بسم الله الرحمن الرحيم
"بشر القاتل بالقتل!"
مولانا الشيخ ناظم الحقاني
صحبة الجمعة 13 أيار 2011
(مولانا الشيخ يقف).
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر على من تكبر وتجبر! خزاهم الله! ينتقم الله منهم! جهنميون، جبابرة القوم. أستغفر الله. ثم الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، رسول الله، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. يا سيدي يا رسول الله، شفاعة يا رسول الله! أنت حاضر معنا، لا شك ولا شبهة. قال الله سبحانه وتعالى، {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ}. (مولانا يجلس). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم.
أيها الناس، يا عباد الله، كونوا عباد الله ولا تكونوا عبيداً للشيطان! {إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذوُهُ عَدُواًّ}، (فاطر:6). سبحان الله. مدد يا رجال الله! اللهم ارزقنا الفهم الصحيح.
أيها الحاضرون، أينما كنتم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، كونوا عباد الله! إن كنتم من البشر، فاعلموا ما هي مهمتكم في هذه الحياة. أما إن كنتم من عالم الحيوان، فإن كنتم حميراً مثلاً، فتعلموا كيف تؤدون مهمتكم في الحياة، كحمير. الحمار يعرف دوره جيداً في هذه الحياة ويتقنه. وأنت أيها الإنسان ألا تعرف مهمتك؟ .. الحمار يعرف والثعلب يعرف والذئب يعرف، وأنت أيها البشر لا تعرفون ما هي مهمتكم؟ .. تفووو على أولئك الذين لا يعرفون دورهم ومهمتهم في هذه الحياة الدنيا! عار على الإنسان أن لا يعرف دوره في هذه الحياة، بينما الحيوان يعرف دوره جيداً ويقوم به. أيحسبون أنهم خلقوا ليقتل بعضهم بعضاً؟ تفووو على هذه المهمة! أبناء القرن الواحد والعشرين يحسبون أن مهمتهم في الحياة هو قتل الناس وإيذائهم، ويحسبون أن الرجولة في القتل. ما يقوم به أبناء هذا القرن من أعمال يأنف منها الحيوانات. لن ينال هؤلاء تكريماً أبداً. بل يأخذهم بطش الله سبحانه وتعالى في لحظات، {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}، (البروج:12). أنظروا ماذا يجري حولكم!
يؤسفني القول، أن المسلمين يقاتلون رؤساءهم وحكامهم. والحكام يقتلون شعوبهم. والشعوب ضعفاء، وليس في أيديهم شيء. ولهم مطالب. يطلبون شيئاً من حقوقهم التي جعلها الله سبحانه وتعالى أمانة في أيدي حكامهم الطغاة. ولكن الجبابرة الطغاة رفضوا الإذعان لمطالب شعوبهم. قال الشعب، "نريد أن تردوا لنا كرامتنا" فأجابوا لهم، "الكرامة لنا وأنتم مداس أقدامنا، وعبيد لنا. نحن كما قال فرعون لأهل مصر، {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلىَ}. أنتم تحت أقدمنا، إن شئنا أطعمناكم وسقيناكم وإن شئنا قتلناكم وإن شئنا جعلناكم تعيشون. والسلطة جميعاً في قبضتنا". يؤسفني القول، بأن العديد من جبابرة العالم الإسلامي ينهجون نهج فرعون، وهم غير مسلمين، ولا يقبلون كلاماً إلا كلامهم.
ونرى في هذه الأيام الرئيس الليبي والرئيس المصري والرئيس العراقي والرئيس السوري والرئيس اليمني يرفضون التنحي ويقولون، "لن نتخلى عن الحكم حتى الموت" أدعو الله أن يرسل إليهم عزرائيل، ليأخذ أرواحهم إلى الجحيم! رسول الله يقول، صلوات الله وسلامه، "بشر القاتل بالقتل!" (مولانا الشيخ يقف ثم يجلس).
قل لهؤلاء الذين يقتلون ويذبحون الناس، "بشر القاتل بالقتل". والفعل "بشر"، مستعار للإنذار والوعيد على طريقة التهكم. بشر هؤلاء الجبابرة الطغاة الذين يقتلون شعوبهم العزَّل، المجردة من السلاح. ويذبحونهم كما يذبح الشاة. يحضرون الأسلحة الثقيلة ويمطرون عليهم بوابل من الرصاص، يقتلون الأطفال والنساء والعجائز والشباب، من غير أن يقترفوا أي جرم، ثم يقولون، "نحن وعائلاتنا المالكون الشرعيون لهذه البلاد" .. لا، هذا غير مقبول إطلاقاً. "بشر القاتل بالقتل"!
