بسم الله الرحمن الرحيم
الرجال الإشراقيون
سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني
29 مارس 2011
نسأل الله جل وعلا أن يحشرنا تحت لواء الحمد، وأن يثبت أقدامنا على الصراط ويجعلنا من الذين يمرون عليه بسرعة البرق ويدخلنا إلى الجنة، بلا مشقة ولا نصب. اللهم زدنا نوراً على نور، واجعلنا من الذين حرمت أجسادهم من أن تأكلها الأرض في قبورهم. ولقنّا الجواب لسؤال منكر ونكير في الحال ومن غير مشقة. اللهم أفسح لنا في قبورنا واجعلها روضة من رياض الجنة. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، واجعل الفردوس الأعلى مأوى لنا يا ربنا! الفاتحة.
(مولانا يعطي البيعة للحاضرات من النساء).
كل المشايخ يرقدون في قبورهم بسلام .. مثلي ومثل هؤلاء المشايخ الكبار، أنهم دخلوا في قصر عظيم، وأجلسوني أنا خارج البوابة، على صندوق خشبي، مثل الصندوق الذي توضع فيه الخضروات، وقالوا لي، "يا شيخ ناظم، أنت البواب هنا، فاجلس هنا وخاطب الناس وقم باستضافتهم وتسليتهم!"
كل المشايخ في الداخل، ينتظرون في هدوء. لم يحن وقتهم بعد! .. إنهم في قوتهم كأمثال التنانين، نظرة واحدة إليهم تحرقك. قدس الله سرهم العظيم. الفاتحة.
(مولانا يتحدث مع جماعة جاءت من ألمانيا أصلهم أتراك من مدينة قيصرلي): "أوصلوا سلامي إلى جميع إخواننا في ألمانيا.. أهل قيصرلي من أنسبائنا. فزوجة الشيخ محمد (ابن مولانا الشيخ ناظم) من قيصرلي". يقول ذلك ويربت على كتف أحد المريدين.
مولانا الشيخ ناظم لأحد الحاضرين: "فتحت زاوية في نيلوفور في ألمانيا؟"
المريد: "نعم، يا سيدي، ببركتكم".
مولانا الشيخ ناظم: "المسؤول عن الزاوية، عليه أن يقرأ سورة الفتح كل يوم. وهي سورة مهمة جداً وعظيمة. لذلك إلزموا بقراءتها ولا تخافوا!" ..
مولانا يسأل أحد الحاضرين: "ما اسمك؟"
المريد: "إبراهيم يا سيدي".
مولانا: "أرجو المعذرة، ذاكرتي ليست كما كانت في السابق، بدأت أنسى الأسماء، لذلك أسأل عدة مرات .. من أين حضرتك؟
الضيف: "من فرانكفورت".
مولانا الشيخ ناظم: "ومن الإمام هناك؟ .. وإن لم يكن عندكم إمام، فليلتزم أحدكم بقراءة سورة الفتح يومياً. لأن الدنيا في هذه الأيام دخلت في ظروف شديدة وحرجة. وليس هناك سبيل لتجاوز تلك الأزمات إلا عن طريق الإيمان بالله. فقط المؤمنون سينجون والباقي سيُمحى عن الوجود. نعوذ بالله! .. انتبهوا جيداً! لا تخرجوا في الليل دون حاجة. ولا تتركوا نساءكم لوحدهن في البيوت، بدون حامٍ لهن. امنعوا صبيانكم من الخروج إلى الشوارع بعد صلاة المغرب. لا تبعثوا أولادكم إلى مدارس مختلطة. عليكم أن تنتبهوا لكلامي جيداً، لأننا مسلمون وهذا هو شرعنا! .. نحن من أمة خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم".
الضيف: "يا مولانا! .. هؤلاء يريدون أخذ البيعة منكم".
مولانا: "خذوا البيعة أيضاً من الشيخ محمد أفندي (ابن مولانا الأكبر). لا تنظروا إلى مظهره، الذي يظهره للناس (بتواضعه). فهو صاحب مقام رفيع وذو همة عالية. كل الأولياء الكبار يلتمسون نظرة منه. وما نحن إلا كورقة يابسة أمامه. وهو من الرجال الذين كمُلوا. وهو واحد من بين خمسة من الأولياء الكبار، الذين يعرفون، بالرجال "الإشراقيين". ولا يوجد مقام من مقامات الأولياء أرفع منهم شأناً".
الضيف: "أمدكم الله سبحانه وتعالى بمزيد من القوة يا سيدي، وأطال الله بقاءكم معنا!"
