بسم الله الرحمن الرحيم
بكاء الإسكندر الكبير
يحكى أنّه عندما أعطي الإسكندر الكبير صفة الغازي الكبير أغلق باب غرفته وبدأ بالبكاء . عندها تعجّب جنرالات الجيش من هذا . فهم لم يروا الإسكندر الكبير على هذا النحو من قبل . فليس من صفاته ذلك . فهو محارب مقدام . لقد عايشوه في مواضع صعبة شدا , حيث كان الموت قريب جدا منه , ولم يروا رغما من ذلك دمعة تذرف من عينيه . فهم لم يشاهدوه في لحظة يأس ولو لمرّة واحدة . لكن ماذا حصل الآن عندما نجح وأصبح غازي العالم ؟
قرعوا باب غرفته ودخلوا إليه . وسألوه : " ماذا حصل ؟ لماذا تبكي كالطفل ؟ "
فأجابهم : " بعد نجاحي هذا عرفت أنّه كانت غلطة كبيرة . إنني أقف الآن كاللحظة الأولى التي أردت بها أن أغزي العالم . فبعد أن أصبح واضحا أنّه لا يوجد مكان آخر لأغزيه , وإلاّ فإنني بقيت في رحلتي أغزي بلد تلوى الآخر , ولا يوجد شيء آخر لأفعله , فجأة رأيتني أرتمي في أحضان نفسي .... فجأة عدت إلى نفسي " .
نعم الإنسان الناجح يعود في النهاية إلى نفسه , فيعاني من عذاب الجحيم لأنّه أضاع عمره بأكمله . فبعد أن أصبح ناجحا يجد أنّ قلبه فارغا وروحه لا معنى لها , ولا يوجد أي عطر أو بركة في حياته .
|