كان في قديم الزمان حاكم ظالم يعيش في بغداد. وكان يقول، "أنا صاحب الأمر ولا يوجد أحد غيري!" وكان يقتل الناس بالمئات والألوف. وينادي في الناس، "أنا هنا!" وأقول لكم يا جبابرة القوم، {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}. خذوا العبرة من هذه الأمثال! هذا الذي كان ينادي، "أنا هنا .. أنا الحاكم .. أستطيع أن أفعل ما أريد!" ماذا حدث له؟ وكيف انتهى حياته؟ لقد انهى حياته وهو معلق على حبل المشنقة. أيها الجبابرة الطغاة الذين يحاربون شعوبهم، خذوا العبرة من هذه القصة، وإلا ستندمون! لأن الرسول عليه الصلاة والسلام، الذي {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}، (النجم:3-4) يقول، "بشر القاتل بالقتل"! ولذا، سيكون عاقبتكم الشنق أو الموت بالرصاص. لم يبق لهؤلاء أمل. لن يمهلهم رب العالمين أكثر من ذلك. فهم لن يبقوا في الحكم بعد الآن. بل، {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، (الفجر:14). ربكم وهب لكم الحكم ومكّنكم من رقاب شعوبكم، لينظر ماذا تفعلون. هل ستحكمونهم بالعدل أم تظلمونهم؟ ولكنكم اتبعتم الشيطان ومكنتموه من رقابكم. وهو مسرور الآن، بتمكنه من إيقاعكم في الفخ الذي نصبه لكم.
فالحذر الحذر يا ملوك العرب .. يا أيها الملوك شرقاً وغرباً، ويا أيها الجبابرة شرقاً وغرباً، {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلىَ اللهِ}، (البقرة:281)، فيومئذ لا مفر أمامكم من عدل الله. فعدله عدل مطلق. أوقعتم أنفسكم في فخ الشيطان، وسيقع عليكم الحكم الإلهي.
أيها الجبابرة الطغاة! لا تقولوا، "نقتلهم وانتهى الأمر". أقول لهؤلاء؛ ملوك وجبابرة العرب والمسلمين، وأحكي لهم حكاية عن الحجاج الظالم، سجلتها الكتب القديمة. أنتم تعرفون أيها العرب، الحجاج الظالم! كان أكبر مثال للجبابرة الطغاة. وعندما توفي، رآه أحد الصالحين في المنام، وسأله، "ما فعل الله بك؟" فرد عليه، "قتلني بكل قتيل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة". وسعيد بن جبير من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
أيها الملوك! ربما تمهلون شهراً أو سنة أو عشر سنوات أخر، ولكن في الأخير ستموتون. وما نتحدث عنه الآن هو العدل الإلهي الذي سيذيقكم عاقبة أفعالكم إلى يوم القيامة. كم من البشر أمرت بقتلهم يا بشار؟ لا مفر أمامك! يوماً ما سيقبض عليك وستقتل. وقد أُصدر الحكم من محكمة العدل الإلهي إلى الملائكة، أن تقطّع أو تُضرب بالنار .. وتضرب .. وتضرب ..
أيها الجبابرة الطغاة، يا علي عبد الله صالح، يا حسني مبارك، يا قذافي، يا رئيس العراق ويا رئيس تونس، يا من ظلمتم عباد الله وعاملتموهم بالسوء، ذلك اليوم الذي تنالون فيه جزاءكم، ليس ببعيد، ولا مفر أمامكم منه. كان ذلك تحذيراً من السماء للجميع. ما أنا إلا عبد ضعيف وعاجز عن مخاطبتكم. ولكنهم كلفوني أن أخاطبكم وأن أنصح لكم. فاتركوا القتل حالاً، وإلا ستجلبون على أنفسكم الهلاك ولن يكف الملائكة بقتلكم إلى يوم القيامة.
أيها العرب، أيها الرؤساء، أيها الملوك، سوف تحاسبون يوم الحساب! .. انتهى أمركم. أقتلوا ما شئتم، فسيكون مصيركم كمصير الحجاج الظالم! توبة يا ربي، توبة يا ربي. ولذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول، "اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين". فلا تتبعوا هوى أنفسكم! هو أعلم بوقت رحيلكم عن الدنيا. توبوا إلى الله واسألوا المغفرة منه، إن الله غفور رحيم.
