شمس الشموس
  ملك الموت
 



ملك الموت
وملك الملوك

يحكى أنّه كان يعيش  في أحد الممالك ملك معروف بحبّه لشعبه . وفي ليلة ما حلم بخيال آت إليه . إرتعب الملك من الخيال وسأله : " ماذا تريد منّي ؟ " أجابه الخيال  : " إنني آت إليك لأزفّ لك خبر مهم . في هذا المساء وعند غروب الشمس وفي المكان المناسب ستلفظ أنفاسك الأخيرة . في معظم الأوقات لا أخبر الناس بذلك , لكنني أخبرتك لأنّك ملك عظيم  , وأردت أن أبدي إحترامي لك . "

إستفاق الملك مرتعبا ونادى الحكماء والمنجّمين في مملكته لمعرفة مغزى الحلم . وهنا بدأ السباق . فبالرغم من بساطة الحلم حمل كلّ منهم كتبه وأبحاثه وبدؤا في المناظرة . فهذا يطرح هذا التأويل , وذاك يضحده وآخر يقترح شيء آخر .

ضجّ الملك من الجمع . فقد أشرقت الشمس ولم يصلوا إلى تفسير مشترك للحلم . ذهب الملك إلى الخادم الذي كان لطالما بمكانة الأب له , فوالده توفي باكرا وعهد بتربيته إليه . إقترب الخادم من الملك وقال : " لطالما أخذت بنصيحتي . صحيح أنني لست بالحكيم أو المنجّم لكنني أعرف حقيقة واحدة . بما أنّ الشمس أشرقت فلا بدّ أنّ غروبها قريب جدا وهؤلاء العارفين الذين يدّعون المعرفة لم يتوصّلوا إلى حلّ مشترك طوال السنين . دعهم يتناقشوا ويدحض الواحد منهم رأي الآخر . خذ بحصانك المشهور بقوّته من هذا القصر في أسرع وقت ممكن . الحلّ الوحيد يجب أن لا تكون هنا . هيّا إذهب " .

ودّع الملك الخادم وإمتطى حصانه وركض الحصان مسرعا بكلّ ما أعطي من قوّة . عند غروب الشمس تعب الحصان فدخلا مملكة أخرى متنكّرين . شعر الملك بالسعادة وترجّل عن حصانه . وبينما كان يحاول ربط حصانه إلى الشجرة لإحضار الطعام لهما , ظهر الخيال من جديد وقال له : " كنت أخاف أن لا تتمكن من القدوم , لكن حصانك عظيم فعلا . وأشكره جدا . فقد أوصلك في الوقت والزمان المناسبين . كنت قلقا لأنّه سيتعذّر عليّ جلبك إلى هذا المكان البعيد , لكن حصانك كان خير معيل لتنال قدرك "
 
  3100489 visitors