vol 8 issue 7
بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أفتّش عن ذاتي
هذه المقالة موجّهة إلى أولئك الذين يمثّلون الحياة القذرة في القرن الحادي والعشرين , أولئك الذين لا دين ولا توازن لديهم .
لقد وجدوا الفيلسوف اليوناني المشهور يمشي في وضح النهار في الشارع وفي يده فانوس يفتّش يمينا وشمالا عن شيء فاقده .
" يا ديوجين العظيم عن ماذا تفتّش ؟ "
أجاب " إنني أفتّش عن ذاتي . إنني أفتّش عن شخصيتي "
فسأل الناس : " كيف ذلك ؟ "
" بمعنى آخر هل أنا إنسان أو حمار ؟ "
" من دون شك أنت إنسان "
"إذا كنت إنسان فعليّ العيش كإنسان , وإلاّ فإنني حمار "
وإذا كنت أعيش كإنسان , لما أظهرت لأيّ ما مدى حمرنتي .
إذا كنت طوال النهار مشغولا بأعمالي الشيطانية فبالطبيعي سيعرفني الجميع بالحمار الشيطاني . سوف يدلّوا بأصابعهم إتّجاهي ويضحكوا ويقولوا _ هذا هو الحمار الشيطاني .
إذا كان هذا صحيح أيّها البشر كيف يمكنكم أن تنكروا بأنّكم حمير الشيطان . كما يقولوا : لإولئك الذين يفهموا , إنّ دندنة البعوض قيثارة . وللذين لا يفهموا فإنّ بوق داوود أبكم .
يا أيّها الرجل المعاصر لمن تعيش؟من واجبك معرفة نفسك !
البشرية والبشر الذين خسروا شخصيتهم الحقيقية
الإنسانية والبشر خسروا شخصيتهم الحقيقية . فهذا العالم الذي يسمع للشيطان ويحكم من قبله , كيف يمكنه أن ينقذ من آلاف المصائب . خذ أيّ جريدة في يديك , جميعهم يظهروا آلاف الأنواع من الإنحرافات والفضائح . إنّهم يمثّلوا الحياة الحديثة بكلّ لوازمها وكأنّها أفضل من كلّ شيء . إنّهم يجذبوا الناس لينغمسوا بهذه الحياة القذرة . ففلسفة الناس في القرن الحادي والعشرين :إفعل كل ما يمليه عليك " أناك " وتمتّع بذاتك . إسرق من أجل أناك . إضرب من أجل أناك . وفي كلّ ما تفعل إستغّل كل ما يمكن فعله من أجل "أناك " .إسرق , أضرب ,أقتل , ولا تخف و إستمر هكذا . هذا هو طريقنا ولا تدع قطار الحياة الحديثة يفوتك .
في أياّمنا الحالية لا تمثّل الشعوب ماضينا العظيم . في الحقيقة مجتمعنا هو مجتمع السكارى . فما يسمّى بالفكر خسر جوهره وأصبح غير مسؤول . هناك قول تركي " الفندقي سكران وزبائنه كذلك . " ماذا عسايا أقول ؟
نحن نعيش في وقت لا نستطع فتح أفواهنا .
وإذا فتحناهم , فإننا نستبعد من مجتمعاتنا .
أطفال بالدين
الناس نوعان : أناس محترمين وأناس مخزيين . الأناس المحترمين يمنحوا الشرف لكلّ الإنسانية .
أمّا الأناس المخزيين فيفضحوا الإنسانية بأكملها . السؤال هو : هل الأناس الذي يعيشوا في القرن الحادي والعشرين محترمين أو مخزيين ؟
أجب ذلك وإذا لم تقل أنت الحقيقة فأنت مخز أيضا .
لقد نسي الناس الحقيقة ولذلك فإنّهم أوصلوا هذا العالم إلى حد لا يطاق العيش فيه . اللعنة عليهم جميعا . لقد قال سابقا المتحدّث بإسم الحكومة , كلّ طفل يولد يحمل دينا وقدره 25000 ليرة تركية .
دعوا الحكومة والمتكلّمين بإسمها على ما هم عليه . هذا يعني أنّ الإنسانية قد إنتهت ولم يبقى مكان للشرف . أولئك الذين لا يحبّوا السلطنة هم دببة الغابات .
أين هي الديمقراطية التي تسوّقوا لها ؟ هل علينا بيع أو رمي الأطفال الذين ولدوا محمّلين بدين قدره 25000 ليرة تركية . الحقيقة هي كما يلي : إذا لم يكن بمقدورك قيادة السيارة إفسح المجال أمام غيرك ليفعل ذلك .
لقد أزلتم الشريعة التي حكمت القارّات الأربعة والمناطق السبع لمدّة سبعماءة سنة بحجّة " إنّها غير ملائمة لنا " حسنا !
جيّد ! ماذا فعلتم إذا ؟
هذا إعلانكم الذي تفتخروا به " نحن نتأهّل بكلّ طفل يأتي إلى هذا العالم محمّلا بدين وقدره 25000 ليرة تركية . "