تلك كانت النصيحة التي يلزم للملوك والرؤساء، أصحاب القوة والنفوذ. أنصحهم أن يكفوا عن البطش وإيذاء الضعفاء العزّل الذين لا حول لهم ولا قوة. أتركوهم وشأنهم .. أتركوهم وشأنهم، وإلا ستعاقبون بأسوأ العقاب. توبة أستغفر الله. لعل الله يعفو عنهم إذا مسكوا أيديهم عن الظلم وأعطوا مال الله لعباد الله، ويفرجوا همومهم وغمومهم. نرجو الله أن يعفو عنا، آمين. هذا تبليغنا من جهة ساداتنا الكرام. فغيرهم لن يتحمل مخاطبة الناس .. ما أنا إلا عبد مسكين .. أنا مثل حمار القوم. وإن تكلمت فغير مكلف .. "معليش" ..
مولانا الشيخ هشام: بل أنت سيد القوم، سيدي.
.. الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح مجنون. ولو رآه طبيب مختص لأعطى تقريراً على جنونه المطلق، وقال خذوه إلى مستشفى المجانين! .. فهو لا عقل له ..
أيها الناس .. أيها الناس، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وبالأخص، الرؤساء، الذين يملكون زمام الأمور وينضوون تحت إمرتهم الملايين من البشر، تلك كانت نصيحة ربانية لكم. إذا أردتم أن يعفو الله سبحانه وتعالى عنكم، وتقفوا في حضرته بوجه نضر مستبشر، فاتبعوا ما جاءكم من عند ربكم واقبلوه! وإلا فانتظروا عذاباً من السماء. وإن لم يكن اليوم فغداً وإن لم يكن هذا الشهر فالشهر القادم، وإن لم يكن هذه السنة فالعام القادم؛ ولكن كونوا على يقين أنه سيأتي حتماً ولا مفر منه. وسيؤخذ أرواحكم ولن تقدروا على الفرار من ملك الموت. كما سيحصل مع إبليس اللعين، آخر من يُقبض من الأرواح. فعندما يُقبض أرواح جميع الناس، يأتي الأمر إلى ملك الموت عزرائيل، أن اقبض روح إبليس. فينزل ملك الموت؛ عزرائيل، فينتهي إلى إبليس، فيقول: قف يا خبيث لأذيقك الموت. فيهرب اللعين إلى المشرق، فإذا هو بملك الموت بين عينيه، فيهرب إلى المغرب، فإذا هو بين عينيه .. أيها الناس لا مفر أمامكم! يوماً ما، ستجدون عزرائيل نصب أعينكم، وسيأخذ أرواحكم. حينها لن تجدوا مهرباً منه. {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ}، (النساء:78). انتهى.
وأنتم أيها العرب! لقد أثرتم لأنفسكم مشاكل بلا سبب، تصل مداها أقصى الشرق والغرب وأقصى الشمال والجنوب. وهذا عيب عليكم وملامة. وأهل الكفر يسخرون منكم ويقولون، إن كان دينهم على صواب، ما كان أتباعه بهذا السوء. ويقولون، "أنظروا ماذا يفعل المسلمون ببعضهم البعض!". هذا أكبر عار في حق الإسلام. أستغفر الله، أستغفر الله. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. يا ربي يا الله، توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله. نستغفرك اللهم ونتوب إليك، نيابة لهؤلاء الذين غرهم الشيطان. يا ربنا، يا ربنا، أنت تحكم بين عبادك، فكف أيديهم عن الظلم ولا تدعهم يرتكبوا ظلماً بعد الآن. والقتل من غير سبب من أعظم الكبائر. غفر الله لنا ..
.. توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله .. توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله، من كل ذنب ومعصية، من كل ما يخالف دين الإسلام. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك. يا ربي يا الله، احفظنا يا رب، احفظنا يا رب أن نتحرك بأمر الشيطان. نستغفرك ونتوب إليك، أن نتبع عدو الله؛ الشيطان .. توبة يا ربي، توبة أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، توبة يا ربي، توبة أستغفر الله، أستغفر الله .. اعف عنا يا كريم، ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيلك أعداء عبادك. توبة أستغفر الله. الفاتحة.
مولانا الشيخ هشام: ما شاء الله سيدي.
مولانا الشيخ ناظم: نأمل أن يعجب كلامنا سلطان المغرب .. كلام مكسور ولكن ..
مولانا الشيخ هشام: فصيح سيدي .. كان هذا مثالاً رائعاً، عن الحجاج الظالم، لم نسمع به من قبل، أنه يقتل 70 مرة لقتله الصحابي الجليل.
(784 مشاهد). (مولانا الشيخ هشام يعطي البيعة نيابة عن مولانا الشيخ ناظم).