Vol 8 issue 5
بسم الله الرحمن الرحيم
الروحانية
علينا بالعودة إلى روحانياتنا . هذا فرض على الإنسانية . الحياة الحديثة قضت على الدين والروحانية عند البشر . لم يعد هناك ما يدعى بالإيمان . فالناس يعتبروا أنفسهم جسد حيواني فقط . لذلك تراهم يسعوا إلى تحقيق ما يتطلّبه الجسد الحيواني , إمّا للعثور على طعمة السعادة أو , وهي الأكثرية الساحقة , للهروب من تعاسة وبؤس الحياة الفارغة , منتظرين مستقبل لا أمل فيه . يا للتعاسة !
حياة سعيدة
الجميع يسعى في هذه الحياة للوصول إلى حياة سعيدة . أجل! لكنني أتساءل من لديه حياة سعيدة ؟ وكيف يمكن إيجادها ؟ هل الغنى والممتلكات الدنيوية تؤّمن حياة كاملة للبشر . لا يمكن أن يجيب أحدهم " بنعم " .
فالغنى يعلّم الناس الجشع ,التخمة و حب المال . كلّما كثرت ممتلكات البشر لكلّما أرادوا المزيد . والعديد من الناس يموتوا مفترسين من جرّاء جشعهم .
هذا يعني أنّ الغنى يصبح لعديد من الناس شرّ كبير يجلب التخمة فيصبح صاحبه مضحكة للآخرين . لأنّه إذا فقد الإنسان قيمته , يفقد مميزاته الإنسانية لإرضاء حاجاته الحيوانية . عندما يصل الإنسان إلى هذا الحد يرى الناس أخطاءه ويصبح بالتالي لا قيمة له بأعينهم , مبتذل ومنحّط . الإنسان المنحط لا يستطع عيش الحياة السعيدة التي يسعى وراءها , لأنّه إذا أيقن الإنسان إنحطاطه , والإنحطاط هو أسؤ من الموت بالنسبة للإنسان , لن يجد السعادة .
حقيقة
معناه أنّ ما يمتلكه الإنسان والمحطّات الحياتية المؤقتة لا يمكن أن تمنح حياة سعيدة للبشر . على عكس ذلك , إنّها ترمي البشر في دوّامة الدمار .
حقيقة
بالطبع دوّامة الدمار لا يمكن أن تمنح البشر السعادة . لذلك فإنّ الحياة السعيدة ما هي إلاّ حلم يرتاب الإنسانية . كيف يمكن لهذا الحلم أن يتحقق وما هي الوسائل التي يمكن إستخدامها لتحقيقها ؟ هذا هو السؤال العظيم الذي لا يطرحه أيّ إنسان في القرن الحادي والعشرين أو حتّى يتشجّعوا على طرحه . هل يتسنّى لإنسان ما في هذا العالم أن يصل إلى حياة سعيدة ؟ بالطبع يمكن تحقيق ذلك , لكن كيف ؟ عندما يؤمن الإنسان بالآخرة ويتبع حياة متديّنة يمكنه الوصول إلى حياة سعيدة .
حقيقة
هذه المعلومات والتشخيصات مهمّين جدا _ الإنسانية بأكملها تسعى إلى تحقيق الحياة السعيدة لكنّها لا يتسنّى لها الوصول إلى ذلك .
نحن نسأل مثلا , هل إستطاع فرعون معرفة الحياة السعيدة أو حتّى وجدها ؟
هل عرفها نمرود أو حتّى وجدها ؟
نماردة القرن العشرين :
هل عرفها ستالين أو وجدها ؟
هل عرفها لنين أو وجدها ؟
هل عرفها تروسكي أو وجدها ؟
هل عرفها ماوو أو وجدها ؟
هل عرفها هتلر أو وجدها ؟
هل عرفها مسلوني أو وجدها ؟
هل النمرود الإسباني فرنكو عرفها أو وجدها ؟
هل عرفها ديغول أو وجدها ؟
هل عرفها كاسترو أو وجدها ؟
في العالم الإسلامي و أؤلئك الذين قلبوا كلّ شيء رأسا على عقب : هل وجد الذي أطلق على نفسه " أبو الأتراك " حياة سعيدة أو موت سعيد ؟
ديكتاتورين العرب :
صدّام حسين , عبد الناصر, عبد الكريم السفّاح , هؤلاء عار الطغاة .
جزّاري البشر , السفّاحين الصربين , هل وجدوا ذلك ؟
وهناك المزيد منهم من تخطّى الشرف والدم عبر التاريخ .
هوغولوس , وجنكيزخان هل وجدا حياة سعيدة أو موت مسالم ؟
هل وجد آية الله في إيران حياة سعيدة ؟
هل عاشوا بسلام أؤلئك الذين علّقوا ماندرس ( رئيس تركيا الذي شنق لأنّه أرجع الآذان العربي ) .
النتيجة يجب أن تكون أنّ نيرو وأمثاله لم يجدوا الراحة ولم يتذوّقوا طعمها . ألم يكن نيرو أكثر الحكّام ظلما ووحشية ؟ فالله ربّ السماوات والأرض جعله يقطع عنقه بيده . لقد جعله الله يتذوّق عقابه الذي كان يظلم به .
الكلمة الأخيرة هي التالية : أيّها الإنسان , إنّ أؤلئك الذين إعتبروا أن وجه الطغاة مناسب للبشرية , ألم يتذوّقوا في النهاية طعمها بأنفسهم ؟ إذا لم تتذوّقها حتّى الآن _ إنتظر_ فسوف تتذوّقها .