شمس الشموس
  الصوفي السعيد
 




الصوفي السعيد

قيل أنّه كان يعيش في إحدى القرى صوفي لم يعرفه أحدا إلاّ وأنّه في غاية السعادة . لم يعهده أحدا تعيسا . فكان يضحك دائما .  فرحه كان يمللؤ المكان الذي كان يتواجد به . عندما أصبح متقدما في السن وجاءت ساعة الموت ,إستقبل الموت بفرح وضحك , مما فاجأ تلاميذه الذين كانوا حزنين لذهابه . إضطرب أحد المريدين من هذا الحال وسأله : " لماذا تضحك وأنت تلفظ  الآن أنفاسك الأخيرة ؟ ما هو مضحك في هذا ؟ نحن حزينين جدا . لقد أردنا سابقا أن نسألك لماذا لم نرك , حتى ليوم واحد , تعيسا . والآن وبما أنّك تواجه الموت  ,على الأقل الآن , عليك الشعور بالتعاسة . لكنك ما تزال تضحك , كيف يتسنّى لك ذلك ؟ "

نظر المعلّم إليه برفق قائلا : " إّنها عملية بسيطة . لقد كنت في سن السابعة عشر , وكنت في غاية التعاسة . ذهبت في ذلك الوقت إلى معلّمي الذي كان يناهز السبعين من عمره . كان يجلس تحت شجرة ويضحك بغير سبب . لم يكن هناك أحد ليضحكه  , ولم يحصل أيّ شيء ليسبب الضحك , حتى أنه لم يحدّث أحد بنكتة ليضحك عليها . كان يضحك بقوّة لدرجة  أنّه كان يشد على معدته من شدّة ضحكه . تفاجأت من هذا الوضع  فسألته : " ما حسبك ؟ هل جننت أو أصابك مكروه ؟ "

فأجابني : " في يوم من الأيّام كنت حزينا مثلك . لكن فجأة شعرت أنه قراري الذي يقلب الموازين . إنّها حياتي . ومنذ ذلك الوقت وعندما أستيقظ باكرا , حتّى قبل أن أفتح عينيّ , أسأل نفسي  ,عبد الله , هذا كان إسمه , ماذا تريد ؟ التعاسة ؟ أم السعادة ؟ ماذا ستختار اليوم ؟ ما هو قرارك ؟  ويصادف أنني أختار السعادة ." 

 
  3100406 visitors