شمس الشموس
  27.05.2011
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أترك حمارك في الخارج وادخل الحضرة 

مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره


27 أيار 2011

(مولانا الشيخ يقف)، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ألف صلاة وألف سلام عليك وعلى آلك وصحابتك يا خير خلق الله أجمعين. الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم، (مولانا يجلس) .. مدد يا رجال الله، مدد، مدد!

أيها الناس! أيها الحاضرون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تلك بركات من السماء لأهل الأرض. فعندما نقول، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تنزل البركات على الذين بدأوا بالسلام وعلى الذين ردوا السلام.

أيها الناس! اسألوا الله الرحمة، من بحار رحمته اللا متناهية، واسألوا منه الغفران والبركة لعباده الضعفاء!

أيها الناس! كفاكم سكراً، وانتبهوا من غفلتكم! فإنكم لم تأتوا إلى هنا لتسكروا. بل جئتم لتدركوا شيئاً ولتزدادوا فهماً! .. مدد يا سلطان الأولياء، مدد يا رجال الله! .. لقد أرسلكم الله جل وعلا إلى هنا لتتعلموا ثم تقوموا بتطبيق ما تعلمتموه. ولكن السكران لا يستوعب شيئاً. ويخرج من الدنيا، وهو لم يفهم شيئاً من حقائق الأمور، إلى حياة الآخرة. والحياة هبة من الله سبحانه وتعالى، (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى). وهو خالقنا وبارئنا. ولو وقفنا إجلالاً وتعظيماً له تعالى، إلى يوم القيامة ما كنا لنوفي من حقه شيئاً! واجب علينا أيها الناس، تعظيم وتمجيد خالقنا وربنا سبحانه وتعالى، حق التعظيم! (مولانا يجلس).

 

أيها الناس! اسمعوا وعوا، واتبعوا سبيل الرشد، الذي يوصلكم إلى العوالم الملكوتية الخالدة. ولا تضيعوا فرصتكم، التي منحه الله سبحانه وتعالى لكم. تعلموا واعملوا شيئاً يرضي خالقكم؛ ربكم ورب العالمين، من الأزل إلى الأبد. وإياكم أن تظنوا أن حياة الإنسان يتراوح ما بين يوم إلى مائة سنة. أبداً!

 

(مولانا يقف). إن الله سبحانه وتعالى، هو أكرم الأكرمين .. سبحانك يا رب، سلطانك يا رب! (مولانا يجلس) ونحن البشر من بين خلقه أوفرهم حظاً وقد نلنا من التشريف ما لم ينله غيرنا، ولا حتى الملائكة، الذين تمنوا أن ينالوا ذلك التشريف. إذ قال الله سبحانه وتعالى، {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّيِ جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةٌ}، (البقرة:30). أي سأحضر من عوالمي الملكوتية اللا متناهية خلق جديد، ليعيش في الأرض وليكون خليفة لي. لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ثم كرمه تكريماً لانهاية له، (مولانا يقف تعظيماً لله عز وجل) اللهم هون علينا القيام بطاعتك وإلى الأبد! فمقصودنا أن نسبحك ونعظمك تعظيماً مستمراً لا تنتهي بانتهاء هذه الحياة الدنيا. بل تعظيماً مستمراً سرمدياً، (مولانا يجلس).

 

نحن لا نريد أن نعيش من أجل تحقيق مطالبنا الجسدية فقط، من أكل وشرب ومتع جسدية أخرى. فهذا الجسد سيستبدل بجسد آخر في الجنة. ولكن سعادتنا الحقيقية وشرفنا الحقيقي، هو أن نقف في حضرة القدس وقوفاً سرمدياً خالداً وإلى الأبد .. اللهم إنا نسألك حياة سرمدية لنقوم في حضرتك نسبحك ونعظمك!

