شمس الشموس
  14.07.2011
 

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم 
  

الصيام تساعد على صيانة توازن الجسم 
 

 سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره

13 شعبان 1432 – 14 يوليو 2011


بسم الله الرحمن الرحيم. نويت الصيام لله تعالى في هذا اليوم إرضاءً لربنا جل وعلا، وإرضاءً لحبيبه المصطفى، خاتم الأنبياء، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والصوم رياضة للنفس، يمسك فيه الإنسان عن الطعام والشراب ابتغاء وجه الله جل وعلا. والذي تدرب على الصيام، يكون أصبر على غيره في وقت الشدة، عندما لا يجد المرء ما يأكل أو يشرب. ففي مثل تلك الظروف، يكون أصبر على الجوع والعطش.

تلك كانت مقدمة للصيام. فبدون النية لا يكون العمل مقبولاً. ونيتنا يجب أن تكون ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى ونيل رضائه. فبرضائه ننال سعادة الدارين. وتلك هي الغنيمة. وبالصيام نتشبه لبعض الوقت بالملائكة، الذين لا يأكلون ولا يشربون، بل هم في تسبيح دائم لربهم وخالقهم جل وعلا.

ومن خلال الصيام نتدرب على الصبر ونحافظ على توازن أجسامنا وأعضائها المختلفة. وكما نقوم باستعادة توازن أجسامنا بالحمية الغذائية، فكذلك الصيام تقوم بتحريك المواد التي ادخرتها الجسم واستخدامها. فجسمنا تقوم بتخزين مواد ضرورية مثل الفيتامينات والحوامض الأمينية. وتلك المواد تفقد حيويتها مع طول مدة التخزين، لذلك يجب إخراجها من المخزن واستخدامها قبل أن تفقد حيويتها وتفسد، وينعم بذلك جسمنا بالصحة والعافية. والصيام فرصة لذلك.

وخلال فترة الصيام يتم حرق السعرات الحرارية المخزنة في الجسم. فمع مرور الزمن اكتسبت أجسامنا بعض الدهون التي أفقدتها رشاقتها. ولم نعد كسابق عهدنا عندما كنا شباباً. وأصبحنا نعاني من السمنة وقلة النشاط. والشخص السمين يكون بطيء الحركة خاملاً. تتعبه الحركة والمشي والعمل. والسمنة المفرطة غيرت من شكل الجسم وقامت بتشويهه. وللصيام دور فعال في إعادة التوازن للجسم وإعادة رشاقته، كما كان في السابق عندما كنا في فترة الشباب. والذي يأكل ويشرب دون حساب أو تفكير، يخسر رشاقته ويتشوه شكل جسمه. فيصبح هناك نساء ورجال قبيحوا المظهر. فالإنسان في شبابه يكون رشيق القامة ظريف الشكل. ولكن إذا لم يقم بتنظيم أكله، فمع مرور الزمن يصبح مثل الثور الذي يأكل ويأكل بلا حساب حتى ينتفخ بطنه ويزداد وزنه.

لذلك فهناك ما لا يعد ولا يحصى من الحكم في كل ما أوجبه الله سبحانه وتعالى علينا، ولكن الناس غافلون عنها ولا يعيرون أي انتباه لها. فأغلبهم أسرى لرغباتهم وشهواتهم النفسانية. فشهوات النفوس تسببت في تشويه ظواهرنا وأشكالنا الخارجية، كما أنها تسببت في تخريب بواطننا وطمر قوانا الروحانية حتى لا نتوق إلى أي شيء مقدس جاءت من عند الله سبحانه وتعالى.

لذلك من المهم أن يعرف الناس بعضاً من هذه الحكم ليحافظوا على رشاقتهم إلى ما بعد فترة الصبا، حتى يصلوا إلى سن الشيخوخة وهم ما زالوا في رشاقتهم .. تفهمون؟ ..  شكراً.

 

الفاتحة. 


 
 
 
  3100400 visitors