بسم الله الرحمن الرحيم
سيّدنا عبيد الله الأحرار
كان لدى سيّدنا عبيد الله الأحرار العديد من التلاميذ , وأكثرهم من العلماء المخضرمين في الشريعة والطريقة . لكن كلّ منهم كانت أناه أكبر من الآخر . فهذا يظن " إنني أفضل من الآخر لأنني أجلس بجانب الشيخ ", والآخر يظن " إنني أفضل من الشيخ " , والآخر يتفاخر بنفسه لأنّه يجلس مع الشيخ في غرفته والآخر لأنّه يقف على بابه, والآخر يقول "إنني أطبخ له الطعام" . وهذا حكمة بإبقائهم عند الشيخ .
وقبل موعد موته قال سيّدنا عبيد الله الأحرار لمريديه " سأعطي وصيّتي لأولئك الذين سيحملوا سرّي " . فبإمكان الشيخ أن يعطي سرّه لأكثر من مريد . قال لهم " سأغادر هذه الدنيا وسأعيّن أحدكم خليفة لي . لكنني لن أقول إسمه . عندما أموت خذوا عمّامتي إلى غرفتي وإرموها في الهواء . ستدور العمّامة في الغرفة وستحطّ على رأس خليفتي . "
وهكذا كان الجميع مسرورا ينتظر وقت موت الشيخ ليحلّوا مكانه . وبينما كان الشيخ عبيد الله الأحرار ينتقل إلى العالم الآخر طلب من مريديه ما يلي " قبل أن تدفنوني إرموا العماّمة في الهواء ." عند وفات سيّدنا عبيد الله الأحرار تسابق مريديه للعمل بوصيته . ذهبوا إلى غرفة الشيخ ورموا العمّامة في الهواء . بدأت العمّامة في الدوران وقام كلّ منهم برفع رأسه علّه تحطّ عليه العمّامة . على باب الغرفة كان رجل أشعث الشعر موسّخ الثياب مسؤولا عن أخذ أحذية الناس عند دخولهم إلى غرفة الشيخ . كانت مهمّته تنظّيف الأحذية وترتّيبها خلف الغرفة . لم يكن أيّ منهم يعيره الإهتمام لأنّهم كانوا جميعهم "علماء" , ممثّلين للشيخ , مسؤولين عن إعطاء البيعة وتعليم الطريقة . لكنّ العمّامة رست على رأس هذا الرجل الأشعث الشعر .
إعترض العلماء قائلين : " أفّ ! خذوا هذه العمّامة عن رأسه , يبدو أنّ هناك خطأ حدث . أغلق العلماء الباب حتّى لا تذهب العّمامة إلى الخارج ورموا العمّامة ثانية في إتّجاههم . دارت العمّامة في الغرفة لكنّها عادت ثانية وحطّت على رأس الرجل الذي يجلس على الباب . لم يستطع العلماء تقبّل ذلك فرموا العماّمة للمرّة الثالثة فعادت إلى رأس الرجل مجددا . عندها سمعوا صوتا آت من غرفة سيّدنا عبيد الله الأحرار قائلا " هذا هو خليفتي إّتبعوه " .
لم يعطي أيّ منهم إهتماما لهذا الرجل الذي ينظف الأحذية على الباب . هكذا هم أولياء الله . لا يظهروا أنفسهم .
|