بسم الله الرحمن الرحيم
النجاة من كل آفة وبلاء
سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره
13 نوفمبر 2011 – ذو الحجة 1432
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتاَبٍ مُبِينٍ}، (الأنعام:59).
مولانا الشيخ: "أستعيذ بالله، {وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتاَبٍ مُبِينٍ} .. عجايب! .. بينما كنا نقرأ سورة الكهف، شيء ما ورد على قلبي يا حاج محمد .. فالقرآن الكريم بين كل شيء .. موجود فيه كل شيء .. {مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} .. الله الله! .. والقرآن الكريم دواء لكل داء. أثناء قراءتنا فيه ورد إلهام على قلبي .. وقد جاء في سورة الكهف آيات كريمة تحكي قصة صاحب الجنتين وأخيه المؤمن .. أظنك تعرفها عن ظهر غيب يا شيخ محمد! اغتر أحدهم بماله وقوته وأصبح يتباهى بكثرة أمواله وأولاده. بسم الله الرحمن الرحيم.
{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً *}، (الكهف:34-36).
فرد عليه أخوه المؤمن وقال: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً *}، (الكهف: 37-41).
.. ولو أني لا أملك من المال والولد إلا القليل، إلا أني أشكر الله على ذلك. وأرجو من الله جل وعلا أن يحفظ بستاني وأولادي من كل سوء .. الأول ادعى أن كثرة أولاده وقوته وماله ستحميه. والثاني وكّل أمره إلى الله تعالى .. فماذا تقول الآية الكريمة بعدها؟ {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً *}، (الكهف: 43-42).
الإشارة في هذه الآيات الكريمة مهمة للغاية. فقد بين الحق جل وعلا لعباده طريقة حماية أنفسهم من كل آفة وبلاء؛ وهو قول، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ". قالها المؤمن فوضع بيته وبستانه وعائلته في دائرة حمايته جل وعلا. وأبى الثاني أن يقوله، فهلك واحترق ماله.
على الجميع أن يقولوا، " مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"، عند الدخول إلى بيوتهم. أريد أن يسجل هذا ويكتب لكي يعلم الجميع. فمن قال، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"، لن يصيبه أي أذىً أو مكروه، لا في أهله ولا في بيته. وسيكون في نعمة الله سبحانه وتعالى وتحت حمايته. ومن أبى أن يقول ذلك، فسوف تنهدّ فوق رأسه الدنيا.
هذه هي العبرة من تلك الآية، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً". أي أقول، "ما شاء الله .. ما شاء الله! وإن قل مالي وولدي" .. قالها المؤمن فوضع ماله وولده تحت حماية الله عز وجل. وأبى الآخر أن يقولها فاحترقت أملاكه وفنت.
والآن سأطلب من الشيخ محمد أفندي أن يكتب فتوى مفصلة ويقدمها لكل الناس. لأنه لا يوجد غير هذا الحل، إلا أن نؤمن ونقول، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"، لنأمن الهلاك بالنار والزلازل أو أي شيء آخر. فمن قال هذا أمن من كل سوء وأذىً في صحته وماله وأهله. وهذا ما ورد على قلبي يا حاج محمد .. عجايب! .. إلهام عجيب! هل فهمت يا رقية؟ (ابنته) .. عليكم أن تقولوا، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"! فمن قاله لن يصيبه أي مكروه ولو أمطرت السماء ناراً على الأرض! أما من أنكر ذلك وتكبر، فسيحترق ويموت!
الله الله .. هذا ما ورد على قلبي. وهذا هو جواب حالنا. وليس عندنا حل آخر .. ولا خلاص لنا إلا بمناجاة ربنا. فمن قال، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"، سلم هو أهله وماله من النار ومن السيل ومن جميع الكوارث والظلمات، كما سلم ذلك الرجل المؤمن. فهلا قلتموها؟ لقد بين الله سبحانه وتعالى سبيل النجاة من كل آفة وبلاء، وسأجعل الحاج محمد يصدر فتوى على ذلك.
يعتقد الناس أن المباني القوية تستطيع أن تقاوم الزلازل. لن تحميكم هذه! فقط من يقول، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"، سيكونون بأمان. كوارث عديدة مثل العواصف قادمة إلينا. فلتسجل هذه كفتوى. واكتبه على حسب الترتيب الذي يرد على قلبك يا شيخ محمد! أكتبه وضع ختمك عليه! نحن على هذا النهج. ومن كان على هذا النهج فلن يصيبه مكروه. ولو انقلبت الدنيا رأساً على عقب فلن يمسه أي شيء .. الله الله! .. "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ" سيحفظهم مهما عظمت البلايا، سواء كانت من طرف الأعداء أو إطلاق المدافع أو النار أو السيول أو الزلازل أو غيرها .. هذا مهم جداً! .. لا أحد يعترض على هذا.
سبحان الله العلي العظيم! (مولانا والشيخ محمد يسجدان سجدة شكر).
