بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبد الخالق الغجدواني والمفتي
في يوم من الأيّام ذهب العلاّمة المفتي بير مرشد إلى الشيخ عبد الخالق الغجدواني قدّس الله سرّه وطلب منه أن يكون تلميذه . في ذلك الوقت كان يأتي العديد من التلاميذ إلى الشيخ عبد الخالق الجدواني قدّس الله سرّه ليتعلّموا منه . لكنّه كان يتطلّب من تلاميذه أن يكونوا أنقياء قبل المجيء إليه . عندما أتى المفتي إليه طلب منه الشيخ عبد الخالق الغجدواني ما يلي : " قبل أن تأتي إلى هذه الجماعة عليك أن تأتي في كلّ يوم في ساعة الفجر وأن تأخذ الحمار وتذهب إلى الجبل وتجمع الحطب لنستعملها للتدفئة في المساء ."
لقد قام المفتي بما طلب منه لعدّة أيّام , لكنّه شعر بالحرج عندما كان الناس يروه يقوم بهذه الأعمال الوضيعة . إنّنا جميعا ملؤنا الكبرة وهذا ما وضعه إبليس فينا , وهذا ما كان يؤذي كبرياء المفتي . لذا ذهب المفتي إلى الشيخ ليطلب منه أن يعطيه عمل آخر ليقوم به . وافق الشيخ أن يعطيه عمل آخر فقال له " أيّها المفتي الكبير أنت مسؤول الآن عن تنظيف المراحيض العامة وإذا لم توافق على ذلك العمل فسوف أعطيك عمل أسوء منه ".
لقد كانت المعدّات المستعملة للتنظيف بدائية مما يجعل العمل أكثر إهانة . لكن المفتي الكبير كان عليه أن يقوم بعمله لأنّه يعرف بأنّ علمه لا يمكن مقارنته بعلم الشيخ المرشد . عندما رأى الناس في المدينة بأنّ المفتي يقوم بهذه الأعمال إعتقدوا بأنّه فقد عقله . لذا أرسلوا أولادهم وطلبوا منهم أن يرموه بالحجارة , لكن المفتي أكمل عمله .
إنّ مثابرته على العمل جعلت الشيخ يشعر بإرتياح . في يوم من الأيّام طلب منه الشيخ أن يأتي إليه وقال له " يا ولدي لقد كنت صبورا والآن سأفتح قلبي لك . " وهنا صبّ الشيخ محيط من العلوم في قلب المفتي وقال له " الآن بإمكانك الجلوس معي " .
لقد علّمه الشيخ بأنّ العلوم السابقة قد زادت من الكبرة في قلبه .
|