بسم الله الرحمن الرحيم
الرسول(ص) وأبو بكر الصدّيق
أخبرنا جدّنا الشيخ ما يلي : " بينما كان الرسول (ص) يخطب في الجامع وقف بدويّ على باب الجامع وسأله : " يا رسول الله متى تقوم القيامة ؟ "
وبما أنّ الرسول (ص) لم يجبه عاود سؤاله . لكن الرسول(ص) ولأنّه لا يعرف الجواب لم يجبه فهو كان ينتظر جوابا من الله جلّ جلاله . أخيرا ظهر جبريل عليه السلام وقال للرسول (ص) إسأله : " كيف حضّر نفسه لهذا اليوم ؟ " سأل الرسول (ص) البدوي السؤال فأجاب : " يا محمّد إنّني أحبّك وأحبّ إلهك وإلاّ فإنّني لم أحضّر شيء ".
فقال له جبريل عليه السلام : " قل له أنّه سيكون معك ومع إلاهك مثلما يلتصق الأصبعين المتجاورين . وكلّ من يحبّك هنا سيكونوا معك أيضا يوم القيامة "
عندما سمع ذلك أبو بكر الصدّيق سأل الرسول (ص) " هل يعني يا رسول الله بأنّ ما نقوم به من أعمال غير مهم لنكون معك يوم القامة ؟ "
أجابه الرسول (ص) : " هكذا هو الحال يا أبا بكر , الأفعال شرط غير مهم . المهم هو الحب . كلّ سيحشر مع من يحب . عندما يسلّم الإنسان نفسه لنفسه الأمّارة بالسؤ ويتصرف بطريقة سيئة , لكنّه يحب الناس الجيدة ولا يحب الناس السيئة أو حتىّ أفعاله السيئة فإنّ هذا الحبّ سينفعه ."
عندما سمع أبو بكر الصدّيق هذا الجواب صلّى ركعتي شكر للله وقال وقلبه ملؤه الفرح للرسول (ص) : " إنّني لم أسمع خبرا مفرح كهذا الذي سمعته الآن " . أنظروا إلى تواضع سيّدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه .
ثمّ أكمل قائلا : " لقد كان حتّى هذه اللحظة عقد في قلبي لم أستطع حلّها , لكنّك حللتها الآن بكلماتك هذه. إنّني أشعر بالرضى وبسلام في قلبي . فأنا لا أتحمّل هذه الحياة للحظة دونك . لقد كنت أفكّر بإستمرار كيف يتسنّى لي أن أكون معك في الجنّة إذا كنت معوّلا على أعمالي , فكيف لي أن أقارن أفعالي بأفعالك ."
وما هي أعمالنا بالمقارنة مع أعمال أبو بكر الصدّيق . ولتعزيتنا قال الرسول ذلك . ففي الإسلام لا شيء يعلو على الحب .
|