بسم الله الرحمن الرحيم
أبو يزيد البسطامي وملكا الموت
عندما توفي أبو يزيد البسطامي وبعد دفنه قال بعد الناس بأنّهم رؤوه في حلمهم . أخبرهم أبو يزيد قائلا : " جاء ملاكي الموت لإستجوابي . عندما سألاني : " من هو ربّك ؟ " أجبتهما : " تريهنّ بين يديه " , بما يعني إنني الآن بين يديه ولا حول ولا قوّة لي .فإسترسلت سائلا : " لماذا تسألاني هكذا سؤال ؟ عليكما بسؤال الله إذا ما كنت عبده أم لا ؟ إذا كنت كذلك سيكون شرف لي وسأرفع إلى أعلى الدرجات في الجنّة . "
قال الملاكين : " هذا نقاش غريب يدعو إلى العجب . ماذا تقصد يا أبا يزيد ؟ " فأجبت : " لا تتعجبا لكلامي . لديّ المزيد من القول الذي سيزيد من عجبكما . عندما كوّنني الله عزّ وجلّ في صلب آدم وسأله وسأل جميع سلالته " هل أنا إلاهكم ؟ كنت واحدا من الذين قالوا " نعم أنت إلاهنا ". أين كنتما في ذلك الوقت ؟ هل كنتما موجودان هناك ؟ أجابا بإحراج : " كلا " . فأكملت قائلا " لم تكونا موجودان! لكنني مازلت أتذكّر ذلك اليوم وكأنّه كان البارحة . لذا أتركاني لوحدي ولا تتدخّلا بيني وبينه عزّ وجلّ .
فقال أحد الملائكة للآخر : " هذا أبو يزيد . كان سكرانا بحب الله عزّ وجلّ ومات سكرانا بنفس الحب له , ووضع في القبر ومازال سكرانا بحب الله عزّ وجلّ . وعندما ينادى عليه يوم القامة سيكون أيضا سكرانا بحبّ الله . " عندها ذهبا وتركاني وحيدا .
|