأيام، أصلحهم الله، يريدون أن ينزلوا كل شيء موجود في الملكوت ويفسروه بطرق مادية. يريدون أن ينكروا كل شيء متعلق بالروحانيات. لا يوجد روحانيات في الدين عندهم. وقد بدأت تلك الفكرة مع الشيخ جمال الدين الأفغاني ومن بعده تلميذه الشيخ محمد عبده. فأتباع هؤلاء يربطون كل شيء بالماديات. النصارى لديهم رغبة أكثر للروحانيات. ولكن للأسف، لدى المسلمين لا يوجد ثمة رغبة للروحانيات. حفظنا الله من الوقوع في فخ الشيطان. توبة يا ربي، أستغفر الله. الفاتحة.

 

ينكرون كل شيء متعلق بالروحانيات. وقد أصبحت كل البلدان الإسلامية، هكذا، ماديون، لا روح لديهم. {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}. ولذلك، يوم القيامة يُأمر بإحراق الأجسام المادية حتى يتخلص منها الأرواح، فيحترقون ويحترقون ويحترقون .. نعوذ بالله!

 

أيها الناس اعملوا جهدكم لكي تقبلوا بالروحانيات. فتلك هي ما ينقصنا الآن في عالم الإسلام، في زمن أصبح الناس لا يصدقون أي شيء يتعلق بالروحانيات. يحاولون أن يفسروا الروحانيات بالماديات. نعوذ بالله .. نعوذ بالله .. نعوذ بالله .. الفاتحة.

 

الشيخ نبيل: من كان ذلك الرجل الأخضر الذي ظهر في ميدان التحرير؟

مولانا الشيخ ناظم: هو من أصحاب النوبة. الولي المسؤول. لأن مصر محروسة. وليس بالأمر السهل.

مولانا الشيخ هشام: ما شاء الله سيدي. أصحاب النوبة كثيرون.

مولانا الشيخ ناظم: (وهو يضحك) هل أحصيتهم؟

مولانا الشيخ هشام: أنا لا أعرف أحداً سيدي، لا أعرف أحداً سواك.

مولانا الشيخ ناظم: إذن لماذا تقول كثيرون؟

مولانا الشيخ هشام: أليسوا كثراً؟ .. أقله 40.

الشيخ نبيل: هو من العالم النوراني، أم أنه من بني آدم؟

مولانا الشيخ ناظم: أصحاب النوبة من أهل الأرض. ولكن ذاك جاء من عالم الملكوت. يوجد من أهل الفضل من يخلع جسده المادي ويلبس جسده الروحي .. الله .. الله .. الفاتحة.

الشيخ نبيل ينشد: حـدث لـي جـدك طـمـنّـي    لأجـلـه أفــضـل مـتـهـنّـي

                     أنا من حسين وحسين مني   أنا من حسين وحسين مني

                     ده مين ده ينكر فضله ليـه    مـدد يـا مـولانـا  يا حسيـن

                     مدد يا بو زيـن العـابـديـن    مـــدد مـــدد مـــدد مـــــدد

                                       مدد يا مولانا يا حسين

مولانا الشيخ هشام: هو من أصحاب النوبة سيدي ..

مولانا الشيخ ناظم: هو من أصحاب الهيبة.

 

 
  3100601 visitors