الله أكبر! سبحان الذي جعل لكل داء دواء. والدواء موجود في القرآن الكريم، عن طريق القصص والأمثال. كم هذا جميل! .. دائماً من خلال القصص والأمثال يا رقية! جاءت هذه بعد العاصفة التي حصلت يوم الجمعة. عندما كان المقرئ الشيخ عبد الرحمن، حفظه الله يتلوا علينا سورة الكهف، لمست قلبي هذه الآيات. ويمكنني أن أجزم بأن هذا حق مائة بالمائة. فمن قال، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"، لن تمسه أي شيء، لا الأعداء ولا السيول ولا الزلازل ولا النار. حتى ولو أمطرت عليهم قنابل من السماء، فلن يصيبهم أي مكروه. فهل يمكن أن يصيبهم شيء بعد قول هذا؟ أبداً! لقد أعطيت الإذن للحاج محمد الآن، إن شاء الله للقيام بالإفتاء في ما يتعلق بالأمور المهمة للمسلمين حول قرب يوم القيامة. من الآن سيرد على قلبك الكثير من الأشياء يا شيخ محمد. وستعطى القدرة على ذلك .. حسناً يكفي هذا الليلة".
الشيخ محمد: "بارك الله فيك"
مولانا الشيخ: "هذا مهم جداً .. عجايب! .. عجايب! .. عجايب! .. الذي قال "ما شاء الله .." نجا. والذي تكبر عن قوله أصبح كل ما يملك رماداً .. "إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً"، طمس على ماله وهلك .. الله هو الحافظ .. ما شاء الله! .. ما شاء الله! .. سبحان الله! .. هذه الآيات الكريمات أزالت الخوف من قلوبنا ولم يعد هناك ما نخاف منه. عندما تدخل بيتك قل "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"! .. مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ"! لن يمسك شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة. أرح نفسك يا حاج محمد .. أرح نفسك الآن .. تستطيع أن تقوم بها غداً .. إن أبديت استعداداً، فسترد على قلبك المزيد من الواردات. مثل هذه الظهورات لم يرد عند أحد من قبل ولم يدون في الكتب. وقد ورد اليوم، في نهاية هذا الشهر المبارك. لقد ظهر اليوم .. لا خوف مع، "مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِِلاَّ بِاللهِ"! يا ربنا، اجعلنا نصبح ونمسي بالخير، احفظنا يا ربنا واحفظ أولادنا وأهلنا وأموالنا .. سلمنا لك أنفسنا وكل ما نملك، ننهل من بحر جودك وكرمك .. فلا تعذبنا ولا تخزنا ولا تذلنا ولا تخزنا أمام الناس! يا ربنا، هؤلاء عبيدك فافتح لهم الطريق .. يا رب! وإلا فلن ينجو منهم أحد لا من الزلازل ولا من الفيضانات ولا من النار ولا من العواصف. لن يكونوا آمنين من الكوارث .. بلحظة واحدة هذه الآية يمكنها فعل ما لا يمكن فعلها الجيوش الجرارة. حفظنا الله ببركة الشيخ محمد أفندي. (الشيخ محمد أفندي يقبل يد والده). أدع الله لنا ونحن أيضاً سندعو لك! رزقك الله حسن الخاتمة وشرفك بلقاء سيدنا المهدي عليه السلام وخصك لخدمته كأحد وزرائه".
الشيخ محمد أفندي: "شرفك الله بهذا أنت أيضاً"
مولانا الشيخ: "نحن أصبحنا مثل الزبالة (أستغفر الله) .. سلم الله إيماننا. اللهم أرنا بركة هذه الليلة ولا تحرمنا من فيوضاتها الرحمانية وألبسنا لباس الهيبة وامح اللهم من على وجه هذه الأرض الشيطان وأتباعه .. باب التوبة مفتوح. اللهم اجعلنا من التوابين وارزقنا الصحة والعافية. اللهم لا تجعلنا طرحاء الفراش ولا تجعلنا أذلة بين الناس ولا مقهورين. أمان يا ربي .. توبة يا ربي.
شعرت بالراحة الآن. أتت قوة إلى قلبي ببركتك يا حاج محمد. الناس بحاجة إلى فتاوى عديدة من هذا النوع. دون كتاباًً للفتاوى ترد على الباطل وأصحابه وتدحرهم. فهذا هو طريق خلاصنا. الفاتحة.
أمان يا ربي .. أمان يا ربي .. أمان يا ربي .. عجايب! تلك فتوحات عجيبة .. إنها عجيبة! .. أعلى الله درجاتك يا ابني ورزقك قوة فوق قوتك الظاهرة والباطنة. وإن شاء الله ستكون وزيراً من وزراء سيدنا المهدي عليه السلام ومن المقربين له وتكون في خدمته إن شاء الله".
الشيخ محمد: "كلنا معك إن شاء الله!"
مولانا الشيخ: "أنا سأمد قدمي وأجلس هكذا (مزحة) .. كانت تلك ظهورات عجيبة أتت في النهاية .. تفضلوا! الله يرضى عليك (الشيخ محمد يقبل يد أبيه ثانية) أرانا الله خير أيامكم وقد أعز الله الإسلام وشرفه.