بسم الله الرحمن الرحيم
هارون الرشيد وبهلول
كان هارون الرشيد تعترضه الكثير من المشاكل خلال فترة حكمه ولم يكن أحد قادر على حلّها له إلاّ أخاه بهلول . فقد كان هارون الرشيد يشعر بالفرح الشديد عندما كان أخاه بهلول يعطي الفتوى . في أحد الأيّام قال هارون الرشيد لأخاه : " يا بهلول لديك الكثير من المعرفة لماذا لا تبقى معي ؟ إنني أجدك دائما بصحبة الأولاد . سأعطيك قصر والكثير من الجواري لماذا تبقى مع الأطفال الصغار ؟ "
فأجابه بهلول : " يا أخي إنّني أشعر بالأمان والرحمة مع الأطفال الصغار , وأنا أفرح عندما أكون مع هذه الرحمة . إذا بقيت معك فإنّه يجب عليّ أن أقدّم بإستمرار إستشارات ومواعظ ."
تفاجأ هارون الرشيد من جوابه وقال له : " هذا أنا وهؤلاء وزرائي , إلى من تريد أن تذهب ؟ "
مشى بهلول وتبعه الناس الموجودين حوله إلى أن وصل إلى الحمّام الخاص بهارون الرشيد . فتح الخادم الحمّام ودخل بهلول . إبتسم بهلول وقال " يا حمّام هارون رشيد الخاص إنّني بحاجة إلى إستشارة منك . هل تنصحني بمرافقة السلطان بإستمرار ؟ " فصدر صوت من الحمّام قائلا " إنتبه , إنتبه , إنتبه يا بهلول . لقد كنت من أفضل الطعام الموجود في البلاد إلى أن ذهبت مع هارون الرشيد, أنظر أين أنا وما هي حالي ."
فذهب بهلول ووعد أن لا يذهب ثانية مع السلطان . وبعد هذه الحادثة تاب هارون الرشيد بعد حياة ملؤها الهرج والمرج .