 

الناس في هذا العصر، لم يعد يفهم مثل هذه الأشياء، وإنما جل ما يفهمونه متعلق بكيانهم المادي؛ أي حمارهم. ليس المهم الحصان وإنما الفارس. فالفارس، ربما يكون عزيزاً، ذو جاهٍ أو ملكاً أو سلطاناً. فعندما تقترب من البوابة لتدخل قصر جلالة الملك، تترجل عن حصانك، ثم تدخل. ولذلك عندما وصل أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه، إلى ما وصل إليه من منازل القرب بالعبودية، سأل ربه جل وعلا، "كيف أدخل إلى حضرة قدسك وقد جئت إليك ملبياً دعوتك؟" فنودي، "يا أبا يزيد أترك حمارك (نفسك) في الخارج وادخل الحضرة!" .. أي لا أقبل أحداً يدخل في حضرتي مع حماره! .. أيها الملائكة خذوا حماره إلى الإسطبل، وليدخل إلي مترجلاً!

فعندما يؤخذ منا حميرنا، نكون من الذين تشرفوا بتلبية دعوة الله لنا عز وجل، {وَاللهُ يَدْعُوا إلَى دَارِ السَّلامِ}، (يونس:25). وعندها يؤذن لنا بالدخول. ولكن المؤسف أن تجد الناس في كل مكان، همهم إشباع رغبات أحصنتهم أو حميرهم. فهم يعيشون للأكل والشرب واللبس وشيء من زينة الحياة الدنيا. هؤلاء يعيشون فقط لحاجياتهم  المادية ولحقوقهم الجسدية أو بتعبير آخر، لحميرهم أو أحصنتهم.

لا يؤذن لأحد بالدخول في حظيرة القدس بحصانه أو بحماره. ولكن أبناء هذا العصر يعيشون فقط ليأكلوا ويشربوا ويلهوا أنفسهم بالمتع الجسدية والجنسية ولا شيء غير ذلك. وأولئك الذين لا هم لهم إلا هذا، فسوف يؤخذ بهم إلى أرض جديدة، حتى يتم تخليهم عن حميرهم. فإذا تخلوا عنهم فسيؤذن لهم بالدخول في حظيرة القدس، وإذا لم يتخلوا عنهم فلا يؤذن لهم أبداً، حتى يتخلوا عنهم. لأن المادة هي ليست أصل ذواتنا الحقيقية. ولكننا أهبطنا إلى الأرض لنعرف حقوقنا، ولنتعرف عن هويتنا الحقيقية، ولأي شيء خلقنا، وفي النهاية نعود إلى حيث خلقنا فيه.

ولكن للأسف الكل يجري خلف الملذات المادية. وملخص حياة طالب الدنيا الاستمتاع فقط. هذا هو غاية وجوده، على حسب ظنه. وهذا مفهوم خاطئ، أن ينشغل الناس بالماديات فقط؛ فيقتلون وينهبون من أجلها، ويغفلون عن المظاهر القدسية، التي خلقها الله سبحانه وتعالى في حضرته.

أيها الناس! تعالوا وأنصتوا. وتعلموا وافهموا شيئاً عن ما جاء من قبل الأنبياء عليهم السلام، وعما أنزل عليهم من وحي السماء. فالأنبياء لم يقوموا بدعوة الناس لهذه الحياة المؤقتة في هذه الدنيا، وإنما قاموا بإرشاد الناس إلى الطريق الذي يؤدي إلى الخلود في الجنة.

 

أيها الناس! تعالوا شغلوا عقولكم وابذلوا كل ما عندكم من طاقة لحياتكم الأبدية، واطلبوها واعملوا من أجل الحصول عليها. ولكن يؤسفني القول بأن الناس سكارى ولا يفهمون أي شيء عن هذه الجوانب. بل يتبعون سبل الشيطان. غفر الله لنا!

أيها الناس! استغفروا الله على الأقل في اليوم 70 مرة .. أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله ..  يا ربنا إننا نبرأ من هؤلاء الناس، الذين لا هم لهم إلا الحياة الدنيا المؤقتة.  ومن لم يترك سبل الضلال، فلن يعرف السعادة واللذة الحقيقية، وحقيقة الكمال، التي أعدها الله سبحانه وتعالى لعباده.

أيها الناس! اسمعوا وأطيعوا واعملوا لآخرتكم، تنالوا سعادة الدارين في هذه الدنيا وفي الآخرة. غفر الله لنا! اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. صل يا رب وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين وآل كلٍ أجمعين والحمد لله رب العالمين.

(مولانا الشيخ هشام يقوم بالدعاء).

 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ربنا تقبل منا بجاه من أنزلت عليه سورة الفاتحة.

 

 
 
  3100491 visitors