رابعة العدوية وإبرتها
في أحد الأيّام وبينا كانت الشمس تحط رحيلها , تعجّب الناس من رؤية إمرأة تدعى رابعة العدوية ( متصوفة إسلامية ) , تفتّش في الطريق عن شيء قد أضاعته . لقد كانت إمرأة متقدّمة في السن وتعاني من مشاكل في النظر . وبما إنّه لم يبقى سوى بصيص من النور في الخارج أتى جيرانها لمساعدتها . فسألها أحدهم : " عن ماذا تفتّشين ؟ "
أجابت رابعة : " إنّه سؤال في غير مكانه . إنني أفتّش عن شيء , وإذا أردت المساعدة تعال وساعدني . ضحك الجميع وقال الرجل : " هل جننت يا رابعة ؟ تقولي أنّ سؤالنا غير مناسب ؟ لكننا لا نعرف عن ماذا نفتّش حتّى نساعدك ؟
فأجابته : " حسنا لتكونوا سعداء إنني أفتّش عن إبرتي . لقد فقدت إبرتي " . بدأ الناس بالتفتيش معها . لكن فجأة إنتبهوا بأنّ الطريق كبيرة جدا والإبرة صغيرة .
عندها سألوا رابعة :" أرجوك أخبرينا أين أضعت إبرتك ؟ حدّدي المكان وإلاّ سيكون من الصعب إيجاده لأنّها صغيرة جدا .
فقالت رابعة : " إنّكم تسألون ثانية سؤال غير مناسب . وسؤالكم لا يتعلّق بعملية التفتيش "
توقّف القوم ثانية على قولها وقالوا " هل جننت يا رابعة ؟ "
فقالت لهم : " حسنا لإرضائكم سأقول لكم أين اضعتها . لقد أضعتها في البيت "
فسألوهها : " إذا لما تفتّشي عليها هنا "
ويقال أنّها أجابت " لأنّه يوجد هنا نور , أمّا في داخل البيت لا يوجد نور "
أي أننا نفتّش عن الأشياء في المكان الغير مناسب . فبدلا من الرجوع إلى داخلنا لنجد أنفسنا , فإننا نفتيش عن ما أضعناه في الخارج . بالنسبة لنا هناك نور في الخارج أمّا الداخل فمازال مظلما .
|