مولانا: "ماذا سنفعل بالقوة في هذا العمر؟ نركب الحصان أم نركب الحمار؟ لأي غرض سنستخدم القوة؟ .. كل ما أطلبه من ربي جل وعلا أن لا يجعلني سجين الفراش، وأن لا يبتليني بعلة في عقلي أو نقص في إيماني. حتى لا يتجنبنا الناس ويبتعدوا عنا .. أمان يا ربي! .. ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا حسن الخاتمة. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة. اللهم إنا نعوذ بك من أن نظلِم أو نُظلم .. زادكم الله نوراً على نور ..".
مولانا الشيخ ناظم يعطي البيعة للحاضرين: " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفىَ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِِيهِ أَجْراً عَظِيماً. صدق الله العظيم. رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. رضينا بسيدنا الشيخ عبد الله الداغستاني شيخاً لنا ومرشداً، والله على ما نقول وكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. غفرانك ربنا وإليك المصير. اللهم ثبتهم على الحق. اللهم ثبتهم على الحق. اللهم ثبتنا على الحق. الله هو الله هو الله هو حق. الله هو الله هو الله هو حق. الله هو الله هو الله هو حق. حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. غفرانك ربنا وإليك المصير.
الله إنا نسألك حياة طاهرة وموتاً طاهراً. اللهم اجعل بيوتنا طاهرة وأدخلنا في قبورنا طاهرين. اللهم أدخلنا في حضرك بوجه نضر مشرق، بجاه حبيبك المصطفى، صلى الله عليه وسلم! نحن عبيدك الفقراء. اللهم أهلك الشياطين وأتباعهم! ابعث لنا من يرشدنا إلى سبيلك، سبيل الهدى، ويهدم مملكة الشيطان، يا ربنا! الفاتحة.
أحد الضيوف: "شكراً لك مولانا".
مولانا الشيخ ناظم: "ولكم الشكر أيضاً! .. غفرانك يا الله! نسأل الله أن يجعلنا من الذين يشهدون تلك الأيام الطيبة ..".
مولانا يتحدث مع ضيوفه: "اعتنوا جيداً بإخوتنا هناك! قوموا بالإشراف على الزاوية التي فتحتموها، واعتنوا بها يومياً .. والزاوية الثانية، من يشرف عليها؟ .. يجب عليكم الاعتناء بها مادياً ومعنوياً، وبالضيوف الذين يأتون إليها. لا تتركوا الزوايا خالية، فالناس لا يطيقون التواجد في الأماكن الخالية. أقل ما فيه، أسمِعوا الناس الذين يأتون لزيارتها، ولو كلمة واحدة، فإنهم يأتون إلى هناك لسماع شيء ما. فمهمتنا في الحياة خدمة الناس. خلقنا عباداً لله. وقيمتنا الحقيقية ليست أن نظهر أنفسنا أو أن ندعي هذا أو ذاك. بل أن نكون عباداً لله. كثير من الناس يحبون أن ينادى عليهم بـ "شيخ .. شيخ" .. ولكن الألقاب ليست مهمة. وإنما المهم ما تقومون بها من خدمة. وأن تكونوا عباداً لله صالحين. لا تنسوا هذا! .. لا تتعالوا على الناس، وإنما قولوا دائماً، "نحن في خدمتكم". فجميعنا عباد الله، وخدام على عتبة نبينا صلى الله عليه وسلم، وعلى أعتاب الأولياء، وهذا ما يشرفنا. ومن انقطع عن الأولياء فقد أصبح عبداً للشيطان، حميراً له. اللهم لا تجعلنا منهم. نعوذ بالله أن نكون منهم!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. يا ربي! يا الله! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مغفوراً وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً. ولا تجعل فينا شقياً ولا محروماً. اللهم زدنا ولا تنقصنا وأعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تُهنّا وآثرنا ولا تؤثر علينا ورضّنا وارض عنا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وتب علينا واهدنا وأصلحنا وأصلح شأننا وشأن المسلمين وانصرنا على القوم الكافرين وانصر سلطاننا سلطان المسلمين، سلطان الإنس والجن، سيدنا المهدي عليه السلام، اللهم اجمعنا تحت لواءه. الفاتحة.
الله يرضى عليكم. إن شاء الله تُقبّلوا الكعبة المشرفة! الله يفتح قلوبكم جميعاً. نحن عثمانيون! .. قولوا نحن عثمانيون .. نحن أتراك عثمانيون مسلمون .. بأمان الله! أمان يا ربي!